إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

في طرائق الفكر والتفكير (2 ) الديمقراطية والعولمة والنزعة الفردية عناوين تحكم العالم

الياس ابراهيم الياس

نسخة للطباعة 2006-05-20

إقرأ ايضاً


نّّنا قد غدونا بعصر يُسوَق لنا مفاهيم ,يتمسك بها الناس ويدافعون عنها بشراسة ولكنّ السؤال : هل يعرف الناس ماذا تعني هذه المفاهيم .

"إنها سطحيّة التّفكير والّّلاتحديد" .

لقد أصبحنا في عصر المطلقات المبهمة ,عصرٌ بات به المثقّف جامع أفكار ومعلومات فقط , عصر ماتت به الرموز , وأصبح كل ذو غاية فردية يصنع من نفسه رمزاً بماله ومعارفه و داعميه , والمثال الأوضح على  هذا ( ما يحصل في لبناننا ) .

 وكمثال على المطلقات المبهمة :

العقل : هو الشّرع الأعلى لكن , أي عقل ؟ هل هو ما أراه أنا ؟ أم ما يراه فلان ؟ .

المنطق : والتذرّع بالمنطقية , لكن ما هو المنطق ؟ , منطق من ؟ , وأي منطق يجب أن نتّبع ؟ , ما هي صفات المنطق وما هي ضوابطه ؟ .

الديمقراطيّة : ما هي ؟ , ما الأبعاد التي أخذتها ؟ , ما مدى ملاءمتها للحياة ؟ ,وكيف تطرح اليوم؟, وما الغاية من طرحها بهذه الطريقة ؟.

ازدواجيّة المفاهيم :

- الديمقراطيّة الحقيقيّة , والديمقراطيّة المزيّفة .

- الدّين حقيقةً , والدين المزيَّف بحركات مدعومة من الخارج .

- العقيدة , بما تحمله من مبادئ من أجل النّهوض بالمجتمع , وما أصبحت عليه نفوس القائمين على العقيدة من أطماعٍ وغايات فرديّة .

ما الذي قاد مجتمعنا إلى هذه الطريقة بالتّفكير الضّبابي , والتي أدّت إلى الاعتماد على مطلقات مبهمة ؟.

قد يكن بعض ما قاد إلى ذلك :

1 – بعض الظّواهر الّلاديمقراطيّة في بلدنا .

2 – الفقر وتوق الإنسان للحياة .

2 – العلم بمناهجه التعليميّة الغير مدروسة في بلدنا ( من تشويه في التّاريخ ... , إلى علم ممّا قبل العلم .. , .

فخرّيجنا الجامعي يكاد يعرف عن أيّ شيء في الحياة إلاّ عن اختصاصه ., سواءٌ أكان مهندساً .. , أم طبيباً .., أم ... , هذا ما سمعته , مراراً وتكرارا , من مهندسين وأطباء من خريجي بلادي ؟ ! .

فهذا الفقر العلمي يقود الكثيرين إلى مناصرة العولمة , معتقدين أنّها تقدّم علماً وترفع الذّخيرة الثقافيّة لديهم ., متناسين , أو غير آبهين , أو غير عارفين ما يكمن وراءها من تخريب لمجتمعنا .

فمناهجنا التعليميّة غير كفيلة بتثقيف طلّابنا , وهي بحاجة لإعادة دراسة , فهي نظريّة دائماً , وقد تعوّدنا الحلّ النّظري دون أن، نعلم ما أهميّته العمليّة .

فهذا برأيي مرتبط كلّ الارتباط بالنّظرة السّطحية , وبمنهجيّات المطلقات المبهمة .

أمّا عن أسئلة الامتحانات , و خصّيصاً في الكليّات الأدبيّة , فهي أسئلة تعجيزيّة ! .

إذ يتفاخر بعض ( الدكاترة ) الكرام الذين يعلّموننا بأن معظم الطّلاب غير قادرين على فهم السؤال الذي يطرحونه ( وكأنّنا نواجه "حذيرة" لا سؤالاً )

حتى أن الدكاترة المدرسين قد لا يستطيعون فهم طلب زميلهم الدكتور ؟ !!! .

فحتّى السّؤال الامتحانيّ في بلدنا مطلق وغير واضح , ومتعلّق بما في سريرة المدرّس ! .

إنّ الجامعيّ في البلدان المتقدّمة يُسمَّى باحثاً , أمّا عندنا فحتّى البحث في جامعاتنا الّلهمّ اجعله بحثاً .

أمّا عن مراحل التعليم الابتدائي ( التعليم الأساسي حالياً ) فليس هناك من عقد إذ إنّ الطّالب الذي تربّى على صفق الكفوف , وعلى عقوبة " الضرب بالمسطرة على قفى اليد " وما زال يسمع في أذنيه كلما ذكر اسم أستاذ على مسمعه : " كلمة اركع !.. نعم حتى الركوع هو إحدى العقوبات التي تربوا عليها طلابنا .

