إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تشييع مهيب للأمين عارف زهر الدين في الشوف والكلمات تعدد مزاياه النضالية

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2014-08-06

شيعت منفذية الشوف ا لأمين عارف زهر الدين في بلدته كفرفاقود الشوفية بمأتم حزبي وشعبي مهيب، وشارك في التشييع وفد مركزي تقدمه رئيس المجلس الأعلى الأمين محمود عبد الخالق، ناموس مجلس العمد الأمين نزيه روحانا، عميد الإذاعة والإعلام الأمين وائل الحسنية، عميد الاقتصاد الأمين فارس سعد، عضو المكتب السياسي د. الأمين زهير فياض، منفذ عام الشوف د. الأمين نسيب أبو ضرغم وأعضاء هيئة المنفذية، وأعضاء من المجلس القومي ومسؤولو الوحدات الحزبية في الشوف، كما شارك في التشييع رئيس دائرة الشوف في الحزب الديمقراطي اللبناني بسام حلاوي، ومفوض الشوف في حزب التوحيد العربي أمير سري الدين وفعاليات ورؤساء بلديات ومخاتير ومؤسسات وجمعيات وجموع من القوميين وأبناء المنطقة.

والقيت في التشييع عدة كلمات تحدثت عن الراحل ونضاله ومسيرته الحزبية ومناقبيته القومية، واستهلت بكلمة لمديرية كفرفاقود، القاها مدير المديرية الرفيق طلعت زهر الدين، الذي وصف الراحل بالأمين المؤتمن،.. وقال عنه: صادق اللسان، لطيف المعشر، دمث الأخلاق، إجتماعياً هادئاً متواضعاً، ثابت الموقف صلب في العقيدة، مدافعاً عنها بكل عزم وشكيمة، مؤمناً بالعقل شرعاً أعلى.

ولفت إلى أن الراحل كان له حضور حزبي واجتماعي وازن، إذ انتخب نائباً لرئيس بلدية كفرفاقود، ورئيساً لنادي المحبة الرياضي، ورئيساً للرابطة العائلية في البلدة، وكان قبل ذلك في عداد الجيش برتبة مؤهل أول، وأسس مختبراً لفحص الدم من أجل الخدمة العامة، وأنشاْ عائلة تربت على قيم النهضة ومبادئها.

وباسم بلدية كفرفاقود تحدث نائب رئيس البلدية بسام نصر استهلها بالاشارة إلى شجاعة وتفاني الراحل وقال: لا ننسى (ابو خلدون) تعبك وسهرك الإنساني حيث كنت بمثابة الطبيب المسعف والممرض لكل مريض وموجوع،... وخاصة للفقراء والمحتاجين، كما كنت من الساعين لاستحداث بلدية في بلدتك لرعاية شؤون اهلك الذين احببتهم وأحبوك، وهكذا كان كما أردت ورغبت. فكنت الأبي الوفي المخلص لكل عائلة ولم تكن تميز بين عائلة وأخرى، إنما كان همك الوحيد العمل الاجتماعي الراقي على صورتك أنت، ونحن بفضل جهودك وجهود رفقائك في المجلس البلدي السابق مستمرون على نهجك في المحبة والإلفة لما فيه خير صالح بلدتنا الكريمة.

وختم: كفرفاقود تودعك اليوم باكية حزينة تودع انسانيتك واخلاصك لها ولكن ابداً لا تنساك فانت باقٍ في وجدانها وضميرها.

وباسم آل زهر الدين تحدث الدكتور صالح زهر الدين، فأضاء في كلمته على مزايا الراحل ودوره وانتمائه والقيم التي آمن بها، وقال عن الراحل: كان مثالاً في المناقبية الحقة والأخلاقية الصافية... كان نزيهاً في صدقه وصداقته، وصادقاً في نزاهته... أصيلاً في وفائه ووفيًّا في أصالته، باعتباره ابنَ بيت أصيل، ومجمتمع متجذّر بالعراقة النبيلة، والنبل في العراقة... وعلى هذا الأساس، كانت معاملتُه لعائلته وأهله وأخوته وأخواته، كما تربيته لأبنائه الأوفياء لهذه التربية.

