إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الشهيد الأمين كمال خير بك

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2024-04-07

إقرأ ايضاً


الأمين كمال خير بك اسم لافت في الشعر، والادب، والنضال، فالسقوط شهيداً.

يستحق ان نكتب عنه، وان يكتب آخرون. ندعو من عرفه الى ذلك، وننشر ادناه مقالة للرفيق الكاتب خالد قطمة من كتابه الأسبوع ستة أيام بعنوان "النسر يموت واقفاً".

*

" كنا ثلاثة جمعنا القدر على قضية.

فؤاد الشمالي، ذلك الماروني من كسروان، وكمال خير بك، ذلك العلوي من القرداحة، وأنا، ذلك السني من حماة.

"لم تجمعنا الصدفة ولا المصالح، ولا نحن التقينا في جامعة بل في مدرسة الحياة. كنا نحلم. جمعنا الحلم وهو أعظم الجامعين.

حلمنا بفلسطين ندخلها على الخيول البيضاء وتعود إليها قوافل العائدين بعد جحافل المقاتلين.

حلمنا بوطن موحد. الانسان أثمن ما فيه والأرض قلبه. كتبنا للوطن شعراً، وللحب شعراً، وللمستقبل رهنّا عيوننا الصغيرة وحده فؤاد الشمالي كانت له عينان واسعتان.

ومنذ التقينا توحدت خطواتنا على طريق الحياة. قليلة كانت حكايات الحب، وكثيرة أحاديث الحرية، وياما سهرنا الليالي ونحن نبحث في تحديد طريق النصر. وعندما تقلصت لقاءاتنا في أواخر العام 1961 أدركت ان هناك ما لا أعرف.

بعدها التقيت كمال قليلاً. ذهبت اليه في باريس ليجتمع شملنا نحن الستة فؤاد واليسار، كمال ونجاة وزوجتي وأنا. بحثت عنهم فما وجدت غير مكتب صغير للسفريات في الحي اللاتيني، ولعل الذي فيه كان ميشال مكرزل الذي قتله كارلوس فيما بعد.

تحدثنا هناك على الهاتف فقد كانوا جميعا في جنيف حيث يرتاحون او لعلهم كانوا يعملون في الذي لم اعرفه آنذاك.

وتمضي السنون ويعود فؤاد الشمالي الى بيروت جثمانا يبكيه حزبه و"فتح". يومها عرفت ان فؤاد الشمالي الماروني ابن كسروان كان واحداً من العقول التي عملت في "أيلول الأسود" ويومها عرفت ان لكمال دوراً ولكنه رفض حين التقينا الحديث بكلمة عنه. قال:

-"شغلنا مش للصحافة يا خالد، خليك بعيد أحسن".

يومها عرفت ان شغل فؤاد وكمال كان أكبر من ان يكون كلاماً في جريدة.

كان كفاحاً حتى الموت ضد إسرائيل. كان نضالاً حقيقياً لا تكشفه غير الاحداث ولا يكتب بغير الرصاصة او القنبلة او الديناميت كالذي فجر النفط في إيطاليا.

وذهبت أدور في لبنان بعد غياب. والتقيت فؤاد الشمالي كانت صورته مرفوعة على الجدران فلا تصل اليها غير عيني، ولكن واحدة علقت على عمود كهرباء فتعلقت به وبها باكياً.

والتقيت كمال هنا، ثم في بيروت حيث طال بنا السهر مع الدكتور عبد الله النفيسي. سهرنا وضحكنا كثيراً، ليختفي كمال بعدها.

ذات ليلة من عام مضى رن الهاتف. كان كمال في أبو ظبي، ووعد بأن يجيء الى الكويت، قلت له ان يؤجل زيارته حتى يعود صديقه الدكتور طارق الرزوقي. قال:

سوف أحضر عندما يعود.

ومنذ أيام قبيل سفره الى تونس، سألني طارق:

- شو أخبار كمال؟

قلت:

- في بيروت وسوف أكتب له كي يحضر في وقت قريب.

وها هو الوقت يقترب ولكن كمال لن يحضر الى الكويت. لقد سافر الشاعر كمال خير بك الى حيث الحلم هو الحقيقة.

