إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اعطوا المسيحيين حصة من الطمأنينة

العلامة الشيخ عفيف النابلسي - البناء

نسخة للطباعة 2016-09-21

إقرأ ايضاً


مؤشرات خطيرة بدأت تلوح في أفق سورية ولبنان بعد الانهيار السريع للهدنة التي تمّ التوصل إليها قبل عيد الأضحى المبارك بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، والتي دفنتها الأخيرة بعد إغارة طائراتها على مواقع للجيش السوري في دير الزور. ومن الواضح أنّ الإغارة تحمل مساراً تصعيدياً وتنبئ عن ضرورة الاستعداد لما هو أسوأ.

العقلانية لدى الإدارة الأميركية تضعف، ونوازع الشرّ تتعاظم، والتعقيدات تصبح طلاسم. الحقيقة أنّ «الإمبراطورية الفاضلة» المسمّاة أميركا التي تتمدّد في أرجاء العالم ليست سوى كرة شرّ تتدحرج لتجعل هذا العالم لا يُطاق.

لم تعجبها التوازنات الحالية في سورية فقرّرت تشكيل معايير جديدة وخلق وقائع جديدة على مساحة آلامنا وتشرّدنا وبؤسنا وخلافاتنا التي بلغت الذروة.

في لبنان منطق الحوار فشل. هناك من يريد تكريس صيغة غالب ومغلوب من جديد. لا توافق ولا تفاهم يعطي المسيحيين حصة من الطمأنينة. لا يريد تيار المستقبل ومَن معه من الحلفاء إراحة المسيحيين الذين يشعرون بالغربة في وطنهم.

خذلان الدول الكبرى يساوي خذلان أهل الدار. النتيجة واحدة… استهتار بحق المسيحيين في الشراكة ودورهم في مستقبل هذا الوطن. الطائف مجرد نصوص لا فائدة منها. التطبيق هو شيء غير الطائف. التطبيق يأخذنا إلى نظام انتخابي أعرج، إلى فراغ رئاسي وعقم حكومي وعجز نيابي، إلى كهرباء غائبة، إلى هاتف مسروق، إلى نفايات في الشارع، إلى تلوّث في مياه الشفة، إلى مؤسسات وإدارات طائفية، إلى جمهور من الناس مرتبط بالزعامات التي تحتويه بفتات العطايا.

المشكلة عامة وشاملة والانهيار متوقع في أيّ لحظة، خصوصاً أنّ الرياح السوداء تتجمّع من حول بلدنا الذي لم يحصّن نفسه بالقوة الذاتية والتفاهم العميق بين أركانه.

هل نحتاج إلى مواجهة مع هذا النظام فنصرعه قبل أن يصرعنا جميعاً.

بلغ السيل الزبى، كما يُقال، ولا بدّ من صيغة جديدة تحمي الإنسان في هذا البلد صيغة تعتبر الإنسان مواطناً جديراً بالحياة والكرامة. أما المستقبل فمجهول.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024