الرفقاء الذين نشطوا حزبيا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي يعرفون جيداً الامين عباس ياغي مديراً، ومنفذاً ومندوباً سياسياً وعميداً وعضواً في المجلس الاعلى، وشهدوا على حضوره الحزبي المستمر في مركز الحزب في شتورة، الذي كان فيه لولباً من الحركة لم تعرف السكينة، إلا عندما داهمه المرض وراح يقتات من عافيته. رغم ذلك بقي الحزب هاجساً لدى الامين عباس، فلم ينقطع عن عمله الحزبي وعن مشاركته في جميع الاستحقاقات الحزبية الى ان غلبه المرض في آب 1996.
*
1- السيرة الشخصية .
• ولد الأمين عباس محمد ياغي في بعلبك العام 1943 ونشأ في منزل متواضع حيث تحمل مسؤوليات عائلية في مراحل عمره الاولى بعد وفاة والده، واقترن من المواطنة ناديا حمدي ولديهما أربعة ابناء (فادي، محمد، غالب وعلي)، وقد إتخذ من مبادىء الحزب شعاراً لبيته وعائلته بانتماء معظم ابنائه الى صفوف الحزب.
• دراسته ثانوية الا ان ثقافته الحزبية والعامة، فجيّدة جداً.
• تولى إدارة مؤسسات، وكان رجل اعمال.
2- السيرة الحزبية .
• تعرف الامين عباس ياغي على الحزب بواسطة الامين علي شرف الدين، وبحضوره وحضور الامين ديب كردية والرفيق محمد ابرهيم طفيلي، ادى قسم الانتماء عام 1969.
• عام 1970 عين الامين عباس منفذاً عاماً لبعلبك، ثم توالت المسؤوليات الحزبية، المحلية والمركزية:
عام 1975 ناموساً للمنفذية
1977 مندوباً مركزياً للبقاع، ثم مندوباً سياسياً في العام 1982.
1979 مديراً لمديرية بعلبك الاولى
1983 منفذاً عاماً لبعلبك، لمرة ثانية
1985 وكيلاً لعميد الداخلية
1987 عميداً للداخلية
1988 عضواً في المجلس الاعلى، فناموساً له عام 1989.
• تعرّض الامين عباس في سنوات الحرب اللبنانية لاكثر من محاولة اغتيال .
• كان يتمتع بحضور اجتماعي وسياسي بارزين، وبعلاقات هامة وفاعلة جداً بسبب ميزاته المتعددة، وامتلاكه لمزايا الصدق والاخلاص لحزبه والوفاء لكل من يتعاطى معهم.
• تمكن الامين عباس في فترة تواجده في البقاع وتوليه للمسؤوليات الحزبية، متابعة التطورات السياسية والامنية والاجتماعية، وتشكيل هيئات شعبية ونقابية وسياسية وأمنية .
• ساهم الامين عباس في تأسيس لجنة للعمل مع كافة القوى السياسية والفعاليات العائلية والثقافية والتربوية والاقتصادية، كما عقد اللقاءات مع وزراء ونواب للبحث في شؤون سياسية ومطلبية للمنطقة، وترؤسه وفود سياسية وشعبية لمراجعة المؤسسات المعنية، بشأن الوضع الخدماتي في المنطقة.
• هذا الحضور دفع الحزب لان يرشح الامين عباس للانتخابات النيابية عام 1992، الا انه اضطر، لظروفه الصحية، من الانسحاب.
• اصيب الامين عباس بمرض في الكلى، واجرى عملية زرع في الهند عام 1990، الا انه استمر يعاني من المرض الى ان وافاه الاجل في 13 آب 1996.