هذا الطّالب سوف يكون باحثاً حتماً , وشمولي الرؤية ( لأنه تربى التربية العلميّة الصّحيحة )!! .

فلماذا يتوق الإنسان للحريّة ما دام تربى على فلسفة الركوع ؟!.

ولماذا يتوق للديمقراطيّة ما دام تربّى على الحوار الركوعي ؟! .

ولماذا يتعلّق بظاهر الكلام والمفاهيم , ما دام المتعلّم الجّامعي تعوّد أن يكون باحثاً ؟!! .

4 – توق الإنسان للحريّة : والإنسان في مجتمعنا يشعر أنه غريق ويريد أن يتمسّك بقشّة الخلاص ؛ فأيّ مفهوم يمتّ إلى الحريّة بصلة أو إلى الحياة الرّاقية , أصبحنا نتعلّق به دون أن نعلم ما يحمل تحت طيّاته . والغرب يدرك هذا التّوق لدينا , وليس لديّ أدنى شكّ أنّهم يحاولون أن يستثمروه لما فيه مصلحتهم . .. فمثلنا الشعبي يقول :

" كتر الشّد بيرخي "  

مثلاَ بسيطاَ : إذا أحبّ شاب فتاة , وتجرّأ أن يمسك يدها في الطريق , فإنّ النّظرة العامّة لهذا التّصرف هي : الفسق والكفر .

وهذا هو أحد الأسباب التي أدّت إلى عدم الاعتدال بالنسبة لمفهوم الحرّيّة ؛وها نحن الآن نرى الشاب وصاحبته في الحدائق العامة على مقعد ما , يتصرّفون كما الرجل وامرأته في غرفة نومهم .

وهذا شيء مما نتج من (كتر الشّد ) وكبذرة لمفاعيل العولمة ؛وهذا ليس من أخلاقيّاتنا , لكنّه توق إلى الحريّة لم يبرمج , ولم يوجّه بالشكل الصحيح .

المنطق :

ومن المبهمات "المنطق " , فبحجة المنطق نقوم بأحكامنا , سواءً الصحيح منها أو الخاطئ . فلا نرى إلا من يقول هذا الكلام منطقيّ , وهذه الفكرة منطقيّة , ولكن ما هو مقياس المنطق والمنطقيّة ؟! لا أحد يكترث ؛ ولكلّ منطقه الخاصّ، ولكلّ أحكامه الخاصّة , فكل يريد أن يرى العقائد بمنطقه الخاصّ وكل يريد أن يحكم البلد بمنطقه الخاصّ على أساس أن رؤيته منطقيّة عقليّة .

وللوضوح لابدّ أن نحدّد مصطلح متّفق عليه لـ " العقل " الذي هو أيضا قد أصبح من المبهمات .

فإذا كان العقل هو : " مجمل مكتنزات الثّقافة الإنسانيّة من المعارف والحقائق , وهو العقل الإنسانيّ المسكونيّ المنظور إليه في كلّ مآتي الحضارة الإنسانيّة في كلّ مكان , وهو بعد هذا العقليّات الخاصّة للمجتمعات الإنسانيّة المتمثّلة في قدراتها الخاصّة , ومواهبها الخاصّة ,وخطّّتها النّفسية الخاصّة .

إذا كان هذا هو العقل فانّ المنطق هو كلّ ما ينسجم مع هذا العقل الشموليّ .

ولا يمكن للعقل في المفهوم الاجتماعي أن يكون عقلا مفردا بل العقل المركّب هو الّذي يحكم .

كما أنّ المطلق في عقيدتنا هوا لمطلق الواضح . وبالمطلق فان من الواضح على الصعيد المجتمعي : أنّ شيئاَ يفترض أن لا يكون منطقيّاً إلا إذا كان منطقيّا بالشّكل العام .

كما أنّ " الحقّ لا يكون حقّاً إلا إذا كان عاماً "

والفرق بينهما ،انّه على صعيد المنطق تولد لدينا مشكلة " العامّة " , إذ نتساءل ما مدى معرفة العامّة بالحقيقة , لذلك يجب أن نثبّت أن : " المجتمع معرفة و المعرفة قوة " وبهذا يستمد المنطق قوّته من المعرفة .

الدّيمقراطية :

والسّؤال بالعقل الذي هو الشّرع الأعلى , وبالمنطق الذي يخضع لهذا العقل :

أيّة ديمقراطيّة نريد ؟!! وكلّ من لا يساند أميركا هو إرهابيّ ؛ كل من ليس معها بدعمها للكيان اليهوديّ العنصريّ العامل من أجل تدمير شعبنا واستعماره , هو إرهابيّ من الدّرجة الأولى .

والخوف إن شاع الترويج لهذه الدّيمقراطية التي تختبئ العولمة ورائها أن يصار إلى القول بديمقراطيّة أميركا , فحينها تصبح الخيانة مغطّاة بغطاء الديمقراطيّة ؛ " فتصبح خيانة رأياً "

والخوف كلّ الخوف أن تصبح الخيانة من ضمن العقلية الأخلاقية لشعب ما .

