إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الجهاد الرسولي أمضى سلاح

الرفيق فوزي نجد

نسخة للطباعة 2006-12-30

لماذا صادرت الحكومة اللبنانية سلاح القوميين فقط؟


لو صادروا منا كل الأسلحة وكل شييء آخر فلن يتمكنوا من مصادرة الإرادة السورية القومية الاجتماعية – إرادة الجهاد الرسولي لأنها أقوى وأمضى من أفتك أنواع الأسلحة المتطورة حتى أقوى من الأسلحة النووية عينها.


أليست أحزاب لبنان كلها تملك أسلحة متطورة ؟


كل أحزاب لبنان تملك أسلحة متطورة وثقيلة جدا أكثر بكثير مما ضبطت عناصر الدولة من بعض أعضاء الحزب القومي في أميون وجوارها.


صادرت الحكومة اللبنانية سلاح بعض أعضاء الحزب القومي في منطقة الكورة وطوقت مركزالقيادة الرئيسي في الروشة، لأن الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس حزبا طائفيا لبنانيا تقليديا عاديا يتمتع بالحصانة الطائفية اللبنانية لاقتناء السلاح والاعتصام في الشوارع والساحات العامة، حيث يدل أسمه على المدى القومي الطبيعي الذي تحتم جغرافية عقيدته الإلتزام الدائم بها والصراع لتوحيد كل كياناتها توحيدا فعليا حقيقيا. وهذا ما ترفضه كل كيانات سايكس – بيكو جملة وتفصيلا.


لن تحارب الدولة اللبنانية الأحزاب اللبنانية ولن تنزع أسلحتها لأنها تمثل القطاعات الطائفية التي يتركب منها نظام الحكم البرلماني اللبناني الذي ينص دستوره على حفظ حقوق كل طوائفه، أقليات وأكثريات على حد سواء، حسب القاعدة الذهبية اللبنانية – "لا غالب ولا مغلوب".


إن محاولات توحيد الكيانات السورية بالأساليب القسرية التعجيزية أو العسكرية القمعية، إذا وقع، لن يطول أمده وينهار في وقت قصيرلأنه يشبه، إلى حد بعيد، تلك الحملات العسكرية التي وقعت فعلا بموجات التوحيد، التي انطلقت في فترات تاريخية متفاوتة، بفعل قوتها العسكرية، من آشور وبابل وأكاد وسومر وكلديا وآرام وغيرها لأنها لم تكن تعي حقيقة الواقع القومي ولا تملك رسالة نهضوية وحدوية، فاتخذت السيطرة العسكرية القمعية طريقا للتوحيد، فاستمرت تلك الإمبراطوريات فترات متفاوتة من الزمن وانهارت، تارة بالثورات المحلية وطورا بالاجتياحات الخارجية.


هذا فضلا عن الموجات العسكرية الوحشية القادمة من كل مناطق العالم مثل الأموريين والحثيين والفرس والعبرانيين والعثمانيين والعروبيين والصليبيين والمصريين والحلفاء - البريطانيين الفرنسيين- والمغول والأمريكان وغيرهم.


ولا تزال شعوب هذه الكيانات- كيانات سايكس – بيكو - في العراق والشام ولبنان وفلسطين والأردن تجهل واقعها القومي وتتفانى في المحافظة على كياناتها دون التنبه إلى أن قسمتها وضعفها واقتتالها تشجّع المستعمرين على استفرادها ، كيانا بعد الآخر، وغزوها وسلب ثرواتها الطبيعية وممتلكاتها وزرع بذور الشقاق بين سكانها لتبقي مقسمة متخاصمة هزيلة إقتصاديا وعسكريا وإنمائيا، لخدمة مصالح المستعمرين الغزاة، غاز تلو الآخر.


سعاده رأى كل هذه المآسي والويلات ووضع ، بعد عناء طويل، الرسالة السورية القومية الاجتماعية التي، إذا فعلت، قضت على كل هذه المآسي والويلات ونهضت بالأمة السورية من حضيض الذل والانقسام إلى أعلى دركات المجد والسؤدد. وإذا بقيت كما هي الآن تبقى الأمة في حالة إمكانية فقط رغم ما حققته العقيدة السورية القومية الاجتماعية على صعيد تذليل العقبات الطائفية والكيانية والعنصرية. وهنا تظهر الضرورة الملحّة لتفعيل الندوات الثقافية لنشر العقيدة القومية الاجتماعية في صفوف الشعب تفعيلا أشمل بشتى الأساليب العلمية الشريفة من نوع أهداف النهضة القومية الاجتماعية السامية ومراميها الكبار.


سعاده رفض رفضا قاطعا القول السائد والمتناقل من جيل إلى جيل: " الغاية تبرّر الوسيلة". " يجب أن تكون الوسيلة شريفة من نوع الغاية وليس أقل".


