إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

فرعية الكورة.. احتفظوا بالمقعد وخسروا المعركة

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-07-18

إقرأ ايضاً


كان لافتاً ومعبّراً الكلام الذي صدر عن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان إثر ظهور النتائج غير الرسمية للانتخابات الفرعية في الكورة، ففي مداخلته التلفزيونية وضع رئيس الحزب الأمور في نصابها. باعتبار أنّ احتفاظ "القوات اللبنانية" بمقعد نيابي كانت تشغله، لا يشكل انتصاراً لها، لأنها في حقيقة الأمر، خسرت معركتها "القواتية" في الكورة، وسقط منطقها الاستعلائي والإلغائي في عاصمة القضاء.

وعلى أساس ما سبق، وجّه رئيس الحزب تحية كبيرة إلى كلّ أهل الكورة، الذين أكدوا من خلال العملية الانتخابية، رفض ثقافة الإلغاء والاستعلاء، وأكدوا أيضاً على ما تتميّز به الكورة الخضراء بوصفها تشكل نطاق وعي وانفتاح.

وتحية رئيس الحزب إلى كلّ أبناء الكورة، واعتزازه بالنتائج التي حصل عليها مرشح الحزب، أكدت جوهر علاقة الحزب بالكورة وأهلها، وهي علاقة ثابتة وراسخة لا تتأثر سلباً بنتائج ظرفية تفرزها صندوقة اقتراع، خصوصاً أنّ الجميع مُدرك للأسباب التي مكنت "القوات اللبنانية" ـ وبفارق ضئيل ـ من الاحتفاظ بمقعد الثمانية أشهر. وهذه الأسباب تعود إلى تحضيرها المسبق للعملية الانتخابية، وإلى تخصيص أموال طائلة للدعاية الانتخابية تخطت بأضعاف أضعاف سقف الإنفاق المسموح به قانوناً، وفتح خطوط نقل جوية لاستقدام المغتربين، في حين أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي واجه الاستفزاز "القواتي" بإرادة القوميين وأبناء الكورة خلال مرحلة تحضيرية لم تتعدّ الخمسة عشر يوماً!!

رئيس الحزب قال الكلمة الفصل بشأن نتائج فرعية الكورة ومفادها: حزبنا لم يخض معركة حقيقية على مقعد الثمانية أشهر، بل واجه سلوكاً استعلائياً إلغائياً مارسته "القوات اللبنانية"، وتمكن من أن يهزم هذا السلوك المستهجَن والغريب عن طبيعة الكورة وأهلها.

موقف رئيس الحزب إثر النتائج، وما صدر عن المرشح القومي الدكتور وليد العازار وعن رئيس اللجنة الإعلامية للماكينة الانتخابية هنيبعل كرم، وعن بعض المسؤولين القوميين، كلها أكدت أنّ "الحالة الانتصارية" المنتفخة التي يتوهّم بها سمير جعجع وحلفاؤه في 14 آذار، هي حالة جوفاء، وهذه حقيقة ظهرت من خلال ارتباك "القوات اللبنانية" وكلّ فريق 14 آذار وعدم إيجاد عنوان سياسي للنتيجة التي أفضت إلى احتفاظهم بالمقعد النيابي.

على أية حال، فإنّ القراءة التي تُستنتج من خلال الأرقام، تؤكد صحة ما ذهب إليه الحزب السوري القومي الاجتماعي في موقفه حول النتيجة. مع الإشارة إلى أنّ الفكرة الأساسية التي طرحها رئيس الحزب، هي "أنّ القوميين الاجتماعيين في الكورة التفوا بشكل ممتاز حول ما ترغب به الكورة"، في إشارة منه إلى أنّ فرعية الكورة خيضت من قبل الحزب القومي كورانياً، بعكس "القوات اللبنانية" التي استنفرت لهذا الاستحقاق كلّ قياداتها وكل قيادات وطاقات 14 آذار.

اللافت في فرعية الكورة، أنّ "القوات اللبنانية" تبجّحت بداية بأنها تخوض معركتها، لكن بعدما تيقّنت من هامشية حضورها في الكورة، تخلت عن تبجّحها وراحت تستنجد بحلفائها، عبر التصريح علناً بأنّ مرشحها يخوض معركة 14 آذار، وهذا ما استدعى ذهاب أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري إلى الكورة للقيام بما هو مطلوب منه، ولتزييت الماكينة الانتخابية المكارية التابعة له بالمال اللازم. وقد كان لافتاً أنّ ماكينة "المستقبل" سبقت ماكينة القوات بـ 17 دقيقة في إعلان النتائج النهائية غير الرسمية. كما كان لافتاً أيضاً حرص سمير جعجع على توجيه الشكر إلى أحمد الحريري لأنه تجشم عناء السفر من صيدا إلى الكورة للاحتفاظ بمقعد الثمانية أشهر.

ما يصحّ قوله، أنّ "القوات" استطاعت بإمكانات وطاقات فريق 14 آذار أن تحتفظ بالمقعد النيابي لثمانية أشهر، لكنها بالتأكيد خسرت معركتها في الكورة، وهذه "القوات" أصبحت بنظر الكورانيين مجرّد أداة تُسهّل تسلل غير الكورانيين إلى الكورة، لاستبدال اخضرار زيتونها وبساتينها، بالدولار الأخضر الذي يفسد المجتمعات.

لسان حال الكورانيين، الذين حيّاهم رئيس الحزب:

"شكراً أيها القوميون، فقد واجهتم الاستفزاز والاستعلاء والإلغاء الذي مورس بحق الكورة وأهلها، بإرادة كورانية بحتة".


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024