إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مؤتمر المثقّفين ودعوة الأسد إلى الحوار لتصويب مسار الاحتجاجات ...

وديع الخازن - البناء

نسخة للطباعة 2011-07-02

إقرأ ايضاً


أن يُقابَل مؤتمر للمثقّفين وعقلاء الرأي المستقلّين، وبينهم مَن كانوا سجناء كـ ميشال كيلو، بالرفض من القوى الاحتجاجية، هو الرفض للرفض، لأن المؤتمر الذي عُقِد في فندق سميراميس أفسحت له السلطات للتعبير عن نفسه!

إن الدعوة، التي أطلقها الرئيس الدكتور بشار الأسد، والتي أشار إليها وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمره الصحافي للحوار حول المطالب، ليست ببعيدة لأنها ستُعقد في 10 تموز وتضم حوالى مئتي شخصية تمثّل القوى المعارضة بكل أطيافها، فعلامَ الحكم على النتائج قبل بحث القضايا المطروحة والتحقّق من استعدادات الدولة للتجاوب.

أوَلَم تكن سرعة الاستجابة لنقاش وطني هي مطلب الاحتجاجيين؟!

لم يكن الرئيس الدكتور بشار الأسد ليتشدّد في ضبط الوضع الأمني الداخلي لولا شعوره وتأكّده من أن سورية مُستَهدفة في دورها القومي الممانع لكل المخطّطات «الإسرائيلية» المدعومة، والتي ترمي إلى تحويل دول المنطقة إلى دول صاغرة لنظام عالمي- إقليمي يضع اليد على الخيارات والمصائر، ويؤمّن المصالح الخارجية وأمن «إسرائيل».

فإذا كان قادة الاحتجاج لا يريدون لسورية أن ترضخ للشروط والإملاءات الخارجية، فمن الأولى أن يتفهّموا حرص الرئيس الأسد على الكرامة الوطنية والقومية في هذا السبيل، ونبل الوقوف وراء المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية لإسقاط المشروع «الإسرائيلي» - الغربي في المنطقة.

إذ ماذا يعني وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بكلامه على خطورة تدهور الوضع الإقليمي من جرّاء الحديث عن حساسية الحدود بين سورية وتركيا أو بين سورية ولبنان؟ أليس الأمر استغلالاً من المستفيدين من هذا الصراع، للنازحين الهاربين من حَمَلَة السلاح الذين يتصدّون للجيش والقوى الأمنية ويوتّرون الأجواء بطوابيرهم الخامسة؟

لقد قامت انتفاضات الشعوب العربية في تونس ومصر وسائر الدول على خلفية «المهانة» العربية التي ألحقتها أنظمتهم بشعوب المنطقة في تعاملها المتهاون مع الغرب والمتسامح مع الكيان الصهيوني، على حساب القضية الفلسطينية، وبقيت سورية بمنأى عن هذا الاتهام لأنها الدولة العربية الوحيدة التي وقفت في وجه الهجمة الأميركية على العراق عام 2003، ودعمت حركة المقاومتين اللبنانية والفلسطينية في مواجهة عدوان تموز عام 2006 على لبنان، وعلى غزة عام 2008.

من أجل هذا، تتعرّض سورية اليوم الى حملة عالمية غربية تعترض عليها دول كبرى مثل روسيا والهند ودول أميركا اللاتينية ولبنان وسواها.

فهل يريد الشعب السوري في الفئة المُغرّر بها، إضعاف كيانه الصلب في وجه العدو «الإسرائيلي»؟! وهل يعي ما يُحَضَّر له من بدائل أقل ما يُقال فيها إنها عنوان «لقطرهم» في قافلة الدول المتخاذلة والمتواطئة؟!

