إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحالة المادية ومصادر تمويل الحزب السوري القومي الاجتماعي 1932 – 1949 جزء 3

حسن خريباني

نسخة للطباعة 2007-08-27

إقرأ ايضاً


وصل الزعيم إلى بر الأمان ببضع ليرات من تضحيات رفقائه. فلم ترسل له أي دولة أسطولا لحمايته ولا أي رجل أعمال أو ملك أ و رئيس أو أمير طائرته الخاصة أو يخته الفخم.

ها هو الزعيم يستقر في بيونس أيرس- الأرجنتين ومن هناك يباشر عمله لتنظيم الوضع الحزبي في المغترب ويعمل على تحصيل المساعدات وتامين الموارد لحزبه في الوطن.

ويبدأ بمواجهات صعوبات كان ينتظرها وهو الذي خبر نفسية الشعب في الوطن والمغترب فيشكو بقوله في رسالته إلى نعمان ضو في 30/6/1939 :

إني كنت أتصور ما سأجده في المهاجر السورية من أغراض خصوصية ودعاوات وعنعنات. فإني أعرف جيداً نفسية شعبي العتيقة وأعرف المهجر وأعرف أعمال أعداء الأمة ومحبي مصالحهم الخصوصية. ولكني أعرف أن عامة الشعب طيبة القلب قابلة للإصلاح متى أنقذناها من سيطرة النفعيين وأريناها الطريق القويم نحو الحياة المثلى والفضائل الباقية. وإن لي ثقة بوجود نفوس كبيرة، نبيلة تميز بين النور والظلمة وتعمل في النور لنشر النور.

إن الصحافيين في هذه العاصمة و "ذوي المكانة" جربوا أن يتعصبوا ضد زيارتي، ظانين أني سألتجئ إليهم. وقد ساء فألهم. إنهم يجهلون خطورة الحركة السورية القومية وقوة فاعليتها. وظنوا أن زيارتي للمهجر هي كزيارة أولئك التجار السياسيين الذين تعودوا زيارة المهجر لاستغلال بعض الحوادث وكسب المال فكانوا يلتجئون إلى بعض "الكبار" ويتوددون إليهم ويحدثون ضجة ويجمعون مبلغاً من المال ويعودون من حيث أتوا. أما أنا فقد حافظت على حقيقة الرسالة التي أؤديها.

بدأ سعادة العمل على تنظيم المغتربات وتلبية حاجات النهضة والعمل الحزبي من البديهيات لكنه صدم بما تعود عليه المغتربون من زيارة تجار سياسيين نفعيين يستغلونهم ويتوددون اليهم لجمع بعض المال.

وهذا عائد لجهل المغتربين خطورة وفاعلية الحركة الجديدة التي أتى بها سعادة.

ولكني أعرف أن عامة الشعب طيبة القلب قابلة للإصلاح متى أنقذناها من سيطرة النفعيين وأريناها الطريق القويم نحو الحياة المثلى والفضائل الباقية إنهم يجهلون خطورة الحركة السورية القومية وقوة فاعليتها.

أما أنا فقد حافظت على حقيقة الرسالة التي أؤديها.

يجدر بكل قومي اجتماعي أن يقف أمام هذه العبارات القوية ، حركة تمثل خطورة قوية وفاعلة على أعداء مصلحة سورية فوق كل مصلحة.

ألم يقل الزعيم أننا حركة مهاجمة وأننا لا بأس أن نكون طغاة على المفاسد.

خطورة هذه الحركة على أعداء الخارج وأعداء مصلحة الأمة من الداخل ممثلين بيهود الداخل ومجموعهم النفعيين والسياسيين الإقطاعيين والحزبية الدينية العمياء والأحزاب الطائفية والرجعية المرتبطة بالأجنبي.

إن العراك التاريخي هو دائماً عراك شديد وشدته على نسبة قيمته، ولا يحدث شجار عنيف في التاريخ حول مسائل تافهة وإنما يحدث العراك بين جماعات وجماعات من أجل مصالح حقيقة لحياة الجماعات الكبيرة ومن هذا العراك ما اختبرتم وما تختبرون وما ستختبرون.

إننا قد اجتمعنا على المهاجمة لا على المسالمة، إننا لم نجتمع قوة مدافعة. إن الذين يدافعون والذين يليق بهم الدفاع هم الذين يملكون الأعناق ويستعبدون الناس، هؤلاء المدافعون عن احتكارهم مصالح الشعب وامتيازاتهم فيه. أما نحن فإننا حركة تحريرية والحركة التحريرية هي حركة فاعلة مندفعة، لأن غرضها التغيير والتحسين.

