إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سيرة ومسيرة الامين لبيب ناصيف - الحلقة الثالثة -

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2019-01-30

إقرأ ايضاً


- سلّم حالك، الوزير وعد .

في 18 حزيران 1965 سلّمتُ نفسي، فأصدر المحقق العسكري الأستاذ نقولا رزق الله مذكرة التوقيف الوجاهية رقم 115/647/ وأحالني موقوفاً إلى سجن الرمل. بقيت 22 يوماً في القاووش رقم 2 من البناية الثانية للموقوفين.

عندما دخلتُ القاووش وقفت مشدوهاً. ثم تحركتُ عندما تحرّك نحوي شاويش القاووش، ميشال اليازجي .

عندما اطلّع على قرار التوقيف، وفيه أني موظف في "بنكو دي روما"، والأسباب هي العمل لحزب ممنوع، لم يدفشني إلى قرب المرحاض حيث يبدأ السجين الموقوف مشواره في الغرفة، إنما ساقني إلى وسط القاووش وأجلسني في مكان جيد وأصدر أوامره .

كنتُ شعرت بالرعب وانا اشاهد هذا العدد من الرجال الـ"غير شكل"!. منهم من يفترش الارض، وآخرون يسيرون وسط القاووش. لم يكن معي اي من الرفقاء الذين كانوا توزعوا في اكثر من قاووش. الا ان مشاعر الرعب راحت تزول، ربما لانهم علموا اني موقوف لاسباب سياسية، واني موظف في مصرف معروف، او ربما لان شاويش الغرفة كان صديقاً للحزب، وقد كانت اوامره صارمة بالنسبة لوجوب التعاطي الجيد معي، او ربما ايضاً لحسن تصرفاتي مع الجميع، ولاكتشافي وجود عدد لا بأس به من مناصري الحزب، قد جعلني بمنأى عن اي تعاط سيء، كل هذا لم يجعل من ايامي في التوقيف الاول جحيماً، انما اياماً من الاسر لا بد ان تنتهي قريباً، وقد ساعد على ذلك تردد المحامي الصديق عادل بطرس الى السجن، وزيارات شقيقتي هدى(1)، والطعام الجيد الذي كان "يتدفق" بسعي مستمر من الوالدة التي رفضت ان تخرج من بيتها ما دام ابنها سجيناً، وتلك الاخبار الحلوة التي كانت تردني عن زيارات الرفقاء والرفيقات الى منزلنا لمواساة الوالدة والتخفيف عنها.

يوماً بعد يوم رحتُ أرى ان كل انسان يملك في اعماقه جانباً، يقلّ او يكبر، من الطيبة ومن مشاعر الخير. ذلك ان احتكاكي بالسجناء الموقوفين مثلي في القاووش قد جعلني ارى في داخل كل منهم مساحة من الخير، اذا اُحسن التعاطي معها، نَـمت أكثر.

في 10/7/1965 تمّ إخلاء سبيلي على أن أخضع، كما باقي الرفقاء، إلى المحاكمة العسكرية .

اثنان لا أنساهما: القريب الصديق المحامي عادل بطرس الذي كان يتردد أسبوعياً أكثر من مرة، ويتابع ملفي، ويهتم، ثم يقوم بالدفاع في جلسات المحاكمة ويقدم المذكرات، دون أي مقابل. لن انسى تعاطيه خلال كل السنوات التي تعرّضتُ لها للملاحقات وللتوقيف ولاحكام السجن، فلم يقبل رغم الحاحي ان يتقاضى اي مبلغ. انه الصديق والاخ المستمر في حياتي . وشقيقتي هدى التي، رغم وضعها الصحي الذي أصاب سلسلة ظهرها وهي في الثانية عشرة من عمرها، كانت تجلب لي الطعام وتزورني أسبوعياً وتهتم بكل حاجاتي، وتتعرّض "للتدفيش" اثناء الحضور، واثناء الوقوف مع اهالي السجناء لمقابلتي عند الحاجز الفاصل بين السجناء، وزائريهم.

خرجتُ من السجن لأجد نفسي خارج البنك. في نظامه الذي وقّـعتُ عليه حين قُبلت كموظف، مادة أساسية تحظّـر على الموظفين التعاطي في السياسة. قرار الصرف صدر عن الادارة المركزية في روما، بتاريخ 3 تموز 1965 وتمّ تبليغي بواسطة البريد المضمون إلى عنواني في المصيطبة .

نقابة المصارف تحرّكت بفضل رفيقنا، الصديق رفعت عسيران، وبفضل الوجود القوي للحزب في المصارف. وتحركتُ ضمن البنك ولديّ العديد من الأصدقاء مما اضطرّ إدارة البنك في روما إلى العودة عن قرارها، فوجهتْ لي رسالة بتاريخ 29/7/1965 تعتبر فيها رسالة الصرف من العمل، بحكم الملغاة، وهذه سابقة في "بنكو دي روما" اذ لم يحصل ان عادت الادارة المركزية عن اي قرار اتخذته، فتـبلغت أنها تقبل عودتي إلى العمل، إنما مع التحفظ لجهة انتظار نتيجة الدعوى العالقة أمام المراجع القضائية العسكرية، حيث أن إخلاء السبيل كان مؤقتاً .

عدتُ إلى البنك، وأيضاً إلى استقبال الرفقاء، كما متابعة مسؤولياتي الحزبية، وإلى العمل المتواصل. أصدقائي في البنك كانوا يرون كل هذا، فيقدمون لي النصيحة بمودة وحرص شديدين، اذ كنتُ أقمتُ في سنوات عملي في البنك علاقات صداقة جيدة مع الزملاء، كانوا يعبرون عنها في انتخابات نقابة المصارف حيث كانوا ينتخبون رفيقنا رفعت عسيران وبعد ان غادر الى لندن، للتخصص المصرفي، مأمون منصور(2)، أو يفوضُـوني كي أنتخب عنهم.

بعد عدة جلسات أصدرت المحكمة العسكرية قرارها بتاريخ 30/3/1966 وقد قضى بتبرئتي، والرفقاء غسان الأشقر، إميل رياشي، غسان عز الدين، هنري حاماتي، فريد صوايا والياس الديري فيما قضت بأحكام مختلفة، مع وقف التنفيذ، بالنسبة للرفقاء توفيق الحايك، جورج قيصر، غطاس الغريب، ملحم غاوي، وجوزف رزق الله.

تسلّمت إدارة البنك القرار مترجماً إلى اللغة الفرنسية، فأسقط في يدها كلياً .

*

- بدك تستلم الطلبة .

حاولتُ الاعتذار، إلا أن الأمين عبدالله محسن(3) أصرّ. كنت مستعداً نفسياً كي أتولى مسؤولية النقابات، التي كان يتولاها الرفيق المحامي عبد اللطيف غلاييني(4). فما أنا بطالب، وبعيد كلياً عن أجواء الجامعات والمدارس.

- ما في غيرك .