تمنى لو سقط شهيداً في المعركة ضد الصهيونية والتي خاضها طوال حياته وعززها في كفاحه في أوروبا ضد الصهيونية العالمية.

ان يموت كمال ليس ذلك بالكارثة ولكن ان يقتله رصاص مجنون فذاك الامر الذي لا يحتمل.

تصورته والرصاص فيه. كمال لا يمكن ان يكون هو أو بشير عبيد قد تلقى الرصاص راكعاً.

كل عمره يقف بقامته النحيلة الصلبة.

وهذه المرة يموت النسر واقفاً، أبدا كما عاش.

*

لعينيك يا بلادي هذا القليل

آخر كلمات الشاعر الشهيد كمال خير بك.

مثلكم تتراكض كل العصافير في شجر الاعتقال

مثلكم يتصاعد صوت الينابيع مذبوحاً، وبعض الرجال

أقسموا ان يحاصروا الشاهد الوحيد على مسرح الاعتقال.

مثلكم كنت فوق الرصيف ملقى وجرحي ساهر.

يتنفس صوت الرصاص

ولذا مر من جانبي حارس الجراح ولكنه لم يشأ ان يراني

كنت ميتاً على الرصيف وحولي

وطن هارب وقربي حصاني

ولذا مرّ من جانبي حارس الجراح

ولكنه لم يشأ ان يراني.

ترى هل كتبها بعد استشهاده ؟!!!

*

سيرة ذاتية

 مواليد القرداحة - محافظة اللاذقية / الشام في العام 1935

 انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي أوائل الخمسينات.

 تولى عدد من المسؤوليات في الحزب من منفذ عام الى عضو مجلس اعلى أواخر الخمسينات.

 تعرّض للسجن والملاحقات مراراً.

 اشترك في الثورة الانقلابية عام 1961 التي قام بها الحزب السوري القومي الاجتماعي ضد النظام اللبناني وحكم بالاعدام غيابياً.

 حائز على دكتوراة في الادب العربي من جامعة جنيف.

 تنقل بين العديد من العواصم الأوروبية

 تعرّض خلال وجوده في فرنسا لعدة محاولات اغتيال.

 نسّق مع الثورة الفلسطينية – فرع العمليات الخارجية، وقاد العديد من العمليات ضد العدو اليهودي منسقاً مع الشهداء: وديع حداد، فؤاد الشمالي، محمد بو ضيا.. الخ.

 نسق مع الثورة الفلسطينية وقاد العديد من العمليات الخارجية ضد العدو اليهودي في الخارج بالتعاون مع الشهداء: وديع حداد وفؤاد شمالي ومحمد بو ضيا وكارلوس ضمن إطار منظمة أيلول الأسود، وكان نتائج هذا التنسيق عملية ميونخ – وعملية انابيب النفط في تريستا - ايطاليا وعملية الاوبيك.

والشهيد كمال خير بك حائز على دكتوراه بالادب العربي من جامعة السوربون حول الحداثة في الشعر العربي.

 شاعر، يعتبر رائد "قصيدة الومضة"، له أربعة دواوين هي: دفتر الغياب، مظاهرات صاخبة للجنون، وداعا أيها الشعر، البركان.

 له كتاب يضم اطروحة الدكتوراة حول الحداثة في الشعر العربي.

 تزوج في بداية الستينات من نجاة نجار من الكورة وانجب منها ولده الاول زياد، وهو يكن بأبو زياد ثم انفصلا في بداية السبعينيات، واليوم تقيم نجاة وابنها زياد في استراليا.

 تزوج ثانية في العام 1973 من خزامى قاصوف وانجب منها ولده الثاني هشام وهما يقيمان في فرنسا

 استشهد اغتيالا على أيدي زمرة طائفية مرتبطة بالعدو اليهودي في 5 تشرين الثاني 1980 مع الامين بشير عبيد والرفيقة ناهية بجاني.

 ذكرت اذاعة العدو اليهودي استشهاده بقولها :" قتل اليوم في بيروت الأرهابي كمال خير بك الملقب بأبو زياد وكمال خير بك له علاقة مع عدد من الارهابيين الدوليين وترأس لفترة طويلة تنظيما ً يضم كارلوس وعدد من المخربين ويعتبر كمال خير بك ابرز المعاونين للإرهابي وديع حداد



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024