إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق رجا اسكندر نصرالله ناضل في "حدث"- بيروت وتابع في البرازيل

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2018-03-06

إقرأ ايضاً


في النبذة المعممة بتاريخ 20/02/2018 عن الرفيق محمد سلطاني الذي كان تولى مسؤولية منفذ عام بيروت، ورد اسم الرفيق رجا نصر الله.

عنه هذه الاضاءة بانتظار ان يردنا المزيد عنه، فننشر ذلك في نبذة خاصة.

*

في الستينات وكان تولى الامين عبدالله محسن رئاسة اللجنة المركزية الموكلة إليها ادارة العمل الحزبي في لبنان(1) كنت عضواً في اللجنة، مسؤولاً عن مكتب الطلبة، وكنا نعقد الجلسات في منزل الامين عبدالله، وأحياناً في منزل الامين كامل حسان(2) في بشامون.

كان طبيعياً ان اتردد كثيراً الى منزل الامين عبدالله في الحدث. اثناء ترددي تعرفت على شقيق الامينة هيام، الرفيق رجا نصرالله وهو من اوائل رفقائنا في الحدث، وقد عرف سعاده عندما كان يتردد الى منزل صديق الحزب اسكندر نصر الله. الرفيق رجا كان نشط حزبياً وتولى مسؤوليات محلية، وكان له حضوره في كثير من المواقف. وكثيراً ما التقيت الامين نجيب طعان صعب(3) والرفيق فريد ابو خير(4).

اذكر ان الرفيق رجا كان يملك محلاً في بناية في الساحة المواجهة للمتحف الوطني. إليها انظر كلما مررت في تلك المنطقة، فاستذكر بحنين تلك السنوات الحلوة من النضال الحزبي.

بعد العفو في شباط 1969 انتقلت الى مسؤوليات اخرى في مركز الحزب، فانقطعت عن التردد كثيراً الى منزل الامين محسن، وبالتالي لم اعد التقي الرفيق رجا الذي علمت لاحقاً انه غادر الى البرازيل.

عندما غادرت الى البرازيل كان الرفيق رجا قد فارق الحياة، وقد سألت عنه. التقيت عقيلته الفاضلة سلمى رفقه(5)، فأبنتها الطالبة الجامعية امل.

كانت سلمى قد تسجلّت في الجامعة لدراسة الحقوق محققة حلمها، واذ تخرّجت، مارست مهنة المحاماة.

من جهتها كانت "امل"، الى متابعة دراستها الجامعية، قد انخرطت في نشاطات الحزب وفي الجالية، واذكر انها ألقت كلمة باللغة البورتغالية في احتفال للاول من آذار أقيم في النادي الحمصي(6). كانت تتمتع بطلّة بهية وبوعي جيد لقضية الحزب.

امل رجا نصرالله

*

منذ مدة كنت اطالع العدد الثالث (ايلول 1973) من مجلة "الرابطة" لرئيس تحريرها الامين نواف حردان(7) فأطلعت على الخبر التالي الذي اوردته في الصفحة 42، عن رحيل الرفيقين رجا نصرالله وبولس كريدي(8)، والمواطن خزاعي ابو صالحة، شقيق الرفيق حسن(9):

" قضى رجا نصرالله بسرعة.. ذهب باكراً جداً... تاركاً زوجة حزينة وثلاثة اطفال صغار هنا... ووالدة ثكلى وشقيقة ملوّعة في الوطن. سقط عليهما خبر وفاته مصيبة فاجعة.

وفي نفس اليوم ونفس الساعة تقريباً قضى ايضاً في المستشفى صديق آخر اسمه بولس عساف الكريدي.

لم نكن ننتظر موتهما هكذا بسرعة.. ولم نكن نتوقع ان يسقط جسداهما هكذا دفعة واحدة وان تلك الابتسامات التي كانت ترافق شفاههما ستنطفىء فجأة وتذوب.

كم سنفتقدكما يا رجا وبولس.. في الملمات واللقاءات... وكم سنشتاق لاندفاعكما واخلاصكما واحاديثكما... التي كانت دائماً تدور حول قضايا الوطن... وتأبى إلا أن تنحصر فيها...

