إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قادتنا والفرصة الأخيرة

سليمان عباسي

نسخة للطباعة 2007-02-10

إقرأ ايضاً


بعد مخاض عسير تمت ولادة حكومة الوحدة الفلسطينية ببرنامج توافقي ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية وهي حقيقة لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهلها وإلا سنعود إلى دوامة العنف المتصاعد الذي لا يشكل مدخلاّ لتحقيق الأمن للمنطقة ولا لمصالح الدول المعنية بمستقبل هذه المنطقة واستقرارها ولا لصالح ابنهم المدلل إسرائيل .

للآسف الشديد بعد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى أدرك الطرفان أخيراّ مجموعة من الحقائق 1- إن انتهاج سياسة شريعة الغاب وارتكاب عمليات القتل والتصفيات وانهاك النسيج الاجتماعي الفلسطيني يعني الانزلاق التدريجي نحو الحرب الفصائلية وسيجدون بعدها انهم فقدوا أنفسهم كقوة سياسية وفقدوا قضيتهم وفقدوا حقوقهم وسيصبحون جزءاّ من لعبة أكبر منهم وبالتالي تصبح قضيتهم قضية هامشية قابلة للسطو من أكثر من جهة .

2- هناك فارق كبير بين إقامة علاقات دولية مميزة وهي مشروعة وبين الارتهان لقرارات

الآخرين عن طريق إقامة محاور أو تحالفات مع هذا الطرف أو مع ذاك .

3- إن نقطة القوة المركزية لقضيتنا الفلسطينية هي مدى استقلال القرار الفلسطيني وبعده

عن جميع التكتلات والأحلاف والمحاور .

4-إن حالة الشراكة في النظام السياسي تتطلب الالتزام بمجموعة من القضايا أهمها إن نبذ

ونكران الطرف الآخر هي إمكانية غير واردة اطلاقاّ كما إن محاولة فرض معتقداتنا بغض

النظر عن صوابيتها أو خطأها سيحولنا إلى طالبان أخرى كما أن محاولة الإمساك بكافة

الخيوط من قبل طرف واحد إمكانية مستحيلة هذا في حال إننا نؤمن بالديمقراطية

ولا نتشدق بها فالمسؤولية مسؤولية مشتركة وليست حكراّ على طرف دون الطرف الآخر

5-إن إعطاء المجال لمشاركة الجميع فصائل ومستقلين في الحكومة هي الخطوة الأولى نحو

الشراكة السياسية الحقيقية والشاملة وبداية الطريق لترتيب البيت الفلسطيني حتى

نستطيع بعدها الارتقاء إلى مستوى تأثيرات القضية الفلسطينية في البعد المحلي والإقليمي

وفي البعد الدولي .

6- لقد أدرك الطرفان إن القضية الفلسطينية لا تعيش على كوكب منعزل أو معزول إنما هي

جزء من تفاعلات إقليمية ومن تفاعلات دولية وهناك مصالح إقليمية ومصالح دولية

مرتبطة بها وبالتالي هي ليست قضية ثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقط فهي أبعد

بكثير بتأثيراتها واستحقاقاتها على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي .

رغم الابتهاج الشعبي بميلاد الحكومة الوطنية الفلسطينية الأولى لابد من القول أن القادم صعب لأن إسرائيل ستأخذ منحى تصعيدي يستهدف وضع العقبات أمام الفلسطينيين باتجاه مواصلة الحصار وتحريض المجتمع الدولي لكي لا يستجيب لرفع هذا الحصار الجائر إضافة أننا سنكون أمام سياسة إسرائيلية تصعيديه عدوانية وبشكل مباشر في قطاع غزة إضافة إلى الاستمرار في تهويد القدس الشريف وقضم مزيداّ من أراضي الضفة الغربية لصالح توسيع المستوطنات ولصالح الجدار العنصري .

من المؤكد والأكيد إن الشعب الفلسطيني من اكثر شعوب الأرض التي قاومت الاحتلال ومن أكثرهم وفاءاّ لقضيته واستعداداّ للتضحية من أجلها

ومن المؤكد أيضا إن الثورة الفلسطينية لا تزال تحمل في داخلها كل الإمكانيات التي أدت بها إلى ما هي عليه رغم الظلام المحيط .

ومن المؤكد أيضا أننا قريبون من دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وإننا قريبون من العودة من الشتات والمطلوب فقط أن يقتدي قادتنا بهذا الشعب الجبار وبوفائه وبإخلاصه وبصدقه وبتضحيته من اجل العودة والتحرير .

من المؤكد والأكيد إنها الفرصة الأخيرة لقادتنا للالتزام بالقضايا الوطنية العليا والابتعاد عن المصالح الفئوية الضيقة نعم إنها الفرصة الأخيرة لهم وليس للشعب فالتاريخ أنبئنا أن البقاء للشعوب وللشعوب فقط .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024