إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بعد اعتراف العالم بوجود الإرهاب من حق سورية استخدام القوة اللازمة لاجتثاثه

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-05-16

إقرأ ايضاً


ما بعد العاشر من أيار، ليس كما قبله. فالتفجيرات التي استهدفت في هذا اليوم، «حي القزاز»، أحد أحياء مدينة دمشق المكتظة، وحصدت عشرات الضحايا، تكفلت الكشف عن الطبيعة القذرة للإرهاب والتطرف. كما أن قساوة الصور والمشاهد الناتجة عن هذه التفجيرات، كانت صادمة للرأي العام العالمي، وهذا ما يفسر صدور كم كبير من مواقف الإدانة، عن دول عديدة، بعضها، متورط على مدى سنة ونيف، بتقديم الدعم والمؤازرة للمجموعات الإرهابية المتطرفة، وبممارسة التعمية على جرائم هذه المجموعات، حتى إن أكثر الدول عدائية في سياساتها وممارساتها تجاه سورية، اعترفت بأن تفجيرات «حي القزاز» عمل إرهابي يحمل بصمة «القاعدة».

ما انطوت عليه المواقف الدولية، ولاسيما مواقف الدول الغربية المناهضة لسورية، من اعتراف واضح وصريح بوجود إرهاب يضرب في سورية، وأن بصمة هذا الإرهاب ظهرت في تفجيرات «حي القزاز»، لا يبرئ ساحة الغرب وحلفاءه من المسؤولية عن سفك دم السوريين، وعن انتشار وباء الإرهاب والتطرف، لكنه، بالتأكيد، يؤثر في مجريات الأحداث، لأنه قد يؤسس على المستوى الدولي، لمقاربات جديدة وقراءات مختلفة حيال الوضع في سورية.

مع هذا الاعتراف الغربي بوجود بصمة لـ«القاعدة» في التفجيرات التي حصلت، أصبحت الرواية السورية هي الأساس والمرتكز. فالرواية السورية أكدت منذ بدء الأزمة، أن ما تتعرض له سورية هو مؤامرة حقيقية، وأن من ينفذ هذه المؤامرة، مجموعات إرهابية متطرفة، تتلقى الدعم والإسناد من دول غربية وإقليمية وعربية، قاسمها المشترك، العمل من أجل إسقاط محور الصمود والمقاومة باعتباره محوراً يشكل خطراً على «إسرائيل».!

الرواية السورية التي تعكس حقيقة الواقع، كانت تواجه دائماً بروايات غربية مفبركة ومدبلجة بالعربية. فالصلف العدائي الغربي، وتحديداً الأميركي الفرنسي، خاض معركة تضليلية شرسة بهدف خداع الرأي العام، وتعمد التشكيك في الرواية السورية من خلال روايات مختلقة ومفتعلة ومفبركة، مصدرها إعلام «متأسرل» ناطق بالعربية.. لكن، بعد أكثر من سنة على صمود سورية، وبعد أن تلقت المجموعات الإرهابية ضربات بنيوية قاسية، بدأ الغرب يشعر باستحالة تحقيق أهدافه ومراميه. وتبين له أن تركيا والسعودية وقطر ودولاً أخرى وضمناً حركات التطرف، كلها، لن تستطيع النيل من سورية. فالغرب مقتنع بأن الدولة السورية لم تستخدم حتى اللحظة كل قوتها، لأن هناك ضوابط معروفة، تفرضها معادلات دولية، ترعاها روسيا والصين، وهذه المعادلات تمنع أميركا وحلفاءها من الحصول على غطاء دولي لأي عدوان على سورية.

بعد 10 أيار الدامي الذي شهده «حي القزاز» الدمشقي، تأكدت صحة الرواية السورية، وثبت أن جنون الإرهاب والتطرف، ليس له أي أجندات سياسية أو ديمقراطية، فالحرية في قانون هذا الإرهاب، هي تطبيق شريعة الغابات والكهوف، والسلمية، في عرف هذا الإرهاب، إجرام يحيل الآخر إلى عتم القبور. هذا باختصار، هو التغيير المطلوب، الذي ترعاه وتموله وتدعمه، تركيا والسعودية وقطر وآخرون. إنه الإرهاب المتطرف بعينه.

بعد 10 أيار، لن تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها إبقاء المعادلات الدولية قائمة كما كانت. فمجرد الاعتراف بأن هناك إرهاباً يضرب في سورية، وبمجرد أن يجمع العالم على إدانة هذا الإرهاب، فمن حق الدولة السورية أن تستخدم القوة المطلوبة لاجتثاثه.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024