شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2007-02-18
 

ما أشبه اليوم بالبارحة

فوزي نجد

لا أمل لشعبنا إلا بتفعيل المصهر القومي الإجتماعي

لنتمكن من بناء المجتمع القومي الاجتماعي الجديد

نحن لا ندعم فئة سياسية معارضة لتحل محل فئة حاكمة

نحن لا نؤمن بتغليب فئة على أخرى لأن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب الأمة السورية كلها.


"وإذا قلنا إن الأمة هي الحزب السوري القومي الاجتماعي وان الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الأمة لم نقل إلا الحقيقة الحرفية المجردة ، لأن الأمة هي هيئة تحقق فيها الوعي وحصلت النظرة الفاهمة الواضحة الصريحة إلى الحياة والكون والفن ، فحيث لا توجد هذه الأسس تظل الأمة موجودة في حالة إمكانية فقط ولا تصير حقيقة إلا بعد أن يحصل الوعي للحقائق الأساسية التي تكوّن وحدة الاتجاه وخطط الاتجاه التاريخي. وإننا لا نجد هذه الأسس في سورية الطبيعية كلها إلا في الحزب السوري القومي الاجتماعي".


يظهر الوضع السياسي والاجتماعي في لبنان اليوم بمظهر شبيه بالوضع السياسي والاجتماعي والعسكري في العراق من سنة 1933 حتى سنة 1941

الملك غازي استلم الحكم في العراق بعد وفاة والده فيصل في أوروبا بمرض القلب، من سنة ( 1933-1939 ) وكان فتى قليل الخبرة وهذا الوضع أعطى الفرصة للمنافسة على السلطة.

وبدون أحزاب سياسية ليصبّوا جهودهم نحو العملية الدستورية، اتخذ السياسيون الأساليب اللادستورية أو العنف . وأحد الأساليب كان لإرباك الذين في الحكم بهجومات في الصحف والتشويق للقصر أو حوادث يمكن أن تسبب إنقساما في الحكومة لإجبار رئيس الوزراء على الإستقالة. وهذه الأساليب كانت سبب تغيير الحكومة خمس مرات بعد الإستقلال من سنة 1932 – 1934 .

طريقة جديدة استعملها المعارضون لتحريض القبائل على الثورة في المقاطعات حيث يوجد زعماء قبائل غير راضين عن الجماعة في الحكم. القبائل التي عرفت برفض السلطة وضعوا تحت السيطرة وبقوا هادئين نسبيا بعد سنة 1932 . لما بدأ زعماء المعارضة بتحريضهم ضد الحكومة في سنة 1934 ، ثاروا وسببوا سقوط ثلاث حكومات من 1934 – 1935 . والأسلوب الثالث كان تدخل العسكر. حاولت المعارضة الحصول على إخلاص ضباط الجيش، وخططوا لانقلاب عسكري لإجبار الذين في السلطة على الاستقالة .

هذا الإسلوب الذي استعملته المعارضة برهن على أنه أخطر الأساليب لأن إذا تدخل الجيش بالسياسة يصبح من الصعب إستعادة الحكم المدني. ومن سنة 1936 حتى سنة 1941 ، لما هزمه البريطانيون ، سيطر الجيش على السياسة المحلية. وتدخل ثانية سنة 1958 وبقي القوة المسيطرة في السياسة حتى نشوء حزب البعث بعد عشر سنوات.

جماعتان من زعماء المعارضة أنتجوا أول إنقلاب عسكري سنة 1936. الجماعة الأولى بقيادة حكمت سليمان كانت من السياسيين القدامى حاولوا الوصول إلى السلطة بالأسالب العنيفة. والجماعة الثانية كانت جماعة الأهالي المؤلفة من الشباب الذين أيدوا الإشتراكية والديموقراطية وحاولوا القيام بأعمال إصلاحية.

بكر صدقي ، قائد إحدى فيالق الجيش، شن هجوما مفاجئا على بغداد بالتعاون مع قائد آخر وإجبروا الحكومة على الإستقالة. ويظهر أن الملك غازي لم يكن راضيا عن الجماعة الحاكمة وترك الحكومة تستقيل. حكمت سليمان أصبح رئيسا للوزراء في أكتوبر 1936 وبكر صدقي عيّن رئيسا للأركان. لا حكمت سليمان ولا جماعة الأهالي تمكنوا من إصلاح الحالة الإجتماعية، لأن الجيش بدأ السيطرة تدريجيا على المظهر السياسي. فئة عسكرية بمعاونة زعماء المعارضة اغتالوا بكر صدقي، ولكن الحكم المدني لم يعد إلى الممارسة. هذا الإنقلاب العسكري الأول قدم عاملا سياسيا جديدا. عدم وجود القيادة بعد اغتيال بكر صدقي تركت الجيش مقسوما, بينما الحسد بين القواد العسكريين رغـّب كل فئة لتدعم فئة مختلفة من الزعماء السياسيين. والجيش أصبح صاحب القرار في التغيرات الوزارية وبقي هكذا حتى سنة 1941 .


يتبع



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه