إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ســوريــة للســوريـين والســوريون أمـة تـامــة

يـوسـف المسـمار

نسخة للطباعة 2007-12-05

إقرأ ايضاً


بعض البديهيا ت أن الآفراد في المجتمع يتفاوتون في الا دراك والفهم كما يتفاوتون في التعبير والعطاء.

ولذلك ، فانني لا أ دعي با ن إدراكي وفهمي لمضامين النظرة القومية ا لاجتماعية الشاملة ، وفلسفة عقيد تها ، واغرا ضها الاخيرة ، هما إدراك وفهـم أخـيـران لـها ولمـضاميـنها يـنـتـهي عند حدودهما كل إدراك وفهم .

وبما ان هذا هو إقتناعي وقـناعتي ، فا نني لا استطيع الا دعاء با ن ما اقوله الآن هو كلام نها ئي اخير في توضيح جوهر العـقيدة السورية القومية الاجتماعية، ونظرتها الى الحياة والعا لم، ومفا هيمها العميقة، ومقا صدها القصوى .لا ولا هو كلام فصل في شرح المبد ألاول الذي هو موضوع هذا الحديث الذي نفتتح به ، في ندوتنا الثقافية هذه ، سلسلة دراسة المبا ديء السورية القومية ا لاجتماعية .

فمن رغب أو اراد التعمق في فهم وتفهم ا لحقائق الاساسية ، والمضامين العميقة ، والمرامي الاخيرة للعقيدة السورية القومية الاجتماعية ، فإ ن عليه ا ن يدرس المعلم انطون سعا ده في كل ما كتب وما تحدث ، وفي كل ماعمل وما حقق، وفي كل ما علـَّم وما استشرف، وفي كل ما عالج وما مارس. كما عليه ا ن يدرس تاريخ الحزب، ومراحل جها ده ، ونظامه وخطة سيره. وعليه ايضا ان يطلع على تعاليمه ، ومدرسته الفكرية، ونظرته الاجتماعية الانسانية ، وقناعاته العقلية الوجدانية المناقبية الاخيرة التي أدت به الى ان يسير بارادته واختياره وكل ما فيه من عزيمة وصدق ، ليختم رسالته وينصر تعاليمه ببذل دمه بكل اعتزاز معلنا : » انا لا يهمني كيف اموت بل من ا جل ما ذ ا اموت .«

ولما كان هذ اللقاء مخصصا لشرح ا لمبد أ الاول من التعا ليم القومية الاجتماعية ، فا نه ينبغي، للوصول ا لى اعلى حـد ممكن من الافا دة والاستفا دة، ا ن نركـِّّز كل الاضواء باتجاه توضيح حقيقة المبدأ التي لا يمكن ا ن تتوضح إلا إذا ومتى توفرت الشروط الاساسية التا لية :

* -1 -مناخ ا لوضوح وا لنظام ا ول ا لشروط ا لواجب توفرها هو مناخ ا لوضوح وا لنظام وا لمسؤولية . فا ذا لم تتميّز لقاءاتنا وند وا تنا با لنظام في مناخ من ا لثقة وا لوضوح وا لمسؤولية ، فا ن جهود نا واعمالنا ستذهب هدرا ودرا سا تنا ترفا ، نقاشاتنا جدلا . وفي هذا ما فيه من ا لجهل وزيا دة ا لبلبلة وا لفوضى والابتعـاد عن ا لغاية ا لمرجوة ا لتي تكمن في طلب ا لمعرفة ا لنافعة وا لعلم ا لمفيد.


*- 2- وضوح ا لفكرة في رأس ا لمتحدث ا ن وضوح ا لفكرة في رأ س ا لمتحد ث وقد رته على ايصالها الى ا لرفقاء بأسهل وأقصروا وضح ا لطرق والاساليب هي من الامور ا لمهمة جد ا.

فا ذا أ خذتنا ا لمكابرة وسيطر فينا ا لغرور ، ولم يخـتـر كل منا ا لموضوع الذي يجد في نفسها لكفاءة لتناوله ، و الاهلية لشرحه وتوضيحه فا نه بدون شك سيخدع نفسه ، ويسيء الى رفقائه، ويؤدي الى نتيجة هي غير ما نتمناه من عملنا ا لتثقيفي ا لتنويري هذا .


*- 3 - اهتمام الرفقاء الحضور وجديتهم ان اهتمام الرفقاء وجديتهم ورغبتهم في الاطـلاع ومعرفة وفهم اقصى ما يمكن من حقيقة المبدأ ، وشعورهم بمسؤولية تحسين حيا تنا وتجويدها، ومسؤولية تحقيق اجمل الاغراض والمثل الهادفة اليها جهودنا في حركتنا الثقافية هذه . هـو مـن الامـور المهمة التي لاغنى عنها في الندوة الثقافية .

