إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

برامِيْلُ القمامَةُ

أسامة همداني

نسخة للطباعة 2015-01-02

إقرأ ايضاً


ظنَنْتُ أنّ براميلَ القمامةُ في بلادي قدِ إقتصرَتْ ... على مجلس نوّابي ووزرائِيْ، وقصرِ الجمهوريّةِ

ثمّ إكتشفتُها في مجالسِ البلديّةِ وشوارعِ المُدُنِ ... وفي الأزقّةِ ومُعظمِ الحاراتِ

ثمّ علِمْتُ أنّها إبتدأتْ في بيوتِ أصحابِيْ وأحْبابِيْ .....

حينَ غادرتُ بلاديْ، لمّْ تكُنْ القمامةُ بهذا الحجمِ ... ولمّ تكُنْ متفشِيّةٌ في نفوسِ رفقائيْ

حينَ غادرتُ بلاديْ، وَضَعْتُ القمامةَ في كيسٍ ... وأحْكمْتُ إغلاقَهِ

وأوْصيْتُ رفقائي ... كما أوْصانِيْ قَسَمِيْ لاستمرارِ حياتِيْ .....

حينَ غادرتُ بلاديْ، ظنَنْت أنَّ دِيْدانَ القمامةُ لنّ تَخْرُجَ منّ فحْواها ... لِتتفَشّىْ في أزِقّةِ بلادِيْ

دِيْدانُ التعصّبُ قدّْ تفشّتْ ...

ومعها دِيْدانُ النميمةِ والأنانيّةِ ... ودِيْدانٌ جديدةٌ لمّ أراها قبلاً ... في نفوسِ أحِبّائِيْ

فيْ حزبِيْ كيسُ قمامَةٍ جديدٍ لمّْ نُحكِمَ إغلاقَهُ ... وبدأ دِيْدانُهُ يتفشّىْ ... في أخلاقِ ومناقبيّةِ رُفقائِيْ .....

مرضٌ جديدٌ قدّ أصابَ رُفقائِيْ ... مرضُ عدمَ الثقةِ والإخلاصِ ... بين منّ أقسَمَ يمِيْنَ التفانِيْ

أهِيَ دُوَيْدةٌ يُمكِنُ إستئصالُها ... أمّْ مَرَضٌ قدّ أزمنَ في النفوسِ والأمانِيْ

تعاليمُنا أمْلَتْ علينا العطاءَ ... دون سؤالٍ ... إذّْ أنَّ العطاءَ في حزبِيَ صارَ عنوانِيْ .....

وشَفاءُ أبناءَ أُمَّتِيْ لا يقتصِرُ ... على إحكامِ غَلْقِ أكياسِ القمامةِ في أوطانِيْ

بلّْ إستئصالُ الدُرَنَ ودِيْدانِ عصرِ الجُهَّالِ ... وما تسرّبَ مِنّ تعاليمِ العُرْبانِ

والبدءُ بإصلاحِ نفسِيَ ... ورُفقاءُ الدرْبِ أوّلاً ... يَرفعُ مِنّْ شأنِيَ وعنفوانِيْ .....

ومِنّْ بعدِها رسالتي ... سيكونُ صداها أقوىْ إلى أبناءِ أُمّتي ... وحِوارِيْ وإقناعيْ أجْدَىْ عِندَ شفائِيْ

هذا واقِعُ حالِيْ، وحزبِيَ كما أراهُ ... وقدّ أصْلحْتُ نفسِيَ حينَ أقسَمْتُ يمينِيْ

فهلّْ يَتْبعُ خُطايَ مَنّْ يرانِيْ .....

ويؤمِنُ بنهْضتِيْ مَنّْ حاكيْتَهُ في يقظتِيْ ... ويَعملُ مِنّْ أجلِ حِلميْ مَنّْ أُعْجبَ بأخلاقِيْ .....

حِزْبيَ ...

ليْسَ برميلَ قمامةً ... يحْويْ أكياساً تراكمَتْ مِنّْ أجيالٍ إندَحرَتْ فيها الأخلاقُ والمبادِيْ

حِزْبيَ ...

شافٍ لاُمَّةٍ كثُرَ فيها وباءَ الجَهلِ والتعَصُّبِ ... وما وَرَثناهُ من ثقافةِ المُسْتعْمِرِ البادِيْ

حِزْبيَ ...

هو الخلاصُ الأوْحَدُ ... للشروعِ في بناءِ أجيالِ المستقبلِ الهادِيْ .....

جيلُ حِزْبيَ الماضيْ ... كانَ قدْوتِيْ ... وقدّ بذلَ السبُلُ والتضحياتِ لإستِجلابِيْ

أكُنُّ الوفاءَ لَهُمُ ... ولنّْ أخذُلَ بِقسَمِيْ ... والتراجُعِ عنّْ وفائِيْ

أريدُ أنّْ أكونَ قُدوَةً لِمُجتمعٍ أفضلٍ ... وخَلاصاً لأُمّتي مِنّْ أوْبِئةِ الماضِيْ .....

قدّ أقْسَمْتَ اليميْنَ على المضيِّ في مسيرةٍ ... مُنيِّرةٍ ... لأجيالِ المستقبلِ الآتِيْ

فإستئصالُ الدُرَنِ واجبٌ ... وشَفاءُ نفسِيَ ليسَ أوْجَبَ ... مِنّْ شَفاءِ أبناءِ أُمّتِيْ وخِلاّنِيْ .........!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024