شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-01-11 |
تحت طبقة من الثرثرة والصياح يقوم القوميون الاجتماعيون بعملهم بكل هدوء وروية |
مهما تضاربت الآراء والاتهامات يبقى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ليس فقط خشبة الخلاص، بل السفينة الضخمة التي تنتشل غرقى السياسة الكيانية الوصولية من على جانبيها وترفعهم إلى متنها معزّزين مكرّمين وتسير بهم إلى شاطئ الأمان والعز والكرامة. لهم سياستهم الوصولية ولنا سياستنا القومية. لهم أوهامهم ولنا حقيقتنا. لهم مصالحهم الفردية ولنا مصلحة سورية فوق كل مصلحة. إن عمل الحزب السوري القومي الاجتماعي يرقى ويعلو فوق مستويات ومطالب السياسيين اللبنانيين والشاميين علوّا كبيرا، لأنه الحكم المخلـّص وليس طرفا من أطراف النزاع ولو بدا كذلك. إن معادلة سعاده العلمية تثبت ذلك وتنطبق على الوضع الحالي في لبنان، وهي كما يلي: فرضية محافظة (Thesis ) يقابلها فرضية رديكالية مناوئة ( Anti Thesis) ، وتبقى هذه الصراعات ، المضادّة لبعضها البعض، عاهة تنهش في جسم الأمة أو في جسم الشعب المعني لتقتله إن لم يأت الخلاص من الحَكَم (Umpire The) بالحل الأفضل - (SynThesis ). كم كان من الرفعة والعظمة لو اتخذ الحزب القومي هذا الموقف، موقف الحكم لوضع الحل الأسمى والأعلى لينهي تصادم الفريقين اللذين يعملان بنفس الأشكال والأساليب لتحقيق الغاية نفسها والفارق الوحيد بين أهداف الفريقين هو إزاحة فريق حاكم ليأخذ مكانه فريق آخر من نفس النوع لكن بأسماء مختلفة. ولا فرق من منهما يمثل أكثرية الشعب أو أكثرية من يمثله في المجلس التشريعي - البرلمان. " نحن لا نحارب كي يكون لنا ولغيرنا شراكة في حكم لأننا نعمل لبناء مجتمع علماني جديد على أساس القيم المثلى – الحق والخير والجمال – الذي تسوده العدالة الاجتماعية والمساوات بين أبناء الشعب الواحد”. وإذا شاركناهم مسيراتهم تختلط غايتنا بغاياتهم ويضيع جهادنا في المماحكات الجانبية أثناء الدوران في حلقة مفرغة من سيئ إلى أسوأ – (The Vicious Circle ). نحن نجاهد لتحقيق غاية حقيقية محددة علميا وتاريخيا وجغرافيا ولا يساورنا الشك في مسيرتنا ولا تثنينا المصاعب والمشقات عن الصراع الدائم لتحقيق ما أقسمنا عليه بإرادتنا نحن بثقة وإيمان وبكل وعزيمة صادقة. نحن لا نعارض ولا نقاوم ما يخطط له رجال القيادة في الحزب ولكن لا يمنعنا شيء من تقديم الآراء ، ولو بدت معارضة في المظهر، تبقى نتيجة الفكر العقائدي المتقدم لتحقيق الغاية بطرق وأساليب أفضل. إن التباين بالآراء دليل عافية لأنه يدل على أهمية القضية التي من أجلها يصارع القوميون. ولو لم تكن هذه القضية على جانب عظيم من الأهمية لما كانت هنالك معارضة على الإطلاق. عندما كان سعادة في السجن أتى إليه محاميه ( لا أذكر إسمه الآن ,اظن أنه الأستاذ حبيب أبو شهلا) وقال له : "غيـّر إسم الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى الحزب اللبناني القومي الاجتماعي وغدا صباحا أنت رئيس وزراء لبنان". كم في ذلك من إغراء وتراجع إلى الوراء؟ أجاب سعاده: "إن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو ملك الشعب السوري ولا أستطيع التصرف به". ورد المحامي قائلا: "إن لم تغير إسم الحزب تبقى في السجن إلى أجل طويل". فأجاب سعاده : " أفضـّل أن أبقى مكبلا في السجن ليبقي شعبي حرا طليقا". وبقي سعاده في السجن وبقي الشعب السوري حرا طليقا يصارع الرجعية والاستعمار والتمزيق الكياني السايكس بيكوتي حتى اليوم. نحن لا نحارب من أجل غاية رخيصة مارقة – (Transient) تذهب فورا بعد التوصل السريع إليها. ولا يمكن الصبر الطويل والمشقات والمصاعب أن تفكك إلتفافنا وتماسكنا المتين (Tenacity) بل تزيدنا صمودا وتصميما على متابعة السير من قمة عالية إلى قمم أعلى تظهر لنا كلما ارتقينا قمة عالية منها. وهنا أذكر بعضا من قصيدة لم تنشر بعد: "وكلما ارتادت الأبطال مرتفعا من البعيد تراءت فوقه القـمم ُ" "تعـلو وتشمخ والفيحاء في ألم جولانها الحر مسلوب ومقتضمُ " "أين الكرامة والجولان توأمها أين الحشود واين الزحف والعلمُ " نحن نهضة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ" ولن نتلهى بالطرهات والمهاترات السياسية الآنية لتحقيق مصالح شخصية لأن أهدافنا بعيدة المدى ورفيعة الشأن تتطلب صراعا مريرا ووقتا طويلا لتحقيقها.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |