إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بعـض من رائـــدات في بـــــلادي الحلقة -3-

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2023-02-08

إقرأ ايضاً


كنا بتاريخ سابق عممنا عن رفيقات تميّزن كل في مجالها.

نعيد تعميم النبذات عنهن.

*

الرفيقة هند ناكوزي

عرفتها اولاً عبر شقيقها الأمين المميّز رشيد الأشقر(1) ثم في نشاطها اللافت الى جانب الرفيقة مارينا عازار (عقيلة الأمين المميّز ايضاً، منصور عازار(2)) ثم في لجنة اسر شهداء الحزب مع الامينات ناديا حجل، مارلين حردان، اخلاص ناصيف، سهام بشير جمال، الرفيقات سميرة شجاع، ماغي عازوري مطر، ماهي ارناؤوط حبيب، وعرفت عن زوجها الرفيق أنطون ناكوزي ناشطاً حزبياً مشاركاً في الهجوم على مخفر المتين فور اندلاع الثورة القومية الاجتماعية(3) .

كما عرفت ابنها الرفيق أنطون ناكوزي، الناشط حزبياً والواعي قومياً اجتماعياً،

ولاني التقيت كثيراً الرفيقة هند مترافقة في العمل والمناسبات الحزبية مع الرفيقة مارينا عازار فقد رغبت ان اتصل بالرفيقة مارينا لواجب تعزيتها. اتصلت بالمنزل. سألت عنها. فرد عليّ احدهم، سألني باستغراب من اريد ؟

أجبت: انا الأمين لبيب ناصيف اريد الاطمئنان عن الرفيقة مارينا وتقديم التعزية لها برحيل الرفيقة هند،

وبكثير من اللهفة: اهلا، امين لبيب، الوالدة توفيت منذ اشهر. في 4 آب.

فوجئت. لم يكن وصلني ذلك. لا اذكر ان منفذية المتن الشمالي قد نعتها الى الحزب، او "البناء" كتبَتْ عنها، او احداً من رفقاء المتن الشمالي ابلغني.

فالرفيقة مارينا، ذات الحضور اللافت الى جانب الأمين المميّز بنشاطه وكفاءاته منصور عازار، تستحق ان تنعى حزبياً، وان يكتب عنها، سيرة وتفانياً، وحضوراً لافتاً.. قد يكون تمّ ذلك انما، لم اعلم، لم يُنبئني أحد.

غداً اذ يُكتب عن الحضور اللافت للمرأة القومية الاجتماعية في المتن الشمالي، بدءاً من الرفيقة رؤوفة اسد الأشقر، سيكون للرفيقتين مارينا عازار وهند ناكوزي حضورهما المضيء.. البقاء للامة، نقول ذلك عند رحيل كل رفيق او رفيقة.

مع دمعة تسكب وحزن صادق نقول للرفيقة هند ناكوزي، لصديقة العمر، رفيقتها مارينا عازار، البقاء للامة.

من أعطى لحزبه، ولأمته يبقى حاضراً في الذاكرة وفي الوجدان، ولا يغيب.

هوامش:

(1) رشيد الأشقر: مراجعة النبذة المعممة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(2) منصور عازار: كما آنفاً.

(3) الهجوم على مخفر المتين: من الأسماء المشاركة الأمين امين الحلبي، والرفقاء محمد، حسين الحلبي، محمد بلوط، يوسف أبو سليمان. كنت كتبت عن ذلك وآمل ان اكتب بشكل موسع.

*

الإعلامية المميّزة الرفيقة مي مكارم (عزّة)

مطالعو مجلة "صباح – الخير" في السبعينات توقفوا بكثير من الاعجاب امام المقالات التي كانت تنشر تحت اسم عزة، حتى اذا مرّت سنوات عرفنا ان الكاتبة عزة هي الرفيقة مي مكارم، وإذ التقينا بها احتلت لدينا الكثير من مشاعر المحبة.