هنا تكون النهاية .

_ إنّ الديمقراطيّة في هذا العصر في ,الغالب, لخدمة نظام العولمة السلبيّة المدار من قبل أميركا , وللأسف إنّنا نجد من هم , في مجتمعنا , يؤيدون نظام العولمة هذا , متسترين بالنظرة الديمقراطية أيضا ,هذا التأييد وهذه الديمقراطية النابعين من النّزعة الفرديّة .

_ فعاميّة الشّعب أصبحت لا تميّز ما الفرق بين الديمقراطيّة التي هي :

" نظام يشتمل على التّنافس الفاعل بين الأحزاب  السياسيّة من اجل الحصول على مناصب في السّلطة, فحين توجد الديمقراطيّة , توجد معها الانتخابات المنتظمة الحرّة العادلة التي يمكن لجميع أفراد الشّعب الاشتراك بها .

فهذه الحقوق المتعلّقة بالمشاركة الديمقراطيّة تتماشى مع الحريّات الاجتماعيّة مثل حريّة التعبير عن الرأي , والمناقشة وحريّة تأسيس المجموعات والمؤسّسات السياسيّة وحريّة الانضمام إليها "

فعاميّة الشّعب أصبحت لا تميّز ما بين هذه الديمقراطيّة والديمقراطيّة التي تتستّر وراءها العولمة المحكومة من أميركا .

_ والسّؤال الأكبر :

أين نحن من العولمة ؟ وما الاحتياطيات التي اتّخذناها لكي لا تغزو مجتمعنا وعوائلنا ومفكرينا , وأخلاقيّاتنا , و ما التحصينات التي أعطيناها لجيل الشباب كي لا يقع في الفخ ؟ وما هو دور الإذاعات ومحطّات التلفزة والجرائد والمجلات في هذا الصدد وما الذي تفعله ؟

هل أدركنا خطورة العولمة وما تحمله لنا ؟ هل اتخذنا احتياطاتنا لصون امّتنا في عصر تحول فيه تريليون دولار أمير كي يوميّا  ؟؟

_ هل أدركنا معنى ( فقسة زر ) التي يمكنها أن تهير اقتصاد دول كبرى ؟

_ السؤال لم يعد من نحن الآن : لأنّ الطّبيعة ذاتها ابتدأت تجيب على هذا السؤال و أدرك الواعين منّا و العالم أجمع " من نحن "

و لم يعد الجواب عليها خلافيا ، إذا أجبنا دون مواربة ؛ لكن السؤال الآن : أين نحن ؟!

ما الذي حلّ بنا ؟

و يبقى السّؤال العميق " ما الذي جلب على شعبي هذه الويلات " قائماً .

_ و السّؤال إلى شبابنا : أيّة ديمقراطيّة نريد ؟

و هل أمريكا ديمقراطيّة ؟

و هل تريدنا أن نعيش في مجتمعٍ ديمقراطيٍّ حقّاً كما تزعم ؟

هذه الأم الحنون التي تريد أن تسود المحبّة في العالم ، و لكن أيّة محبّة ؟ !

.. محبتّنا لأمريكا طبعاً !!.

ً و التي تريد أن تحكم البلدان بديمقراطيّةٍ ... ديمقراطيّة أميريكا طبعاً التي لا تقول بحكم " الشعب بالشعب " بل بحكم الشعوب بالقطب ، القطب الواحد المهيمن .

* و للتوسّع في شرح العولمة و مخاريقها ؛ و لكي تُزال ضبابية هذا المصطلح في تفكير القارئ ، ارتأيت التوسّع في شرح العولمة مستشهداً ببعض الكُتّاب الذين تناولوا هذا الموضوع .

يقول الكاتب أسد أشقر في كتابه " عولمة الرعب " :

" العولمة عولمتان :   الأولى واقعٌ حُكميّ و الثانية مشروعٌ محتمل .

الأولى تتمثّل في " ضغط الزّمان و المكان " بفضل التقدم العلمي و التكنولوجي و وسائل السرعة . لا يمكن إنكارها أو إيقاف تقدّمها . و هي من أهمّ معالم المستقبل .

أما العولمة الثانية فهي مشروعُ نظامٍ عالميّ : سياسيّ – عسكريّ ، اقتصاديّ و ثقافيّ  من الممكن و الواجب إيقافها و إسقاطها .

إنّها من الماضي المتخلّف الذي أصبح خطراً . فهي تتسلّح بثورة الوسائل لتقتحم الحاضر و المستقبل و تحاربهما بسلاحهما "

و يقول في موقعٍ أخر:

" العولمة الأولى ضيّقت العالم و وسّعت الأفاق و اتاحت توسيع الأفاق ، فكانت عولمةٌ محمودة و كانت ثمّة مصلحةٍ حيويّة إنسانيّة في الإقبال عليها و الإسهام فيها . إنها من أهمّ معالم المستقبل أو الحاضر المشدود إلى المستقبل .