أضاف: عائلتك وكفرفاقود والمنطقة، تبكيك اليوم بعيونها وقلبها وكل جوارحها... ألست أنت الذي كنت تقول إنّ بلدتنا كفرفاقود هي البداية والنهاية، وهي نقطة البيكار في الدائرة الكبرى..فكم كنت تقبض على الجمر أحياناً في سبيلها كي لا تحترق وتحرق الآخرين.. وهذا هو نبل التضحية وقمّة الانتماء في إطار ذوبان الجزء بالكل.

وقال: شرفٌ لنا أن نكون أبناءَ مدرسة فكريّة تحمل بندقيّة تفكّر، وعقلًا يقاتل... لأنّ بندقيّةً بلا قضيّة ولا يوجّهها العقل، هي بندقيّة مجرمة، وحاملها مجرمٌ "داعشيٌّ" بامتياز...

وختم: فلنكن أمناء على الرسالة الإنسانيّة الصافية... وأبناءَ عقل وفكر، لأنّ العقل يُحرِق ولا يُحرَق والفكر يتوقّد وإن ترمّد، وهو الذي يخلّد أصحابه فيعودون من الموت بشرف.

وباسم أهالي بلدة كفرفاقود تحدث الأستاذ حسام نصر، فأشار إلى أن فراق أبو خلدون صعب وقاس، فهو صاحب الوجه البشوش والعقلِ النيّر والقلبِ النابض بالمحبّة والإخلاص. وهو الذي ما لانت له عزيمة في مواجهة ظالم، أو في نصرة حق، أو في دفاع عن مبدأ.

أضاف: آمنت بالقضية القوميّة الاجتماعيّة، فكنتَ من دعائمها سيفًا ناطقًا بالحق، وعقلًا مفعمًا بالمنطق، ولسانًا صادقًا لا يعرف المواربة، تدرّجت في صفوف حزبك حيث أصبحتَ مسؤولاً وأميناً.

وأشار نصر إلى دور الراحل في شتى ميادين العمل الاجتماعي والثقافي والرياضي والخدماتي، وخاطبه قائلاً: همّك المصلحة العامّة وخدمة الناس، بعيدًا عن سياسة الزواريب والأحياء وحقّقت نجاحًا رائعًا وكبيرًا: هو محبّة الناس لك. كيف لا وانت من لا يفرّق بينهم بل يجمع، ومن لا يتعالى بل يتواضع، ومن لا يقسو بل يرأف. كيف لا يحبّك الناس يا عارف زهرالدين، وهم ما عرفوك إلّا صادقًا، شجاعًا، كريمًا، محبًّا. تطالعهم دائمًا بالبسمة والكلمة الحلوة، والموقف الواضح والرأي السديد. لقد كنت الأمين على العلاقات الاجتماعية ومعتدلًا في معالجة شؤونها وشجونها.

وألقى عضو المكتب السياسي المركزي د. الأمين زهير فياض كلمة المركز

ايها الأمين الحبيب... باكراً ... رحلت ... اهو العتب أم الطمع في استمرا لقياك...

استعجلت الإرتحال عنا جسداً، لم نتوقع أن تغادرنا بهذه السرعة، لم نستوعب الرحيل، خلناه حكماً مزعجاً... أو كابوساً اصابنا بالأرق لأيام معدودات.

تهرب الكلمات، تخوننا العبارات، وينسل الى قلوبنا شيئاً فشيئاً ألم الفراق، بالطبع، خسئ الفراق الجسدي ان ينسينا حضور الروح...فكيف إذا بالروح، روح انسان رفرفت زترفرف حباً، ودماثة خلق.

ماذا عسانا نقول في يوم وداعك.. من أين نبدأ ؟ وبما ننهي الكلام؟

تغادرنا أيها الأمين الحبيب العارف... ونحن (وعندما نقول نحن نقصد أهلك، ورفقاءك ومحبيك ومريديك وأبناء مجتمعك كله) نحن بأمس الحاجة الى من هم في مستوى قامتك، رجلً من رجالات النهضة، وإنساناً حراً محباً لناسه وأهله وشعبه.

