ما كان لي صلة بالروح ، تخيفني ..
عوالمها الرحيبة...
ما كنت أعلم أن لها حق التجدد ،
اليوم ، بعد ست من عقود طافحات بالهزائم ...
أكاد أرى انبعاث الروح ، شباباً
من خلف كل الحواجز والمآسي ،
من بينِ أكوام الخرائب ،
من رحم الأفكار الموهومة ..
لتنبئ من جديد عن قيامة ، ما كنت
أعرف أنها حتمية إلى حدود اليقين .
* * *
أيتها الروح الجامحة ، ترفضين ،
أن يروضك زمان عجوز ، أنت ..
كأفراس برية تعشق الحرية ،
تطير من دون أجنحة ، تدركين ،
أنك رقيقة كالحد الفاصل . . .
بين الظلمة والشفق الصباحي .
صلبةٌ ٌ، كسنديان بلادي ..
معتزةٌ ، كنفس أنوف ، كبيرة . .
بحجم حبك ِ للحياة ، وللحبيبة .
مضيئة ، كالشمس في وسط الظهيرة ،
لكنني يا روح ..
كم أخشى الكهولة .!.
* * *
ستون حولاً ، وتبقين غافية ،
زمان طويل . . .
تستيقظين آن يقترب الرحيل ..
آن يشتعل البياض ، يغطي ..
قمة الرأس المعفر بالمتاعب ،
يزوغ من العين الطريق ...
آن يضطرب الجوى في خافقي ،
ويشتعل الحريق .
وتغص بالدمع المآقي والعيون ،
لا تقنطي يا روح ، ما خاب لك الرجاء ،
ولن تهمس وساوسها الظنون ،
فالشيب لا يعني لنا إلا ارتداداً للشباب ،
فما انهارت من الثلج الرواسي ،
وما أثقلها ، لكنه ،
يا روح .. رجع للحنين وللصهيل .
* * *
آه يا روح ، كم حديثي طويل ..
كم عتابي غير ذي جدوى ،
والكلام ملولُ .
أعِتابٌ مع الروح . . ! والنفس أمارة..
والقضاء ، بين .. بين ، والحكم ،
لا يداني النفس رغبة ، بل ،
هي الروح من يهوى ، وانحياز..
يكون حكمه ، وليس الدليل .
أنا يا روح .. حائر والضياع طريقي ،
عاشق أنا يا روح ، مثقلٌ ،
منهكُ القوى ، .. مثلما النجم في عليائه . .
باعثُ الضياء ، لكنه وا لهفتي ،
ربما ، النجم الأفول .
* * *
لك المجد يا روح ، بغير حدود ٍ ..
لك السواري ، الرياح ، زبد الموج ،
السماء طباقاً ، الأرض ، غاباتها ..
الغيم ، برقه والرعد والهطول .
لك يا روح من النفس .. سلاماً ،
تكتوي النفس بالعذاب ضراماً ..
قلبها المدمى ، خاضع مذلولُ ،
أمنيات على رصيف الحياة ، يا روح ،
انتثرن مخضباتٍ ،
والحنين ..ما نفعه ..!
إن لم يكُنّ الأصولُ .!.
* * *
|