إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

همـس الروح ..!

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2007-12-29

إقرأ ايضاً


ما كان لي صلة بالروح  ، تخيفني ..

عوالمها الرحيبة...

 ما كنت أعلم أن لها حق التجدد ،

اليوم ، بعد ست من عقود طافحات بالهزائم ...

أكاد أرى انبعاث الروح ، شباباً

من خلف كل الحواجز والمآسي ،

من بينِ أكوام الخرائب ،

من رحم الأفكار الموهومة ..

لتنبئ من جديد عن قيامة ، ما كنت

أعرف أنها حتمية إلى حدود اليقين .

 

         *        *        *       

أيتها الروح الجامحة ، ترفضين ،

أن يروضك زمان عجوز ، أنت ..

كأفراس برية تعشق الحرية ،

تطير من دون أجنحة ، تدركين ،

أنك رقيقة كالحد الفاصل . . .

بين الظلمة والشفق الصباحي .

صلبةٌ ٌ، كسنديان بلادي ..

 معتزةٌ ، كنفس أنوف ، كبيرة . .

بحجم حبك ِ للحياة ، وللحبيبة .

مضيئة ، كالشمس في وسط الظهيرة ،

لكنني يا روح ..

 كم أخشى الكهولة .!.

 

         *        *        *

ستون حولاً ، وتبقين غافية  ،

 زمان طويل . . .

تستيقظين آن يقترب الرحيل ..

آن يشتعل البياض ، يغطي ..

قمة الرأس المعفر بالمتاعب ،

يزوغ من العين الطريق ...

آن يضطرب الجوى في خافقي ،

ويشتعل الحريق .

وتغص بالدمع المآقي والعيون ،

لا تقنطي يا روح ، ما خاب لك الرجاء ،

ولن تهمس  وساوسها الظنون ،

فالشيب لا يعني لنا إلا ارتداداً للشباب ،

فما انهارت من الثلج الرواسي ،

وما أثقلها ، لكنه ،

يا روح ..  رجع للحنين وللصهيل .

 

         *        *        *       

 

آه يا روح ، كم حديثي طويل ..

كم عتابي غير ذي جدوى ،

والكلام ملولُ .

أعِتابٌ مع الروح . . ! والنفس أمارة..

والقضاء ، بين .. بين ، والحكم ،

لا يداني النفس رغبة ، بل ،

هي الروح من يهوى ، وانحياز..

يكون حكمه ، وليس الدليل .

أنا  يا روح .. حائر والضياع طريقي ،

عاشق أنا يا روح ، مثقلٌ ،

منهكُ القوى ، .. مثلما النجم في عليائه . .

باعثُ الضياء ، لكنه وا لهفتي ،

ربما ،  النجم الأفول .

 

         *        *        *       

 

لك المجد يا روح ، بغير حدود ٍ ..

لك السواري ، الرياح ، زبد الموج ،

السماء طباقاً ، الأرض ، غاباتها ..

الغيم ، برقه والرعد والهطول .

لك يا روح من النفس .. سلاماً ،

تكتوي النفس بالعذاب ضراماً ..

قلبها المدمى ، خاضع مذلولُ ،

أمنيات على رصيف الحياة ، يا روح ،

انتثرن  مخضباتٍ ،

والحنين ..ما نفعه ..!

إن لم يكُنّ الأصولُ .!.

 

         *        *        *       

 

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024