.... أما الثانية مشروعٌ في الصيرورة لا واقعٍ حكميّ . إلا أنّها تجتهد في أن تبدو متماهيةَ أو متطابقةً مع العولمة الأولى ، لتفيد من الالتباس الحاصل و الخلط بينهما حتى يتاح لها أن تدّعي أنّها ، كما الأولى ، خيارٌ وحيدٌ و قدر لا يُردّ حتّى ليصير من العبث التصدّي لها . ثمّ .... تسليمها عمليّة ضمان المستقبل لأنّها هي المستقبل . في حين أنّها ، في الحقيقة ، تقوم على مفهوم و خلقيّة الماضي ، أو الحاضر المشدود بكُليتهِ إلى الماضي .... ثمّة من يعترض على هذا التمييز .... ما كان عليهم أن يعترضوا على التمييز بين العولمتين بل على الخلط المتعمد بينهما .... و بأن العولمة شيءٌ من محطةٍ قدريّة ، إمّا أن تكون العولمة الإمبرياليّة – النيوليبراليّة و إما ألا تكون ، و بأنّ الانفتاح هو ، حصراً ، التسليم بقانون الفاتحين ، و أن من يتردّد أو يتحفّظ يحكم عليه بالتخلّف و الاندثار ، و أنّ من يعارض أو يقاوم يستحقّ " التّأديب " حتّى التوبة أو العقوبة حتّى الموت .

.... العولمة الإمبرياليّة النيوليبراليّة : ....  الشأن الإمبراطوريّ و النيوليبراليّ شبه متلازمين في مشروع العولمة ، ترانا نميّز ، من دون أن نفصل بينهما . إنّهما يتّحدان على تكاملٍ ، من دون أن يتوحدا و يصبحا كلً قائماً في ذاتهِ .

الإمبراطوريّ : هو الطرف السياسيّ المتمثّل بقوّة الدولة المسيطرة .

أمّا النيوليبراليّ هو الجانب الماليّّ المتمثّل بقوّة السلطات الماليّة الجديدة .

تقود هذه العولمة قوّتان جامحتان : القوّة العظمى ( الأميركيّة – الإسرائيليّة ) ، و قوّة السلطات الماليّة العظمى الجديدة .

_ تحكمها عقيدة متخلّفة اعتدائيّة تعود مفاهيمها و خلقيّتها من الماضي السحيق و يسود العنف و التوحّش تاريخها الطويل .

_ مفهومها السياسيّ الأمنيّ يعود إلى الإرث الإمبراطوريّ و قمّته الرومانيّة في التاريخ القديم .

_ أما خلقيّّتها فتعود إلى الإرث الإمبراطوريّ إيّاه .

_ مفهومها الإنسانيّ " الصداميّ " ينهل من عصور الحروب الدينيّة و عقليّتها الخلقيّّّة ، و بعضه يعود إلى قيم الطور القبليّ البدائيّ .

إنّها بوضوح عقيدة سلفيّة اعتدائيّةٌ بامتياز .

.... أسياد هذه العولمة يزعمون زوراً .... أنّها " نهاية التاريخ " ، أي خلاصته  الأخيرة و قمّته .... و الإصرار على فرض هذه المبادئ و المفاهيم على العالم بشكلِ نظامٍ عولميٍّ جديد ، أدّى إلى عولمة الأخطار .

فهي قوّةٌ هائلة تفتقد ضوابط و تلغي ضوابط عند الآخرين بفعل اجتياحها إليهم . إنها تتّجه بسرعة قياسيّة إلى عولمة الرعب .

.... و تجعل من بقاء الجنس البشريّ التحدي الأوّل و الأخطر في القرن الحادي و العشرين .

.... إنّ خصوصيّة عصرنا بالذات ما عادت تسمح لمثل هذه المفاهيم و الخُلقيّات أن تسود أنظمة الحياة و العلاقات ، لاسيما في النظام الذي يحكم علاقات الدول و يدخل على حياة الشعوب ، كما يحاول أن يفعل النظام العولميّ الراهن ثورة الوسائل .... و انتشار أسلحة الدمار الشامل و إمكانيّات صنعها حتى على مستوى الجماعات و الأفراد ، و تداخل حياة الشعوب و ترابط مصالحها ،.... بطُلت تسمح بأن تحكمها مفاهيمٌ و خلقيّات من الإرث الإمبراطوريّ و النيوليبراليّ و الحروب الدينية .

.... العولمة الإمبرياليّة الراهنة هي جزءٌ من الإرث الإمبراطوريّ و حلقة أخيرة من حلقات دورته التاريخيّة .