قبلتُ، ورشة العمل الطلابي في الفترة 1966-1968 اشار إليها الامين عبدالله سعادة في مذكراته "اوراق قومية" ويعرفها العشرات العشرات من الرفقاء الطلبة، جامعيين وثانويين، ممن انتموا، أو الذين انخرطوا في ذلك العمل الذي تمّ بفضل نشاط عدد كبير من الرفقاء الذين لا يسعني إلا أن أذكرهم بكثير من الحب والتقدير: الشهيدين غسان الديك(5) وإيليا نقولا(6)، الراحلين: الامناء: علي قانصو، داود باز، محسن امهز، امل ابراهيم، جورج شربل، محمود عبد الخالق، خليل غنام، د. عساف نعيمة(7)، عدنان طيارة، الشاعر خالد زهر، رياض عزام، والرفقاء انطون خوري، سام نجار، حاتم بركات، يوسف سالم، شاكر ايوب، وديع الحلو، نبيل رياشي، بطرس مطر، ملحم فياض، طنوس طعمة، يوسف الشاعر، منير حيدر، سمير ضومط، منير ابو غانم، جان مهنا (المهندس، كي نفرّق بينه وبين رفيقين يحملان هذا الاسم)، نبيل حبيقة، غسان أبو حيدر، فؤاد معلوف، مهى سعاده، غانم خنيصر، جورج انيس حداد، والامناء الحاليين: د. مروان فارس، نصري خوري، منى حداد فارس، يحي جابر ونبيل كيروز (وكانا نشطا في كلية الحقوق، الجامعة اللبنانية في التنظيم الذي عُرف بـ تنظيم عبد المسيح)، إيلي عون، د. جورج يونان(8)، عصام حريق، فؤاد ابو فيصل، ميشال الحاج، مفيد القنطار، بهيج أبو غانم، جميل عساف، فارس فياض، عارف فياض، شوقي باز، كمال الحلبي، غازي ابو كامل، د. أنطون حتي، نبيل فغالي، نصري صايغ، حافظ الصايغ، سليمان الغريب، كمال نادر، محمد غملوش، توفيق ميلان، صفية ناصيف، ناصيف الغريب، والرفقاء: شوكت حكيم، جان نادر، سعد نصر، جبران عواد، وسام رفول، جوزف بابلو، نبوغ نصر، راكان دندش، يوسف عبد الصمد، الياس شمعون وشقيقه كميل، رياض صعب، امل صباح، سليم ونديم حامض، موسى قبيسي، نجوى نصر، يوسف المسمار، حياة الحاج، إيلان مجدلاني، وسيم سري الدين، راغدة كعدي، داود عطا الله، دوسي منيّر(9)، نجيب الحلو، فريد نبتي، جوزف سبليان، باسم المعلم، نظام الأشقر، سيمون الديري، راغدة سعاده، سعيد عطايا، كابي وجورج وأولغا أبو شعر، قيصر رزق الله، بدر الحاج، بسام مخول، فداء ورجاء وغيث جديد (ابناء الشهيد غسان جديد)، ميشال مرقص، عبد الله ضو، رمزي اسطفان، حسام سلوم، صلاح زهر، سلام حريق، ايفا شماس، غطاس الغريب، زينب عبد الساتر، فهيم خوري، نبيل وجورج عوض (شقيقا الامين فؤاد)، وليد يارد، سمير صيقلي، وليد عبد الخالق(10) وغيرهم وغيرهن، معتذراً من أي رفيق أو رفيقة سقط الاسم سهواً، إذ لا يمكن إيفاء عشرات العشرات من الرفقاء والرفيقات حقهم، وقد ناضلوا في الأيام الصعبة وفي أحلك الظروف معرّضين أنفسهم للسجن، ولعذاباته .

الا ان ما يصح الاشارة إليه ان كثيرين من الرفقاء الواردة اسماؤهم آنفاً، تَبَوَّءُوا في الحزب، مراكز قيادية وفي المجتمع حضوراً جيداً.

*

في العديد من الجامعات والثانويات بدأنا العمل من المدماك الأول: هكذا بدأ حاتم بركات(11) ثم شوكت حكيم(12) في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية، وراح رفقاء ينتمون. كذلك في العلوم الاجتماعية، الرفيق أنطون خوري ربما هو الرفيق الأول فيها، في كلية العلوم الرفيق يوسف سالم ودوره التأسيسي لا ينسى، وأيضاً الرفيق نبوغ نصر(13) في معهد المعلمين العالي .

العديد من الرفقاء الجامعيين كانوا كلفوا بمسؤوليات في الثانويات: ينشط الرفيق في الجامعة، وينشط كذلك عبر مسؤوليته عن ثانوية أو أكثر. هكذا الرفيق جميل عساف (الامين لاحقاً)، فهو ليس فقط طالباً في جامعة بيروت العربية، إنما هو أيضاً مسؤول عن العمل في مدرسة التنشئة الوطنية. الرفيق شوكت حكيم ينشط في كلية الآداب، وينشط مسؤولاً عن العمل الطلابي في كفرشيما، الرفيق جان نادر يتابع العمل الحزبي في ثانوية الأشرفية(14)، الرفيق أنطون حتي يهتم بمدرسة البشارة الأرثوذكسية(15) في الأشرفية التي شهدت حضوراً حزبياً جيداً، وانتماءات عديدة .

وفي المناطق هناك مسؤول عن العمل الطلابي بموازاة المسؤول عن العمل الإداري. في البدء أوجد هذا الفصل اشكالات إدارية، إلا أن إدراك المسؤولين لأهمية العمل في أوساط الطلبة، لم يجعل تلك الاشكالات تأخذ حجماً معطلاً للعمل. هذا ما يعرفه الأمين إيلي نصار في الكورة، والامين حافظ الصايغ في القسم الجنوبي من الغرب، كما كان يعرفه الأمين الشهيد خليل فارس، ومثله الرفيق نعيم غنطوس وقد نشط جيداً ومعه الرفيق فيلمون جبور (الامين حالياً). ويعرفه أيضاً الرفقاء الذين تولوا مسؤولية العمل الطلابي أو نشطوا في هذا المجال، أذكر منهم الامين سليمان الغريب في مرجعيون، الرفيق السابق حكمت سمعان في رأس بعلبك(16)، الامين مفضل علو(17)، والرفيقان: سعيد عطايا(18) في المنطقة العليا من المتن الشمالي، ومصطفى زين (الصحافي المعروف في لندن) في بعلبك(19)، والراحلين: الامين محمود عبد الخالق في القسم الاعلى من الغرب، الامين خليل غنام في الشوف، والرفقاء أحمد المسمار(20) في الهرمل، أنطون سعاده(21) في جبيل، سمير ضومط في ساحل المتن الشمالي(22).

واذكر جيداً النشاط الاذاعي الذي كان يقوم به الطالب الثانوي الرفيق توفيق مهنا (الامين. نائب رئيس الحزب. عضو المجلس الاعلى) في الضاحية الشرقية.

هذا الفصل الإداري، وأبعاد العمل الطلابي عن الاشكالات التي قد تحصل على صعيد الفروع الحزبية، وتولي رفقاء جيدين للعمل الطلابي في المناطق، هو الذي جعل العمل ينشط ويشمل عدداً كبيراً من الثانويات والمدارس في مناطق عديدة من لبنان، كما أن إعطاء الرفيق الطالب الجامعي دوراً حزبياً على صعيد الثانويات، متابعةً إدارية أو تغطيةً للحلقات الإذاعية، ساهم في نمو العمل في المدارس إذ أن الطالب التكميلي والثانوي يسهل عليه نفسياً القبول بأفكار يطرحها طالب جامعي، ونادراً جداً ما يحصل هذا لو أن المذيع طالب زميل معه .