فاذا لم يتوفر في ا لرفقاء ا لمستمعين ا لمشاركين الاهتمام الجدي ، والشعور بالمسؤولية ، والرغبة في التحسن والتحسين . فان كل ما سيقدم من دراسات وابحاث في هذه اللقاءات ، وما يتبعه من نقا شا ت سيكون حتما بدون جدوى ومن غير فائدة . ولذلك فا ن على ا لرفقاء ا لحضور ا ن يشاركوا فيها ا ستيضاحا ومداخلة ، ونقاشا وتصويبا ، ونقدا ونقضا ،بحيث لايترك شيء بدون استيضاح وتوضيح، ولا يهمل شيء يمت بقليل ا و كثيرالى ا لموضوع بحجة قلة اهميته ،أ و ا ن المناسبة لا تسمح به أ و الوقت ليس وقته ا و ا نه لا يجوز ا حراج ا لرفيق ا لمحاضر في بعض الامور . بل على الرفقاء ان يكونوا فاعلين متفاعلين فيما بينهم لأن كل ند وة من هذه الندوات وما تصل اليه هي نتاج عقلهم المركب . ومرد ودها النافع هو عليهم جميعا في الد رجة الاولى ، وعلى مجتمعهم ونهضته بعد ذلك .فاذا توفرت هذه ا لشروط استطعنا ا ن نلج باب العلم، واستطعنا ان نسير با تجاه تحقيق الغايات . قال المعلم سعاده : » ولكي لا نعود ا لقهقرى يجب ان نكون مجتمعا واعيا ، مد ركا، وهذا لا يتم إلا با لدرس المنظم والوعي الصحيح . «


في هذا الجو من الوضوح ، وعلى هذا المستوى من الشعور با لمسؤولية ، أحب ان نتشارك جميعا في دراسة واستيعا ب وفهم المبدأ الاول من مباديء تأسيس حياتنا الجديدة الذي هو : « سـورية للسـوريين ، والسوريون أمة تامة . «


ولما كانت القضية قضية تأسيس حياة جديدة ،فانه لا بد من التمييز بين ماهو أسا سي وما هو فرعي . فاذا جاز أو صح ا لتبديل وا لتغيير وا لتعد يل في ا لفرعيا ت لمصلحة نمو حياتنا دون ا ن يؤثـّرعلى كياننا ، وحقيقتنا وسلامة وحد تناومصيرنا ، فا ن اي تغيير أ و تبديل أ و تعديل أ وتهاون في الاسا سيا ت يؤثـِّر مباشرة على سلامة وحدة ا لقضية واستقلالها ، ويعـرّضها للبلبلة وا لفوضى وا لضياع .


من هنا تأ تي أهمية هذا ا لمبد أ ، با عتباره قاعدة أساسية أولية للعقيدة السورية القومية الاجتماعية،وباعتباره محور كل عمل لا تتحقق بدونه نهضة أمتنا وغايتها في الارتقاء وا لسموّ .

يقول سعاده : » ا ن ا لمباديء هي مكتنزات ا لفكر وا لقوى ، هي قواعد ا نطلا ق ا لفكر . وليست ا لمبا ديء إلا مرا كز ا نطلا ق في ا تجاه واضح اذا لم نفهمها صعب علينا أخيرا ا ن نفهم حقيقة ما تعني لنا ، كيف نؤسس حياة جد يدة أفضل من ا لحياة ا لتي لا تزا ل قائمة خا رج نطا ق نهضتنا .«

وحتى نفهم حقيقة ما تعني لنا ا لمباديء فهما جليا مفيدا ، يجب علينا ا ولا ا ن نعرف : من نحن .

ويجب ا ن نعيّن هويتنا وحقيقتنا الاجتماعية .فقيمة أي مبد أ با لنسبة لنا هي بقد ر ما يعبـِّر عن حقيقتنا وطبيعتنا ، وبقد ر ما هو ا سا سي في تحقيق اغراضنا ومقا صدنا وتحسين واقع حياتنا .

فمن نحن ؟ وماذا نمثـِّل في هذا ا لكون ؟ وما هومكاننا ود ورنا في ا لعالم ؟ وما ذا نريد ا ن نكون؟ وهل لنا مثل عليا ؟ وما هي هذه ا لمثـُل ؟ وهل نحن جديرون واكفاء لتحقيق هذه ا لمُثـُل ؟

لقد تعددت ا لتعاريف ا لتي طمست حقيقتنا الاجتماعية ، وتضاربت ا لمفاهيم ا لتي بلبلت رؤا نا وا فكارنا ، وتنا قضت ا لتحد يدا ت ا لتي جعلت شخصيتنا ا لقومية تضيع بين ركام من الآراء والاهواء وا لميول والا ذوا ق مبتعد ين عن كل ما هو طبيعي واسا سي في ا لوجو د، متمسكين بكل ما هو اصطناعي ثانوي .


لا يجمعنا شيء ويفرقنا أي شيء . لا هد ف لنا ، ولا مُثـُل عليا ، ولا إرا دة .


فمن قائل ا ننا لبنا نيون ، وآخر ا ننا فلسطينيون ،وآخرون شاميون ا و عراقيون ا و ا ردنيون ا وكويتيون ، وقائلون ا يضا اننا فينيقيون أ و اشوريون ا و كلدانيون ا و عرب ا و اكرا د ا و شركس ا و أ رمن . وهنا ك ايضا من يقول اننا مسيحيون وا ننا مسلمون واننا موارنة وا رثذوكس وكاثوليك وبروتسطنت و شيعيون وسنيون وعلويون ود روز ا لى ما هنا لك من ا لتعاريف ا لمبلبلة ا لتي » لا يمكن ا ن تكون أسا سا لوعي قومي صحيح ، ولنهضة الامة ا لسورية« حسب رأي ا لمعلم سعا ده ا لذي لاحظ »منذ بدء تفكيره ا لقومي ، با نه لا يوجد إجماع على تعيين هويتنا وحقيقتنا الاجتماعية « لذلك بد أ بطرح ا لسؤال ا لفلسفي على نفسه : » من نحن ؟...« وراح ينقب ويدرس، ويقا رن ويحلل ، ويبحث ويعـلل .مستخدما في ذلك كل ا لوسا ئل ا لمفيدة ، مستعينا بكل ا لعلوم ا لتي يمكن ا ن تسا عده على ا كتشا ف ا لحقيقة ، من علوم اجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية وتاريخية وانتروبولوجية وجيولوجية وجغرافية ... ليقف في الاخير على حقيقة ا ننا أ مة وا ننا امة تامة ونحن ا لخلاصة ا لتاريخية لجميع ا لذين نشؤا وتما زجوا وتفاعلوا في وعلى هذه البيئة الطبيعية . وهويتنا مستمدة من كوننا نشأ نا ونعيش ونحيا وننشيئ حضارة على ا لبقعة الارضية ا لتي سميت سورية ا و أ شورية . وسماها ا لعرب ا لهلال ا لسوري ا لخصيب . وسميت ايضا بلاد ا لشام ... وهذه ا لبقعة الارضية تشكل بيئة طبيعية متميزة تجري فيها وعليها د ورة حيا ة طبيعية اجتماعية اقتصادية ثقافية واحدة . ضمن حدود تميزها عن غيرها من ا لبيئا ت ، وا لتي تشمل فيما تشمل كل كيا نا ت : لبنا ن وا لشا م وفلسطين وا لعرا ق والاردن وا لكويت وكل الارا ضي ا لمحتلة في كيليكيا والاسكند رون وديا ر بكر في ا لشما ل ،ومنطقة الاهوا ز وعربستا ن في ا لشرق ، وجزيرة قبرص في ا لغرب ، وتقع هذه ا لمنطقة ضمن ا لحدود ا لطبيعية ا لممتدة من جبا ل طوروس في ا لشما ل ا لغربي ، وجبا ل ا لبختياري في الشمال ا لشرقي ، الى قناة ا لسويس وا لبحر الاحمر في ا لجنوب ، شاملة شبه جزيرة سيناء وخليج ا لعقبة ،ومن ا لبحر الابيض ا لمتوسط في ا لغرب ، شاملة جزيرة قبرص،الى قوس ا لصحراء ا لعربية وا لخليج ا لعربي في ا لشرق. وقد وصف ا لعرب وسموا هذه البيئة :» ا لهلال ا لسوري ا لخصيب ونجمته جزيرة قبرص«يقول سعاده : » لا يكفي ا ن نقول سورية للسوريين وا ن سورية امة تامة ، اذا لم يكن هذا ا لقول مقررا لحقيقة معروفة في ذاتها «

ويضيف : » اذا كنت ا نا قد قررت ، بمجرد دافع ذا تي فردي غير معبر عن حقيقة اجتماعية،ا ننا سوريون وا ننا امة تامة ، من غير ا ن تكون هناك امة سورية في ا لواقع ، كان هذا ا لمبد أا لمجرد قولا ذاتيا استبداديا لا يأ خذ ا لوجه ولا ا لوضع بعين الاعتبا ر. « ففي نظر سعاده ا نه : » لا بد لقيام ا لحقيقة من شرطين ا سا سيين : الاول ا لوجود بذاته أي ا ن يكون ا لشيء موجودا ، وا لثاني ا ن تقوم ا لمعرفة لهذا ا لوجود . وا لمعرفة هي ا لتي تعطي ا لوجود قيمة لا يمكن ا ن تكون له بدونها .«



ا ن قيمة الاسم ا لحقيقية هي في مضمونه .وا لتسميا ت لا تؤثر، لا سلبا ولا ا يجابا، على ا لحقائق . والذي يعنينا هو ا ن نعين حقيقتنا الاجتماعية ، وهويتنا ا لقومية . فهل هذه ا لبيئةا لتي نشأ نا فيها وما زلنا نعيش ونحيا عليها هي بيئة طبيعية وتشكل وحدة اقتصادية زراعية استراتيجية وتجري عليها دورة حياة اجتماعية انسانية واحدة ؟..وهل هذا ا لمجموع ا لبشري ا لذي تفاعل وتمازج فيما بينه ومع بيئته وا نتج تا ريخا ومدنية يشكل حقيقة علمية تاريخية على اسا س اتني نفسي تاريخي هو وحدة نفسية جنسية ثقافية تعبر عن حقيقة امة تامة لها حق ا لسيا دة على نفسها وعلى بيئتها ؟..

اذا اعترفنا بوجود هذه ا لبيئة ا لمتميزة ، واعترفنا ايضا بوجود هذه الامة ا لتي تعيش على هذه الارض وا لتي هي خلاصة تفاعلية امتزاجية لجميع ا لشعوب والاقوا م وا لسلالات التي نشأ ت عليها ا و دخلت اليها ا و مرت فيها ، فا ننا نكون قد ا تممنا ا لشرط الثا ني ا لمكمل من شروط قيا م ا لحقيقة ا لمرتكزة ا لى شرطي : ا لوجود وا لمعرفة .

