إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ترامب المرشح... وترامب الرئيس؟

محمد عباس المولى - البناء

نسخة للطباعة 2016-11-15

إقرأ ايضاً


مواقف كثيرة أطلقها دونالد ترامب، قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وقبل أن يُسقط، بالضربة القاضية، نتائج الاستطلاعات، التي كانت تصبّ في مصلحة منافسته هيلاري كلينتون.

غير أنّ المواقف ما قبل الرئاسة، ليس بالضرورة أن تكون هي ذاتها مع الرئاسة. وبالتالي، لا يمكن التعويل على المواقف، إلاّ بعد اكتمال المشهد وتسلّم ملفات الرئاسة وتشكيل الإدارة الجديدة.

وما هو محلّ ترقب في مواقف ترامب، يتصل بالعلاقات الأميركية ـ الروسية، خصوصاً في ظلّ الحديث عن دور روسي مساند لترامب في الانتخابات وبالموقف من القضايا الخارجية وكذلك، موقفه من الإرهاب والدول التي تتعرّض للحروب الإرهابية وأيضاً موقفه من قضية المهاجرين والقضايا الاقتصادية الداخلية الأميركية.

أما المتغيّر الذي قد يطرأ، بحسب المتابعين، فهو الموقف من السعودية وقطر وتركيا، فهل سيبقى التحالف قائماً بين هؤلاء والولايات المتحدة، أم سيشهد انتكاسة كبيرة، نتيجة الإخفاقات الكثيرة التي تمّ تحميل واشنطن وزرها؟

لا شك أنّ الدول الثلاث، الآنفة الذكر، ودول عربية أخرى، في المحور نفسه، تخشى أسلوباً جديداً تمارسه أميركا تجاهها، لذلك، فإنّ هذه الدول تعيش تحت وطأة ضغوط الانتظار، إلى حين تشكيل حكومة جديدة في أميركا ورسم خطوط السياسة الخارجية، لا سيما حيال الحروب القائمة والإرهاب.

وأما الثابت الذي لا يتوقع أحد من المراقبين تغيّره، فهو العلاقة الأميركية الصهيونية، فهذه العلاقة لا تتأثر بتبدّل الرؤساء والإدارات، لأنّ هناك استراتيجة واحدة لا تنفك ولا تنفصل، هي التي تحدّد وجهة الرئيس وموقفه من الكيان الصهيوني. ولذلك، رأينا تعبيراً عن الفرح العارم بانتخاب ترامب، من قبل قيادات العدو الصهيوني، لأنّ هذا الرجل كان قد أطلق مواقف داعمة لـ «إسرائيل». ويعتقد الصهاينة أنّ مجيئه يشكل نهاية أكيدة، لحلّ الدولتين ويسرّع نقل السفارة الأميركية الى القدس ويضاعف حجم المساعدات المالية والعسكرية لكيانهم الغاصب.

الثابت الأميركي الذي هو «إسرائيل»، لا يخضع لأيّ تغيير، لكن العلاقات مع العرب تتغيّر طبقاً لمصالح أميركا، لذلك، فإنّ تسابق بعض العرب لتطبيع علاقاتهم مع العدو الصهيوني، لن يغيّر في واقع السياسات الأميركية شيئاً.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024