عرفتها في تلك السنوات من سبعينات القرن الماضي، وعرفت جيداً زوجها الرائع، المميّز ثقافة ومناقب، والفنان القدير، القومي الاجتماعي المجسد للكثير من فضائل الالتزام القومي الاجتماعي محمد سميح حماده(1)، وتابعت اخبارها مباشرة او عبر صديقتها الفاضلة مالكة حمادة، التي احتلت لدي احتراماً ومودة، كما الأمين الراحل سعيد ورد(2).

اذكر ان آخر اتصال جرى بيني وبين الرائعة الرفيقة مي، عندما اتصلت بي للتعزية بصديقتها، زوجة اخي جورج، الدكتورة الكاتبة والمثقفة نجاة نعيمة. كان حديثها مفعماً بالكلام الحلو، بالطيبة التي تتحلى بها. حكت كثيراً عن نجاة. وحكيت، وكان للرفيقة مي، للرفيق الرائع محمد، الحصة الكبيرة.

الكلام عن الرفيقة المميّزة مي مكارم لا ينتهي. لعل ما نشره الأمين الصديق، الإعلامي والباحث أحمد اصفهاني يغطي جانباً غنياً من حياة مي مكارم في عالم الصحافة والفن والادب، ودائماً كانت مميّزة برقيها وصدقها وطيبتها واستقامتها.

برحيلها تنضم الغالية الرفيقة مي الى سلسلة الأحباء الذين خسرتهم وقد أتيت على ذكرهم تباعاً.

الحزن عليك عميق يا رفيقة عزة، ايتها الرفيقة الرائعة مي مكارم، كما هو حزني على الرفيق المميز في كثير من الفضائل محمد حماده. انتما تنضمان الى الرعيل الحلو من رفقاء ورفيقات خسرناهم وفي القلب دموع.

*

مقالة لن تقرأها "عزة" بقلم الأمين أحمد أصفهاني

... و"عزة" هو اللقب الحركي والصحافي للرفيقة مي مكارم حماده التي غادرتنا في السادس عشر من هذا الشهر، بعد فترة مرض لم تمهلها طويلاً.

سمعتُ بها في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية (1975 ـ 1976) يوم كان الحزب السوري القومي الاجتماعي منقسماً على ذاته. وكانت هي في الطرف الآخر: ناشطة، متحركة، متحمسة... مع قليل من الفوضى المنظمة. وما كانت من هواة التنظير والتحليل، بل مارست قناعاتها وإيمانها في الميدان الاجتماعي. جذبتها المسائل الشعبية، فشاركت الناس همومهم ونقلتها في تحقيقات صحافية تركت أصداء فاعلة في زمن سيطرت عليه غرائز التعصب.

كنا نلتقي بين الحين والآخر وبيننا جدران من الشك والحذر. كل منا في جهة تنظيمية، على رغم مسيرتنا في الاتجاه الواحد... إلى أن تحققت "وحدة" الحزب سنة 1978، فوجدنا أنفسنا رفقاء وزملاء في مكاتب مجلة "صباح الخير ـ البناء". في خضم العمل الصحافي والنشاط الحزبي ترافقنا على مدى سنتين، لنكتشف أننا "نشبه" بعضناً بعضاً، وأننا نمارس القيم ذاتها، وأن أسوار الكراهية والفرقة القائمة بين القوميين تتحمل مسؤوليتها قيادات غذّت التناقضات لمصالحها الشخصية.

كانت هناك نقاط خلاف عدة مع الرفيقة "عزة"، نناقشها معاً بحماس وحدّة في أحيان كثيرة. والغريب أننا كنا، بعد كل "مباراة حوارية"، نشعر باقترابنا أكثر فأكثر إلى وحدة الرؤية والاتجاه. انقطع هذا الحوار في 5 تشرين الثاني سنة 1980 بعد جريمة قتل بشير عبيد وكمال خيربك وناهية بجاني... فقد غادرتُ بيروت إلى لندن بعد ثلاثة أيام فقط قرفاً من الظروف التي رافقت تلك الجريمة.