وكما كان الرفيق الطالب ينشط في الجامعة، ويتولى مسؤولية الإشراف على العمل الحزبي في إحدى الثانويات، كان أيضاً ينشط في بلدته، خاصة في فصل الصيف. وكثيراً ما كانت تتّم زيارات إلى الرفقاء في قراهم، لمزيد من الحثّ على العمل، ولإعطاء دفق معنوي لهم، مستفيدين من عدد لا بأس به من رفقاء يملكون سيارات خصوصية فيقومون بذلك أيام الآحاد، بكل اندفاع وانشداد إلى مثالية الإيمان دون أن يسأل أي منهم عن ثمن محروقات، أو عن فرصة له يقضيها حيثما يشاء(23) .

*

وإذا كنا نتحدث عن العمل الحزبي في الوسط الطلابي فلا يصح أن نغفل الدور الناشط الذي قام به نخبة من الرفقاء المذيعين على صعيديّ الجامعات والثانويات، نذكر منهم الرفقاء هنري حاماتي، جمال فاخوري، بهيج أبو غانم، داود باز، جميل عساف (أمناء لاحقاً)، يوسف المسمار، جوزف بابلو، انطون وبسام فرح، ميشال مرقص، هنيبعل عطية (الشهيد)، الياس مسوح، جورج قيصر، جان نادر، شوكت حكيم.

إلا أن المذيعين الأكثر نشاطاً وتأثيراً هم قيادات الحزب في معتقل القلعة، وقد راح يشهد في السنتين اللتين سبقتا العفو العام في 19 شباط 1969 انتظام الزيارات الأسبوعية لعشرات الطلبة، رفقاء ومواطنين، يتوزعون في لقاءات مع كل من الأمناء عبدالله سعاده، أسد الأشقر، محمد بعلبكي، إنعام رعد، منير خوري، شوقي خير الله، بشير عبيد، وفي تلك اللقاءات التي قد تطول لأكثر من ساعتين، كان يتمّ شرح العقيدة والكثير من المفاهيم القومية الاجتماعية، كما الإجابة على أسئلة وتساؤلات مختلفة. لقد ساهمت هذه الزيارات بشكل فعال في العمل القومي الاجتماعي في أوساط الطلبة الجامعيين، ولاحقاً في انتماء العشرات من الرفقاء .

في تلك الفترة عمدنا إلى طبع ثلاثة كراريس(24) جرى توزيعها بكثافة في الجامعات والثانويات، في بيروت والمناطق، وقد كان لها الأثر الكبير في تغطية الحاجة الإذاعية في ظل افتقارنا إلى الكتب الحزبية التي كان يطالب بها الرفقاء، أسوة بالمواطنين، حتى أننا كنا ننتدب رفقاء إلى مكتب "تنظيم عبد المسيح" في منطقة الدورة لشراء ما تيّسر من كتب حزبية، ووضع نسخ محدودة منها بتصرف المنطقة الحزبية(25).

الكراريس الثلاث كانت التالية:

- رسالة موجهة من الأمين عبدالله سعاده إلى الطلبة القوميين الاجتماعيين .

- في ذكرى النكبتين للأمين إنعام رعد (بإسم قيس الجردي) .

- محاضرة كان ألقاها الأمين محمد بعلبكي في الجامعة اليسوعية في كانون الثاني 1961 .

ولا شك أن المقالات والدراسات التي راح الأمناء والرفقاء في الأسر وخارجه يغرقون بها الصحف اللبنانية، ساهمت في النشاط القومي الاجتماعي الإذاعي – العقائدي، وشكلت جاذباً كبيراً لمئات المواطنين الطلبة للتعرّف على الحزب، وللمضي أكثر في تفهم تعاليمه وغايته .

ومن أبرز الذين كتبوا في تلك المرحلة نذكر الأمناء عبدالله سعاده (عبدالله فرح)، أسد الأشقر (سبع بولس حميدان)، إنعام رعد (قيس الجردي)، وبشير عبيد (نذير الشويري) .

أما خارج الأسر فإن كتابات الرفقاء هنري حاماتي (الامين)، الياس مسوح، الياس مخلوف، هنيبعل عطية، جان الداية، كذلك ما كانت تنشره مجلة "المواسم" لصاحبها الرفيق الشاعر إيليا أبو شديد(26) من مقالات، أخصها للشاعر محمد يوسف حمود، فهذه كلها كان لها الأثر البالغ في فترة العطش إلى قراءة كل ما يمتّ إلى العقيدة القومية الاجتماعية، وإلى الحزب السوري القومي الاجتماعي "الممنوع" من الدولة، إنما المتواجد والناشط في مختلف المناطق اللبنانية. كما لا انسى النشاط المميّز للرفيق الصحافي فايز كرم(27).

إلا أنه، والحق يقال، كانت جريدة "النهار" وملحقها الأسبوعي، المنبر البارز المميّز، كما كان لدورها في سنوات الاعتقالات والمحاكمات، ونشرها لوقائع المحاكمة ولدفاعات الأمناء والرفقاء الاسرى، فالمحامين، أثره في تعرية نظام المكتب الثاني وأفعاله المشينة .

كذلك الأمر بالنسبة لصحف أخرى حيث يعمل فيها قوميون اجتماعيون، نذكر منها "لسان الحال" لصاحبها الرفيق السابق جبران حايك، الشمس، الزمان، الهدف الذي كان مدير تحريرها، لفترة، الرفيق الياس مسوح .

كما لا بد أن نشير إلى ما ساهمت به الرحلات التي كنا ننظمها، من دفع إذاعي جيد، ومعنوي، للرفقاء وللمواطنين خاصة عندما تضم الرحلة الواحدة 4 أو 5 باصات كبيرة، تتخللها الأناشيد الحزبية التي كانت تطربنا بها الرفيقة أدال نصر(28) التي كانت تصرّ على اصطحاب والدها وشقيقتها يزدا (سقطا في مذبحة "عبيه" في الحرب المجنونة) كإصرارنا نحن على أن تشارك الرفيقة ادال في الرحلات لما كانت تتمتع به من صوت رائع، وما كانت تحفظه من أناشيد وأغان قومية اجتماعية يطرب لها الرفقاء والأصدقاء وتزيدهم حماساً واندفاعاً للعمل.

وإلى الرفيقة أدال، لا ننسى صوت الرفيقة حياة الحاج(29)، الفيروزي، وأغانيها وأناشيدها الحزبية، كما لا ننسى "ترومبيت" الرفيق غسان خنيصر(30)، وقد امتلك القدرة على أن يبقى ينفخ الألحان المتنوعة بالآلة الموسيقية، فترة طويلة .

*

تمكن الرفقاء الأسرى، في سجن القبة – طرابلس – ثم في سجن القلعة في بيروت، عندما نُـقلوا إليه، أن يكسروا رتابة السجن وخمول الأسر، وما يعكساه على نفسية السجين من ضغط نفسي، ليس بفضل ما تقدمه تعاليم النهضة من غنى روحي وعقلي ونفسي، فحسب، إنما أيضاً بفضل التدابير التي قام بها المسؤول الحزبي في معتقل "القبة" الأمين منير خوري(31)، الدكتور في العلوم الاجتماعية، وصاحب الخبرة الطويلة في مجال التنمية في الريف .

فإذا بالسجن يتحوّل إلى ورشة عمل على صعد الدراسة، الرياضة وإنتاج أشغال الخرز. لقد أمكن لرفقاء عديدين واظبوا على الدراسة أن ينتصر البعض على جهله للقراءة وللكتابة، والبعض الآخر أن يحسن اللغة الإنكليزية، وآخرون يولون اهتمامهم لعلم المحاسبة، فيحصلون على شهادة مصدّقة من وزارة التربية جعلتهم، حين خروجهم من الأسر، يعملون بواسطتها في مؤسسات وشركات،

وفاءً نسجل للرفيق سمير صيقلي دوره مع والده الرفيق السابق سامي صيقلي صاحب معهد لبنان في بناية اللعازارية، (وسط العاصمة بيروت) في جعل الرفقاء يحصلون على الشهادة الرسمية المصدقة .

وإذا كان إنتاج الخرز أمراً جيداً يساهم في تطوير ذهن الرفيق باتجاه الدقة وخلق النماذج المتنوعة، إلا أن من فوائده أيضاً أنه يشكل وسيلة مالية للرفيق الأسير تمكّـنه من توفير أي مبلغ مالي لعائلته. إنما يتطلب ذلك وجود من يعمل على تسويق إنتاجه خارج الأسر، وهذا ما وفرته السيدة ليلى جدع(32) بكثير من الاهتمام والتفاني استحقت عليه تقدير الرفقاء الأسرى، كذلك الرفقاء والرفيقات الذين كان دورهم، التناوب على تأمين الدوام الطويل في المعارض العديدة التي كانت تضمُ جناحاً خاصاً لأشغال الرفقاء الأسرى .

يكفي أن نقول أن العديد من الرفقاء الأسرى كانوا يؤمنون من ريع أشغال الخرز مصروف عائلاتهم، أو جزءاً أساسياً منه .

اذكر ان معرضاً أقيم، لأكثر من عام واحد في بناية سينما ستراند في الحمرا، كان يؤمن الدوام رفقاء ورفيقات، اذكر من بينهن اليدا سالم(33)، مهى سعاده(34) جيزيل جوزف رزق الله،، وكنت اتردد يومياً، للاطمئنان على سير العمل. ومرة اخرى في بناء لمدرسة في منطقة الاوزاعي (لم تعد تسعفني الذاكرة بالنسبة لاسم المكان).

*

الرفيقات والرفقاء الطلبة الذين كانوا ينشطون في الجامعات والثانويات، ويزورون سجن القلعة، ويقضون أوقاتاً في جناح أشغال الخرز في المعارض، لم يخافوا يوماً ولا عرفوا جبناً. بل كانت تحركاتهم أقرب إلى العلنية، وحضورهم في الوسط الطلابي على أصعدة الانتخابات والمظاهرات، والصدامات، بارزاً وفعالاً، وقد شهدتْ الجامعات في بيروت والعديد من ثانوياتها حضوراً بارزاً للرفقاء والأصدقاء، بل لعل ثانويات فرن الشباك، الأشرفية، البشارة الأرثوذكسية، الراعي الصالح، المخلص، الـ C.T.I.، الكلية الاستعدادية (I.C) التنشئة الوطنية لم تشهد حضوراً حزبياً ناشطاً كما شهدته في تلك الفترة، وهنا لا بد أن نشير بكثير من الاعتزاز إلى الدور الذي قامت به ثانوية الأرز(35) في عاليه لصاحبها ومديرها المربي الرفيق أنيس أبو رافع، أساتذة وطلاباً، بحيث كانت أحد مقالع العمل الحزبي على مدى سنوات تلك المرحلة، ولا بد أن نذكر، وفاءً، الدور الناشط الذي قام به الطالبان الرفيقان شاكر أيوب وأمل صباح، كما أساتذة في الثانوية منهم الأمناء الياس جرجي، حيدر عيسى، رياض عزام، والرفيقين خالد زهر جورج توما. وتعود بي الذاكرة الى حين عرفتُ بتحول الطالب الثانوي حازم صاغية الى القومية الاجتماعية، فانتماؤه الى الحزب، فابتعاده. وفي تلك الفترة انتمى صديقه وابن بلدته "بينو" الرفيق السابق جوزف سماحة، وشقيقه مروان.

وأن نشير أيضاً إلى مدرسة فينيقيا(36) في ديك المحدي لمديرها الرفيق منير تبشراني وقد شكلت، بالرفقاء من أساتذتها وطلابها، قلعة قومية اجتماعية خرّجت العديد من الرفقاء الطلبة، كذلك إلى مدرسة الحدث العالية(37) لصاحبها ومديرها الرفيق حبيب حبيب التي كانت في تلك السنوات العجاف واحة للعمل القومي الاجتماعي، فيها عرف الكثير من الطلبة دربهم إلى العقيدة القومية الاجتماعية.

لقد عرفتْ مدارس وثانويات عديدة جداً، في المتن الشمالي، في الضاحية الشرقية، في الشويفات والغرب والشوف والكورة وكسروان وزحلة، وغيرها من مناطق لبنان، نشاطاً حزبياً متحركاً، شارك فيه رفقاء مدرّسون، وطلبة من رفقاء وأصدقاء، وهذا ما يعرفه جيداً الرفقاء الذين عملوا في سنوات العمل السري في الستينات، وقد أشرنا إليهم آنفاً وفي كثير من النبذات.

ولا بد أن نذكر الدور الجيد الذي قام به الرفيق سعيد عطايا على صعيد مدارس وثانويات في المتن الشمالي، وقد استطاع بمتابعته الملحاحة وحلقاته الإذاعية تحقيق انتماء العديد من الطلبة، منهم الرفيق الدكتور الراحل رجا مزهر الذي كان انتمى في ثانوية برمانا العالية(38) .

أما في الجامعات، ففيها كلها، كان للحزب فروعه وحلقاته الإذاعية وانتماءاته، كما خلافه وصدامه مع القوى المضادة، خاصة في "كلية العلوم" التي كان للحزب الشيوعي والقوى اليسارية حضورهم القوي فيها، إلا أن نشاط الرفيق يوسف سالم، ثم رفقاء عديدين، منهم مفيد القنطار (الامين)، موسى قبيسي، زهى عيسى، دوسي منيّر، ميشال عبس(الامين)، شحاده الغاوي، وسام رفول، غسان خنيصر، فهيم خوري، فائزة بيطار، حسن فخر الدين، جبران عواد، جان بستاني، مارون عنداري، كلوتيلد زينون، جعل من مديرية الحزب في كلية العلوم أقوى المديريات وأكثرها حضوراً في الوسط الطلابي .

*

يوم اثبتنا حضور الحزب في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية

في العام 1968 على ما اذكر، وفي ذكرى "النكسة" في حزيران 1967، وفي عز ملاحقات الشعبة الثانية، طبع مكتب الطلبة لوحتين اعلانيتين وجرى توزيعها على كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية، وغيرها من الجامعات، والثانويات، في بيروت والمناطق، وكان رفقاؤنا الطلبة يتوزعون فرقاً للصق اللوحتين على واجهات المحلات، ويوقفون السيارات ويطلبون الى اصحابها وضع اللوحتين او احداها عند الزجاج الامامي او الخلفي لسياراتهم.