.... المفهوم الإمبراطوريّ للـ " آخر " لا يعرف الشراكة فلا يسمح لها ، لا في داخل الإمبراطوريّة ولا خارجها ، قمع الآخرين في الداخل ، و صادم الآخرين في الخارج ، ليقيم نظامه الأمنيّ . و هو نظام يقوم على منطق القوّة وحده .

.... عالميّته هي حيث تصل قبضة جيوشه التي ترسم حدود عالمه ، وراء هذه الحدود العدوّ أو العدم .

....  تعاقبت الإمبراطوريّات و تساقطت . لكن دورتها التاريخيّة استمرت ، بات استمرار هذه الدورة ، في القرن الحادي و العشرين يهدد بقاء البشريّة .

الإمبراطوريّة الجديدة تحاول أن تمشي على خطى الإمبراطوريّة الرومانيّة . و هي تصرّ على أن تختصر العالم المعاصر بالـ " القرية العالميّة " ، أن تخضع هذا العالم – القرية لأحكام سلمها في نظامها العالميّ الجديد .

تعاظم قوّتها العسكريّة يغريها بالتقدم المنفرد على الساحة العالميّة ، لاسيّما أن هذه القوى هي ذات مستوى كميّ و نوعيّ لم يسبق له مثيل .... سواءً من حيث هو قوّةٌ ضاربة أم من حيث هي تستند إلى خلفيّة علميّة و تكنولوجيّة اقتصاديّة متقدمة على الآخرين . فه تعمل على زيادة هذا التفوّق حتى لا يخطر في بال قوّة أخرى .... منافستها و هي على نشوة القوّة .... تعمد إلى الإفراط في استخدام قوّتها أو التهديد بها .

.... قوّتها ليست فقط مركز قرار إنّها القانون

.... و الدولة الأميركيّة تطمئن الشعب الاميركيّ إلى أمّته .... و غالباً لا يضطر المواطن الاميركيّ العاديّ إلى أن ينظر في خريطة العالم إلا لغرض سياحيّ و هو في سنّ التقاعد .

أما شعوب العالم و مواطنوه عليهم أيضا أن يطمئنّوا ، لأن النظام العالميّ الجديد سيحولهم إلى مواطنين في " القرية العالميّة " ، حيث يتاح لهم أن ينتموا إلى العصر و أن ينفتحوا على تحديّاته ، و أن يمارسوا مواطنيّتهم " المتمدّنة "

.... فالإنسانيّة في هذا الشأن على مفترقٍ ، بين أمن الإنسانيّة و ارتقائها و حلم التسامي الإنسانيّ و بين كابوس الفناء "

* هذا بعض ما كتبه الكاتب أسد أشقر حول العولمة ( هو كاتبٌ سوري ) ولذا أردت أن أعرض ما كتبه بعض الغربيين أيضا عن العولمة و مخاريقها .

يقول أنطوني جيدنز ( و هو عالم اجتماع و مدير معهد لندن للاقتصاد ، و يشار إليه كمستشار لرئيس الوزراء البريطانيّ طوني بلير ، كما أنّه كان يستأثر بمشاورة الرئيس كلينتون ، يقول في كتابه " عالمٌ جامح – كيف تعيد العولمة تشكيل حياتنا " الذي يبحث في خطر العولمة حتّى على العائلة : " ليس الاقتصاد الإلكتروني المباشر مجرد طريقة لنقل المعلومات و الأخبار بسرعة . إن وجوده ، فضلاً عن ذلك ، يغير تركيب حياتنا ، سواءً أكنّا أغنياء أو فقراء .

فحين تكون صورة نيلسون منديلا مألوفة لدينا أكثر من وجه جارنا ، فلابد من أن شيئاً ما قد تغير في تجربتنا اليومية .

.... لقد استغرق الراديو أربعين سنة ليصل إلى خمسين مليون مستمع في الولايات المتّحدة ، بينما لم يستغرق الكمبيوتر سوى خمس عشر سنة ليصل إلى العدد نفسه ،أما شبكة المعلومات الدوليّة ( الإنترنيت ) فقد بلغ عدد مستعمليها خمسين مليوناً بعد أربع سنوات فقط من عرضها للعامّة .

من الخطأ النظر إلى العولمة كظاهرة تتعلق بالأنظمة الكبرى ، كالنظام الماليّ العالميّ ،فالعولمة لا تخصّ فقط ما هو ناءٍ عن الفرد ، بل تتعلّق أيضاً بأدقّ الجوانب الشخصيّة في حياتنا . فعلى سبيل المثال يبدو الخلاف على المسائل العائليّة بعيداً عن العولمة ، ولكنّه بالحقيقة ليس ببعيد .

إنّ أنظمة القيم العائليّة التقليديّة بدأت بالتحوّل ، أو إنّها تحت ضغط شديد في الكثير من البلدان ....