8

فما هي حقيقتنا الاجتماعية ا لتي تعبر عن ا لمضمون ا لصحيح للفظة » نحن « وا لتي تبقى ا للفظة بدون معرفة هذه ا لحقيقة عرضة لتأويلا ت كثيرة؟


يجيب سعاده نفسه ، بعد تنقيب طويل، على ا لسؤا ل» من نحن ؟ « فيقول في كتا بالتعاليم : » نحن سوريون . نحن أمة تا مة . « ويقول ايضا :» ا ن ا لقول با ن ا لسوريين امة تامة هواعلان حقيقة اسا سية تقضيعلى البلبلة والفوضى ،وتضع ا لمجهود ا لقومي على ا سا س من الوضوح، لا يمكن بدونه انشاء نهضة قومية في سورية .«وباعلان حقيقة ان الامة السورية أ مة تامة ، أصبحت لفظة » سورية « ولفظة » ا لسوريين « تعنيا ن حقيقة لا لبس فيها ولا إ بها م . وأصبحنا نعرف بأي معنى نستعمل ونفهم لفظة »سورية «ولفظة » ا لسوريين « . فقد تم بهذا الاعلا ن – كما يقول سعا ده : »تكوين ا لقضية ا لقومية من أسا سها«وخرجنا بهذا ا لمبد أ » من بلبلة ا لشخصية وفوضى تحد يد من نحن . وصا رت لنا شخصية وا ضحة ،فيمكن بعد هذا ا لتأسيس ا لمتين ، ا ن تجزأ بلادنا الى مئة دولة . وأ ن نسمي كل دولة با سم نخترعه، ويمكن ا ن يحتل بلادنا أجنبي واحد أ و أكثر من من أجنبي واحد ، ويقسم وطننا بين دولتين أ وأكثر . ويمكن أ ن تنشأ في بلادنا أشكا ل سيا سية كثيرة ، ويمكن أ ن تتبد ل هذه الاشكا ل . لكن حقيقة واحدة تبقى ثا بتة ، هي حقيقة أمتنا وشخصيتنا ا لقومية ا لتي تتغلب في الاخير على كل ا لعوا رض . «



يمكننا الآن ا ن نخاطب جميع أ بناء أمتنا ونقول:أ يهاا لكويـتيون وا لعرا قيـون والارد نيـون والشــاميون والفلسـطينيون وا للبنانيون وكذلك ا لمسلوخون عن جسم ا لمجتمع في كيليكيا والاسكندرون وديا ر بكر والاهواز وقبرص انتم جميعكم من بيئة وا حدة ، وتنتمون الى امة وا حدة .


وحياتكم ا لطبيعية هي ا ن تتفاعلوا فيما بينكم ومع أرضكم في بيئتكم .ومصيركم ومصير ذريا تكم العزيز يتوقف على مدى أهليتكم ووعيكم وأفعا لكم في تحقيق شخصيتكم ا لمجتمعية ، وا لمحا فظة على سلامة وحدة ا رضكم ، وا لدفاع عـنها لتبقى لكم ولتكونوا أسيا دا على أنفسكم وعليها .


سمّوا هذه البيئة ا لطبيعية ما شئتم . واعطوا لأنفسكم الاسم ا لذي تريد ون وتحبون، ولكن إياكم ا ن تتنا زلوا عن حقيقتكم الاجتماعية ، وعنهويتكم ا لقومية . بيئتكم بيئة طبيعية ، ومجتمعكم مجتمع طبيعي . وكل ما هو طبيعي هو إ لهي، والالهي هو ا لطبيعي ا لذي لا يأ تيه ا لبا طل لا من فوقه ولا من تحته . ولا من خلفه ولا من أما مه أ و حواليه.


ولا تظنوا أيها الاخوة ا ننا نريد ا نعزا لا أو في هذه ا لدعوة انعزا ل . فا لحدود الطبيعية التي تفصل بين بيئة وبيئة ، هي في مفهومنا ا لقومي الاجتماعي ا لمدى ا لذي يصل ويوصل بين وطن ووطن ، وأمة وأمة . وا لحدود الفاصلة هي نفسها ا لوا صلة . وا لعالم الانسا ني هو واقع بيئا ت طبيعية ، وواقع أمم . وواقعية العالم هذه هي تناغم منسجم بين ا لبيئا ت وا لجماعا ت يغـني ا لحضارة ا ذا كا ن في مسا ره ا لصحيح ، ويسير بالا نسا ن الى أجود حا لة من ا لتقد م وا لمد نية وا لرقي و ا لمزيد من ألأ نسنة .


10


ابقوا على اشكا لكم ا لسيا سية ا لتي اخترتم وتختا رون انتم بانفسكم اذا شئتم ، ولكن إيا كم ان تقبلوا أي وضع اختا ره أعدا ؤكم لتأمين مصا لحهم وليس لتأمين مصا لحكم ، وإ يا كم أ ن تقبلوا بأي دســتور أ و قا نون ســنه الاعداء لتأ مين مصا لحهم وليس لتأ مين مصا لحكم فيستفردكم عدوكم وتكون عا قبتكم وخيمة .