لم يواجه اي من الفرق، او الرفقاء في الجامعات والثانويات اي عقبة او مشكلة، باستثناء "كلية العلوم" في الجامعة اللبنانية حيث كانت الكلية تحت سيطرة "التجمع الشيوعي- الناصري" المناهض للحزب في تلك الفترة، فيما كان رفقاؤنا في بداية تأسيس حضور حزبي لهم في كلية العلوم، لذلك، فان لصق "اللوحتين" على لوحة الاعلانات في الكلية اثار افراد التجمع المذكور، فعمد احدهم الى تمزيقها.

كنا امام احد موقفين:

الاول: الانكفاء، اذ ان عدد رفقائنا كان ما زال ضئيلاً وفي طور النمو، في واقع سيطرة التجمع المناوئ على الكلية.

الثاني: قبول التحدي وفي هذا نثبت حضورنا في كلية العلوم، وبالتالي دفعه لنمو جيد.

اخذنا القرار الثاني واوعزنا الى الرفقاء في كليات الجامعة اللبنانية وفي مختلف جامعات وثانويات بيروت، وكان عددهم بالعشرات الكثيرة، الى التوجه الى كلية العلوم ساعة قيام رفقاء الكلية بإعادة لصق "اللوحتين" على لوحة الاعلانات، وسط تجمع مناوئ يرفض ذلك.

لا زلتُ اذكر من الرفقاء خارج كلية العلوم الذين تنادوا للحضور اليها ساعة التحدي: راكان دندش، سليم حامض، غابي ابو شعر، باسم المعلم، نبوغ نصر، انطون رومانوس، غسان حاطوم، وليد يارد، سمير صيقلي، وقد انضموا الى الرفقاء في كلية العلوم الذين كانوا يتمتعون بالكثير من الصلابة ومن الحماسة ومن مشاعر العز القومي.

أعيدت "اللوحتان" الى مكانهما على لوحة الاعلانات، وتوزّع الرفقاء في المقهى وفي ارجاء الكلية. واستعدوا. لا شيء. "اللوحتان" بقيتا على اللوحة الخاصة بالاعلانات، وراح العمل الحزبي في كلية العلوم يشهد نمواً رائعاً، بحيث كانت مديرية الحزب في كلية العلوم من اشد وافضل فروع الحزب في الجامعة اللبنانية.

رفقاؤنا الطلبة الذين نشطوا في ستينات القرن الماضي يعرفون ذلك، ويعرفون ايضاً ان رفقاءنا نظموا في تلك الذكرى مسيرة انطلقت من كلية التربية في الجامعة اللبنانية باتجاه جامعة بيروت العربية. ساروا صفوفاً يحملون اليافطات ويقطعون المسافة سيراً على الاقدام، فيما قوى الامن ترى وتراقب.

*

لا زلتُ اذكر بحنين، بين اوائل الرفقاء الذين عملوا في مكتب الطلبة، كلا من الامين الراحل د. عساف نعيمة، طالب الطب في الجامعة اليسوعية الذي، بعد ان غادر الى ديترويت، تولى مسؤولية العمل الحزبي فيها وفي كليفلند، وكنت نشرتُ نبذة عنه، وتحدثت عنه في اكثر من مناسبة، والطالب في الجامعة اللبنانية الرفيق كمال الحلبي (من ينطا، الامين لاحقاً) الذي كنا نجتمع في شقة في بناية يملكها والده في سد البوشرية، ومن جهة ثانية كان رفقاء وطلبة اصدقاء من كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية يجتمعون في شقة يقيم فيها في منطقة الحمرا.

وهنا لا بد ان اذكر الامرين التاليين، الدالين على ما تميّز به الرفقاء في تلك السنوات الصعبة من صلابة وجرأة.

الاول: قيام الرفيق بسام شلهوب (من دوما. منح رتبة الامانة) بطباعة دراسة كان اعدها بطلب من الاستاذ الدكتور بشير العريضي، واذكر انها طُـبعت على "الستانسل" ووزعت بكثافة، واثارت ضجة في تلك السنوات الصعبة، مما ادى الى تعرضه للملاحقة. بعد تخرّجه غادر الرفيق بسام شلهوب الى بوسطن للحصول على شهادة دكتوراة ولاحقاً منح رتبة الامانة، تولى مسؤولية منفذ عام كسروان بعد ان اقام في منطقة ادما، ووافته المنيّة مؤخراً .

اما الامر الثاني، فهو ان الطالب انطون داغر (والده الرفيق المناضل امين داغر، من بلدة المروج)(39) الذي كان ما زال مواطناً، تحرّك حزبياً بشكل علني وتحدث باسم القوميين الاجتماعيين، في كلية الحقوق (الصنائع) واستمر مسؤولاً عن النشاط القومي الاجتماعي طيلة فترة دراسته، ولم يؤدِ طلب الانتماء الا بعد سنوات.

*

الرفيق فريد نبتي الطالب في الجامعة الأميركية مارس دوراً لا يُـنسى. كان لنشاطه المميّز والجريء أثره في أن يحضر عشرات الطلبة إلى إحدى القاعات في الجامعة، فيدخل "الأستاذ" (الذي هو المذيع القومي الاجتماعي)، ليلقي محاضرته / الحلقة الإذاعية .

رفقاء موظفون في الجامعة سهّلوا للرفيق نبتي عقد حلقاته الإذاعية في قاعة هي أصلاً للدراسة. في هذا الصدد لا يُـنسى دور الموظف في الجامعة الرفيق منذر المنذر (الامين لاحقاً)(40) الذي كان يؤمّن فتح قاعة الدراسة، للرفقاء والاصدقاء وللاستاذ المذيع. اللقاءات في "الميلك بار" لم تكن سرية، ولا تحرك الرفقاء في انتخابات المجالس الطلابية، وفي "الرابطة اللبنانية" وقد شكلوا لهم حضوراً بارزاً في الجامعة الاميركية كما في جامعة هايكازيان(41). رفقاء رغبوا – وتقرر - أن ينضموا سراً إلى الحزب، مارسوا دوراً مميزاً في الجامعة الأميركية وهايكازيان بمعرفة من الرفقاء فريد نبتي، فداء جديد، ونظام الأشقر. يعرفون ايضاً كيف وقف يوماً الرفيق باسم المعلم مع الطالب علي عيد (النائب فيما بعد) امام الباب الخارجي للجامعة وحالا دون دخول الطلاب إليها .

وفي المناسبة أذكر بحنين ولوعة الرفيق الراحل حليم عودة الذي كان غادر الى بوسطن، ونشط فيها قبل ان يُعاني من الشلل ويبقى مقعداً الى حين رحيله. كان الرفيق حليم مسؤولاً عن الصندوق المالي في "الميلك بار"، طالما كنت اتردد الى "الميلك بار"(42)، ونلتقي، فيلفتني بنشاطه الحزبي وكل الزخم الذي يملكه في الشرح والإقناع. الى روحك يا رفيق حليم، الف تحية .