.... إنّ العولمة ثورة حقيقيّة تستشعر عواقبها في كل أرجاء العالم ، من مجالات العمل إلى السياسة . "

" .... والديمقراطية تنتشر الآن في كل أنحاء العالم .وتختبئ العولمة خلف انتشار بنى الديمقراطية ، وهي في الوقت نفسه تكشف الحدود التي يمكن أن تصل إليها بنى الديمقراطيّة الأكثر شيوعاً ، أعني بذلك الديمقراطيّة البرلمانيّة .

ويجب علينا أن نزيد من ديموقراطيّة المؤسّسات الحاليّة بشكل يستجيب لمتطلّبات مرحلة العولمة .

فإن لم نتمكن من أن نكون أسياداً لتاريخنا ، فلا بدّ لنا من أن نجد الطرق المناسبة لإخضاع عالمنا الجامح هذا لسيطرتنا "

_ وأقدم من كتابه هذا بعض الكتابات ، لما أرى فيها من أهميّة في محاولة الإضاءة على نظام العولمة . إذ يقول أنطوني جيدنز :

" يبدو أن فلاسفة مرحلة التنوير قد أدوا عملهم على وفق مفهوم راسخ وبسيط في

الوقت نفسه، فهم كانوا يعتقدون أنه كلما ازدادت قدرتنا على فهم العالم وفهم أنفسنا ازداد تمكّننا من تشكيل التاريخ على وفق أغراضنا الخاصّة . وعلينا أن نتحرّر من عادات الماضي وعقده من أجل أن نسيطر على مقاليد المستقبل .

لقد وضع كارل ماركس ، الذي أثّرت أفكاره في مرحلة التنوير بقوّة ، هذه الفكرة ببساطة حين بين أن علينا أن نفهم التاريخ من أجل أن نصنع التاريخ .

إنّ هذه الفكرة تقترح أنّ العالم لا بدّ من أن يكون أكثر استقراراً و نظاماً كلما ازداد تقدم العلم والتقنيّة ....

.... ولكنّ العالم الذي نعيش فيه الآن ، لا يستشعر فيه ذلك ، ولا يبدو كما توقّع هؤلاء ، فبدل من أ ن يكون تحت سيطرتنا باطراد ، يبدو أنّنا نفقد السيطرة عليه . إنّه عالم جامح RUN AWAY WORLD  .

.... لقد بات العلم والتقنيّة معولمتين أيضاً ....، ولكن للعولمة تميّزاً في أبعاد أخرى أيضاً ، فهي تجلب معها مخاطر ومجهولات من أنواع أخرى لا سيّما تلك التي ترتبط بالاقتصاد الالكترونيّ العالميّ الذي هو نفسه تقدّم حديث العهد .

.... فالعولمة الآن تعيد تشكيل الأنماط التي نعيش بموجبها ....

..... إ نّ العولمة تدار في الغرب وتحمل بصمات القدرة الاقتصادية السياسية الأميريكية ، كما أنّها تقترن بعدم المساواة الشديدة فيما يتعلق بالعواقب .

ولكنها لا تعني سيطرة الغرب على بقية العالم وحسب ، وإنما يمتدّ تأثيرها إلى الولايات المتّحدة نفسها ، كما يمتد إلى بقية الدول .... إنّ العولمة تؤثّر أيضاً على الحياة اليومية للإنسان العادي بالطريقة نفسها التي تؤثر فيها على الأحداث العالمية . لهذا السّبب يحتوي هذا الكتاب على فصل يتضمّن الحديث عن الجنس والزواج والعائلة .

كما أنّ العائلة التقليديّة مهدّدة ،فهي تُغيّر وسوف يستمر تغيّرها هذا باطراد .

.... ففي عالم يتجه نحو نظام العولمة ، إذ يمكن أن ترسل الصور والمعلومات عبر الكرة الأرضيّة بتواتر ، نجد أنفسنا في اتصال مستمرّ مع أناس آخرين يختلفون عنا في التفكير وفي طرق العيش .

إنّ مناصرين العولمة يشجّعون هذا الاختلاط الثقافيّ ، أمّا الأصوليين فهم يعدونه خطيراً ومربكاً ، سواءً في مجالات الدين القومية أو الهوية ، فهم يلجؤون إلى تراث منقى ومجدد ، وغالباً ما يلجؤون إلى العنف .

.... فالأصوليّة FUNDMENTALISM  تنشأ عادة من عالم ذي تقاليد مهدّدة بالضياع ."

* النزعة الفرديّة :

لنظام العولمة أثر كبير في انتشار النزعة الفرديّة في مجتمعنا . وهنا تجدر الإشارة إلى أن النزعة الفرديّة ليست من خصائص مجتمعنا ، وليست منخصائص نفسيّتنا السوريّة، بل إنّها من خصائص المجتمعات الأوربيّة عامّةً، والمجتمعات في اميركا خاصة.

- نحن في خصائص نفسيَّتنا حبُّ القوم والوطنيّة، أي " الـ نحنُ " ، وهذا ما سمِّي بالإثم الكنعاني، ثمَّ أتى مسيحنا السُّوري وبذل نفسه في سبيل من يحبّ ( من أجل المجتمع )، معلِّماً إيَّانا أنَّ أرقى ما في الحياة أن يبذلَ المرء نفسه في سبيل من يحبّ.

