إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إلى الرفيق المميز نظام عبدالله وعقيلته الرفيقة المتفانية هيام بقلم الأمين د. إدمون ملحم

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2020-10-27

إقرأ ايضاً


عرفتُ عن الرفيق الراحل نظام عبدالله كل ما هو جميل، وعرفت أيضاً عن عقيلته التي رحلت مؤخراً الرفيقة المعطاءة هيام.

عنهما يصحّ أن يُكتَب الكثير، كذلك عن تاريخ العمل الحزبي في ملبورن وعن أمناء ورفقاء كانوا أوفياء للقسم، كنت كتبت عن البعض منهم(1) ويصحّ أن تهتم منفذية ملبورن، ورفقاء فيها، للحفاظ على تاريخها وسيرة رفقاء تفانوا في سبيل حزبهم.

كان حضرة الأمين د. إدمون ملحم قد نشر كلمة عن الرفيق نظام عبدالله(2) ومؤخراً، إثر رحيل الرفيقة هيام، استلمت منه هذه الكلمة المعبرة، والوجدانية، ننشرها مع الكثير من التقدير منا لحضرة الأمين د. إدمون ملحم الذي نعرف سويّته المتقدمة، عقائدياً ومناقبياً وتفانياً قومياً اجتماعياً، ونتابع قراءة الدراسات القيّمة التي تنشرها له جريدة "البناء".

هوامش:

(1) مراجعة ما نشرت من نبذات على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

(2) الصفحة 24 من عدد "البناء" تاريخ 16/11/2000 .

ل. ن.

*

الرفيق نظام عبدالله.. المؤمن بالعقيدة

بالأمس القريب رحل عنّا وعن مُحبيه رجل مؤمن ومناضل بامتياز، إنسان متواضع عصامي عُرف بمحبته الشاملة لكلّ أبناء مجتمعه، وبأخلاقه الرفيعة وسمعته العطرة وعطائه الصامت...،

رحل عنا الرفيق نظام عبدالله بعد صراع مع المرض لفترة قاربت العام تقريباً، فتغلّب المرض الخبيث على جسده ولكنه لم ينل من إيمانه وإرادته، لأنه بقي حتى آخر لحظة من حياته يصارعه بصبر وإيمان كبيرَين، وبشجاعة لا مثيل لها وبابتسامة دائمة تختصر حبه للحياة وانتماءه إليها.

الرفيق نظام عبدالله عرفناه مؤمناً صادقاً بالعقيدة القومية الاجتماعية التي حملها في عقله وقلبه، وملتزماً بأخلاقها ومتمرّساً بروحيّتها...

عرفناه جندياً منضبطاً واعياً ومقداماً لم يتخلّ يوماً عن واجب قومي، بل شارك في المعارك وساحات القتال ضدّ جحافل الباطل وقوى الشر، متسلحاً بوجدانه القومي وبصلابة الإيمان بمبادئ الحياة وقيمها السامية، فتميّز بعشقه للحرية وتفوّق بجهاده الدؤوب وتحوّل إلى إمكانية فاعلة في محيطه ومجتمعه.

عرفناه المسؤول الإداري الناجح، يمارس صلاحيات مسؤوليته بنظامية وقدوة وحرص شديد على النهضة وسيرها... وعرفناه الرفيق الحاضر دائماً لمساعدة كلّ أصدقائه ومعارفه وأبناء وطنه، ولمدّ يد العون لرفقائه العاملين عملاً بقسمه القومي الاجتماعي.

وعرفناه صديقاً مخلصاً وأباً حنوناً وقدوة لعائلة ربّى أفرادها تربية قومية اجتماعية عنوانها الحب والوفاء والإخلاص للنهضة وللمجتمع، وكان بذلك مثالاً للقومي الاجتماعي الذي يعمل بموجب قسمه فيتخذ من المبادئ القومية الاجتماعية إيماناً له ولعائلته وشعاراً لبيته.

إنّ رحيلك يا فقيدنا الغالي، يا من تركت في قلوب رفقائك وكلّ الذين عرفوك غصة وفي جوارحهم حسرة، رحيلك لن يحول بينك وبينهم وبينك وبين أفراد عائلتك، لأن نفسيتك وأخلاقك قد فرضت حقيقتها على هذا الوجود ولا يمكن أن تزول، كما يقول المعلم، بل ستستمر في حزبك ومع شريكة حياتك ورفيقة دربك، وستتواصل مع أبنائك وأحفادك والأجيال اللاحقة. عزاؤنا وعزاء أهلك ومحبيك أنك تركت رصيداً كبيراً من زاد القيم والمناقب القومية، تركت إرثاً كبيراً من المحبة وتركت ذكرى غنية بالإيمان الكبير وبالعطاء السخي وببذل الذات في سبيل مصلحة الأمة، وإلى حين اللقاء بك منّا ومن جميع رفقائك الذين أحببتهم وأحبوك تحية الحياة. والبقاء للأمة والخلود لسعاده.