كذلك أذكر عدد مجلة "الرابطة"(43) الذي صدر بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس الجامعة الأميركية، وبالرغم أن صدوره تمّ في العام 1966، والحزب ملاحَق والأعين تترصد، فقد احتوى على عدد كبير من المقالات كتبها طلبة قوميون اجتماعيون معروفون في الجامعة الأميركية:

واني اذ اذكر الجامعة الاميركية، لا يسعني ان انسى رفقاءنا في الكلية الاستعدادية IC ، عصام انعام رعد، وسيم جبران جريج، اديب فرحة، يوسف غندور، ورجا خولي، كما لا انسى العديد من رفقائنا في الجامعة الاميركية، ومنهم – اضافة الى من ذكرت آنفاً – حنا سعاده، اديب صعب، خليل طبش، نورمن صدقة، اكرم غبريل، والرفيق المميز بقدراته القيادية يوسف زعرور الذي ترأس الرابطة اللبنانية واذ تخرج من الجامعة وانتقل الى مجال العمل، ترأس شركة "البير أبيلا" في الامارات المتحدة، قبل ان يرحل باكراً وهو في اوج تألقه.

ولا بد ان اذكر، اذ اتكلم عن تلك المرحلة من العمل من ستينات القرن الماضي، الرفيقين ريمون الجمل "دير ميماس" وسبع شعيب "بمكين – سوق الغرب" وكانا طالبان وناشطان حزبياً في الجامعة الاميركية في انقرة. كانت علاقتي بهما مميزة، وما زالت.

كل تحركات الرفقاء الطلبة كانت علنية، في الجامعات والثانويات والمدارس، كما في المقاهي. لو أن طاولات وكراسي مقهى – باتيسري نورا في شارع مونو(44) تروي عشرات اللقاءات التي كانت تحصل، وتروي الكتب في مكتبة الرفيقين برباري(45) المجاورة لمقهى نورا، مرور عشرات الرفقاء، يومياً، لوضع رسالة أو لتسلّم كراس.

أما المقهى الآخر الذي كان ملتقى الرفقاء وواسطة الاتصال فيما بينهم، فهو لا دونا(46) في منطقة اوتوستراد البوشرية القريب من منزل الرفيق سليم عازوري(47)، والذي كان يرتاده الرفقاء مروان فارس(47)، توفيق مهنا(48)، إيلي عون (الأمين)، منى حداد فارس(49)، الراحل غانم خنيصر، غيث ورجاء غسان جديد، سعيد عطايا، جوزف قربان(48)، راغدة انطون سعاده، ماغي سليم عازوري، نهلا نبيه نعمة، أنطون يزبك (الامين – المنفذ العام)، جورج بدور، وغيرهم وغيرهن .

لا دونا استثمرها في البدء الرفيقان أنطون وجورج سمعان (من بيت شباب)، وبعدهما، الرفيق غطاس الغريب (من راشيا الفخار).

*

أعضاء المجلس الأعلى والعمد الذين تمكنوا من الإفلات من قبضة المكتب الثاني وأعين مخابراته، ووصلوا الى الأردن، شكلوا، إلى الأمينين علي غندور وزهدي الصباح الإدارة العامة المؤقتة التي راحت تقود الحزب بالواقع لا بالتعيين أو من جراء انتخابات حزبية. لا أحد اختارها، ولا أحد شارك في انتخاب أعضائها(49). مع ذلك، ففروع الحزب في الوطن وعبر الحدود، رضخت للإدارة العامة وأخذت بقراراتها، واعتبرتها قيادة للحزب، ريثما تنبثق قيادة شرعية. من الذين تواجدوا في عمان في تلك المرحلة وشاركوا، قليلاً أو كثيراً، في الإدارة العامة المؤقتة، نذكر الأمناء والرفقاء ادمون كنعان، رامز اليازجي، عيسى سلامة، د. جورج صليبي، فيليب مسلم، يوسف المعلم، يوسف الأشقر، رجا اليازجي، يوسف المعلم.

مع الاسف لم يكتب احد من الامناء او الرفقاء عن مرحلة الادارة العامة المؤقتة، اذ ان جميع الذين كانوا انتقلوا الى عمان، ومعظمهم غادرها الى دول في اوروبا او افريقيا، وتولوا لاحقاً مسؤوليات مركزية، لم يصدروا مذكراتهم، ولم يصلنا انهم دوّنوا ذلك(50).

بعد خروج الأمين عصام المحايري من الأسر عام 1965، حلّت الإدارة العامة نفسها وعهدت إليه رئاسة الحزب بصفة رئيس مؤقت. بدورها تعاطت فروع الحزب مع الرئيس المؤقت، كقيادة "شرعية" يتوجب احترامها والرضوخ لقراراتها.

لم تكن الشام ساحة نزهة في أواسط الستينات. مع ذلك رضخ الأمين عصام لقرار الإدارة العامة المؤقتة وراح من بيته يقود الحزب، يكتب، يوجه ويراسل.

*

عاد الأمين سليم متري متأثراً من لقائه الأول بالأمين عصام المحايري،

- شو هالرصانة. الهدوء. العمق.

لم أكن تعرّفت على الأمين عصام المحايري. عرفته، والأمين سليم متري يحكي. كان الامين سليم مع الأمين خليل دياب يتولى في اللجنة المركزية التي يرأسها الأمين عبدالله محسن المسؤولية الإدارية (عمدة الداخلية، إنما على مستوى الكيان اللبناني فقط)، المسؤول الأول كان الأمين خليل، والأمين سليم معاوناً له.

يومذاك عرفتُ الأمين خليل دياب وأحببته، وكنا نلتقي كثيراً: صخرة، في إيمانه وصلابته وعناده في ما يراه حقاً. محب في أعماقه، طيب، دمث وأن تراءى لك بقسمات وجهه غير ذلك. تباعدنا في العراك الحزبي الداخلي، إنما بقي في حضوره المحبب لدي .

كنتُ أتولى رئاسة مكتب الطلبة، عندما تلقيتُ من الرئيس المؤقت رسالة توجيهية لعلها من أفضل ما تلقيت. دعاني إلى دمشق لألتقي به. لم أكن أعرف دمشق فترافقت مع الرفيق سمير جواد(51) ونمنا في منزل لأحد أقربائه. الرفيق سمير كان موظفاً ناجحاً في بنك بيروت الرياض، ورفيقاً ممتازاً. خسرناه باكراً في حادث مأساوي.

كان منزل الأمين عصام في الطابق الثاني من بناية في شارع "نوري باشا" في منطقة "حبوب الرابع" وأذكر أن الطابق الأرضي منها كانت تشغله رابطة مجاهدي الثورة السورية عام 1925(52).

رحتُ إليه، حاملاً في نفسي حديث الأمين سليم متري. استقبلني بالهدوء والبشاشة المحيية. سألني. شرحتُ. واستمعت. يا ليته لم يتوقف. بل يا ليتني سألت أكثر، واستمعت أكثر، وسجّلت .

الذي يعرف حالة النظام الشامي في تلك المرحلة يدرك أن تولي الأمين عصام لمسؤولية الرئيس المؤقت، أمر في غاية الخطورة ولا يُـقدم عليه إلا الرجال الذين وهبوا أنفسهم للقضية التي بها آمنوا. فهو غير محاط بفروع ولا بمجلس او معاونين. شبه وحيد في ظل نظام معاد، وفي لبنان مكتب ثان: يحصي الأنفاس، ومَن يستطيع أن يفلت من شبكات الأعين الراصدة ليصل إلى دمشق، ثم ليعود منها آمناً، هو كالطيف، أو قد يكون ارتدى قبعة الإخفاء .

