ل. ن.
"أحدُ حراس السجن(2)، عريف في الدرك من آل رعد، من سكان طرابلس، لهُ قص"> SSNP.INFO: بالقدوة ينمو الحزب من كتاب الامين ابراهيم زين(1)
 
 إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بالقدوة ينمو الحزب من كتاب الامين ابراهيم زين(1)

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2019-12-02

إقرأ ايضاً


اورد الامين ابراهيم زين في مؤلفه "قطاف من حقول العمر" المأثرة التالية:

ل. ن.

"أحدُ حراس السجن(2)، عريف في الدرك من آل رعد، من سكان طرابلس، لهُ قصة معنا من المفيد أن نرويها هنا لعظتها البليغة.

كان هذا العريف مولجًا بفتح أبواب الغرف في مواعيد مُحدّدة، قبل الظهر وبعده "للنزهة"، والنزهة هنا تعني المشي في رواق مسقوف بعرض ثلاثة أمتار بين جدران غرف السجن والحائط الخارجي للبناء، فيما غرف المساجين تتوزع المبنى من جهتي الجنوب والشمال، يفصل بينهما بوابة من الحديد السميك، كانت تُقفل في معظم الأحيان، لمنع مساجين كل جهة من الاختلاط بالجهة الأُخرى!..

كانَ بعضُ منا يحيي العريف رعد بتحية الصباح أو المساء، بحسب مواعيد فترات النزهة، لكنه ما كان يَرُد علينا التحية، لأنّهُ لا يحب القوميين، ولا يريد التعاطي معهم، لا سلبًا ولا إيجابًا، إلّا أنّهُ كان يُراقبنا باهتمام.

في أحد الأيام، فتح لنا الباب لكي نخرج إلى "النزهة"، وعندما شاهد جميع الرفقاء في غرفتنا يجلسون إلى مائدة واحدة ويتناولون نفس الطعام، قال لنا: "مساء الخير يا أوادم، ألف صحّة يا أبطال، أنتم الشرفاء، أنتم الأحرار، كل الذين يدّعون الاشتراكية والوطنية يجب أن يأتوا إلى هذا السجن للتعلم منكم النظام والرجولة والمحبة والأخلاق، صار لي فترة اسبوعين مشغول بمراقبتكم، انقلبت الصورة تمامًا في نفسي، وتأكدت بأن كل ما ألصقهُ أخصامكم بكم كانَ مجرد دسَ رخيص وتشويه مُغرض، لذلك أعتذر منكم لفهمي السابق الخاطئ لكم، تفضلوا، شرفوا، إلى نزهتكم اليومية، وبالفعل صارَ هذا مثال المواطن الشريف المخلص الذي يُلبي كل ما كنا نطلبه منه، كما أصبح بعد الجفاء والخصومة السياسية من أصدقاء الحزب، لم يكن ذلك بفعل المحاضرات والدروس العقائدية، بل بفضل السلوك النظامي، والتهذيب الراقي، الذي تعلمناه في الحزب، ومارسناه في حياتنا مع كل الناس(3)!..

الهوامش:

(1) ابراهيم زين: من بين اصفى الرفقاء الذين عرفتهم. مراجعة النبذة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(2) "سجن القبة" في طرابلس.

(3) في الفترات التي امضيتها في سجن الرمل، لم اسجل اي تعاط سلبي من عناصر الدرك، بل كنت القى الكثير من الود، وقد صرحوا جميعاً انهم باتوا اصدقاء للحزب جراء تعاطيهم مع الرفقاء في سجون "الرمل"، "القبة" (في طرابلس)، و"القلعة".

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024