في كتابه "السجل الذهبي لأدباء معاصرين في البرازيل وفنزويلا" أورد الكاتب"> SSNP.INFO: من شعراء المهجر المنسيين: الرفيق عبدالكريم صبح
 
 إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

من شعراء المهجر المنسيين: الرفيق عبدالكريم صبح

عمدة شؤون عبر الحدود

نسخة للطباعة 2009-11-30

إقرأ ايضاً


في كتابه "السجل الذهبي لأدباء معاصرين في البرازيل وفنزويلا" أورد الكاتب الأديب نعمان حرب، في معرض الاضاءة على الرفيق الشاعر عبدالكريم صبح، ما يلي:

- ولد الشاعر الكاتب عبد الكريم احمد صبح في قرية صغيرة في محافظة حمص السورية اسمها "بوردي" قرب نهر العاصي.

- تابع دراسته في ثانويات حمص وتخرج منها.

- هاجر الى البرازيل عام 1951.

- عمل في التجارة المتنقلة والثابتة، وكان حظه بالنجاح فيها بين صعود وهبوط، ويسر وعسر.

- عمل مساعداً في تحرير بعض الصحف العربية الصادرة في مدينة سان باولو.

- كُلف بتأسيس واصدار مجلة "اسلامية" بإسم "مجلة الاتحاد"، بتمويل من بعض الجهات الاسلامية، ولكنه تخلّى عنها بعد اصدار العدد الثالث منها لخلافه مع الممولين حول الكتابة الوطنية الصريحة والنهج التقدمي.

- اصدر عام 1981 أول مؤلف له سمّاه "المعجزات في مكارم الاخلاق". واهداه الى شعبه السوري الجبّار، وطبعه في مطابع جريدة "الانباء" البرازيلية بمساعدة من صاحبها الاستاذ (الأمين) نواف حردان. وتبلغ عدد صفحاته 232 صفحة وعنوانه يدل على مضمونه.

- يتبع في كتابته اسلوب المقامة العربية الساخرة. ويوشيها بأبيات من الشعر لكبار الشعراء العرب.

- عضو في "عصبة الأدب العربي في البرازيل".  

 

ما لم يورده الاديب نعمان حرب عن الرفيق الشاعر عبد الكريم صبح هو انه أصدر عام 1988 ديواناً شعرياً بعنوان "العواصف"، قدم له الأمين نواف حردان، والاهداء: الى "الاحرار المخلصين والابطال المناضلين من شعبي الكريم الاصيل المتحررين من العنصرية والطائفية والعشائرية والفئوية".

من مقدمة الأمين نواف حردان لديوان "العواصف":

هذا ديوان شعر جديد.. لشاعر جديد.. يطل علينا في هذا المهجر.. ليقول لنا ان الادب المهجري ما زال بخير.. وانه لم "يفطم" ويتعقم.. كما يحاول بعض المتشائمين ان يذيعوا.. بل على العكس.. ما زالت مواسمه طيبة غنية.. سخية العطاء.. صافية الرواء.

عرفته منذ ثماني سنوات.. في مكتب جريدة "الانباء" وهو في الخمسين من عمره.. ولمست في حديثه طرافة وعطشاً للثقافة.. وشوقاً للمطالعة.. ومحبة للكتب تبلغ حد التقديس.. كما عرفت بأنه "راوية" للشعر.. يحفظ عن ظهر قلب الوف الأبيات لشعراء قدامى ومعاصرين.

رأيت في نظراته البارقة عمقاً وذكاء وقلقاً.. وتلهفاً وتحفزاً للاقدام على امر ما، فقلت له:

- اني اقرأ في نظراتك شعراً.

فابتسم بتواضع وتهذيب خجولاً متهيباً.. ثم أجابني:

- اني أنظم بعض الأبيات بين الوقت والآخر.

أجبته باني افتح صدر "الانباء" له لينشر ما يريد..

وصحّ ظني اذ راح بين الوقت والآخر.. يأتيني بقصيدة من نظمه فأنشرها له.. وأشجعه وأنعشه.. الى ان صار كما هو عليه اليوم في ديوانه "العواصف" هذا.

وبعد.. فماذا نقرأ في شعر عبدالكريم صبح.. هذا الشاعر المتواضع الطريف.. الذي بدأ النظم وهو في الخمسين من عمره، والذي نشأ نشأةً دينية.. وقرأ وحفظ الكثير من الشعر القديم.. والشعر الديني.. وظلّ متأثراً بهما.. ولم يستطع حتى الان ان ينزع عن شعره الجديد.. مسحة الدين والقديم.

ماذا نقرأ في شعره الجديد؟

ان شعر عبدالكريم صبح يذوب شعوراً رقيقاً وحنيناً طوراً عندما يذكر ربوع صباه.. وأهله واحباءه.. ويتفجر ثورة على القدر لبعده عن بلاده وما يلاقيه من عذاب ومرارة في ديار الغربة.. هكذا:

تركت الحمـى والاقربيـن مغامرا

وراء سراب يلمعــي معـذب

ثلاثون عامــاً بين نفـي وغربـة

أجد وأشقى في طموح ومطلـب

           ومـا أدركت كفي ثـراء وراحــة

وفارقت أمي والبشاشـة من أبي

           وعيشا كوجه الاقحوانة ضـاحكــاً

             اطارد فيه ربربـا بعد ربـرب

           رعـى اللـه ايام الصبابة والصبـا

تقضت سريعا بين حمص وادلب

     

 ويتألق كالأشعة الساطعة تارة، ويتراقص كالنسيمات المتهادية عندما يقع نظره على غادة جميلة شقراء...