ا ن هذا ا لمبد أ ا لذي هو » سورية للسوريين وا لسوريون أ مة تا مة « هو ا لقاعدة – الاسا س ا لتي عليها لا على سواها يرتفع ا لبناء الاجتماعي ا لجديد . ومنه لا من سواه يجب ا ن يبدأ كل تفكير قومي، وكل عمل هضوي .

لقد عيّن سعاده بهذا ا لمبد أ حقيقة من نحن.


وقيمة هذا ا لتعيين ليست نابعة من الاسم أ و ا لتسمية بقدر ما هي نابعة من ا لواقع ا لطبيعي لوجودنا ، ومن ا لحقيقة الاجتماعية ا لتي هي جوهر شخصيتنا ا لقومية ا لتي تعبـّر عما في طبيعتنا وحقيقتنا ونفسيتنا من قيم ومقاصد .



فقد ينكر علينا جميع ا لبشر الاسم ا لسوري، وقد ينعتوننا بما يشا ؤن من الاسماء من دون أ ن يؤثّر ذلك على حقيقتنا وطبيعتنا وأغرا ض حيا تنا. ولكنهم حين لا يعترفون با ننا أ مة تا مة ، ولا يقرون با ن وطننا لنا ، فا نهم يرتكبون جريمة تجريدنا من حقوق سيا دتنا على انفسنا وعلى وطننا .

ا ن ا لجزأ الاول من ا لمبد أ ا لذي هو:» سورية للسوريين« لايستقيم معناه إلا حين يستند الى ا لقسم ا لثا ني ا لذي هو : » وا لسوريون أ مة تا مة «» فقومية ا لسوريين التا مة – كما يقول سعاده

وحصول ا لوجدا ن ا لحيّ لهذه ا لقومية ، أ مرا ن ضروريا ن لكون سورية للسوريين ، بل هما شرطان أ وليا ن لمبد أ ا لسيا دة ا لقومية ، وسيا دة ا لشعب ا لشاعر بكيا نه على نفسه وعلى وطنه ا لذي هوفي أسا س حيا ته ، وعامل أسا سي في تكوين شخصيته «

يتضح الآن ا لمغزى ا لحقيقي لهذا ا لمبد أ ، وتتعيّن ا لقيمة ا لحقيقية لسورية ا لسوريين : سورية الامةا لحيَّة ا لتا مة ا لتي لها أهدا ف في الحيا ة ، ولها مثل عليا ، ولها إرا دة وا حدة . سورية القومية الاجتماعية ا لموحدة ا لعقا ئد ا لقومية في عقيدة وا حدة هي : » سورية للسوريين وا لسوريون أ مة تا مة «أي بلا د نا لنا ونحن أمة تامة ناضجة.

سورية ا لوطن ا لواحد وسلامة هذه ا لوحدة ا لضرورية لسلامة وحدة الامة. سورية ا لنظرة ا لجديدة الى ا لحيا ة وا لكون وا لفن. سورية ا لنفسية ا لجميلة ا لخيّرة ا لتي تعرف كيف ترتقي وكيف تتفوق .

لقد صرنا نعرف ، كما ورد في ا لمحاضرا ت ا لعشر، بأي معنى يمكن ا ن نقول :» سورية للسوريين . بمعنى قومي وليس بمعنى سيا سي يتغيّر بتغيّر الاحدا ث ا لسيا سية.

صارت ا لعبارة تعـني لنا أ مرا ثا بتا ومبد أ أسا سيا يبقى مهما تغيرت الاحدا ث والاحوا ل « وبهذا نقول ليس لأحد في هذا الوطن من الحقوق أكثر من أحد ،وليس على أحد من الواجبا ت إلا بقد ر ما يستطيع ،وجميع أبناء الامة مسؤولون عن عزة الامة ا لتي هي عزتهم وعزة أجيالهم ا لصاعدة .

ا ن أي خطر على أي جزء من بلا د نا هو خطر على كل بلا د نا . وكل اعتداء على أي فرد من مجموع شعبنا هو اعتداء على كل أمتنا .

12

ولذلك فا ن علينا ا ن نكون كلنا فلسطينيين وكويتيين ولبنانيين وعرا قيين وأ ردنيين وشاميين . مسلمين مسيحيين ومسلمين محمديين . أكرا د وأرمن وشركس . وكل اتنية عاشت على ارضنا امتزجت في مجموعنا . يجب ا ن نكون كلنا جميعا شخصية اجتماعية وا حدة نا ضجة تا مة كاملة الاهلية لتبقى بلا دنا لنا ونبقى جديرين با ن يكون لنا مكا ن ود ور بين الامم .

بعد هذا ا لتوضيح يمكننا ا ن نستخلص من هذا ا لمبد أ بعض ا لحقائق من الا وجه ا لتا لية :

ـ الـوجـهة الأساسية الـدستـورية

إن الـدستـور الأساس الـذي لا يـتـغـيـر ولا يـتـبـدل ولايـنـبـغي أن يُـحـوَّر هـو القاعـدة المـركـزية الـتي يـقوم عـليـها كـل بـناء سليـم متـيـن قـابـل للحـياة والاستمرار.