*

الرفيقة هيام نظام عبدالله

هي ينبوع من العاطفة والحب والحنان، ومثال للمحبة والوفاء والعطاء والتضحية..

هي عنوان للتواضع والصداقة والعلاقة الطيبة، وأمثولة للمرأة المجاهدة، المتفانية، والمناضلة في سبيل الوطن إيماناً منها ان للمرأة دوراً فاعلاً في النضال القومي لا يقل أهمية عن دور الرجل بل يتكامل معه..

هي الزوجة الوفية لزوج مناقبي، محبٍ، خسِرَته منذ عشرين عاماً، والأم الحنونة لأسرة متميّزة بأخلاقها وسمعتها الطيبة، والأخت المفجوعة باستشهاد شقيقها، والصديقة المخلصة المحبّة للجميع..

هي المرأة الواثقة بنفسها، المؤمنة بعقيدة الحياة، والممتلئة عزاً وعزماً وضياءً وعنفواناً..

هي الرفيقة هيام نظام عبدالله التي ودّعت عائلتها بالأمس وأغمضت عينيها بعد صراع مرير مع المرض.

قد تعجز الكلمات عن وصف هذه المرأة المؤمنة، المناضلة، الغنية بمحبتها وأخلاقها.. منذ ارتباطها بشريك حياتها الرفيق المرحوم نظام عبدالله، أقدمت على ارتباطها الوثيق بالنهضة القومية الاجتماعية.. وبدأت مسيرة الصراع إلى جانب زوجها المعروف بأخلاقه العالية وعطاءاته السخية.. وبكل عزيمة مارست دورها النضالي وواجهت مصاعب الحياة وآلامها.. وانكبّت على تربية أطفالها صابرة على الشدائد وعلى الأيام الصعبة أثناء اعتقال زوجها بسبب الانقلاب.. وتحمّلت آلام الحرب والتهجير إلى أن قادتها الظروف للهجرة إلى أستراليا. فناضلت في المغترب مع زوجها وأولادها لبناء مستقبل لائق، زاخر بالسعادة والحياة الكريمة. ومنذ قدومي إلى هذا البلد، تعرّفت إلى الفقيدة وعائلتها القومية الاجتماعية وكان الرفيق نظام مديراً لمديرية الشهيد غسان جديد وعُينت مذيعاً لها.. وكانت الرفيقة هيام حركة دائمة تقوم بمهامها بكل حيوية ونشاط وكان منزلها مقراً للاجتماعات والسهرات القومية الشهرية.. لم تنقطع عن واجب أو مناسبة. شاركت السيدات في نشاطهن وواظبت على حضور الاجتماعات والمحاضرات والمهرجانات وكانت مثالاً للمرأة الواعية، المناضلة، والمتفانية في محبتها للوطن والأمة وكانت محطَّ تقدير واحترام ومودة من قبل الجميع. وتقديراً لنضالها وثباتها على المبادئ والتزامها بواجباتها القومية، مُنحت وسام الواجب.

الرفيقة هيام كانت، وبحق، رفيقة مثالية، متميّزة بمحبتها وإيمانها وإخلاصها، وكانت لنا بمثابة الصديقة المُحبّة والأم التي توزع من حنانها وضيائها على الجميع.. كيف لا وهي التي سهرت على تربية أولادها وغرست في نفوسهم الفضائل الجميلة والثقة بالنفس ومحبة الناس والوطن والعطاء في سبيله. وبحضنها الدافئ وعطفها ونورها، بَنتْ عائلة متماسكة، مترابطة بمحبتها، كريمة بعطاءاتها، وفاعلة في نهضة الحياة.

لك، أيتها الرفيقة الوفية والصديقة المخلصة والأم الحنونة نرفع التحية إجلالاً وتقديراً لنضالك.

سنفتقد حضورك المشرق وطلتك البهية وابتسامتك الدائمة.. ولكنك باقية في النفوس المؤمنة.

العزاء لكل العائلة والرفقاء والحزب.

لروحك الطاهرة الرحمة والسلام والخلود في علياء الزعيم.

*

الرفيق نظام عبدالله في سطور

ولد بتاريخ 1938 في بلدة بتعبورة – الكورة، انتمى إلى الحزب في بيروت العام 1955، اعتُقل أثناء انقلاب الـ 1961 في سجن القبة، شارك في معارك الحزب 1957 والعديد من المعارك التي خاضها الحزب. تحمّل عدداً من المسؤوليات الحزبية في الوطن والمغترب. مُنح وسام الواجب في كانون الثاني 2000 (زوجته الرفيقة هيام عبدالله الحائزة على وسام الواجب عام 1999) وهو أب لعائلة قومية اجتماعية مكوّنة من ستة رفقاء.

(نُشرت في عدد مجلة "البناء"، بتاريخ 16 تشرين الثاني 2000)


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024