إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الشهيد الرفيق محي الدين عبد الوهاب الأتاسي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2014-01-23

إقرأ ايضاً


من شهداء الطيران الشامي في حرب الـ 1948 الوكيل الأول الرفيق محي الدين الأتاسي الذي كان مساعداً في الطائرة التي كان يقودها الطيار المواطن راشد الكيلاني،

عنهما نشرت جريدة "النضال" الدمشقية في عددها رقم 1976 الصادر في 14 تموز عام 1948 الخبر التالي:

" شيعت دمشق أول أمس شهيد الطيران النائب الباسل السيد محي الدين الأتاسي بفيض من الدموع والأسى وسارت مواكب غفيرة وراء نعش الفقيد، ولما وصل الموكب إلى سفح قاسيون ألقيت بعض الكلمات بتأبين الفقيد الكريم، ثم ووري التراب بين اللوعة والحزن والدعاء له بالرحمة والرضوان.

ومما يذكر أن الطيار الشهيد كان مساعداً في الطائرة التي يقودها الطيار الباسل السيد راشد الكيلاني، وقد ردت هذه الطائرة وغيرها الطائرات الصهيونية التي أغارت على القنيطرة، ولما حاولت إحداها التوجه نحو دمشق تصدت لها طائرة الكيلاني وأصلتها ناراً حامية فأسقطتها، وأصيب الكيلاني ومعاونه الأتاسي بجراح، ومع ذلك فقد قاد الطائرة إلى قاعدتها سالماً ونقلا إلى المستشفى حيث لاقى الأتاسي وجه ربه، أما السيد الكيلاني فيلقى من الأطباء العناية والاهتمام.

فنرجو له الشفاء العاجل، ونستمطر على جدث الفقيد شآبيب الرحمة، ونرجو لأسرته الصبر وحسن العزاء "

*

في كتابه "تاريخ الثورات السورية" أورد مؤلفه أدهم آل الجندي النبذة التالية عن الرفيق الشهيد محي الدين الأتاسي:

" هو ابن المجاهد المرحوم عبد الوهاب الأتاسي، ولد بدمشق سنة 1925 عاش الفتى الشهيد في رعاية أبيه، والحياة حوله عسكرية بكل ما فيها، فقد كان والده ضابطاً يتحدث إليه عن اليمن وحروبها وعن معارك جناق قلعة وعن الثورة السورية، وشب الفتى وفي قلبة ثورة، وعلى لسانه ثورات، وكم شهدت تجهيز دمشق الأولى هذا الفتى اليافع يقود مظاهرات الطلاب، ويهتف بسقوط فرنسا خلال ثلاث سنوات كاملة تبدأ منذ عام 1939، وكان عام 1942 فترة تحول في حياة الشاب المناضل، ولأسباب قاهرة قطع الفتى تحصيله العلمي وغادر المدرسة، والتحق بسلاح الطيران الفرنسي، وتخصص في ميكانيك الطيران، حتى حل عام 1946.

وفي الرابع من شهر حزيران سنة 1946 فر الشهيد والتحق بالقوى الوطنية، وكان يوم فلسطين، وكان جيش الإنقاذ، فاستأذن من أمه بالالتحاق بجيش الشرف، ولكن أمه منعته بحزم وإصرار وهي تخشى على ابنها غائلة الموت، ولكن للقدر موعداً لا يخلفه، ومن أقواله لأمه بعد إحدى غاراته الموفقة (يا أمي، لو أن كل أم منعت ولدها من الاشتراك في ساحات الجهاد، فمن الذي يدافع عن الوطن) .

وعن استشهاده يقول: إن طائرة البطل حطت على أرض المطار، فحمل إلى المستشفى الوطني بدمشق غارقاً بدمائه في محاولة لإنقاذه، وبذل الأطباء جهودهم، وقال لأبيه: "لا تحزن يا أبي" وصعدت روحه إلى خالقها مساء الأحد في 11 تموز 1948.

ويضيف: " وآلى الثرى بمقبرة قاسيون بدمشق، ووقف آمر السلاح على قبره يؤبنه ويشيد ببطولته الخارقة، ويتلو ترفيعه إلى رتبة ملازم، ومنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، بينما كان والد الشهيد بجانبه، وقد تجمل بالصبر فلم تدمع له عين على فلذة كبده، لأنه أدى فريضة الجهاد والدم لوطنه وكتب له الخلود.

*

بدورها أوردت مجلة "الجندي" في عداد عرضها لشهداء الجيش الشامي الذين سقطوا على الجبهة مع العدو الإسرائيلي اسم الوكيل الأول محي الدين الأتاسي " الذي استشهد في الحادي عشر من تموز عام 1948 ".

***

عبد الوهاب الأتاسي (1880-1954)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن والده، عبد الوهاب الأتاسي، أورد كتاب " تاريخ الثورات السورية " النبذة التالية:

" هو بن عبد الرحمن الأتاسي، ولد في حمص، وتخرج من الكلية الحربية في استانبول، واشترك في معارك اليمن، وخلال الحرب العالمية الأولى كان في جبهة جناق قلعة، وقد أوفد بمهمة استكشافية في جبهة البوسفور، فأصيب برصاصة في خاصرته، نقل على أثرها بالطائرة إلى ألمانيا لمعالجته، وبعد شفائه عين بقيادة الأركان الألمانية التركية، واعترافاً بشجاعته ومجاذفاته، أطلق اسمه على الجبل المطل على البوسفور الذي وقع فيه جريحاً فسموه (جبل عبد الوهاب). وقد حارب جنباً إلى جنب مع مصطفى كمال باشا في حرب الاستقلال .

وفي العهد الفيصلي عاد إلى بلاده وكان بتنظيم أول جيش عربي، وبعد الاحتلال الفرنسي لسورية عرض عليه التعاون والخدمة في قيادة الدرك فأبى، وتعرض لنقمة الفرنسيين واضطهادهم وعندما جرت محالة اغتيال الجنرال غورو في طريق القنيطرة، اتهمه الفرنسيون بالمؤامرة فسجن في قلعة دمشق مدة أربعة أشهر لقي خلالها أنواع التنكيل والإرهاق، ثم أطلق سراحه لعدم ثبوت ما يدل على اشتراكه بالمؤامرة، ولما شبت الثورة السورية عام 1925 اعتقلته السلطات الفرنسية مدة خمس سنوات، قضايا في السجن لحيازته أسلحة حربية ومؤازرته للثورة.

وقد استفادت مصلحة الفيجة بدمشق من مواهبه وخبرته، فأناطت به مهمة فتح الممر لمد قساطل الفيجة من موقع نبع الماء حتى خزانات المهاجرين. ولما نالت البلاد استقلالها بعد الجلاء، أعيد إلى الخدمة العسكرية وعين رئيساً لشعبة تجنيد الصالحية .

وافاه الأجل يوم الأحد في 1 آب سنة 1954 ودفن بجانب ولده الشهيد بمقبرة قاسيون بدمشق " .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024