وهـذه القـاعـدة الاساسية هي نـامـوس الـتـرابـط الطـبـيـعي لـعـنـصـري أرض الـوطن وأجـيال الشعب وجـودا ً وحـياة ً واستمرارا ً في تـفاعـل دائـم ،وديمومة تفاعلية تـحـفـظ الوحـدة المـجـتمعية وتحافـظ عـلـيـها.

وبهذا نـفـهـم لماذا وضع سعاده مبدأ : "سورية للسوريين والسوريون أمة تامة ." مباشرة بعد غاية الحزب في المادة الثانية من دستور الحركة السورية القومية الاجتماعية .

ان وحـدة الأمة السورية في أرضها وسيادتها على وطنها هما من أهم الأمور التي يمكن بواسطتهما المحافظة على وحدة الوطن السوري وديمومته الضرورية لوحدة الشعب،والحتمية لضمان سيادته واستمرارها .

إن هذا المبدأ يعني من الوجهة الدستورية ان الناموس الأساس هـو عملية التفاعـل الطبيعية القائـمة بين الأرض والإنسان . بين الوطن والشعب . فلا يبقى الشعب شعبا ً اذا انفـصـل عن وطنه ، ولا يبقى الوطن وطنا ً اذا خلا من شعبه.

إن هـذا المبدأ هـو جزء أساسي من المادة الدستورية الثانية الثابتة الدائمة التي لا تقبل تحويلا ً ولا تـعـديلا ً ولا تبديلا ًولا تغييرا ً ولا إلغـاء ً ولا يمكن الاستـغـناء عنها مـهمـا تـفـنـن منـظـرو الدساتير والقوانين والأنـظـمة واستخدموامن المبررات والحـجـج والتأويلات والذرائـع . ان علاقة الإنسان بالأرض وعلاقة الأرض بالإنسان هي ناموس طبيعي اجتماعي بدأ مع بـدء الحياة الإجتماعية ويستمر معها ما استمرت الحياة .

ولأنـنا أمـة تامة كاملة الأهلية ، وجديرة بادارة شؤون حـياتها ، ومـؤهـلة لكتابة تاريخها وتحقيق أهـدافها في الحياة ، فأننا لا نرضى ولا نـقـبـل إلا أن يـكون مبدأ " سورية للسوريين والسوريون أمة تامة " في أساس دستور نـهـضـة حياتـنا .

• -ا لوجهة الاجتماعية

إ ن هذا ا لمبد أ يعيِّن هوية الامة ا لسورية وحقيقتها الاجتماعية ، ويرتب علينا درا سة وفهم طبيعة وجودنا ا لمجتمعي وا لقومي ، ومقوما ته وعوا مله ، لنعرف حقيقتنا كأ مة لها وجودها ا لحيّ ا لفاعل ، ولها شخصيتها ا لوا ضحة التي تعيِّن مميزا تها عن غيرها،وتحد د ا لمصا لح ا لتي تبعدها أ و تقربها من الامم الاخرى ، وكذلك ا لمزا يا والامور ا لتي تتشا رك مع غيرها فيها . كما أ ن هذا ا لمبد أ يكوِّن الاسا س لوعي قومي واجتماعي صحيح ، ويجعل القضية ا لقومية على أ سا س من ا لوضوح ، فضلا عن كونه أ سا سا لكل عمل يهدف الى تحقيق نهضة الامة ا لسورية ا لتي فيها لا في سواها كل ا لخير وا لسعادة لجميع أبناء الامة دون استثناءا و تمييز .

*- ا لوجهة ا لفلسفية

يشير هذا ا لمبد أ الى قضية خطيرة ومهمة وراقية من قضايا الفلسفة تعبر عن نظرة جديدة الى الا نسا ن وقضية ا لفرد وا لمجتمع ، ومسألة ا لمناقب وا لقيم ، وا لنتائج ا لمترتبة على ا لمفهوم ا لجديد ا لذي لا يبد أ من واقع » ألأ نا « ولا من واقع » أ لأ نا وألأ نت « ، و لا من وا قع » أ لأ نا وأ لأ نت وأ لغير أ و ألأ خر « بل يبدأ من حقيقة » ا لنحن « فلا »أ نا نية « ولا »غيرية « ولا » توافقية بين أ نانية وغيرية « بل حقيقة » نحنوية جامعة « هي ألأساس ا لطبيعي لوجود الانسا ن ونشوئه وتطوره وا رتقائه على كوكب الا رض ، بحيث لا نستطيع ان نتصوره في وجوده وا ستمرا ره وبقا ئه ، إلا وجودا اجتماعيا ، متفقا ومتوا فقا ومنسجما مع طبيعة هذا ا لكوكب من حيث تنوعه وكل ا لعوا مل ا لمؤثرة فيه وعليه، وا لتي عيَّنت واقع ا لبشر وأ كدت حقيقتهم كمجتمعا ت في بيئات طبيعية . واقع ا نسا نيا ت تسعى لتثبيت شخصيا تها في خط هـو غـيـر خـط تـراكم الجـماد،وغـير خط ا لتجمهرات الحيوانية البهيمية .