لذا اعتمد الرئيس المؤقت، الرفيق الطيار في شركة الطيران السورية، موفق التيناوي(53)، ليرسل بواسطته رسائله وبياناته إلى لندن حيث تأسس فيها مكتب للتواصل البريدي مع فروع الحزب عبر الحدود. الرسائل، وبيانات الرئيس المؤقت تصل إلى لندن. تُـطبع وتوزع. والرسائل الواردة من الفروع تصل إلى العنوان المعتمد في لندن، ثم منها بواسطة الرفيق في شركة الطيران السورية تصل إلى الرئيس المؤقت في دمشق.

أبرز الذين قاموا بمهمة المكتب في لندن الرفيقان عبده وهبة(54) ورفعت عسيران .

لم يطل الأمر مع الأمين عصام المحايري ليعود إلى الأسر مرة جديدة، فيتلقى من التعذيب، الأقصى، وبما يفوق ما ناله في الأسر الأول بعد حادث اغتيال العقيد عدنان المالكي. وقد اعتقل أيضاً عدد من الرفقاء ممن كانوا ينشطون حزبياً ويقومون بما يمليه عليهم قسمهم الحزبي، نذكر منهم الأمين غالب الأطرش، الامين ابراهيم الشمالي والرفقاء عبده يعقوب، حسن عثمان، د. إسماعيل سفر، أنطون كردوس. ومثل الأمين عصام ذاقوا من التعذيب الأمرّين .

اكتب عن الامين عصام المحايري كما عرفته في تلك المرحلة، وقد شدّتني إليه اواصر كثيرة من المحبة، ورافقته في مسؤوليات حزبية شتى، في لبنان، وفي اميركا اللاتينية، وكنتُ دائماً على علاقة محبة معه(55).

ندعو رفقاءنا الطلبة الذين نشطوا في تلك المرحلة، ومعظمهم حضروا التحدي في كلية العلوم، وانضموا الى المسيرة، ان يكتبوا لنا، وبخاصة الرفيق نبوغ نصر، وجيّد ان كان احدهم التقط صوراً عن التحدي في قاعة كلية العلوم، وعن المسيرة المشار اليها.

*

هوامش:

(1) شقيقتي هدى: أصيبت بالتواء في سلسلة ظهرها وهي في الثانية عشرة. اهتمام الطبيب الجراح الدكتور اميل رياشي، والكثير من العمليات الجراحية التي اجراها لها، حالا دون شللها. لم تتمكن من متابعة تحصيلها العلمي رغم ما تتمتع به من ذكاء وشخصية قوية. كانت لسنوات عديدة السكرتيرة الخاصة للدكتور رياض خليفة.

(2) مأمون منصور: مراجعة النبذة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(3) عبدالله محسن: الامين. عضو المجلس الاعلى، العميد، الرئيس. مراجعة الموقع آنفاً.

(4) عبد اللطيف غلاييني: مراجعة الموقع المذكور آنفاً

(5) غسان الديك: الشهيد. ابن الرفيق الشهيد ميشال الديك. رفيق بطل ومن بين انقى الرفقاء.

(6) ايليا نقولا: من شهداء الحزب. من بلدة جبرايل عكار. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

(7) عساف نعيمة: مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

(8) جورج يونان: بعد تخرّجه طبيباً غادر الى نيويورك، محققاً حضوراً متقدماً. طبيب قلب معروف. مثقف قومياً اجتماعياً. منح رتبة الامانة.

(9) دوسي منير: كنت وراء انتمائها الى الحزب. تخرّجت من كلية العلوم، استاذة ثانوية. تولّت مسؤولية ناموس عمدة المالية وهي تمتع بالكفاءة. اقترنت من الرفيق الاعلامي وديع الحلو. مراجعة ما نشرنا عنه على الموقع المذكور آنفاً.

(10) وليد عبد الخالق: تحدثت عنه وعن الرفيق سمير صيقلي في اكثر من مناسبة. والده الرفيق المناضل شفيق صدقة عبد الخالق. مقيم في ولاية نورث كارولينا.

(11) حاتم بركات: من بلدة "بشمزين". خسر والدته ليندا خزامي، وشقيقيه الرفيق جورج، وفوزي، في الحرب اللبنانية، وكان غادر الى هيوستن (الولايات المتحدة) الى ان وافته المنية. . مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

(12) شوكت حكيم: من "كفرشيما". صحافي تنقل في اكثر من مجلة وصحيفة. شاعر واديب.

(13) نبوغ نصر: من بلدة "بتعبورة". عاد اليها بعد غياب سنوات في دبي، متولياً مسؤوليات تربوية وادارية في مدرسة "المواكب".

(14) ثانوية الاشرفية: ما زلتُ اذكر ان الرفيق جان نادر كان يتابع مواطنين، من بينهم الرفيق (الشهيد) وسيم زين الدين (ابو واجب) والامين المحامي عصام زهر الدين.

(15) مدرسة البشارة الارثوذكسية: كان للحزب حضوره الناشط. ساهم الامين هنري حاماتي بذلك اثناء توليه التدريس فيها. من الرفقاء: الامين ربيع الحايك، الامين ميشال عبس، كابي ابو شعر، غسان حاطوم، انطون رومانوس، خليل ملكي، نديم حامض، بسام وسهيل سرور. تولى ادارتها لفترة الرفيق جورج صانع (بزبينا) وكان سابقاً مدرّساً في مدرسة مار الياس بطينا

(16) حكمت سمعان: من رأس بعلبك. نشط حزبياً في الستينات، متولياً مسؤولية العمل الطلابي في البقاع الشمالي. ما زلت اذكر زياراتي الكثيرة اليها. ومن الرفقاء الاوائل فيها الشهيد يوسف انطون والرفقاء الياس وسليم مكسور، حريص غضبان، ابراهيم روفايل وجورج الحاج.

(17) مفضل علوّ: نشط جيداً في مدينة الهرمل، وصولاً الى توليه مسؤولية المنفذ العام. انتقل للاقامة في منطقة المتن الجنوبي. منح رتبة الامانة.

(18) سعيد عطايا: من بلدة "ضهور الشوير". عرفته وشقيقه الرفيق نعيم ناشطين حزبياً.

(19) مصطفى زين: اخذ من شقيقه الرفيق الراحل اسعد، الذي كان غادر الى بلجيكا باسم جوزف بولس (راجع الموقع آنفاً) مسؤولية العمل الحزبي، واذكر من الذين انتموا الرفيق علوان عطار (شعت) والرفيق علي زين (شمسطار). اقترن الرفيق مصطفى من الصحافية المعروفة الرفيقة الراحلة "عفاف ايراني".

(20) احمد المسمار: رغم علّته الجسدية كان نشيطاً، متولياً المسؤوليات. كان مثقفاً ومذيعاً ناجحاً. عرفته في الستينات في الفترة التي كنتُ اتردد فيها الى الهرمل فألتقي الرفقاء طراد حماده، مفضل علو، احمد عاصي، حسين الدلباني، يوسف ومحمود المسمار، رضا الجوهري وغيرهم.