في أواخر سنة 1982 وصلت الرفيقة "عزة" إلى لندن في زيارة إلى زوجتي التي كانت قد شاركت معها في نشاطات اجتماعية قبل مغادرتنا الوطن. لم تكن تداعيات الغزو الصهيوني للبنان قد هدأت بعد. وفي جلسة عائلية حميمة راجعنا سوياً بعض معاناتها خلال الغزو. قالت لنا في ذلك المساء بما يُشبه الاعتراف: "في إحدى ليالي القصف الصهيوني العنيف على بيروت، كنا في ملجأ مع بعض الرفقاء والرفيقات من بينهم الرفيق حبيب كيروز... إن القدوة التي مثلها الرفيق حبيب ساعدتني في إعادة تصويب رؤيتي لما يجري"!

لاحقاً انتقلت الرفيقة "عزة" مع زوجها الفنان والشاعر الرفيق محمد حماده للإقامة في لندن. الزمالة المهنية والعلاقة الحزبية توجتهما وشائج عائلية خصوصاً مع ولادة كرمة حمادة وربى أصفهاني بفارق شهر واحد بينهما. وعلى أهمية هذه الروابط الخاصة التي استمرت حتى بعد عودة عائلة حمادة إلى الوطن، فقد حرصتُ دائماً على أن أستمع إلى رأي "عزة" بما أكتب. صريحة في تقييمها، دقيقة في نظرتها، ومدركة لنبض الناس في حياتهم العامة.

شكل رحيل الرفيق محمد جرحاً لم يندمل في قلب الرفيقة مي. هجرتْ الكتابة، لكنها لم تتخلَ عن هاجسها الدائم بالعمل الاجتماعي في الأوساط الشعبية المسحوقة، وفي مخيمات "اللاجئين" على وجه التحديد. هناك كانت تجد نفسها، وتعبّر عن إيمانها، وتمارس عقيدتها.

أنهكها التعب خلال السنتين الماضيتين، وأضاف وباء الكورونا ثقلاً ضاغطاً عليها لأنه منعها من الاختلاط بالناس. لا شك في أنها خبأت في أعماقها حزناً وجودياً وهي تتابع قرار ابنتها وحفيديها الانتقال إلى قبرص للعمل بسبب تردي الأوضاع في لبنان.

أغمضت "مي - عزة" عينيها للمرة الأخيرة على رؤى راسخة في الوجدان.

وهكذا يرحل أحباؤنا إلى الراحة الأبدية... ويتركون لنا غصة الذكرى وأوجاع الفراق!

*

الرفيقة المناضلة هناء عطية

ودعوة لمن عرفها

الكلمة التي نشرتها بتاريخ 27/08/2010 عندما كنتُ أتولّى مسؤولية عميد شؤون عبر الحدود، توجز قليلاً عن رفيقة مناضلة عرفتها أولاً في عيادة الأمين د. أنطون حتي في سوق الغرب، ثم في البيت الذي تأمّن لها للإقامة في منطقة بولونيا إلى جوار مكتب منفذية المتن الشمالي، فما كنتُ أزور المكتب في سنوات الحرب، إلا وألتقي الرفيقة هناء، أتفقدها، أطمئن عنها، حتى إذا انتهت السنوات البشعة وعادت الرفيقة هناء إلى بلدة "سوق الغرب" انقطعتُ عن زيارتها، إنما لم أتوقف عن الاتصال بها والاطمئنان. تلك الرفيقة المناضلة تستحق أن يكتب عنها من عرفها في سوق الغرب ثم في المتن الشمالي، وأن يزوّدنا بصوَر لها مع رفقاء، فننشر ذلك.