لقد كا ن هذا ا لمبدأ ا لبدا ية من » ا لنحن الا نسا نية« ا لموجودة في » البيئة ا لطبيعية « و كا ن المعيّن وا لموضح للعلا قة بين ا لمجتمع ا لسوري وأرضه ا لسورية على أ كمل وجه حين قا ل : » سورية للسوريين والسوريون أمة تا مة .« فأكـّد شخصية ا لسوريين بتثبيت شخصية أمتهم ، وأ كـّد شخصية الامة ا لسورية بتثبيت شخصيات جميع أ بنائها .

فكا نت هي هم ، وكا نوا هم هي . وأعطت لكل فرد حقه ا لذي لا ينفصل عن حق الا مة . وبهذا فقد كا ن لبنة الاسا س في بناء ا لنهضة ا لجديدة ا لتي هي خروج من ا لغموض الى ا لوضوح .

• - ا لوجهة الا قتصادية

ا ن هذا ا لمبد أ يعـني ويعيّن ا ن ملكية سورية ا لوطن هي لسورية الامة . يعـني ا ن ملكية ا لوطن هي ملكية عامة . وهذه ا لملكية ا لعا مة هي حق قومي ا جتماعي طبيعي وليس حقا ا صطنا عيا ا و قانونيا أو ممنوحا ً ا و غير ذلك .

وبما ا ن الامة هي الاجيا ل في تعاقبها على ارض ا لوطن ، فهذا يعني ا نه لا يحق لأي جيل من اجيا ل الامة ، ولا لمجموعة من أ جيالها ا و ا فرا دها ا و ا لمتسلطـيـن على مقد را تها ان يتصرفوا بشبرمن الارض الوطنية تصرفا يلغي ا و يمكن ا ن يلغي فكرة ا لوطن ا لوا حد وسلامة وحد ته ا لضرورية لسلامة وحدة الامة .

أرض الامة هي ملك طبيعي للأمة . والامة ا لسورية ا لتامة هي امة ناضجة لا تحتاج الى رعاية او حماية او وصاية . لقد حسم هذا ا لمبد أ وأ وضح مبد أ ا لملكية ا لعامة لأ رض ا لوطن .

16

• - ا لوجهة ا لحقوقية

ا ن كون ا لسوريين ا مة تا مة يعـني بما لا يقبل ا لجد ل ولا الابها م أ نهم أسيا د على أ نفسهم وعلى وطنهم ، ولهم وحدهم حق ا لسيا دة وإنشاء دولة مستقلة تعبـّر عن ا را د تهم ومصا لحهم ، ولا يجوز لأي كا ن ا ن يتد خل في شؤونهم أ و يقر ر عنهم مصير حيا تهم ، بل ا ن الاضطلاع بمسؤولية قضا ياهم ا لسورية ا لقومية ، وتقرير المصير هو من حقهم وحدهم . فلا يجوز ا ن يتنا زلوا عن حقوقهم ، ولا يجوز لأحد مهما كا ن قريبا ا ن يقرر لهم قضية تخصهم . بل عليه ا ن ينتظر الى ا ن يقرروا فيوافقهم على تقريرهم .

يقول سعاده :»ا ن عدم اعتبا ر ا لسوريين قضية فلسطين قضية سورية محض با لمعنى ا لقومي ، وعدم تناديهم الى عقد مؤتمر فيما بين ا لدول ا لسورية للبت في قضية فلسطين - للدفاع عنها أخرج ا لقضية من حقوق ا لسوريين الى نطاق مشاع بين عدة دول ضمن ا لعالم ا لعربي ...

هذا تفريط في ا لحقوق ا لقومية « ويقول ايضا : » اذا قا بلنا بين قضية فلسطين وقضية ا لسودا ن ، وقا بلنا بين موقف ا لسوريين من الاولى وموقف ا لمصريين من ا لثانية ، اتضح ا لفرق ا لكبير بين وضوح مصالح مصر للمصريين، وغموض مصا لح سورية للسوريين .«

ا ن قضية فلسطين ا لتي هي من اهم قضا يا أمتنا هي قضية الامة ا لسورية بأكملها . هي قضية جميع اللبنانيين والشاميين والا رد نيين وا لفلسطينيين وا لكويتيين وا لعراقيين حتى ولو لم يقف معهم أ حد من ا لدول العربية . لأنه لا يحق ا ن يكون أحد من اخواننا معنا أكثر مما نكون نحن مع انفسنا . واسترجاع ا رضنا في جنوبنا ا لفلسطيني هو من وا جبنا جميعا ولا يجوز ا ن يلقى على عاتق بعضنا ، كما ا نه لايجوز ا لتساهل في هذا فليس لأبنا ئنا ا لمشردين ا لمهجرين المطاردين في فلسطين أكثر مما لـنا فيها ، وليس ذل ا لتشرد والتهجير وا لمطا ردة لأ بنا ئنا ا لفلسطينيين أكثر مما هو ذ ل لنا وعا ر علينا . كما ا ن ا لمصير ا لحقير لا يطا لهم وحدهم اكثر مما يطالنا .

ا ن ا لذين يظنـون ا ن ا لوحش ا لمفترس حين يعتدي على ا حد من ا لبشر يكتفي بافترا س بعض اعضا ئه وتنجيه اعضا ؤه الاخرى هم مخطئون خطأ مميتا . وعدونا ا ليهودي ا لذي بدأ بافتراس جنو بنا سوف يقضي علينا جميعا.

