إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

دعوة حمد للتدخل العسكري.. أمر عمليات للمجموعات الارهابية

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-01-26

إقرأ ايضاً


أبلغ رد على دعوة حمد بن خليفة آل ثاني إلى تدخل عسكري في سورية، جاء من الخارجية السورية التي استخدمت في بيانها عبارة «مؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة»، وفي العبارة معان كثيرة تؤكد أن السوريين لن يستقبلوا جيوش «حمد» بالزهور والرياحين.

وواقع الحال، هو أن الجيوش العربية التي لم تُكلف بأي مهمة من أجل فلسطين، ليست على جهوزية حتى تكون رهن إشارة «حمد» للاعتداء على سورية، أما جيوش «الناتو» التي تأتمر بأسياده الأميركيين، فهي مكبلة ومقيدة بعدم السماح الروسي- الصيني.

مع ذلك، لا بد من طرح السؤال، هل دعوة شيخ مشيخة قطر مجرّد هلوسة في حمأة صخب الجنون الهستيري، أم لها مرام أخرى؟

صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، رأت فيها «إشارة إلى تخلي أمير قطر عن محاولاته استخدام الجامعة العربية ضدّ سورية ونقل تركيزه إلى وسائل أخرى من بينها دعمه لما يدعى بـالجيش السوري الحر، في محاولة لتكرار الإستراتيجية القطرية ضدّ ليبيا حيث دعمت المسلحين هناك ومدّتهم بالأموال والمستشارين العسكريين وبالقوة الدبلوماسية». وما ذهبت إليه الصحيفة البريطانية، يتطابق مع طبيعة المهمة التي نفذها قائد المنطقة الأميركية الوسطى جيمس ماتيس إلى لبنان، الذي بحسب مصادر موثوقة، عقد اجتماعات عدة وأوعز للمشرفين على المجموعات الإرهابية بضرورة الاستعداد لتنفيذ عمليات مكثفة عبر الحدود اللبنانية.

وتزامناً كشف ضابط متقاعد حديثاً من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية فيليب جيرالدي، في مقال نشره بمجلة «المحافظ الأميركي» عن قيام «طائرات تابعة للحلف الأطلسي بنقل أسلحة وإسلاميين من ليبيا إلى القواعد التركية على الحدود السورية. وأن هناك مدربين من القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية موجودون على الأرض يساعدون الفارين السوريين، في حين تقوم فرق من القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي ووكالة المخابرات المركزية الأميركية بتوفير معدات الاتصالات والمعلومات الاستخبارية للمسلحين». وكاشفاً أيضاً عن أنه تم «نقل قوات خاصة أميركية من قاعدة في الأنبار غربي العراق إلى منطقة «حوشا» شمال الأردن حيث نُصبت أبراج تنصت على شبكات الاتصالات العسكرية والمدنية السورية».

وربطاً، تقول تقارير استخبارية أن الأميركيين والفرنسيين و«الإسرائيليين» قد أبلغوا شيخ مشيخة قطر بجهوزية المجموعات الإرهابية على الجانبين اللبناني والتركي، وأن تعليمات أعطيت لهذه المجموعات بضرورة التصعيد بناء على أمر عمليات قطري- خليجي، والهدف من وراء ذلك تشكيل مناخ ضاغط يؤدي إلى دفع الموضوع السوري إلى مربع الاستهداف الدولي، خصوصاً بعدما أظهر تقرير بعثة المراقبين العرب حقيقة الإرهاب الذي يستهدف سورية، وهو إرهاب ممول قطرياً وسعودياً.

الآن، وبعد التفاف قطر والسعودية ومشيخات الخليج على مضمون تقرير المراقبين العرب الموفدين الذين أوفدتهم الجامعة العربية إلى سورية، لم يبق أمام عرب المذلة سوى الرهان على ورقة التدخل الأجنبي، إضافة إلى ورقة المجموعات الإرهابية التي تلقت من شيخ مشيخة قطر (دعوة التدخل العسكري) أمر عمليات بتصعيد أعمالها الإرهابية.

لذلك، فإن كلّ نقطة دم سالت على يد الإرهابيين المدججين بسلاح «الناتو» والمال القطري- السعودي، هي في رقبة حكام قطر ونظرائهم الخليجيين الذين ينفذون ما يُطلب منهم أميركياً، قبل الاستحقاقات الكبيرة التي ستؤدي إلى فرط عقد التحالف العدواني ضد سورية، ورسم لوحة جديدة تكرس دور سورية المحوري في كل المعادلات.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024