وإن لم يكن الجهاد الرسولي ، لنشر الرسالة القومية الاجتماعية في صفوف الشعب هو الأسلوب الوحيد لتحقيق الأهداف القومية كلها، فيكون قمة الأساليب الفعالة لنشر الرسالة في كل كيانات الوطن السوري.


ونرى في التاريخ أمثلة كثيرة تدل على كيفية نشر الرسالات السماوية والقومية السياسية، قوميا وعالميا بالجهاد الرسولي في بداية المطاف. وإذا كان لا مناص من الأسلوب السياسي العسكري لنشر الرسالة فليكن ذلك في المرتبة الثانوية وليس في الأولى. ونرى الجهاد الرسولي لنشر الرسالة الإسلامية في الكثير من دول العالم الأسيوية والأوروبية والأفريقية قد اتخذ أسلوب الفتح العسكري إلى جانب الجهاد الرسولي، لتحرير البلاد من المستعمرين وكانت معركة اليرموك بقيادة خالد إبن الوليد أول معارك التحرير من سيطرة الرومان. وأتت الآيتين التاليتين لتشجيع المؤمنين على الجهاد في سبيل الله وهما :


" كُتِب عليكم الجهاد وهو كره لكم ولعلكم تكرهون شيئا وهو خير لكم". وتقول آية أخرى: " فلا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".


أما الرسالة المسيحية اتخذت الطابع الرسولي وحده حيث قام أتباع المسيح الإثني عشر بنشر تعاليم المسيح في كل أرض تمكنوا من الوصول إليها وقد ذهب توما إلى روما وتبعه بطرس بعد ذلك لنشر الرسالة المسيحية في عاصمة الإمبراطورية الرومانية. وقد لاقى المؤمنون بالرسالة المسيحية في روما شتى أنواع الاضطهاد والتعذيب والحريق والصلب، ولكنهم تابعوا جهادهم الرسولي غير عابئين بالتضحات التي تنتظرهم ، حتى أصبح الفاتيكان في روما مركز دولة الدين المسيحي الكاثوليكي لكل أقطار العالم.


ولما تحقق السلوقيون من إنتشار الدين المسيحي في سورية بشكل عارم بدأوا بتوظيف المسيحيين في شتى قطاعات الدولة بعد أن كانت محرّمة عليهم.


والحزب القومي أيضا له من التعابير التي تشجع القوميين على الجهاد مهما كانت التضحيات بالغة، بدئا بقول الزعيم على خشبة الإعدام : "إن موتي شرط لانتصار قضيتي"، و" إن شهداءنا يمثلون أولى انتصاراتنا" ، و" نحن جماعة تحب الحياة وتحب الموت متى كان الموت طريقا إلى الحياة"، و "لقد آمنا بشيء يساوي وجودنا ولسنا عنه بمتراجعين ولو تراكمت جثثنا على طريق الحياة لتطأهها الأجيال القادمة سلما نحو المجد"، و "نحن لا نبيع الشرف بالسلامة والعز بتجنب الأخطار". والكثير غيرها.


فليكن الجهاد الرسولي لنشر العقيدة السورية القومية الاجتماعية، في أعلى قائمة الأوليات لا بل في رأس قائمة الواجبات الملقاة على عاتق المسؤولين والرفقاء، على حد سواء، حتى تعمّ السواد الأعظم من صفوف الشعب السوري.


وعندئذ فقط تصبح إرادتنا نحن، وليس إرادة غيرنا، صاحبة القول الفصل في إدارة كل شؤون الوطن السوري السياسية والاقتصادية والدفاعية والضمان الإجتماعي والطبابة والتعليم المجّانييْن وبكل شيء يتعلق بمصير الأمة وبسيادتها التامة على نفسها. 


وعندما تتوفر هذه الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والدفاعية، ولو في كيان واحد أولا، تستقطب كل كيانات الأمة الأخرى، بالقدوة وليس بالقسوة، لتسير مع بعضها البعض لتبني مجتمعا جديدا راقيا في ورشة بناء الوطن المثالي للجميع، وتشجع المغتربين السوريين في كل أقطار العالم على العودة إلى وطنهم ليشاركوا في ورشة البناء القومي الاجتماعي، دون إكراه ودون اللجوء إلى الأساليب القسرية العدائية المدمرة.


وهذا ما وقع بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثة عشر الأولى حيث تبع ذلك إنضمام باقي الولايات الخمسين، تلقائيا، إلى ذاك الاتحاد المثالي.


وإن لم تتوفر كل هذه الخدمات في كيان أو في وطن ما، تخلق بتخلفها هذا الكثير من الإنقسامات الداخلية والمزايدات اليائسة لتحقيق الأفضل. ولن تنجح رسالة دينية أو دنيوية في العالم وتستمر إلى الأبد، إلا بالجهاد الرسولي المرير.


"نحن لن نتنازل عن حقنا في الحياة الحرة الكريمة لننقذا جسدا باليا لا قيمة له".




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024