ثمَّ أتى سعادة باذلاً دمه في سبيل نهضة أمَّته واضعاً عقيدة الإنسان – المجتمع، معلِّماً إيَّانا أنَّ الدّماءَ التي في عروقنا ليست ملكاً لنا بل إنَّها وديعة الأمَّة فينا متى طلبَتْها وجدَتْها، مرتئياً أنّه من أحد أساسيّات النهوض بالمجتمع، القضاء على النزعة الفرديّة محارباً إيَّاها شرَّ حربٍ في الكثير من تعاليمِه.

ثمَّ شهداؤنا اللذينَ سقطوا وما زالوا يسقطون كلَّ يوم دفاعاً عن حقوق مجتمعهم وعن حرِّيته، ملقِّنين العدوّ أقسى الدُّروس، معلِّمين العالم دروساً في الوطنيَّة وحبِّ القوم.

هذا كلُّه، منذ الكنعانيين إلى المسيح إلى سعادة إلى شهدائنا السَّابقين إلى شهدائنا في الزمن الحالي يثبتُ، أنَّ النِّزعة الفردية ليست من خصائص نفسيَّتنا بل على العكس فقد كنَّا دائماً ندافع عن مجتمعنا ومصالح مجتمعنا حتّى لو وصل هذا الدفاع إلى بذل الذّات.

- أمّا الأميريكان فهم يعتمدون النَّظرة الليبراليّة الفرديّة التي تقولُ بأنّ تحقيق مصلحة الأفرادِ وحرِّياتهم كلٍّ على حدى، تؤدِّي إلى تحقيق مصلحة المجتمع وحريَّة المجتمع.

في حين نحنُ في عقيدتنا نؤمن أنّ مصلحة الفردِ لا تتحقّق إلاً من خلال تحقيق مصلحة المجتمع.

لذلك نرى الأميريكان كلُّ واحدٍ لا يهمُّه إلاّ نفسَه، والأمثلة في ذلك كثيرة .

إذاً من المرجَّح أن يكون هذا المفهوم قد وصلنا عن طريقِ المجتمعات الأوربيّة والأميريكية، وفي عصرنا الحاليّ يواصلُ هذا المفهوم اختراقَه لنا عبرَ العولمة والإنترنت.

وللأسف أنَّنا نجد في أمثالنا الشعبيّة الحديثة ما يؤكِّد هذا المفهوم :

" بحبِّك يا إسوارة بسْ مشْ عزندي " أي مصلحتي أهمّ من كلّ المصالح، وهذا لا ينطلقُ من نفسيَّتنا السُّوريَّة.

و" من بعد حماري ما ينبُت حشيش " أي المهمّ أن أكون أنا بخير ولا يهمّ إن خرِبَت حياةُ الآخرين من بعدي .

قد تقبَل هذه الأمثال، إلى حدٍّ ما، إذا طُبِّقَت بالنظرةِ من خلال المجتمع، أي المجتمع هو المتكلِّم فيصير المعنى حينَها : أنّ مصلحة المجتمع فوق كلّ مصلحة.

ولكن للأسف أنَّها تطبَّق من خلال رؤيةْ فرديَّةٍ بحتة.

حتّى أنّ بعض الأمراض بدأت تظهرُ بفكرِ بعض المثقفين في مجتمعنا، بتبنِّيهم منهج النّزعة الفرديّة في التَّعاملِ، سواءً بعلمهم شعوريّاً، أم متأثِّرين في اللاشعور بهذا المنهج.

من هذه الأمراض الخطيرة " سياسة إلغاء الآخر"

وهذه السياسة تجد لها تطبيقات على مستوى الفرد وتعامله مع الآخر : فهو لا يشعر لنفسه قيمة، إذا كان للآخر قيمة أيضاً، لذلك فهو يعمل على إلغاء قيمة الآخر كي يظهر قيمته، ويعمل على تكفير فكر الآخر كي يظهر أنَّه صاحب فكرٍ منفتح ونهضوي.

ومن هنا أتت سياسات التَّسلُّق والوصول والظهور والشُّهرة على حساب الآخر.

