إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

من أسماء محمود درويش الحسنى

سليمان الشيخ حسين

نسخة للطباعة 2009-04-25

إقرأ ايضاً


يأبى الرحيل أن يمحوك من قلبي ولو برهة

وأنا أحاول ترميم ذاكرتي ودروبك الصعبة

فوجدت بعضأ من أسماءك الحسنى موزعة

على طين الأزقة

وكنت رفيق المسيح على خشب الصلب تؤجل موت المحبة

وكنت اللطيف تحاول فك احتدام القتال تحت السقيفة

وكنت الرداء الذي رفعته القبائل جمعاً لمنع المكيدة

وكنت كماء تدفق حتى يرطب حلق الحسين يوم الخيانة

وكنت الحزين المدمى حين تجندل بالغدر حمزة

وكنت الغفاري قبيل صعود الخليفة إلى شرفات القصور التي من أين هذا

وكنت الخارجي لكي يصل السفين إلى ضفاف آمنه

وكنت سميي بلال يوم ارتفاع الآذان الصدوق في صحارى العرب

وكنت الكتاب الذي علم الحرب والسلم والغناء الطرب

وكنت الدموع إذا مس حرفا للهو من الأبجدية


وكنت ... يصلي إليك الفدائي بسملة للرصاص يفتت صدر الضغينه

وكنت ( المهاتما) عارياً من فحولة هذا الزمان البغيض وسوءاته

وكنت .... وكان لأحمد فيك اشتياقاً (( لماذا تركت الحصان وحيداً ))

وكنت . .  طريد بعض اليسار فقد كان يحصي عليك نوع الشراب وشكل الكؤوس وحتى مكان الإقامة.

كأن على اللاجئ أن يظل حبيسا بخيمة ويقتات من فضلات الموائد يمد يديه كي يتسول خبزا وأمنا

على عتبات الخليقة

وكنت عمرت مجدا في كل ارض وبيتا حتى تعود وها أنت عدت وان كنت جثه

 وكنت وحيدا (( وكم كنت وحدك)) تصفق خارج سور العشيرة وفكر العشيرة

وكنت وحيداً كظل الفدائي في عتمة الساريات التي ابتلعت ظلها  .... والنشيد وانتظام التلاميذ في المدرسة

وكنت الحوار الجريء بين الكراسي وبين الملك..... وصوت الذين يموتون قهراً ولا يصرخون

(( نريد الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا ))

 وإنا نحب الحياة التي أنت فيها شهيدا

وكنت النواسي قيس وليلى وتاريخ هذا الصراع المؤبد ....

 بين الهلاك وبين الهلاك

وكنت اختصار الفضيلة

وكنت دمشق تطرز حاراتها بالياسمين تجدد تاريخها بالفناء الرخيم وأجراس كنائسها الرائعة

وكنت وكان لأسمائك الحسنى مجاديفها كي تسوس السفين إلى فلسطين وتحزنك غزة

وكنت المشرد تضيع كشيء رخيص بين الحقائب ولا يشتريك سوى الراحلون إليك كضوء لأيامنا المعتمة

وكنت لنا شاعراً من شراب العسل وفي أمهات الخلايا أجّنة

وكنت جسور الغناء حين تهدم مجد الأغاني في بلاد العرب

وكنت إمام صلاة الغياب على المبعدين من سجل الحياة بغير إرادة

وكنت حبيب النساء اللواتي أحكن قميصاً لوجهك لباسا جديدا لعرسك وطيرن سرب حمام فوق عقوق المدينة...............

وكنت النبيذ الذي كان يسكر على شفتيك قصائد بحث عن الآدمية

وكنت المخيم تطاردك الطائرات والخفافيش وجوع اليتامى والبربرية

وكنت السوار الأخير الذي لبسته العروس لعرس مؤجل

يكاد قرناً يمر والعروس ترتق ثوب الزفاف لكي تلتقيك ، فكيف تموت..........أم تراك تنام على ظهر غيمة

وكنت أبي حين تنكبت ديوان شعر كتبت...

 باليمين حملت الكتاب ورتلت قصائده غنيتها... وبكيت

كأني.....................اهرب قلبي في كل دمعه

وكنت الشعارات على خشب البندقية ، والصراط القويم لانتزاع الهوية .

وكنت عصوراً تمر على حفنة من رجال في بقعة ضيقة ......

 وكنت لناجي  بكــل صباح ابتسامة حنظلة

وكنت الفارس الراحل في كل أرض شهابا وطلقه.......

لماذا تركت الكمنجات تبكي؟ وأنت صداح الوتر

وبغداد أوفدت بابل عنها أجلت موعد الشعر قاومت ............ كي تفيء بنخل الكرامة

هناك علقوا على زند نبوخذ نعوةً موجعه

افتقدناك يا نكهة البرتقال الحزين ويا سورة المائدة

وكنت الدموع  بعيني ( فيلوز) تبكيك كأنك لعبتها الضائعة

وكنت لعرس الطيور بيدر حب سنابل حنطة

وكنت سفير دلال حين أقامت في القدس دولة

وكنت بأيلول ترتب أعمالهم في الخفاء وتمضي إلى حانة مهملة

وكنت شرارة كل قيامة، وفي كل أمر. أو تستقيل ....... إذا شب في الأمر عله

وكنت اكتمال الفصول في تضاريس أهل الذهول قصيده بكل تفاصيلها راهنة

 رغم هذا التشظي بأحلامنا كنت وقود القضية

وهل ثمة وعي تخطاك

 وكنت عمرت للوعي طقساً وخططت درباً وأقسمت وعداً بعودة

وأنت الغني بحب البشر الفتي يوم ابتهاج الحجر والصبي الذي علقوه على محفل العرب صور

وكنت السياج الأخير الذي اقتلعوه لكي يدخلوا سائحين........

 فصرنا عراةً عراة

سلاما عليك تغادرنا باكراً ومنك السلام لأنك في كل اسم جديد حياة فانتحب انتحب ياممات

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024