...نحن الفئة التي لها الحق أن تطلب أن يؤيدها الشعب، أنتم القوة المنتظمة ولا قوة منظمة غيركم في هذا الوطن. أما القوات الأخرى التي تجمع أحيانا حول مصالح وقتية كالتي تحسون بها اليوم فهي ليست قوات لأن أغراضها وقتية.

أجل أنتم القوة في أنفسكم وإليكم يجب أن يسعى الناس، لا أن تسعوا أنتم نحو أشخاص آخرين. فلا تثقوا بوعود أحد من خارجكم. أن بحر السياسة مضطرب ولكن ثقوا بأنفسكم، ثقوا بأن عقولكم ليست عقولاً مريضة ثقوا بأن قضيتكم هي قضية حياتكم، ثقوا بأنفسكم قبل كل شيء واعتصموا بإرادتكم قبل كل شيء ولا تهتز أعصابكم حين الخطر، لأن الخطر في اضطراب الأعصاب.

لقد قلت وأكرر أننا حركة مخلصة شريفة وأنه إذا كانت هنالك جماعات تريد خطب ود هذه الحركة فيجب أن تضع الشرف والإخلاص أول شيء لها ونحن عندنا المقدرة الكافية لنعرف الإخلاص من النفاق، سنكون صريحين لمن يصارحنا، أما الذين يحاولون أن يمكروا بنا فسنكون ماكرين بهم، من جاءنا بصراحة فله صراحة من عندنا ومن جاءنا بمكر فله مكر من عندنا.

أجل لا مهرب لنا من النجاح، لأننا لا نمثل أغراضاً شخصية بل في المصلحة العامة تذوب وتتحد كل إرادتنا.

أجل شتان بين من يمثل قضايا الشعب الحقيقية ويدافع عنها ويهاجم أعداءها وبين من يتزلف ويبحث عن كراسي في الحكومات والبرلمانات دون أن يكون له القدرة على التغيير لا بل ساكت صامت عن فسادها التي أهلكت الشعب وأهلكت البلاد.

أجل إننا نخدع الشعب عندما نشارك النفعيين وتجار السياسة في سلطة غير قابلة للتغيير، ونظام غير قابل أن يوفر للمواطنين حياة كريمة.

يبدأ سعادة بتنظيم " سورية الجديدة " ويهتم بجميع مسائلها من المشتركين وكيفية جمع الاشتراكات وتنظيم الجباية المالية في الوحدات الحزبية. إلى التوجيه السياسي وذلك في رسالة إلى الرفيق جورج بندقي 12/7/1939.

في الاشتراكات والجباية:

ويكتب إلى الرفيق إبراهيم حبيب طنوس في 22/7/1939:

أريد أن ألفت نظركم إلى وجوب تأليف لجان تجمع تبرعات واشتراكات للحركة ومشاريعها، خصوصاً مشروع المدرسة القومية الذي قرأت شيئاً عنه في أخبار العدد المزدوج، فالمال أهم ما تحتاج إليه النهضة القومية اليوم.

ويمكن الاتفاق مع الرفيق وديع عبد المسيح وجورج بندقي في هذا الصدد لتوحيد هذا العمل.

كيف علاقاتك مع العسراوي وما موقفه اليوم؟

أريد أن ألفت نظرك إلى وجوب مساعدة رحلة الزعيم فإن الموقف هنا يتطور لمصلحة القضية القومية ولكن الجالية هنا كانت أبعد من جالية البرازيل عن فهم الحركة ولذلك يقتضي بعض الوقت ليصير الجو صالحاً للحصول على نتائج عملية. إننا نكتشف عناصر جيدة جداً هنا وعما قليل سيبدأ الشعور بالتطور الروحي والنتائج المادية تأتي فيما بعد ولذلك أنتظر أن تقوم الأوساط القومية في غير مكان بجمع ما يكفي لسفري والرفيق أديب إلى المكسيك، على الأرجح فأخبرني عما يمكنك فعله في هذا السبيل. إن الفرصة للإقامة هنا تنتهي في أواسط الشهر القادم وإني ساعٍ للحصول على تمديد المدة.

