إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ذكرى التأسيس

د . عبد الله راشد

نسخة للطباعة 2006-11-21

إقرأ ايضاً


حضرة الزعيم الخالد :



حضرات الرفقاء والمواطنين المحترمين :



إذا كان لكل تنظيم من سمة عامة فإن فكرة الزعامة هي السمة الأساسية للحزب السوري القومي الاجتماعي .



إن سلطة الزعامة في الحزب السوري القومي الاجتماعي هي الحلقة المركزية في التنظيم والتي من دونها يبدو كل شيء وقد انهار . وتكتسب الزعامة قيمتها من حالات وشروط تكونها فهي كما يقول سعادة :



" هيئة نظامية فقط أو دستورية " وهي " السلطة المعبرة عن الإرادة العامة للقوميين تحت جميع الظروف " وهي " الإشعاع الفكري والشعوري والقيادة الثابتة " وعليها " يتوقف نجاح الحركة القومية " .



فالزعامة تكتسب قيمتها من واقع التأسيس عينه فهي بموجب العقيدة عبرت عن إرادة الأمة وبموجب التعاقد عبرت عن إرادة القوميين وبحكم النضال عبرت عن كونها القيادة الثابتة المنبثقة دائماً من هاتين الإرادتين المعبر عنهما في قسم الزعامة .



وإذا كان لكل تنظيم من ركائز يقوم عليها فإن سلطة الفرد هي الركيزة الأساسية وعقدة الوصل في الهيكل التنظيمي للحزب السوري القومي الاجتماعي .



فالزعيم هو المؤسس والهادي إلى قوميتنا ، وعلمنا الحق والعدل والمناقب السامية والأخلاق الراسخة برسالته وصحبته وقدوته ومرجعيته في المسؤوليات والإشكالات و الحصن كلما اشتدت الشدائد .



لو أدركنا مغزى هذا الكلام لأدركنا على الفور الحلقة الأم في التنظيم الحزبي ، وأن هذا التنظيم الفردي المركزي التسلسلي التقني لم يوجد إلا لهدف أساسي يخدم هذه الحلقة التنظيمية الأم وهي سلطة الزعامة ، لذلك فالنظام الفردي هو نظام مستمد منطقياً من سلطة الزعامة .



وإذا كان لكل حزب من فكرة عامة تكوِّن مذهبه النظري فإن الفكرة القومية هي في أساس نشأة الحزب السوري القومي الاجتماعي وتكوُّنه مصحوب بشكل لا يقبل الجدل بفكرة التحرر الاجتماعي لإقامة النظام الجديد و مع وجود الفكرة القومية تتشكل قواعد انطلاق الحزب وصولاً إلى الهدف ، إلى الغاية المرجوة منه وهي غاية الحزب ( بعث نهضة سورية قومية اجتماعية .... ) .



هذه السمات الثلاثة هي الشروط الضرورية لبنية الحزب العامة . وفكرة الحزب العامة تتمحور بكليتها حول وعي ذات المجتمع وحاجاته ومن خلال هذا الوعي حدد سعادة موقفه من الأمة السورية ونظرته إلى العالم العربي والدين والمصلحة . أما النقطة المركزية في فكر سعادة فهي مصلحة الأمة السورية ، مصلحة المجتمع الإنساني الذي نحن فيه .



وللوصول لهذه المصلحة لابد من قواعد لانطلاق الفكر فكانت المبادئ ، وقال سعادة فيها " أن المبادئ لا قيمة لها إلا بالقدر الذي تتجلى من خلالها قضية ومصلحة الأمة " وأن المبادئ هي للمجتمع والأمة وليس العكس ، وهي فكر شامل لكل نواحي الحياة الاجتماعية فهو حر ولكن هذه الحرية ليست مطلقة وليست مقيدة أيضاً بل هي متولدة من رحم المصلحة القومية . فهي متطورة لتخدم الزمان والمكان ، " فحرية الصراع هي حرية التقدم " .



وهذا الفكر الحر غير معفي من النواميس الطبيعية ونواميس علم الاجتماع ، بل يمارس حريته من خلال وقع متناغم اللحن معها . وهنا يكمن مفهوم سعادة لفعل الإرادة والتطور حسب درجة الوعي القومي .



هذا الفكر الحر هو مناف لكل أنماط الفكر الفردي ، وهو عملي لأنه دائم التكوين بتولده من رحم التجربة والعمل .



وهذا الفكر هو يريد بالحياة القومية : الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للأمة الواحدة .


لذلك فكان همُّ سعادة الأول هو إبراز شخصية الأمة السورية كأمة حية فقال : " إن حركة الحزب السوري القومي الاجتماعي تجمع كل العصبيات التي تنضوي تحت المجموع السوري لتجعل منها شخصية واحدة هي شخصية الأمة السورية " .



والغرض الذي أنشئ له هذا الحزب هو " جعل الأمة السورية هي صاحبة السيادة على نفسها ووطنها " ، " وأن تعيين شخصية الأمة الإجتماعية والحقوقية وحقوقها ومصالحها هو ما يعطي الأمة أساس عملها السياسي أو هو الشرط السابق لنشوء سياسة قومية بالمعنى الصحيح " . وعليه فإن التطور التأسيس " هو طور إيجاد وجداننا القومي وإرادتنا القومية " .



لذلك وفي هذا اليوم وبعد أربع وسبعون عاماً انقضت على تأسيس الحزب يجب أن نعي حقيقتنا وأن نقدر هذا الوعي ونعمل إليه ونحميه للوصول إلى الهدف المنشود .



وواقع الحال يظهر كيف أن الأمم الأخرى قد تكالبت على هذه الأمة منذ قرون عديدة لمنعها من النهوض ، لذلك يجب أن نكون واقعيين وعمليين .



" إن الأمم ليست بتخيلاتها وأحلامها بل بالنسبة إلى حقيقتها وإلى ما تحقق "



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024