سورية- الأسد ليست عنوانًا لكرامة شعبها فحسب، بل هي عنوان مشرّف لكرامة الشعوب العربية التي تلتقي معها في الدفاع عن هذه الكرامة. ولهذا السبب، فإن شعوب المنطقة لم توجّه أي سهام للحكم الذي دافع عن قضايا العرب والقضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال أيًا يكن، «إسرائيلياً» أم خارجيًا وتحت أية لافتة يحملها ويروّج لها.

إن الشعب السوري لا يشكو من إهمال لشؤون حياته، فالحكم الذي يقوده الرئيس الأسد، من الأب إلى الإبن، قد وفّر كل المقوّمات الكريمة للعيش، من دخلٍ وعلمٍ وطبابة، كما قدّم له أمنًا داخليًا لم تخرقه وسائل أي تعامل أجنبي، وأكبر دليل هو هذا التماسك الفولاذي القائم بين الجيش والقوى الأمنية بقيادة الرئيس الأسد، والذي لم تؤثّر فيه الدعايات المغرضة لبعض وسائل الإعلام مستغلة ما يرتكبه مندسّون وتصويره أنه من فعل أجهزة الدولة.

إن دعوة الرئيس الأسد إلى حوار مفتوح مع المطالبين بتوسيع هامش التعبير في 10 تموز المقبل، هي دعوة عاقلة وحكيمة لوقف موجة «الصيد» في مياه التحرّكات الشعبية، وتصويب مسار الاحتجاجات نحو تصحيح عمل الدولة وضبط النظام الديمقراطي في أطر لا تُلحق الضرر بموقف سورية في مواجهة الكيان العبري.

*جاء في الوكالة العربية السورية للأبناء التعليق التالي على إفتتاحية جريدة "البناء " لليوم:


صحيفة البناء اللبنانية: سورية عنوان مشرف لكرامة الشعوب العربية

02 تموز , 2011

بيروت-سانا-أكدت صحيفة البناء اللبنانية أن سورية الدولة الوحيدة التي وقفت في وجه الهجمة الأمريكية على العراق ودعمت حركتي المقاومة اللبنانية والفلسطينية تتعرض اليوم إلى حملة عالمية غربية.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم بقلم وديع الخازن تحت عنوان "مؤتمر المثقفين ودعوة الرئيس بشار الأسد إلى الحوار لتصويب مسار الاحتجاجات" إن دعوة الرئيس الأسد إلى حوار مفتوح مع المطالبين بتوسيع هامش التعبير في العاشر من الشهر الجاري دعوة عاقلة وحكيمة لوقف موجة الصيد في مياه التحركات الشعبية وتصويب مسار الاحتجاجات نحو تصحيح عمل الدولة وضبط النظام الديمقراطي في أطر لا تلحق الضرر بموقف سورية في مواجهة الكيان الصهيوني.

وتساءلت الصحيفة هل تريد الفئة المغرر بها إضعاف كيان الشعب السوري الصلب في وجه العدو الإسرائيلي وهل تعي ما يحضر له من بدائل أقل ما يقال فيها إنها عنوان لجرهم إلى قافلة الدول المتخاذلة والمتواطئة.

وقالت الصحيفة إن سورية ليست عنواناً لكرامة شعبها فحسب بل هي عنوان مشرف لكرامة الشعوب العربية التي تلتقي معها في الدفاع عن هذه الكرامة ولهذا السبب فإن شعوب المنطقة لم توجه أي سهام للحكم الذي دافع عن قضايا العرب والقضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال أياً يكن إسرائيلياً أم خارجياً وتحت أي لافتة يحملها ويروج لها.

وخلصت الصحيفة إلى أن الشعب السوري لا يشكو من إهمال لشؤون حياته فقيادة الرئيس الأسد وفرت كل المقومات الكريمة للعيش من دخل وعلم وطبابة كما قدمت له أمنا داخليا لم تخرقه وسائل أي تعامل أجنبي وأكبر دليل هو هذا التماسك القائم بين الجيش والقوى الأمنية والذي لم تؤثر فيه الدعايات المغرضة لبعض وسائل الإعلام.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024