وكان الزعيم قد أشار إلى موضوع المدرسة القومية في رسالته إلى نصوح الخطيب رئيس المجلس الأعلى بتاريخ 23/7/1938 جاء فيها:

في كتاب أسد هذه الفقرة " مدرسة قومية: كثيرون هم الأقارب والأصحاب القوميون الذين سيوكلون إلي أمر أولادهم في الوطن، فهل بالإمكان الاتفاق مع مدرسة من الطبقة الوسطى على استخدام معلمين ومعلمات من الحزب، ونحن نقدم لهم تلامذة عديدين لا يقلّون في بادئ الأمر عن الخمسين؟ أو لعل بالامكان تأسيس مدرسة قومية؟" .

وفيه ايضا فكرة إخراج فيلم قومي يضع له تصميما جميلا وسأجيبه عليه.

وعاد الزعيم وتبنى تأسيس مدارس قومية كما نرى من رسالته إلى الرفيق إبراهيم حبيب طنوس بتاريخ 14/9/1939:

أريد أن ألفت نظركم إلى كتابة سلسلة مقالات في وجوب اهتمام المهاجرين بمساعدة مشروع المدرسة القومية وهو مشروع مقرر في الحزب وبذلت مساع كثيرة لتحقيقه وقد ابتدأ العمل به بصورة مصغرة في مدرسة الشويفات التي ورد خبر في صدها في بعض رسائل الوطن ونشر في "سورية الجديدة" والمقالات يجب ألا تتناول التخصيص والتفصيل بل تقتصر على تبيان ضرورة المدرسة القومية لإنقاذ نفسية الشعب السوري من نزعات المدارس الأجنبية والدينية المفسخة لنفسية الشعب، المبلبلة عقليته. وإني أفكر بإعداد مشروع مساعدة المهاجرين للمدرسة القومية فأطبع أوراقاً لهذا المشروع وأؤلف اللجان الخاصة لهذا الغرض هنا وفي البرازيل ثم في المهاجر الأخرى. ولكن يجب أن يبقى ذلك حملة كتابية تمهيدية تهيئ الأفكار لقبول هذا المشروع فتكتب المقالات الكثيرة مبينة مساوئ المدارس الأجنبية والدينية ومضارها ومفاسدها أو مثالبها، ووجوب الاهتمام بالمدرسة القومية مع تبيان مناقبها وفضائلها.

وكتب الى عضو اللجنة المفوضة :

مرسل في هذا البريد كتاب طويل يهمك الاطلاع عليه إلى الخازن على صندوق البريد فبلغه ذلك.

أرسلت في البريد الماضي رسالة طويلة إلى مدير شؤون الجريدة فعسى أن يكون تسلمها وفيها توجيهات هامة.

استغرقت رسالتي إلى الخازن كل وقتي لهذا البريد مع شؤوني الأخرى فسأكتب إليك مطولاً بعد الحصول على جواب منك.

أطلب الإسراع بإرسال ما عندكم من مال فالحاجة ماسة الآن والأمور هنا أكيدة ولكنها تسير ببطء.

ولتحي سورية في 26 يوليو 1939

صادرة رقم ر ج4

...ومن وجهة الإدارة المالية يرى الوكيل العام لمكتب عبر الحدود أن الدورة المالية لتأمين حركة الحزب وتنظيم هذه الدورة هو من الأمور الرئيسية التي سيوجه إليها الوكيل العام عناية كبيرة فيحقق في كيفية الجباية وقيام المنفذيات العامة بواجباتها من هذه الجهة وهل هي مجهزة بنظار مالية. وسيهتم الوكيل العام أيضاً بتشجيع المشاريع المالية التي يمكن أن يقوم بها سوريون قوميون ومحبذون للحركة القومية من السوريين. وفي كل حال سيرى الوكيل العام أن كل سوري قومي عبر الحدود يتمكن من القيام بواجباته المالية فينتظم، بهذه الطريقة، ورود مبلغ من المال جدير بالاعتبار بصورة موقوتة تسهل الكثير من أعمال الحزب. ويأخذ الوكيل العام على نفسه تنظيم دخول المال بصورة منتظمة من الفروع المنظمة ولو بعض التنظيم ومن الأعضاء المتفرقين الذين يتصل بهم. ويقترح الوكيل العام لمكتب عبر الحدود، من أجل ضبط الدورة المالية وتمكينه من العمل في هذه الناحية الحيوية والإشراف عليها بشكل فعال، أن تتمركز أعمال الجباية في الوكالة العامة أولاً. ومن الوجهة الإذاعية يرى الوكيل العام لمكتب عبر الحدود أن الإذاعة هي سر قوة الحركة السورية القومية وانتظامها وإن الإدارة النظامية والمالية المتينة لا تكون إلا وليدة قوة مناقبية نافذة وفهم للعقيدة والحركة القوميتين ومراميهما.

