إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سوريا عمقنا الإستراتيجي - الى الصديق سمير القنطار

نضال حمد

نسخة للطباعة 2011-11-05

إقرأ ايضاً


قبل أيام شنت مجموعة من الكتاب والإعلاميين المنتفعين من أموال أعداء وحدة الأمة هجوما على البطل العربي النموذجي والقدوة الأسير المحرر سمير القنطار ، نتيجة موقفه الرافض لتدخل الناتو وأعوانه في شؤون سوريا ، وقوله انه مستعد للدفاع عن سوريا بوجه المعتدين. وتكفلت قناة فضائية عربية معروفة بتحريف أقوال سمير ونشرها وترويجها للتحريض ضده وضد التيار السياسي الذي يمثله. هذه الفضائية سبق لها وبثت عام 2005 فيلم فيديو لسمير القنطار صورته صحافية بإشراف أجهزة الأمن الصهيونية داخل زنزانة القنطار. و قامت الفضائية بحذف الكلمات التي طالب فيها القنطار من رئيس وزراء لبنان آنذاك السنيورة بالعمل على إطلاق سراحه.

وضمن الحوارات الكثيرة التي تعصف بالفيس بوك جرت نقاشات جادة و حادة عن تصريحات سمير القنطار في الجزائر, وقد وصلتني هذه الكلمات من صديق لي يعيش في ألمانيا اسمه جهاد ويغار على الفدائيين والمقاومين والمجاهدين كما غيرته على بلده فلسطين .

"ماذا يرد صديقنا الحبيب نضال حمد على تصريح صديق ورفيق دربه سمير القنطار حول دعمه واستعداده الدفاع عن النظام السوري ".

الحقيقة أنني لم أكن على اطلاع أو بينة من تصريحات سمير ، لأنني كنت مسافرا في لبنان ، وحاولت مرارا الاتصال بسمير لترتيب لقاء كما كل زيارة لي الى لبنان، لكنني فشلت في العثور عليه وعدت من سفري دونما أن التقي به. وبسبب السفر أيضاً لم أشاهد ولم اسمع ولم اقرأ تصريحات سمير في الجزائر عن الوضع السوري. لكنني تلقائيا كتبت ردا مختصرا على سؤال جهاد وأرسلته عبر أثير فيس بوك، وجاء فيه :

لم أقرأ تصريحات سمير القنطار، لكنني استطيع القول انه يقصد الدفاع عن سوريا ضد المؤامرة الأمريكية الرجعية التي تتعرض لها. وهذا الموقف لا يعني ان يكون صاحبه ضد مطالب الشعب السوري في الديمقراطية والعدالة والمساواة والحريات السياسية والحزبية. اعتقد اننا كلنا مطالبون بالوقوف مع سوريا ضد أمريكا والصهاينة وأدواتهم العربية التي تتآمر فعلا على سوريا و حلف المقاومة في المنطقة. مستغلة الحراك الشعبي السوري لتصفية حسابات قديمة - جديدة مع النظام في سوريا، الذي كان له دور كبير وأساسي في إسقاط اتفاقية أمين الجميل مع شارون وبيغن المعروفة باتفاقية 17 أيار 1983 وبطرد الأمريكان والفرنسيين من لبنان. ثم انتصارات المقاومة اللبنانية في 2000 و من ثم 2006 وكذلك صمود فصائل المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج. وفتح الحدود للمقاومة العراقية والعربية التي دخلت الى العراق.. وأمور أخرى كثيرة... وإفشال الكثير من مخططات أمريكا وعملاءها من العرب والمسلمين في المنطقة.

وجاء رد جهاد كالتالي :

"هنا تتدخل قنوات الفتنة مرة أخرى لتزور كلام المناضل سمير القنطار وهذا ليس بغريب عليهم سيبقى سمير وسيبقى (...) شوكة بحلق كل المزورين ".

أضع هنا كلمات ليساري سابق صار من كهنة وكتاب المال الرجعي العربي .. وتحضرني فورا أبيات للإمام الشافعي يقول فيها :

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم

وعاش قوم وهم في الناس أموات

انظروا ماذا قال اليساري السابق ، الرجعي الحالي عن الرفيق سمير القنطار :

( سمير القنطار الذي يهدد بقطع أيدي ثوار سوريا... من أجله تمت التضحية بأكثر من 1500 قتيل لبناني وأكثر من عشرة آلاف جريح وتهجير نحو مليون لبناني وتدمير آلاف المنازل والقرى وتدمير البنية التحتية للبنان وخسارة اقتصادية بنحو عشرة مليارات دولار. كرمى عيونه أخذ حزب الله لبنان واللبنانيين إلى الجحيم. وهو ما هو قاتل أطفال.. يريد قتل أطفال وشبان وصبايا سوريا الآن. هذه هي "ثقافة الممانعة").