وقد تعلمنا من ا لتاريخ ومن كل ما جرى للشعوب ا لمسـتهترة ا لخا ملة، وعلمتـنا ا لحروب ا لما ضية ا ن في ا لبيئة ا لوا حدة لا يمكن ا ن تبقى اكثر من امة .

نحن ا نسانيون ولا نريد ا ن نعتدي على حقوق الآخرين ، ولكننا في ا لوقت نفسه نرفض ويجب ا ن نرفض أي اعـتد اء على حقوقنا .

إ ن ا لمبد أ الاول من ا لوجهة ا لحقوقية يعين ا لحقوق ا لقومية ، ويميّز بين ما يخص الامة وما يخص سواها ، ويشير بوضوح الى اصدقا ئنا ا لذين يحترمون حقوقنا ، والى اعدا ئنا ا لذين لا يعـترفون لنا بهذه ا لحقوق بل يعملون للقضاء علينا .

18

• - ا لوجهة ا لسياسية

على اسا س مبد أ وحدة الامة ا لتامة ا لسيدة على نفسها وعلى وطنها يمكننا كما أ وضح سعاده :

» أ ن نفهم كيفية نظرنا الى الامور ، ويمكن ا ن نخطط سيا سة وسيا سا ت ، وا ن نعـيّن الاهدا ف ا لتي نريد . « وبهذا يكون ا تجاه سيا ستنا وفكر نا ا لسيا سي منطلقا من حقائق وجودنا الاساسية لتحقيق اغراضنا القومية الاجتماعية في كل ما هو تقدم وارتقاء لمجتمعنا . فسيا ستنا تتركز علىا ن بلادنا هي لنا وليست لأعدا ئنا ، وتقوم على التخطيط وا لعمل وا لجها د من أجل ا لمحافظة على بلادنا ، والاستفا دة من موا ردها وخيرا تها وامكا نا تها على احسن ما تكون الاستفادة .

ولأ ننا أمة تا مة نا ضجة مكتملة الاهلية واعية، فا ن سيا ستنا هي ا ن ننشيئ نظامنا السياسي على الاساس ا لقومي ا لذي لا يعمل لفريق دون فريق ، ولا لتمييز مجموعة على مجموعة ، ولا لنصرة فئة على فئة ، ا و طا ئفة على طا ئفة، ا و مذهب على مذهب . بل ا ن سياستنا هي لخير ا لمجموع ، ودولتنا هي مظر رقي تفكيرنا نظا منا ا لجديد ا لقا ئم على ا لحق والعدل، وا لضامن لانتصا ر حقيقة ا لشخصية ا لقومية الاجتماعية الانسانية ا لتي تعرف ما لها وتعرف ما عليها ،وتعرف ما يخصها وما يخص غيرها من ا لشعوب . وهي تريد للآ خرين كل ما تريد لنفسها من جودة وسعا دة .

وخلاصة ا لقول ا ن مبد أ : » سورية للسوريين وا لسوريون أ مة تا مة .« هو أهم قواعد تأسيس حياتنا الجديدة ا لقومية الاجتماعية ا لذي تبقى بدونه ا لقضية ا لسورية عرضة للمضا ربا ت ، وتبقى الارا دة السورية إرا دة مشلولة ، وتظل ا لمصالح ا لسورية بما فيها مصالح الدول ا لسورية مصالح ضا ئعة بين تضا رب مصا لح ا لدول ا لكبرى ومستهدفة من قبل ا لطامعين .

وعلى ضوء ما تقدم نفهم ما معـنى قول ا لزعيم سعا ده في نها ية شرحه لهذا المبد أ :»كل سوري يرغب في ا ن يرى أ مته حر ة ،سـا ئدة ، مرتقية يجب ا ن يحفر هذا المبدأ على لوح قلبه حفرا عميقا .«

وإ ننا نرى ا ن في ا نتصا ر هذا ا لمبدأ هو ا نتصا ر لأعظم قيمة في ا لوجود با لنسبة لنا ، لأ ن القيمة ا لكبرى ا لتى لا تتقدم عليها قيمة ولا تعـلو عليها قيمة هي ا ن يكون ا نسا ننا ناهضا عزيزا راقيا .


أ لقيت هذه ا لمحاضرة في افتتاح ا لندوة ا لثقافية لمنفذية الساحل البرازيلي في ا لحزب ا لسوري ا لقومي الاجتماعي مديرية سان باولو – ا لبرازيل في منزل ا لرفيق كمال قبيسي في 8 أيا ر 1978 . بحضور الامناء : البيرتو شكور ونواف حردان والرفقاء : حنا الحجار ، الدكتور باسل فرحات ، الدكتورة كلود فهد الحجار ،الصحفي كمال قبيسي ، نهى صليبا، أحمد علي ، محسن نقولا ، نسيب مجاعص ، ، نقولا صليبا وعد كبير من الرفقاء ...

وقد نوه عميد الثقافة الدكتور مروان فارس اثتاءها بالصادرة رقم 3/8/46 المؤرخة في 22/6/1978 واشاد بالجهد البارز الذي قام به المحاضر في مجال منهجة التفسير والتركيز في الشرح على الأساسيات دون التكرار .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024