وهذه القوة وهذا الفهم لا يمكن أن يتوفرا في جميع الأفراد القوميين ويولدا فاعلية عالية، عامة فيهم إلا بالقيام بعمل إذاعي منظم يشرح للقوميين جمال حركتهم ودقة نظامها وصلاح عقيدتهم والمثل العليا، التي يحققها انتصارها، وسياسة حزبهم والأهداف الرامية إليها وكيف يشترك كل منهم في هذا العمل العظيم الذي يحقق أمل الأمة السورية، والطريقة التي يتمتع بها بحقوق الاشتراك وفخر العمل وتمكنه من الافتخار والشعور بالارتياح لتتميم واجباته.

...إن أعمال المؤسسات وخططها لا تكون ثابتة ألا بقدر ما تكون أساسية. أما الخبط في العمل والاعتماد إلى ما يعن في ساعته فمن الأمور الاعتباطية التي لا يمكن أن ينتج عنها قاعدة واضحة تظل منهاجاً لحياة المؤسسة مهما تقلب عليها من الأشخاص. ويجب أن تلاحظوا جيداً الفرق بين صفة المؤسسة وصفة الفرد وعمل المؤسسة وعمل الفرد. فصفة المؤسسة مستمدة من غرضها وقاعدة عملها، وعملها قائم على التخطيط الأساسي الذي يلازم حياة المؤسسة بدون قاعدة رئيسية لحياتها. وهذه لا يمكن تكوينها من المشاريع المتداخلة بعضها في بعض بدون ترتيب منطقي.

توقيع الزعيم صدر في 29 يوليو 1939

وها هو الزعيم يواجه أول مخالفة نظامية ومناقبية تتعلق بموارد مالية ويعالجها بشرح وفق أللأصول المناقبية والقوانين المالية المتبعة في الحزب فيقول :

حضرة الوكيل العام لمكتب عبر الحدود (أسد الأشقر)

لم يخطر في بالي قط أنكمم تستعملون العشرين إسترلينية التي وردت من منفذيه الشاطئ الذهبي لتغطية نفقات سفركم أو تحملوها معكم خصوصاً والزعيم باق ومعه مرافق وليس معه سوى سبعين باسيس ارخنتينيا وقد قارب الشهر نهايته ويترتب عليه دفع أجرة محل إقامته وغسيل فضلاً عن نفقات أخرى ضرورية كالبريد الجوي والتنقل في المدينة وغير ذلك. لقد خطر لي أن أذكركم بهذا المبلغ قبل سفركم وسهوت عن ذلك في آخر ساعة ولكني لم أكن أنتظر قط هذا التصرف في هذا الموقف الدقيق بعد حادث البرازيل وما جره من ذيول لا من الوجهة المناقبية المعنوية ولا من الوجهة القانونية.

إني أضرب صفحاً من الوجهة المناقبية وأتناول أمر هذا المال الحزبي من الوجهة القانونية فقط فأذكركم إبدائي استغرابي لوصول هذا المبلغ من منفذيه الشاطئ الذهبي بناء على طلبكم بصفتكم الناموس الأول لمكتب الزعيم في أثناء الرحلة وعدم موافقتي على هذا الحادث ولم أشأ في ذلك الوقت أن أزيد حراجة حالة مرافقي الزعيم بعد نكبة البرازيل وفي وجودهما في بونس ايرس بتوليد ضغط جديد في هذه الناحية فاكتفيت بملاحظتي المشار إليها.

وكنت ظننت أن العناية بتأمين موقف الزعيم ومركزه هي التي دفعتكم إلى خرق القوانين وطلب تحويل مال جباية بعض المنفذيات إلى مكتب الزعيم ولكن تصرفكم الأخير باستبقاء هذا المال في حوزتكم أو بتصرفكم به قضى على هذا الظن.