*

الكلمة التي نشرتها بتاريخ 27/08/2010:

وافت المنية منذ فترة الرفيقة هناء قبلان عطية، التي عرفها جيداً رفقاء منفذية الغرب عندما كانت مقيمة في بلدتها "سوق الغرب"، وفيها تعرّضت للخطف على يد القوات اللبنانية فللتعذيب الشديد. بعد خروجها من الأسر توجّهت إلى المتن الشمالي واستقرّت في منزل إلى جانب مكتب المنفذية في بولونيا، حيث تابعت نضالها الحزبي وساهمت في الكثير من أعمال المنفذية.

شُيّعت الرفيقة هناء إلى مثواها الأخير في سوق الغرب، مُحاطة برفقائها الذين يقدّرون فيها إيمانها الفولاذي بالحزب ومضاء عزيمتها.

عميد شؤون عبر الحدود وقد عرف الرفيقة هناء مذ كانت في سوق الغرب ورافق التزامها الحزبي الصادق في المتن الشمالي، ثمّ عندما عادت إلى مسقط رأسها في سوق الغرب، يقدّم التعزية برحيلها إلى كل الرفقاء الذين عرفوها مثله، واحترموا فيها مناقب الصراع والصدق والالتزام الواعي بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية، وثباتها على إيمانها في كل الظروف الصعبة التي مرّت فيها.

كانت الرفيقة هناء عطية قد مُنحت وسام الواجب بتاريخ 02/12/2005.

*

أما كيف تعاطى مركز الحزب ومنفذية الغرب عندما بلغهما خبر وفاة الرفيقة هناء، فقد أوردته في رسالة وجّهتها بتاريخ 02/09/2010 إلى حضرة نائب رئيس الحزب، أحتفظ بها إنما لن أكشفها، تاركاً ذلك، كما الكثير من أوجاع مماثلة عرفتها في سياق مسؤولياتي الحزبية المركزية، للتاريخ.

*

من استمارتها في مكتب الإحصاء المركزي

الاسم الكامل: هناء قبلان عطية.

الأم: رحمة جبور.

مكان الولادة: صافيتا.

تاريخ الولادة: 1918.

تاريخ الانتماء 09/03/1958.

تاريخ الوفاة: 24/08/2010.

*

الرفيقة المناضلة هناء عطية بقلم الأمين توفيق مهنا

" تعود معرفتي بها لما كنت طالباً في ثانوية الأرز النموذجية، وهي الثانوية التي كان يتولّى إدارتها ورئاستها الرفيق الراحل والأديب المميّز أنيس أبو رافع(1). كنّا طلبة في المرحلة الثانوية في الـ Second في البكالوريا، وانتميت إلى الحزب في تلك الفترة، وكنّا نشعر بأنّ الرفيقة هناء عطية وهي المسؤولة الإدارية وكأنها مربية ومرشدة، وموجّهة، كنا نشعر بدفء احتضانها لنا كطلبة قوميين اجتماعيين نشعر بأنها كانت الرفيقة والأخت والأم التي تحرص أن تحيط كيان رفقائها وكأنهم أبناءها، وكأنهم جزء من كيانها الروحيّ، كانت قدوة وكانت حركة دائمة، ولم نراها في أي لحظة أو مرحلة إلا صاحبة الوجه البشوش والطلّة الهادئة والنظرة العطوفة.

هذا ما كانت عليه الرفيقة هناء عطية، وما زلت أشعر بحضورها ونضالها وقدوتها، التي هي ميّزة من ميزات رفيقاتنا في النهضة السورية القومية الاجتماعية.

هي الرفيقة المناضلة، وهي المرأة المقاومة والمربية والنهضوية. هذا ما تسجّل في ذاكرتي منذ أن كنتُ طالباً، ومهما مرّ زمان أو تطورات أو تغيّرات، فقد تبقى هذه الصورة البهية والمشرقة مجسّدة وحاضرة في وجداني وفي ذكرياتي.

هوامش:

(1) انيس أبو رافع: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024