إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الشهيد الرفيق إيليا نجيب نقولا

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2013-10-24

إقرأ ايضاً


في عددها 32 تاريخ 28 آب عام 1971 نعت جريدة "البناء" بعنوان عريض احتل أعلى صفحتها الأولى الرفيق الشهيد إيليا نقولا، ومع رسمه قالت: "إن الرفيق الياس العضو التابع لمنفذية الطلبة الجامعيين سقط شهيداً في المخيم القومي الاجتماعي برصاصة لم يكشف التحقيق مصدرها". وعلى مدى صفحتيها 2 و 3 نشرت "البناء" تغطية كاملة للمأتم الحاشد الذي أقيم للرفيق الشهيد في بلدته جبرائيل في عكار .

قالت "البناء":

" جرى في جبرائيل – عكار يوم السبت 21 آب مأتم قومي اجتماعي وشعبي مهيب للشهيد البطل إيليا نقولا الذي قتل في المخيم في حادث .

فمنذ صباح السبت الباكر أخذت وفود حزبية من كل المناطق ووفود شعبية من عكار والشمال تتوجه إلى القرية الواعدة جبرائيل لتشييع الشهيد البطل.

وعند الظهر وصل الموكب الحزبي الكبير تتقدمه سيارة رئيس الحزب فالعمد وبعض أعضاء المجلس الأعلى وتوجه الجميع إلى منزل الشهيد حيث قاموا بواجب التعزية والمواساة لآله. وما إن بلغت الساعة الثانية بعد الظهر حتى ارتفع النعش يحمل جثمان الرفيق الشهيد وسط صفوف طويلة من رفقائه تؤدي له التحية إلى مثواه الأخير.

وفي كنيسة البلدة وبعد الجناز على روحه توالى على الكلام كل من الرفقاء جوزف نكد عريفاًَ، غسان نصر باسم منفذية عكار، عميد الإذاعة الرفيق إنعام رعد وكانت كلمة الختام لرئيس الحزب الرفيق يوسف الأشقر .

ما إن تحرك الموكب ثانية ليحمل جثمان الشهيد إيليا نقولا إلى المثوى الأخير بعد انتهاء الحفل التأبيني، حتى وقف عمه الرفيق موسى نقولا(1) هاتفاً :

" اجتزت أيها البطل كل مراحل حياتك بتفوق وها أنت اليوم تقدم الدليل القاطع على تفوقك هذا بأنك سبقت من دخل قبلك إلى مدرسة الحياة، وإني أعدك بأني لن أتأخر باللحاق بك إلى الشهادة " .

• في 2 تشرين الأول 1971 أقيم جناز الأربعين عن نفس الرفيق الشهيد إيليا نقولا في كنيسة بلدته جبرايل، وفي 20 آب 1972 أقيم في المكان نفسه قداس وجناز في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده.

(1) رفيق عنيد في نضاله، ومؤمن إيماناً مطلقاً بالحزب. تولى مسؤوليات محلية ومركزية، منها خازن عام. كان صلباً في التزامه القومي الاجتماعي ومحدثاً لبقاً في العقيدة. خسرته النهضة وهو في أوج عطائه.

كتبوا عنه

ـــــــــ

•نشر ملحق "البناء" الطالبي الكلمة التالية في عدده الصادر بتاريخ 12 أيار 1972:

إيليا نقولا

لأنه العدد الأخير من ملحق "البناء" الطالبي نكتب عنك قبل حلول مناسبة استشهادك

يا رفيقنا الشهيد

في غمرة صراعنا الهائل، نسيناك هذا العام

لم نقم لك حفلة تأبينية

لم نزين بيت الطلبة برسم لك

لم نقم بزيارة ضريحك

لكننا، يا إيليا، كنا دائماً نفكر بك،

مع كل مناسبة حزبية، مع كل مناسبة وطنية

نفكر بك لأننا نشعر أن هذا اقل ما يمكننا أن نقوم به نحوك

فأنت شهيدنا، الذي تقدم علينا وسبقنا نحو الخلود

وأنت الجندي الصامت الذي علّمنا كيف يكون الصمت الكبير .

يا إيليا

اعذرنا هذا العام، واعذرنا كل عام

لكن لا تعذرنا إن أخللنا بواجب الصراع، أو بحمل الشوك والمشعل والفأس الكبيرة

فأمامنا، يا إيليا، عمل كبير لا يرحم

وبلادنا، بعد رحيلك، ما زالت كما هي،

قريباً، سنلتقي،

إننا نحسدك .

•نشر الرفيق جوزف شويري في العدد 34 من "البناء" الصادر بتاريخ 11 أيلول 1971 قصيدة من وحي استشهاد الرفيق إيليا نقولا وجهها إلى " كل أم أطلعت شهيداً في أمتي " .