قد تقولون أن لكم مبرراً لهذا التصرف وهو أنكم دفعتم من مالكم الخاص مبلغاً لا أعرفه تماماً في بونس ايرس والراجح أنه يزيد على المبلغ الذي تصرفتم به من مال الحزب فأقول أن تصفية شؤون الرحلة المالية لا يمكن أن تحدث بهذه الطريقة وهذا وجه واحد من هذه المسألة والوجه الآخر وهو الأهم، هو كيفية نقل أموال حزبية والتصرف بها بصورة غير قانونية.

فإن تحول منفذيه الشاطئ الذهبي أموالها المجبية إلى مكتب الزعيم بناء على طلب ناموس في هذا المكتب هو عمل مخل بالقانون المالي والقوانين الإدارية فليس لناموس في مكتب الزعيم أو في مكتب عمدة أو في أية إدارة حزبية سلطة إدارية تخوله إصدار تعليمات إدارية في الشؤون الحزبية وفي حالة المالية لا يحق لغير عميد المالية نفسه إصدار تعليمات بنقل أموال أو تحويلها بناء على اضطراريات الموازنة المقررة وكيفية الصرف أو بناء على قرار مجلس العمد المصدق من الزعيم. والزعيم وحده بصفته مرجع السلطتين التشريعية والتنفيذية له حق اتخاذ قرارات تنقل أموالاً بصورة استثنائية لأسباب ترجع إلى تقدير الزعيم وحده الذي يعلنه في الظرف المناسب. وبعد وصول المال إلى مكتب الزعيم أصبح تحت أمر الزعيم المطلق ولم يبق لموظف سابق في مكتب الزعيم أصبح تحت أمر الزعيم المطلق ولم يبق لموظف سابق في مكتب الزعيم حق الاطلاع عليه فضلاً عن الاحتفاظ به واستعماله. قد تقولون أنكم ذكرتم عرضاً شيئاً عن الحالة المالية، فأنا أذكر أنكم قلتم عبارة غامضة مثل هذه "لم يبق معنا مال إلا ما يكفي بالكد لتغطية نفقة السفر" أي سفركم. فأنا لا يسعني مطلقاً أن أعد هذه العبارة تبليغاً لي أن مبلغ المال الحزبي الذي تسلمتموه قد اندمج بمالكم الخاص وأن هذه العبارة تطلق على مالكم الخاص والمال الحزبي معاً. بدون استشارة وبدون موافقة مرجع له الصلاحية.

والظاهر من تصرفكم أنكم أغفلتم أن اعتبارات مركز الزعيم في رحلة الزعيم تأتي قبل كل الاعتبارات الأخرى مهما كان نوعها. وأن هذه الاعتبارات تراعى في زمن الشدة بدقة أكثر مما في زمن الرخاء.

ومع أنه لم يوضع قبل القيام برحلة الزعيم أي تصميم مالي يعين مصادر النفقة فإنكم تطوعتم لمرافقة الزعيم بدون شرط مالي على الإطلاق عالمين أن الزعيم نفسه لا يملك مالاً للإنفاق. وفي جلسة 28 مايو الماضي التي عقدتها معكم ومع الأمين أديب بصفتكما ناموسين لمكتب الزعيم لغرض النظر في شؤون الرحلة والموقف الجديد أعلنتم تحملكم نفقة الماضي ونفقتكم الخاصة لمتابعة الحالة الشاذة المتولدة من حادث البرازيل. وهذا يعني أن تصفية مسألة الرحلة لا تزال معلقة. ومهما يكن من شيء فبافتراض أنه قد صار لكم دين على الحزب فإن تصفيته لا تكون باستعمال المبالغ الحزبية التي تقع تحت يديكم بل بتقديم لائحة بالدين لتحصل على الموافقة ولتبت دائرة المالية بكيفية تسديده، بإدخاله في باب النفقات من الموازنة.

إن هذا الخطاب الموجه إليكم هو موجه بصورة رسمية لا شخصية وفي قضية قانونية كادت تورط مقام زعامة الحزب السوري القومي ورطة لا يمكنكم تقدير مدى نتائجها. والفضل في إنقاذ الموقف يعود إلى برقية الأمين أديب إلى أخيه.

بناء عليه أطلب منكم تبليغ منفذيه الشاطئ الذهبي أن عملها بتحويل مال عائد إلى خزانة الحزب العامة إلى دائرة أخرى من دوائر الحزب بدون أمر من عميد المالية أو من الزعيم هو غير قانوني وإني أعده مخالفة. وأكتفي الآن بتسجيل ذلك لعدم وجود حاجة إلى غير تدبير باعتبار التقديرات التي من أجلها صار التحويل.