(21) انطون سعاده: من مدينة جبيل. تولى العمل الطلابي فيها. لم يحل عمله (ميكانيك السيارات) دون ان يحصل على ثقافة حزبية جيدة، وان يتولى مسؤوليات محلية، ناظراً للاذاعة، فمنفذاً عاماً. كنت اتردد إليه باستمرار، عملاً ومنزلاً. فألتقيه وشقيقه الرفيق جورج. اشهد على نشاطه المميز في اوساط الطلبة. ما زلت اذكر طالب الهندسة، الجامعي، جورج غانم الذي كان يحضر الحلقات الاذاعية وينشط، وهو مواطن. تولى الرفيق انطون مسؤولية ناظر إذاعة منفذية طرابلس.

(22) سمير ضومط: من "ضبيه"، تولى بنجاح مسؤولية العمل الطلابي في ساحل المتن الشمالي. كتبت عنه عند رحيله. راجع قسم "البقاء للامة" على الموقع المذكور آنفاً.

(23) اذكر من الرفقاء: الامين انطون حتي، الامين الراحل عدنان طيارة، والرفيق صلاح زهر.

(24) ثلاث كراريس: مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

(25) ما زلت اذكر كيف تسلّم الرفيق السابق حكمت سمعان نسخة واحدة من كتاب "نشوء الامم" ومثله الرفيق الراحل يوسف سالم، الذي سلّم نسخته الى الطالب في "معهد العلوم الاجتماعية" وديع الحلو، فإنكب على قرائته في "طرابلس"، في فصل الصيف، قبل ان ينتمي.

(26) ايليا ابو شديد: مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

(27) فايز كرم: عمل في اكثر من صحيفة ونشط حزبياً في السنوات الصعبة. من بلدة "فيع". كان من اصدقاء الرفيق الشهيد هنيبعل عطية. ننتظر صدور سيرته الغنية، ومعلوماته عن ظروف استشهاد الرفيق هنيبعل. اسس عائلة قومية اجتماعية. من ابنائه الذين عرفت، الرفيق الدكتور سرجون في المانيا، وناظر الاذاعة في الكورة الرفيق الدكتور هنيبعل.

(28) ادال نصر: مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

(29) حياة الحاج: من "الحدت". ومن عائلة قومية اجتماعية. اقترنت من المهندس سليم شلهوب واقامت حضوراً فاعلاً في "دوما". اوردت عنها في الكلمة عن الامين الراحل د. بسام شلهوب.

(30) غسان خنيصر: من "ضهور الشوير". اقترن من الرفيقة كلوتيلد زينون وغادرا الى "كاليفورنيا" في الولايات المتحدة.

(31) الامين د. منير خوري: مراجعة ما نشرتُ عنه على الموقع المذكور آنفاً.

(32) ليلى جدع: كان الامين موسى مطلق ابراهيم اصدر ديواناً اطلق عليه اسم "ليلى" تقديراً لما أدّته من خدمات عندما وقع فريسة المرض الخبيث في الحنجرة. مراجعة ما نشرت عنها على الموقع المذكور آنفاً.

(33) اليدا سالم: من بلدة "نابيه". من عائلة قومية اجتماعية. كانت رفيقة ناشطة. شقيقة رفقاء من بينهم يوسف، جورج، سالم، ومارون. اقترنت من رفيق من آل كحيّل.

(34) مهى سعاده: ابنة اخ الامين عبدالله سعاده. شقيقة الرفيقين المهندسين عبدالله وابراهيم سعاده. كانت اقترنت من الامين محمد غملوش. تعرّضت في عز صباها للداء العضال ورحلت باكراً.

(35) ثانوية الارز: للاطلاع على النبذة المعممة عنها مراجعة الموقع المذكور آنفاً

(36) مدرسة فينيقيا: كما آنفا

(37) مدرسة الحدت العالية: كما آنفا

(38) ثانوية برمانا العالية: تابع العمل الحزبي فيها الرفيق سعيد عطايا (ضهور الشوير) ومن ابرز الرفقاء الذين انتموا فيها الدكتور رجا مزهر الذي قضى باكراً، (انظر النبذة عنه على الموقع آنفاً)

(39) انطون امين داغر: كنت عممت نبذة عنه وآمل ان يكتب عنه شقيقه الرفيق جهاد بما يُـضيء على مسيرته الغنية

(40) منذر المنذر: من برمانا. نشط حزبياً في الستينات، وما بعدها متولياً مسؤوليات محلية وصولاً الى مسؤولية منفذ عام المتن الشمالي.

(41) جامعة هايكازيان: شهدت حضوراً مستمراً لرفقاء من بينهم: خالد نصر، بسام مخول، بولس خولي، سمعان سمعان، سرج هاتايان.

(42) الميلك بار: المقهى المعروف داخل الجامعة الاميركية. كان الرفيق حليم عودة موظفاً مسؤولاً ادارياً – مالياً فيه منذ انتمائه.

(43) مجلة "الرابطة": اقرأ النبذة على الموقع المذكور آنفاً.

(44) شارع مونو: يقع على مقربة من منزل بيار الجميل. كان الرفيقان كابي وسامي برباري افتتحا مكتبة (كتب وصحف وقرطاسية). تحوّلت الى مقر وممر للرفقاء الطلبة واصدقائهم.

(45) مكتبة الرفيقين برباري: اقرأ النبذة عنها على الموقع المذكور آنفاً.

(46) مقهى "لا دونا": كما آنفا

(47) سليم عازوري: اسس وعقيلته الرفيقة المميّزة عايدة، اسرة قومية اجتماعية. عرفتُ منها الرفيقين انطوان وفداء والراحلة الرفيقة ماغي (غسان مطر). كان منزلهما في "الجديدة".

(48) جوزف قربان: من بلدة "عين السنديانة"، ومن اكثر الرفقاء الذين عرفتهم صفاءً، والتزاماً صادقاً بالحزب، بانياً اسرة قومية اجتماعية. رحل باكراً.

(49) في احد زياراتي الى حضرة الامين علي غندور، افادني انهم كانوا وجهوا رسائل الى الامناء حاملي الرتبة في ذلك الحين، بشأن انتخاب اعضاء الادارة. ننتظر مذكرات الامين علي غندور التي فيها اضاءات على مرحلة الادارة المؤقتة، وكان رأسها لعدة سنوات.

(50) نحن ننتظر باهتمام كبير صدور مذكرات الامين علي غندور، فهو وحده الباقي قيد الحياة ونرجو له مديد العمر والعافية من بين الامناء والرفقاء الذين شاركوا في الادارة العامة المؤقتة، ويملك ان يضيء على تلك المرحلة الهامة من تاريخ حزبنا.

(51) سمير جواد: اقرأ عنه على الموقع المذكور آنفاً.

(52) آمل من اي رفيق يملك ما يناقض ذلك ان يفيدني.

(53) موفق التيناوي: يفيد الرفيقان رفعت عسيران ومنير حداد، وقد عرفاه جيداً، انه كان من كبار الطيارين برتبة مقدم، من اصدقاء الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي كان يثق به ولا يسافر الا معه.

(54) عبده وهبة: اقرأ عنه على الموقع المذكور آنفاً..

(55) الامين عصام "الحالي" يختلف عما كان عليه عندما كنتُ اعمل حزبياً بإدارته او الى جانبه، وبات "عصام آخر" حسب ما يصلني من اخبار عن تعاطيه الجديد، فأشعر ازاء ذلك بحزن، اذ ليس امراً ساراً ان يهبط اي مسؤول، كان رمزاً للحضور القومي الاجتماعي لسنوات طوال، الى حالات لا تسرّ، ولا نريدها لاي رفيق منا.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024