كما إنَّه لسياسة إلغاء الآخر، للأسف، تطبيقاتٍ على مستوى المدارس الفنِّيَّة والأدبيَّة في عالمنا العربيّ. فكلُّ مدرسةْ تلغي الأخرى لتظهر أنَّها على حقٍّ ؛ فالمدرسة الكلاسيكية تقول ببطلان المدرسة الإبداعية وهذه الأخيرة تقول بجمود الأولى وتحجُّرها، وكأنَّه لا يمكن لهذه الحياة بكلِّ وسعها النَّفسيّ، الرُّوحيّ والكونيّ أن تستوعب مدرستين في الشِّعر مثلاً.                                                    

وكي أثبِت أنّ النّزعة الفرديّة مستوردةٌ من المجتمعات الغربيَّة سوف أستعرضُ هنا جزءاً من مقالٍ للكاتب الغربيّ " أولرتش بك" عنوانه : " الحياة الفرديَّة في عالمٍ جامع، النِّزعة الفرديَّة والعولمة السِّياسيَّة " يكتب أولرتش بك :

" لا تكادُ توجد رغبة أكثر انتشاراً في الغربِ اليوم من الرغبة في أن يحيى المرء حياتَه الخاصَّة لو أنَّ سائحاً في فرنسا أو فنلندا أو سويسرا أو بولندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو هنغاريا أو الولايات المتّحدة أو كندا سئلَ عمّا يحفِّز النَّاس هناك، وما يسعون ويكافحون لتحقيقه، لكان الجوابُ المال أو العمل أو السُّلطة أو الحُبّ أو الله أو ربَّما أيّ شيءٍ آخر، ولكن الجواب سيتضمَّن أيضاً الأمل بحياة خاصّة.

إنّ المال يعني مالك الخاصّ وكذلك المكان يعني مكانك الخاصّ وفقاً لأبسطِ شروط الحياة الخاصَّة، فالحبُّ والزَّواج والأُبوَّة كلّها تُطلب من أجل توثيق واستمرار القصّة المركزيّة لحياة الفردِ الخاصّ.

ليس من المبالغة القول إنَّ الكفاح اليوميّ من أجل توفيرِ حياةٍ خاصّة قد أصبحَ أساساً للتَّجربة الجمعيَّة في الغرب. هذا هو كلّ ما تبقَّى من شعورِنا الاجتماعيّ "

ثمّ يضيف الكاتب في مكانٍ آخر : " .... لقد بدأ كلّ شيء ينفَّذُ وفق المعايير الشخصيّة للفرد ؛ وبصورةٍ مستقلّة في أكثر ثقافات العالم، ولغاته، ومدنه.

أهو نوع من الأنانيّة الوبائيّة، أم حُمَّى الـ " أنا " التي يمكن الاستعانةِ عليها بجرُعات يوميّة من الأخلاق والتذكير بالمصلحة العامّة.؟.

.... إنّنا نعيشُ في مرحلةٍ يتدهورُ فيها النِّظام الاجتماعيّ والطّبقيّ والعرقيّ، بل حتّى العائلة التّقليديّة. إنَّ أخلاق الاكتفاء الفرديّ والنَّجاح الفرديّ هي الأكثرُ حضوراً في المجتمع المعاصر إذ يمثِّلُ الإنسان الانتقائي والمُتصرِّف، الذي يطمحُ إلى أن يكون هو المبدع لحياته والخالق لهويَّتهِ الفرديّة، الصِّفة المركزيَّة لزمالنا هذا. هذا هو السَّبب الأساسي وراء التَّغيُّرات الحاصلة للعائلة، وهو أيضاً سببُ الثَّورة الجنسيَّة gender revolution العالميَّة فيما يتعلَّق بالعمل والسِّياسة. لذلك يجبُ على أيَّةِ محاولةٍ لإيجاد ائتلاف اجتماعيّ جديد أن تعي أنَّ الفرديّة   Individualisme والتَّنوُّع العرقيّ Diversity ، ونزعة الشكّ Skepticism قد كُتبَت بحروفٍ من نار في الثَّقافةِ الغربيّة" .

لأسف أنَّه في الوقت الذي ابتدأ فيه المفكِّرون الغربيُّون بالقول بالمصلحة العامّة والأخلاق، والمحاولةِ في الدَّعوى إلى الـ " نحن " محاولين بناءَ نهضة على أساس الأخلاقيّات الموجودة في النَّفسيَّة السُّوريَّة وخصائصها، معَانين في ذلك أمرّ العناء، في هذا الوقت نرى في مجتمعنا السُّوري تقليد الغربِ في نزعاته الشَّاذَّة ونزعتهِ الفرديَّة، سواءً بقناعةٍ منهم أم تسليماً لسهولةِ العيش إلى رذائلِ الحياةِ وغاياتِها الدُّنيا، مُتناسينَ غاياتِ الحياة العُليا وأنَّ لا سُموَّ إلاَّ بحبِّ المجتمع والنِّضال معه وفيه من أجله ومن أجلِنا؛ مُتستِّرينَ أيضاً في هذا تحتَ ستارِ ديمقراطيّة التفكير والعيش، فأيَّةُ ديمقراطيَّةٍ نريد ؟! ..

وأعود لأكرِّرَ خوفي من أن تصبحَ " الخيانة رأياً "

و" أنَّ الخوفَ كلُّ الخوف أن تصبحَ الخيانةَ من ضمنِ العقليَّة الأخلاقيَّة لشعبٍ ما، لأنَّه عندها تكون النِّهايةَ والذُّلّ " .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024