وأطلب منكم أيضاً أن تتبلغوا أني أعد طلب الناموس الأول لمكتب الزعيم أثناء الرحلة من منفذيه الشاطئ الذهبي تحويل المال المجبى إلى مكتب الزعيم غير قانوني ومخالفة وكذلك أعد تصرف الوكيل العام لمكتب عبر الحدود بمبلغ من المال حول إلى مكتب الزعيم.

وكنت قد طلبت منكم قبل سفركم مراسلة الفروع لتأمين نفقة رحلة الزعيم إلى المكسيك فليكن واضحاً لديكم أن ما أعنيه هو أن تهتم هذه الفروع بمساعدة صندوق الرحلة من التبرعات وواردات مختلفة مع عدم مس المال المجبى لخزانة الحزب العامة، إذا أمكن، أي ألا يلجأ إلى تحويل مبالغ مجبية لخزانة الحزب ألا لعدم وجود إمكانية أخرى.

وفيما يختص بتنظيم جباية الفروع عبر الحدود ودفع المال عن طريق الوكالة العامة أطلب تقديم اقتراح رسمي بذلك مع بيان الأسباب لأنه لا عبرة قانونية بالموافقة الشفوية المبدأية.

ولتحي سورية

توقيع الزعيم صدر في 30 يوليو 1939

ويكتب إلى الرفيق رفيق الحلبي المسؤول في الشاطئ الذهبي حول هذا الأمر فيقول:

كتبت إلى الوكيل العام لمكتب عبر الحدود أطلب منه تبليغ المسؤولين في الشاطئ الذهبي أن تحويل المال إلى مكتب الزعيم من غير أمر رسمي صادر عن مرجع عالٍ مختص هو عمل مناقض للقانون يشفع به حسن القصد ولكن يجب اعتباره مخالفاً على كل حال. وبهذه المناسبة أذكر لك بصفتك أحد المسؤولين أنه لا يحق لناموس في مكتب الزعيم أو في عمدة من العمدات إصدار أوامر أو اتخاذ تدابير إدارية فكل أمر من هذا النوع يجب أن يصدر عن الزعيم أو عن العميد المختص خصوصاً المسائل المالية الخاضعة لقانون خاص لا يمكن لغير الزعيم أو عميد المالية، بموافقة مجلس العمد اتخاذ

أي تدبير في تحويل ما هو مقرر منها أو تعديله.

إن الكتاب الذي أرسلته إلى الأمين فخري بواسطتك قد وصل كما هو بكل محتوياته.

سأرسل وصولاً رسمياً بقبض شك في قبرص بقيمة خمسين إسترلينية وشك في رومه بالقيمة عينها في 7 أكتوبر 1939

- وفي موقف آخر فيه الكثير من المغالطات في تصرف بعض الرفقاء كتب الى نسيم سعد يقول :

وردتني لائحة الحساب وخطاب منك بدون تاريخ. وقد لاحظت أن هذه اللائحة لم تأتِ بشيء جديد على ما قدمه السيد جميل صفدي نفسه سابقاً، ألا التفصيل لبعض المدفوعات المرسل بالعربية والأرقام الهندية. فقد تبين لي من هذه اللائحة أنها تختلف عن لائحة سابقة قدمها السيد جميل نفسه باللغة البرتغالية والأرقام العربية جاء فيها: خمسمائة ملريس (000& 500) لماريو ومثلها لـ " C…,…" وسبعمئة ملريس (000$900) لـ "OS…G…" وثلاثمئة ملريس لـ "E…E…" ومجموعها اثنان كنط ومئتي ملريس.

وتبين لي أيضاً أنه بدون هذه الأرقام بلغ مجموع اللائحة المرسلة بالعربية: 400$ 020: 15 فإذا أضفنا هذه الأرقام إليها بلغ المجموع 400$020: 15 + 000$ 020:2= 400$ 040: 17 وهو الخارج وبعد التفكير في هذا الاختلاف وأسبابه وكيفية الوصول إلى مخرج مقنع تنبهت لعبارتك "أنك تعتقد أن كل شيء حدث بأمانة تامة الخ..." فرأيت أن اعتقادك هو الحل الحسابي الوحيد لهذه المغالطات، هذا فضلاً عن أني وجدت أن مبلغ سبعمائة وخمس وعشرين ملريس غير مقيدة كما تقول فهي ليست باقية من الشيك البالغ خمسين استرلينية بل من شيك قديم قبل سجن الرفيق أسد ولا دخل لها في هذا الحساب.