**
التشييع
ـــــــــــــ
شهدت مدينة بعلبك مأتماً حاشداً لا مثيل له خلال تشييع الامين عباس ياغي تقدمه وفد مركزي، برئاسة رئيس الحزب آنذاك الامين علي قانصوه واعضاء المجلس الاعلى ومجلس العمد، وحضور الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري الامين نصري خوري، وهيئات المنفذيات والامناء من منفذيات البقاع خاصة الذين واكبوا الامين عباس، وشاركهم التشييع عدد من نواب المنطقة ووزراء وفعاليات سياسية وعائلية، واجتماعية واقتصادية وتربوية، ووفد من القيادة الشامية والاحزاب الوطنية والاسلامية والتنظيمات الفلسطينية، وقد حضر الى منزل الامين عباس مئات المواطنين من المعارف والاصدقاء الذين القوا عليه تحية الوداع الى مثواه الاخير.
وفي ذكرى اسبوع الامين الراحل اقيم له احتفال حاشد في سينما الشمس – بعلبك بحضور عدد كبير من القوميين الاجتماعيين ومعارفه واصدقائه حيث القيت عدة كلمات، وعرّف الخطباء الرفيق محمد غصن، والقى كلمة اصدقاء الامين الراحل الاستاذ علي اللقيس، كلمة مركز الحزب لعميد الاذاعة والاعلام آنذاك الامين انطون غريب وكلمة اهل الفقيد القاها الرفيق جمال ياغي.
ونوّه الجميع في كلماتهم بدور الامين عباس ياغي وما قدمه من تضحيات للمنطقة معززاً دور الحزب في الاوساط الاجتماعية والسياسية متحدياً المخاطر حيث كان منزله مقراً للاجتماعات الحزبية طيلة سنوات حياته.
*
من البيان الذي اذاعه على ابناء بعلبك - الهرمل بتاريخ 21 تموز 1992 :
اختي المواطنة – اخي المواطن
انت الناخب وانت النائب
" اتوجه اليك لانني اثق بفهمك ووعيك وقدرتك على الادراك بالرغم من جميع الاشاعات والكتابات والتصريحات التي تحاول وضعك في درك الشعوب المتخلفة، لذلك لا يمكن ان يفصلني عنك وعن العمل لخيرك ومستقبلك اصحاب الغايات الخصوصية الذين لا يهمهم مصيرك ... فلا يخدعنك الضجيج ولا الضاجون بضجيجهم، هو باطل يراد به باطل، هو ستار من الدخان لحجب الحقيقة عنك التي هي الفساد والغش والرشوة.
فالعامل يرزح والفلاح يجوع والطائفية بلاء الامة وعلة وانحطاط، والاقطاعية هي الافعى الملتفة على جسم الامة، هي هضم الحقوق واكل اموال الفقراء، هي هبوط المناقب وصعود المثالب. هذه هي الحقيقة، هو ضجيج الذين يريدون ان يخنقوا صوتك ويخنقوا أنينك، هو ضجيج الذين لا عيش لهم الا باستنزاف قواك وامتصاص موارد حياتك، هو ضجيج الذين يريدون جرك الى الانتخابات وانت معصوب العينين والحقيقة مستورة عنك بستار مصطنع لتسجل استمرار الشقاء بيدك، هو ضجيج الذين يريدون ان يفرقوا بينك وبين الحق، هو ضجيج المؤامرة عليك وعلى المنطقة.
لذلك انت المرجع الاول والاخير لعزك وكرامتك، انت وحدك صاحب الكلمة الفصل في تقرير المصير.
وعلى هدى ايماني بك وبوعيك واستشرافك لخطورة الاستحقاق الانتخابي باختيارك من سيمثلك لان هذه الانتخابات ستقرر مصير ومستقبل هذا البلد بعد خمسة عشر عاماً من الاقتتال الداخلي بين ابناء الشعب الواحد "
وبعد ان يعرض لبرنامجه، ينهي بيانه الانتخابي بنداء الى اهله في منطقة بعلبك – الهرمل:
هو نداء الوفاء لمن كان معك وفيا طيلة الاحداث الاليمة يوم كان البعض يعيش لياليه الحمراء في بلاد الاغتراب ويوم كان البعض الآخر يعيش على دمك وكفاحك وعرق جبينك ليجني الثروات الغير مشروعة.