هذا الكلام أعلاه لأحد الكتاب في جريدة يومية لبنانية تبشر بالمستقبل الجديد ، وهو من يساريي الماضي القريب مثل ياسر عبد ربه ورياض المالكي في فلسطين ومثل كثيرين في لبنان ما بعد الطائف وما بعد بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. يتحدث الكاتب في مرة من المرات عن انبهاره ببسمة أرسلها له الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. هذا الكاتب المبهور نفسه كتب أعلاه عن سمير أسوأ ما يمكن أن يكتبه عربي أو لبناني أو يساري أو يميني. لم أقرأ كلاما يشبهه أو مثله إلا لمناحيم بيغن رئيس الوزراء الصهيوني السابق وكذلك لغلاة الصهاينة ، الذين كانوا يقولون لسمير انه قاتل أطفال وانه سوف يموت في السجن ، وأنهم لن يطلقوا سراحه ولا سراح جثته ولا حتى عظامه في حال موته هناك. ترى هل هذا اليساري السابق والمؤمن بتيار وأمواج المستقبل العربي الجديد، مستقبل أتباع أمريكا والصهاينة، هذه الأيام ، لديه من التاريخ السياسي والنضالي والفدائي ما يؤهله للتجرؤ على الحديث عن قامة قومية شامخة مثلما هو الأسير المحرر سمير القنطار؟

وفي معرض ردي على تعليق احدهم في فيس بوك أيضا عن الأوضاع في سوريا وليبيا ، وان كانت الحراكات الشعبية في البلدين تسمى ثورة أم لا... والحقيقة يجب أن تقال أن الجدل والنقاش الحامي الوطيس على صفحات فيس بوك يجري بشكل دائم وبلا توقف، وتعتبر تلك الساحة أكثر الأمكنة الحوارية سخونة. قلت للسائل:

( كان حراكا شعبيا ثم أصبح تدخلا خارجيا فاحتلال غير مباشر هذا في ليبيا ، أما في سوريا يوجد حراك شعبي وتوجد مجموعات مسلحة ممولة من الخارج ، والعمل قائم لتجهيز التدخل الخارجي. سايكس بيكو جديد بأدوات قديمة وأخرى جديدة.

وفي مكان آخر قلت : لن أكون في يوم من الأيام مع الذين يكون الناتو الى جانبهم ولن أقف مع أي شخص يقف الناتو الى جانبه.

احد الذين تحدثوا عن نفس الموضوع شاب جامعي ويساري لبناني مؤمن بالعدالة والديمقراطية والمساواة وبالمقاومة وسيلة وحيدة لتحرير الأرض والإنسان، هذا الشاب الذي يدعى احمد، لبناني، جنوبي الهوى وقلبه كذلك ، يعتبر أن سوريا هي عمقنا الاستراتيجي نحن أهل لبنان وفلسطين. كتب احمد معلقاً على الخبر عن سمير والوضع في سوريا :

" تعقيبا على ما تفضلت به أستاذ نضال بما يخص فترة أواخر السبعينات بداية الثمانينات:النظام السوري كان أكثر من أذى الثورة الفلسطينية و له اليد الطولى في إسقاط المشروع الإصلاحي التي انتهجته الحركة الوطنية (اللبنانية)...".

وكان جوابي كالتالي : "صحيح لكننا غفرنا له تلك الفترة بعدما قام لاحقا بإسقاط اتفاق 17 أيار بين آل الجميل والفاشيين اللبنانيين والاحتلال الصهيوني في لبنان برعاية أمريكا ".

فرد أحمد بأسلوب ينم عن عقلية ووعي وإدراك وفهم لواقع المنطقة وواقع حالنا كذلك :

" ورجع ما ترك للصلح مكان بحرب المخيمات و رجعنا غفرنا له بدعمه المقاومة ضد (إسرائيل) و إمدادها بالسلاح....المشكلة انو سوريا هي عمقنا الإستراتيجي و ما فينا الا ما نوقّف معها".

هنا بيت القصيد وهنا أيضا لب الموضوع ، فسوريا هي عمقنا الاستراتيجي ولذا يجب أن نقف معها ضد أي تدخل خارجي يمس بسيادتها وموقفها ومكانتها على الصعيدين المحلي والإقليمي.وهذا لا يعني أننا نقف ضد مطالب الشعب السوري بالحرية والتعددية والمساواة والعدالة والديمقراطية. بل نحن نطالب النظام والمعارضة الوطنية في سوريا القبول بمبدأ الحوار الوطني من اجل إنقاذ سوريا من براثن التدخل الخارجي ، الذي يهدف للقضاء عليها كدولة قومية تقف بوجه المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024