فيقول فيها:

ماذا اقول بمن أوصافها اكتملت

أقـول أبدع في تكوينها القدر؟

مليحة فالجمـال الحق البسهـا

 ثوبــاً له ملكات الحسن تفتقر

              تكاد من عفة فيها ومن شـمم

 تختال تيهـا بها الاثواب والحبر

              هيفاء فاتنة عجزاء سـاحـرة

  من لحظها امراء الشعر قد سكروا

ويدوي ويزأر قاصفاً عاصفاً "كالعواصف" الغاضبة حينا.. عندما يهاجم حصون الرجعية والتخلف ومعاقل الطائفية والجهل والفردية.. هكذا:

في كـل ناد ودكـان وجامعــة

وجامــع وجماعـات وعمّـال

وكل حي وحانوت وحاضــرة

صوت الطوائف هدّار كشــلال

ما رنّ في مسمعي من كل ناحية

الا صداها البغيض الساقط البالي

يتاجرون بأديــان مقدســـة

عنها بعيدون بعد الماء عـن آل

كم اتخمت تاجراً لصـا تجارتها

فراح يكتال الماسا بمكيـــال

كم سائل ملحف تدمـي وقاحته

يقول في لهجة المستكبر العالي:

من انت من اين من اي الطوائف

من اي المذاهب غال انت ام قال؟

تعطل السمع من تكرار اسئلـة

تسود الوجه في حل وترحــال

اني تمنيت لو يجتاحني صمـم

يحرر السمع من الحاف تسـآل

هكذا يتألق شعر عبدالكريم صبح.. ويرتسم امامنا مثقلاً بالمعاني الكبيرة.. حافلاً بالشعور القومي الخفّاق مندداً بالامراض النفسية الخبيثة التي يشكو منها شعبنا هكذا:

حملت في مهجتي الفيحاء ثائرة

وفي ضميري وعقلي والرؤى حلبا

وما أردت سوى سوريتي بدلا

ولا اتخـذت ابا الا الابـاء ابــا

ولا سجدت الى لات ولا صنم

اكنت في وطني ام كنت مغتربـا

ولا كرهت لأجل الدين طائفة

فلتعبد اللـه او فلتعبد النصبـــا

ومن شعره:

قـــم حـــيّ آذار

             قم حيّ آذار لا خـوفا ولا حـذرا

وقل ملكت الجمال الطلق محتكرا

             وحيّ مولوده مـن راح مـنفردا

يغالب الدهر والاعصار والقـدرا

 وغاص في لجج الاحقاب مختبرا

 يستخرج الحقّ والاضواء والدررا

             وايقظ الشعب من اعماق نـومته

 لوحدة تملأ الاسماع والبصــرا

             وقـام ينهـض في اعباء امـته

حيث العمالة فيه تدعـم السـررا

             وقـدّم الـروح قـربانا لموطنه

 اكبر بما قدم الفـادي اليـه قـرا

مضى الى الموت تيّاها ومبتسما

 يعانق الخلد والتاريـخ والظفـرا

             وقال في لهجة الـحاني لـقاتله

شكرا لمن عصب العينين معتذرا

             ومات فردا ليحيا في ضمائـرنا

شعبا قويا ابّي النفس مزدهــرا

             والمرء شيء بسيـط عنـد مبدأه

 اذا تعالى لدى الاوطان وانتشـرا

             وصار دستوره كالـضوء منبلجا

وظل في مقل الاجيال منتصـرا

وامتد في الارض مواجا ومنطلقا

يرافق الشمس والجوزاء والقمرا

من قوله الفذ ان الارض مصهرة

 تصيغ شعبا على اطلالهـا ظهرا

             فانّ اطلالنا السمراء قد صـهرت

 الفرس والترك والرومـان والتترا

 وكل من لم يكن بالارض مرتبطا

 نعدّه جاهلا او ملحـدا كفـــرا

             انّ السعادة في ذكـرى سـعادتنا

 ذكرى الزعيم الذي للخير قد فطرا

يا صاحب المجد والعرزال شعبك قد

 شـلّت به قيم الاخـلاق فانفجــرا

           أخ يمزّق اخـوانــــا ووالــدة

 واقرباء لـه يختال مـفتخـــرا

           اما المذاهب امست فـي عداوتـهـا

 سـكـرى تحفر في نيرانها سقـرا

           قد حولوا الامـة الكبـرى الى أمـم

 ضعيفة ليس تعطي الخبز والثمرا

           وشعبها لـعصابــات مـدمّــرة

 لم تبق للحبّ في ساحاتنا اثــرا

           اضـف على القـوم مـن آلائي رو     

      حك والعزم المجيد رداء ينسخ الخطرا

           لأن صهيون بالتمزيـق صـائـلـة

 وشعبها لم يكن في الغير منصهرا

           هـي العــدو بلا ذنب ولا سـبب

لكل شعب أبرّ الشعب او كفـرا

           لا فرق فـي دينهم او عنصريتـهم

 من يعبد الله او من يعبد الشجـرا

           ما دام دستـورك الراقي بانـفـسنا

 سنسترد به ما جيشنا خســـرا

           وان تركنـاه طيّ الـدرج مـنطويا

سيصبح الوطن العملاق مندثـرا

           لكنّ حزبـك بالمرصـــاد منتظر

جيش العدى بسلاح

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024