تغادرنا اليوم يا أميننا الحبيب العارف... وأمتنا تتحرك في ذات المساحة التاريخية الحافلة بالتحديات من كل حدب وصوب...

تغادرنا.. قسراً ونحن اليوم نخوض واحدة من أقسى الصراعات الوجودية التي مرت وتمر في تاريخ أمة أو مجتمع... حتى غدت أيامنا مآسي متحركة، وآلاماً متنقلة، وجراحاً نازفة ملئ مساحات الوطن...

من عراقٍ نازف، الى شام جريحة، الى لبنان متألم... الى فلسطين ترقص حزناً على أشلاء أطفالها وتسبح في دماء أبنائها كفدية لخلاص الإنسانية جمعاء.

لقد انكشفت أوراق المتآمرين، ما سموه "ربيعاً عربيا" تبين أنه "خريف صهيوني، ظلامي أصفر... ما أسموه حرية تبين أنه عبودية.. وسواد ظلام العقول.

وقال: نحن هنا وكما عهدتنا أيها الأمين العزيز، سنبقى متموضعين ومتموقعين ومنغرسين في قلب مواقع المقاومة والممانعة للمشروع المتعدد الرؤوس، المشروع الصهيو – أميركي- الغربي المتحالف مع أنظمة الرجعة والردة والظلام في العالم العربي، مشروع تفتيت المجتمع وتشظيته بشتى أنواع الارهاب الداعشي الجاهلي الظلامي.

هذا المشروع الجهنمي واجهناه في سوريا وقدمنا الشهداء والتضحيات دفاعاً عن هذه القلعة المقاومة الصامدة، التي تشكل عمقاً قومياً استراتيجياً للمقاومة في بلادنا، وهذا المشروع واجهناه في لبنان تمسكاً بوحدته وسلمه الأهلي في مواجهة كل دعوات التفتيت والتقسيم، ونواجهه في العراق وفلسطين دفاعاً عن وجود هذه الأمة، سنبقى وكما كنا دوماً حركة صراعية تقدم التضحيات والشهداء والدماء في مواجهة كل الدواعش، التي تزحف الى قلب المجتمع لتفجيره من الداخل، وسننتصر على "الداعشية السياسية" وعلى "الداعشية الطائفية" وعلى الداعشية المذهبية، كما سننتصر على "الداعشية الفردية الانتهازية"، سننتصر بالعقل، والفكر والعلم والكلمة، وبالسلاح والميدان عندما يعز النضال.

وقال إن وجودنا ومصيرنا وحياتنا ومستقبلنا في قلب الاستهداف الآتي، رهاننا – كان ويبقى وحدتنا الداخلية، سلمنا الأهلي، توحدنا كقوى وأحزاب وطنية في مواجهة الآتي، وما يحصل في هذه الأيام في لبنان من استهداف للجيش اللبناني في عرسال وفي مناطق اخرى ما هو إلا حلقة من حلقات التآمر لن نتجاوزها إلا بالتفافنا جميعاً حول مؤسساتنا العسكرية الوطنية عماد الدولة وحصنها المنيع.

وأردف فياض: إن الداعشية التي نواجهها اليوم هي غريزة مدمرة لكل القيم ولكل منظومة الأخلاق والحضارة في بلادنا، ومواجهتها لا تكون إلا بمنهاج تفكير وطني خلاق مبدع موحد جامع لكل أطياف المجتمع الواحد.

وختم: سنبقى يا أميننا الحبيب أوفياء لك، للمبادئ التي جمعتنا، لقيم التواصل والانفتاح التي كنت بسلوكك نموذجاً جسدتها في حياتك، وهو بالمناسبة سلوك حزبك في كل ساح. وستبقى ذكراك أيها الأمين ماثلة في عقولنا والقلوب، ستبقى بسمتك، طلتك، روحك الطيبة، نخوتك، اندفاعك، حماسك في خدمة قضية المجتمع، ستبقى انت بكل خصائصك في ذاكرتنا... والبقاء للأمة.

وكانت كلمة لنجل الراحل، خلدون الذي شكر المشاركين في التشييع وأكد الاستمرار على خطى والده.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024