إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

"اسرائيل" ونصر الله.. حسابات الحقل وحسابات البيدر

نواف الزرو

نسخة للطباعة 2012-07-19

أين يختبئ نصر الله وقادة حزب الله بحق الجحيم...؟! تلك الصرخة كان أطلقها المحلل العسكري "الإسرائيلي" لصحيفة هآرتس العبرية يوسي ملمان في ذروة الحرب العدوانية على لبنان 2006، وفي ذروة القصف التدميري الشامل المرعب للضاحية الجنوبية- التي محيت عن وجه الأرض- في محاولات مستميتة لاصطياد نصر الله أو أي قائد من قادة حزب الله، غير أن الثالوث الاستخباري الصهيوني- الموساد والشاباك وأمان- الاستخبارات العسكرية- مني بالفشل الذريع..


وفي ضوء كل المعطيات التي تؤكد ذلك الفشل الاستخباري "الإسرائيلي" الذريع، تسربت معلومات تفيد بأن المخابرات "الإسرائيلية" بدات عمليا مهمة لجمع المعلومات عن قيادات حزب الله بهدف تصفيتهم، واستنادا لمصدر إعلامي إسرائيلي، فإن خطة لتجميع المعلومات الدقيقة قد انطلقت إلى حيز التنفيذ، بجهد مشترك لجميع الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية معا، وإن لدى هذه الأجهزة مصلحة عليا للنجاح فيها بعد مسلسل الإخفاقات الذي وقعت فيه وعرضها لانتقادات شديدة لاذعة منذ بدء الحرب.


واليوم: ست سنوات على الحرب العدوانية "الإسرائيلية" على لبنان التي بدأت في الثاني عشر من تموز واستمرت ثلاثة وثلاثين يوما.


ست سنوات على الهزيمة الإسرائيلية الحارقة التي لم تأت في حساباتهم الاستراتيجية أبدا..


ست سنوات وما تزال تلك الدولة مرتبكة مذهولة لا تصدق ولا تستوعب ما جرى هناك في الميدان على أرض المقاومة اللبنانية....!.


ست سنوات والمؤشرات "الإسرائيلية" حول النوايا العدوانية الجديدة تتراكم، فالتصريحات والتقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن حرب مدمرة في الأفق تطل علينا كل ساعة.


فلم يعد سرا أن المؤسسة العسكرية الأمنية السياسية "الإسرائيلية" تجمع منذ ذلك الوقت، على أن "إسرائيل" لا يمكنها أن تتعايش مع حزب الله مدججا بالعقيدة والإرادة والقيادة الفذة والاستراتيجية والتدريب والتنظيم الفولاذي العصي على الاختراق، كما لا يمكنها أن تتعايش على نحو حصري مع ذلك المخزون الصاروخي الهائل بحوزة حزب الله الذي يطال كافة المدن والأهداف "الإسرائيلية" على امتداد مساحة فلسطين.


ولم يعد خافيا أن تلك الدولة تبيت نوايا حربية عدوانية على لبنان وحزب الله، وأن المسالة باتت بالنسبة لهم مسألة وقت وتوقيت... هم يعلنون ذلك صراحة، ويربطونه بذريعة الأسلحة الكيمياوية التي تهرب بزعمهم من سوريا إلى حزب الله.. وحزب الله يدرك ذلك.


أما التوقيت بالنسبة لهم فهو رهن باستكمال أكبر كم من المعلومات الاستخبارية حول خريطة منظومة الصواريخ لدى حزب الله، بل إن مصادر غربية واسعة الاطلاع تقول إنه "لم يعد مبالغاً الحديث عن خشية إسرائيل على وجودها بسبب نوعية الأسلحة التي بيد "حزب الله"، متنبئة بأ"أن "إسرائيل" ستبدأ الحرب في اللحظة التي يتاح لها اكتشاف مخبأ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، مهما كانت الساعة أو الظروف أو أي شيء آخر... فعندها تقوم "إسرائيل" بالانقضاض على مجموعة من الأهداف دفعة واحدة، وعندها تكون ساعة الصفر في المواجهة المفتوحة، التي تعتقد إسرائيل أنه من خلال اكتشاف مكان وجود نصر الله تصبح قادرة على حسم نصف المعركة"!


ولكن، حسابات الحقل لا تأتي حتى الآن على قدر حسابات البيدر لديهم، فإسرائيل تُقر اليوم بعد ست سنوات كاملة من البحث الاستخباري بأن جميع محاولاتها لتصفية نصر الله باءت بالفشل، وكشفت مواقع رسمية إسرائيلية عن محاولات عدة لإسرائيل لاغتيال نصر الله خلال العدوان على لبنان في صيف العام 2006، وبعد الحرب، وزعم موقع "Israel Defense" المتخصص في الشؤون الأمنية 10/ 07/ 2012 أنه بعد اختفاء نصر الله، بذلت الاستخبارات "الإسرائيلية" جهودا جبارة ورصدت ميزانيات هائلة، خصوصا في مجال الاستخبارات، من أجل العثور عليه، مؤكدة على أنه في أحد أيام الحرب، قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف حي كان قيد الإنشاء بعشرات الأطنان من القذائف والصواريخ، لحصوله على معلومة غير مؤكدة، بأن نصر الله يختبئ فيه، ولكن جميع المحاولات "الإسرائيلية" لاغتياله باءت بالفشل.


هم فشلوا وذلوا.. وبقي نصر الله وقادة حزب الله. وما زال نصر الله، موضع بحث لدى كبار صنّاع القرار في الدولة الصهيونية، وفي مراكز الأبحاث الصهيونية، التي تُحاول سبر أغوار هذه الظاهرة التي ما زالت تقض مضاجعهم، قيادةً وشعبا، فقد كان نصر الله وما زال من وجهة نظرهم نصف الإعلام، ونصف الحرب النفسية، بالكلمات والعبارات التي حرص على انتقائها خلال إطلالاته الإعلامية.. ونصف المعركة على الأرض.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024