نداء العهد بأنك لست من الذين يغرهم الكلام المعسول والوعود البراقة بل من الذين اذا عاهدوا صدقوا.
نداء القسم بدماء الشهداء وبدموع الثكالى واليتامى، بالاصرار على متابعة النضال لتحرير الارض والانسان، تحرير الارض من الغاصب اليهودي بمقاومة ليست لها حدود لان حربنا مع اليهود هي حرب وجود، وتحرير الانسان من الطائفية والفردية والقبلية والجشع والاحتكار وبناء الانسان الجديد بعقلية اخلاقية جديدة .
نداء للحساب يوم لا ينفع الانسان الا عمله الصالح فمن عمل خيرا فهو يستحق صوتك وسعيك ومن عمل شرا فهو يستحق محاربتك له وحجب صوتك وثقتك عنه لان حجب صوتك عنه يعني اتاحة الفرص لمن آمن بك ايام المحن والصعاب، لمن وقف معك، لمن سعى للصلح دائماً بين الاهل، لمن تحمل المسؤولية معك ايام كانت المسؤولية هي المحك الاساسي لفهم المواطنية الصالحة والغيرة الحقيقية على المنطقة. فانتفض اخي المواطن وارفع صوتك عالياً فقد آن الاوان لتقول كلمتك في وجه المافيات والمحتكرين وفي وجه الاتجار بارادة الناس.
*
من بين النشاطات الكثيرة التي قام بها الامين عباس ياغي، خلال مسيرته النضالية وتوليه للمسؤوليات الحزبية، البيان الذي اوردته مجلة "صباح الخير- البناء" في عددها تاريخ 24/04/1982، تحت عنوان:
"المندوب المركزي للحزب القومي في البقاع يأسف للاشتباكات ويدعو البقاعيين لابعادها.
"ان الحوادث الاخيرة التي جرت في الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية من بيروت بين ابناء الصف الواحد من حركة وطنية ومقاومة فلسطينية وحركة امل لأمر مؤسف، خاصة وان المؤامرة الصهيونية الكتائبية تستهدف ضرب الشعب للبناني واقتلاعه من الجنوب واحتلاله، وان استمرار هذه الحوادث تشكل خطراً كبيراً على وحدة هذا الصف والشعب والارض. كما وتشكل احراجا لقوات الردع العربية.
"واضاف: ان البنادق التي توجه الى صدور المقاتلين يجب توجيهها الى العدو الاسرائيلي والى الخائن سعد حداد والكتائب الذين يلعبون لعبة التناقضات على حساب الآخرين.
"وتابع: المطلوب الآن إزالة كافة التناقضات، لان الحرب مع عدونا حرب وجود، وليس الوقت هذا لحرب المكاسب والقرارات، فالخطر الصهيوني لا ينحصر في فلسطين فحسب بل انه يتناول لبنان والشام وكل انحاء العالم العربي.
وتوجه ياغي الى البقاعيين بقوله: يجب ابعاد كل هذه التناقضات عن منطقتنا ولندعم جميعاً قوات الردع العربية في اشرف مهمة قومية بالحفاظ على امننا الوطني المشترك ولنساند قوى الامن الداخلي في مهامهااليومية.
"واضاف: اننا ندعو المواطنين للتنبه، فالمؤامرة كبيرة وعلينا الوقوف صفاً واحداً منادين رفقاء السلاح الواحد التوقف عن القتال فالدماء التي تبذل يجب بذلها في الجنوب مع المواجهة الاساسية بدويلة الخائن حداد ودعم صمود شعب داخل الارض المحتلة.
واضافت المجلة:
من جهة ثانية قام المندوب المركزي الامين عباس ياغي يرافقه منفذ عام منفذية بعلبك الرفيق محمد عبد الساتر بعدة اتصالات مع قيادة قوات الردع العربية وفصائل الحركة الوطنية وحركة امل، لتهدئة الاوضاع وابعاد المنطقة عن اي صراع عسكري، فعقدت عدة اجتماعات لهذا الموضوع".
|