•وجه القوميون الاجتماعيون في ملبورن، استراليا، رسالة تعزية بالرفيق الشهيد إيليا نشرتها جريدة "البناء" بتاريخ 18 أيلول 1971 وجاء فيها:

" إن القوميين الاجتماعيين في ملبورن (استراليا)، يتقدمون من حضرة رئيس الحزب والقيادة الموقرة ومن أهل رفيقنا الشهيد البطل الياس نقولا وجميع الرفقاء في الوطن وعبر الحدود بأحر التعازي القلبية بالشهيد البطل،

وإننا إذ نحيي رفيقنا الشهيد الراحل تحية البطولة المؤمنة، تحية الفداء العقائدي المقدس نعده ونعد قيادتنا الموقرة في الحزب السوري القومي الاجتماعي بأننا كلنا فدائيون جنوداً لسعاده المعلم ورصاصة تطلقها النهضة ساعة تشاء وأين تشاء .

كما ونعلن للعالم مع الزعيم الخالد: "بأن القوميين الاجتماعيين لا يحيدون عن مطلبهم وحقهم القومي الاجتماعي السامي ولو تراكمت جثثهم على طريق الحياة سلماً تطأها الأجيال الصاعدة نحو المجد .

تحيتنا القومية الاجتماعية للشهيد البطل

والبقاء للأمة ".

•كما نشرت في عددها تاريخ 25 أيلول رسالة وجهها الرفيق محسن نقولا من سان باولو ، البرازيل ، إلى "رفيقه وابن عمه الحبيب" .

*

عندما نتكلم عن جبرائيل لا يسعنا إلى أن نذكر بتقدير الامين المشع مناقبية وقدوة، وعضو ورئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور منير خوري، كذلك نشير إلى أن شقيقه الرفيق نقولا هو أول من انتمى إلى الحزب في جبرائيل، وقد غادر إلى سان باولو البرازيل حيث بقي على إيمانه والتزامه بالحزب الى ان وافته المنية .

نذكر أيضاً الرفيق سمير حنا زوج ايفات، شقيقة الرفيق الشهيد إيليا نقولا، وقد شارك في الثورة الانقلابية عام 1961 وبقي في الأسر إلى أن خرج مع العفو العام في 19 شباط 1969. تولى الرفيق سمير أكثر من مرة مسؤولية الفرع الحزبي في جبرائيل وهو، رغم تعرّضه لحادث مؤسف أدى إلى فقدان ساقيه، ما زال على إيمانه ونشاطه وعزيمته.

بطاقة هوية :

- ولد الرفيق الشهيد إيليا نجيب نقولا في جبرائيل – عكار في 16/12/1947 .

- والدته ندى عبود حنا نقولا .

- نال الشهادة الابتدائية بتفوق وهو في التاسعة من عمره .

- تابع دراسته التكميلية متنقلاً بين بيت ملات وحلبا إلى أن نال الشهادة التكميلية في حلبا.

- تابع دراسته الثانوية في حلبا إلى أن تخرج حائزاً على البكالوريا القسم الثاني.

- انتسب إلى كلية التربية – فرع الرياضيات، في الجامعة اللبنانية، وتخرج منها سنة 1971.

- انتمى إلى الحزب عام 1968 وهو طالب رياضيات في الجامعة اللبنانية، غير آبه بالوضع الأمني الذي كان جاثماً في تلك المرحلة، فالرفقاء المشاركون بالثورة الانقلابية ما زالوا في الأسر، والرفقاء خارج المعتقل رهن الاعتقال الكبير، وتولى المسؤوليات الحزبية في مديرية كلية التربية فكان مدرباً وناموساً، وخلال فترة الصيف كان يمارس العمل الحزبي في قريته.

- كان ذكياً ديناميكياً، لم يتقاعس عن واجباته الحزبية في أشد الظروف وأحرجها. وقد تمتع بدماثة الأخلاق، بالهدوء والرصانة، كما بإيمانه القوي بالحزب، وبوعيه العقائدي الجيد.

- ما إن تخرّج من الجامعة بنجاح وفرحت به العائلة، وافترّ ثغر الأب وهو ينتظر ابنه "الأستاذ" يساعده في إعالة عائلته، حتى سقط الرفيق إيليا في المخيم التدريبي للحزب في ديك المحدي الذي كان التحق به، فخسرته عائلته، وحزبه في بلدة جبرائيل، كما أصدقاؤه الذين عرفوا فيه الصدق والوفاء والأخلاق الراقية.

- كان استشهاده في المخيم في 20 آب 1971 .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024