إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأمين حسن صفا من كان مثلك لا يرحل من الذاكرة

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2020-10-28

إقرأ ايضاً


في أوائل سبعينات القرن الماضي كانت مديرية الغبيري تتبع تنظيمياً الى منفذية بيروت وكنت اتولى في حينه مسؤولية المنفذ العم. اذكر ان الرفيق علي الحسيني(1) كان مديراً للمديرية وكان يلفتني بمناقبه، بنظاميته. يؤسفني اني لم اعد اعرف عنه شيئاً. آمل ممن عرفه في تلك المرحلة، او بعدها، ان يفيدني، اذ اني احفظ للرفيق علي الحسيني الكثير من أواصر الود.

كان الرفيق حسن صفا مدرباً. الى تمتعه بقوة بدنية، كان يمتلك الكثير من فضائل الالتزام القومي الاجتماعي. هكذا عرفته، فأحببته، وهكذا استمر حتى آخر لحظة في حياته.

مضت سنوات ابتعدت فيها عن الرفيق حسن صفا، بفعل مغادرته للعمل في البلاد العربية، وانتقالي الى مسؤوليات مركزية، الى ان التقيت به مجدداً في السنوات الأخيرة عندما تولى مسؤولية الصيانة في مركز الحزب، فاستعدنا معاً تلك الأيام الحلوة ورحت التقي الرفيق حسن، وقد منح عن حق رتبة الأمانة، كلما حضر الى مركز الحزب.

ذات يوم استعرضنا سوياً فترة قيام عقيلتي الامينة اخلاص(2) بالمشاركة في دورة تدريبية في بحر بلدة الصرفند، كان معها الرفيق حسن، وراح يشرح لي كيف استقل الرفقاء والرفيقات المشاركون الشخاتير يطلقون منها النار وهي تسير في عباب اليمّ.

في تلك المرحلة المستمرة من علاقتي بالرفيق (الأمين) حسن صفا استمعت إليه يروي عن نسيبه الرفيق محمد ناصر الدين ويطري على نجاحه العلمي، وعلى سوية التزامه القومي الاجتماعي.

ومضت سنوات، فألتقي الرفيق محمد في زيارة له الى مكتب لجنة تاريخ الحزب في المركز. لاعرف انه يتابع تخصصه الجامعي في فرنسا، محققاً النجاح الباهر، واستمع إليه يتحدث بسوية لافتة عن الحزب، فوجدت من حديثه انه حقق النجاح ايضاً في التزامه العقائدي – الفكري – النظامي فتوقعت له مستقبلاً باهراً، كان الأمين حسن صفا ثالثنا في اللقاء.

لم اكن سمعت عن بلدة "ميفدون" قبل ان اتعرّف على الأمين حسن صفا. واليوم ما ان اذكر "ميفدون" الا ويقف امامي الأمين حسن بكل قامته الممشوقة، وعنفوانه المغروس في ايمانه الوطيد والصادق بالحزب الذي انتمى إليه يافعاً واستمر.

من النادر ان نبكي شهداءنا ورفقاءنا رغم الحزن الذي نشعر به عند رحيل أي منهم.

انما، عندما بلغني رحيل الأمين حسن صفا بعد ان كنت رأيت صوره في ساعاته الأخيرة التي أحالها إلي ابنه الرفيق وسيم، بكيت .

كنتَ يا رفيق حسن صفا رفيقاً مميّزاً بكل ما تعني عضوية الالتزام القومي الاجتماعي، وكنت أميناً بكل ما تتضمن رتبة الأمانة من مواصفات الصدق والاستقامة والثبات على الايمان والتفاني في سبيل حزب عظيم، لا بد ان يتعافى، يستمر منيعاً، قوياً، وسينتصر لا محالة ولو بعد ذلك الصبر الطويل والالام العظيمة .

هوامش:

(1) عُرف ايضاً باسم علي قنطار .

(2) افادني ان الرفيق الشهيد منير خلدون كان مشرفاً على الدورة التدريبية. الرفيق منير استشهد في معركة طرابلس.

(3) احتفظ بصور حزبية عن مرحلة التحاق مديرية الغبيري بمنفذية بيروت. آمل ان احصل عليها بعد البحث، فأنشرها لاحقاً.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024