في ذمة الوفاء يا رجا وبولس... في ذمة محبة الوطن الذي لم تنسياه وكانت أفكاركما وأحلامكما متجهة دائماً نحوه، في كل ساعة من ساعات حياتكما. بوعي ومحبة وايمان وحماس وغيرة وأشواق ما قدرت المسافات على اطفائها.

أقمنا للراحلين العزيزين مأتمين حزينين وشيّعناهما الى المقرّ الاخير بالحسرة واللوعة..."

*

بعد ان كنا انتهينا من إعداد النبذة وردتنا من الرفيق د. رائد محسن المعلومات التالية عن خاله الرفيق رجا نصرالله، ننشرها مع شكرنا لمساهمته:

" قام بدور مهم في احداث عام 1958 عبر طمأنة المسيحيين في الحدث، خاصة الموارنة منهم، من الهجمة الطائفية. رسم صورة إيجابية عن الحزب في ذهن من تفاعل معهم. فقد كان يشار إليه بالبنان في الحدث انه قومي إجتماعي.

" أعتقل إبان الانقلاب بعد ان داهمت القوى الأمنية منزله عدًة مرات. إختبأ في منزل شقيقته الأمينة هيام. عاثوا ببيته فساداً وبعثروا اغراضه ومحتوياته وعندما عرف أنهم بدأوا يضايقون زوجته سلمى، سلًم نفسه، ثم تمّ نقله الى المخفر فإلى ثكنة الدرك قرب أوتيل ديو حيث مكث هناك ثلاثة أشهر.

كان يقوم بمهمة المسؤول عن الحراسة عندما كان يأتي سعاده الى دارة والده اسكندر نصرالله، وخاصة عندما كان يجتمع الزعيم مع العمد ".

هوامش

(1) قبله كان تولى الرفيق جوزف رزق الله مسؤولية مفوض لبنان، فالامين هنري حاماتي، وقد عملت معهما في الستينات. وهذا ما كنت اوردت عنه في عديد من النبذات.

(2) الامين كامل حسان: مراجعة النبذة المعممة عنه في قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(3) الامين نجيب طعان صعب: من الشويفات. شقيق الرفيقين الشاعرين رضا وسعيد طعان صعب. نعمل لاعداد نبذة تعريفية عنه.

(4) الرفيق فريد ابو الخير: مراجعة النبذة المعممة عنه عبر الدخول الى الموقع المشار إليه آنفاً

(5) سلمى رفقه: من "كفرون رفقة" التي منها العديد من الرفقاء، من بينهم: منيف، ميشال، د. صفا والرفيقة سوسن رفقه عقيلة الامين الياس جرجي.

(6) النادي الحمصي: من اقدم واهم نوادي الجالية في سان باولو. يحتل موقعاً ممتازاً في احد اهم شوارع سان باولو، "باوليستا"، وكنا نقيم فيه الكثير من المناسبات الحزبية.

(7) مجلة "الرابطة": كانت صدرت عن الرابطة السورية التي عهدت رئاسة تحريرها الى الدكتور خليل سعاده. أعيد إصدارها في الفترة 1973 – 1974 . صدر العدد الاول في آب 1973. صاحب الامتياز السيد فواز عيد ورئيس تحريرها الامين نواف حردان. جدير بالذكر ان الامين نواف كان يصدر جريدة اسبوعية باسم "الانباء" وكانت بحق جريدة الجالية في البرازيل.

(8) الرفيق بولس كريدي: لم التق به، فقد كان رحل قبل وصولي الى "سان باولو" عام 1976. حدثني عنه كثيراً الرفيق المؤمن المتفاني نقولا صليبا وكان عرفه جيداً، وأطرى على سلوكيته ومواقفه ومناقبه.

(9) الرفيق حسن ابو صالحة: تحدث عنه الأمين نواف حردان في كتابه "على دروب النهضة" عندما زاره والأمين عجاج المهتار الى منزله في "خلوات الكفير" بعد أن كان انتمى الى الحزب.

التقيتُ به كثيراً عندما كنت ازور مدينة "غويانيا" التي كان استقر فيها. حقق نجاحاً مالياً واستمر ناشطاً حزبياً، متولياً مسؤولية مدير المديرية بعد أن كان تقدم المدير السابق الأمين ابرهيم حنا خوري بالعمر .



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024