وبعد أن قرأت تعليقك على الصورة الإجمالية "للحساب" خصوصاً قولك

" وهذا صورة ربما لا تكون كافية ولكنها تزيل بعض الشك" فأنا لم أتمكن من فهم عبارة "بعض الشك" تماماً، لأني لم أهتم للتحقيق في "شك" بل في حساب يجب أن يكون مضبوطاً بصرف النظر عن الشك أو اليقين.

أما قولك أنه لولا حبك واعتبارك لي لما "كنت تريد التدخل في أمور كان يجب أن تنتهي بين إخوان عليهم واجب النظام والإدارة" فلم أقدر أن أقف على معنى له متعلق بالموضوع. فإذا كنت تعني به انضمام جميل إلى الحزب فعلى افتراض هذه الجهة، لا تكون المسألة مطلقاً مسألة "إخوان عليهم واجب النظام والإدارة" بل مسالة تحقيق الرؤساء في أعمال بعض المرؤوسين المضبوطة وغير المضبوطة وهذا قيام النظام وقوامه. وهو في الحزب السوري القومي كما في كل المنظمات المتقنة الدقيقة. وليس مجرد انتماء فرد كافياً لرفع كل ضبط لأعماله.

والحقيقة هي أني ما كنت أريد إزعاجك بمثل هذا الأمر ولكن كونك أحد الذين اهتموا وكان لك نصيب في الدخل جعلني أرى اطلاعك على حقيقة الموقف وسماع ملاحظاتك أمرين مفيدين لوجهة نظري ومتضمنين الحرص على الجلاء في الأتعاب والأعمال العامة. في 1 أغسطس 1939

وفي أمور شبيهة بهذه يصدر الزعيم البيان التالي:

ويذيع الزعيم بيانا بتاريخ 11/8/1939 هذا نصه:

إذاعة من مكتب زعيم الحزب السوري القومي

وردت على مكتب الزعيم من بيروت ومن البرازيل ومن أنحاء أخرى أسئلة تتعلق بالمدعو جميل صفدي وهو مكلف بأمور خصوصية من قبل حضرة الزعيم منها معاملات مالية واستقدام نسخ من كتاب نشؤ الأمم . وبناء عليه تعلن إدارة مكتب الزعيم أن الشخص المذكور غير مكلف من قبل حضرة الزعيم ولا من قبل مكتبه بأي أمر من هذه الأمور أو غيرها. ولذلك أصدرت إدارة مكتب الزعيم هذه الإذاعة.

صدرت عن مكتب زعيم الحزب السوري القومي.

ويكشف الزعيم في رسالته الى نعمان ضو عن تلقيه أثناء سجنه الأول مساعدة مالية من جمعية الاتحاد العربي في الارجنتين وكذلك مساعدات فرع المكسيك:

الى نعمان ضو 8/8/1939

وبُعيد عودتي إلى السجن ورد كتاب جمعية الاتحاد العربي وفيه مساعدة مالية منها ( هذا إذا لم يكن هنالك جمعية أخرى أرسلت المال، فأنا لا أذكر جيدا اسم الجمعية، لأني لم أتسلم الكتاب ولم أقف على عبارته ) فوقع الكتاب والحوالة المالية في أيدي التحري فضموها إلى أوراق التحقيق ، كما ضموا إليها حوالات كانت واردة من فرع الحزب في المكسيك. ولم يسمحوا لنا باستعادة هذه الحوالات وقبضها إلا بعد فك توقيفي الثاني، أي بعد نحو خمسة أشهر.

إلى وديع عبد المسيح

أكتب إليك هذه الأسطر القليلة على عجلة، لم أكن في حالة تمكني من الإجابة على كتابيك الأخيرين فكلفت الأمين أديب أن يكتب إليك في ما ورد فيهما. وقد عرض لي اليوم أمر رأيت وجوب الإسراع في الكتابة إليك بشأنه وهو أن الرفيق الياس فاخوري المكلف بقبض اشتراكات مجلة "العصبة" يريد إرسال مبلغ مئة وخمسين باسس (ريال) أرجنتينية إلى مدير "العصبة" السيد حبيب مسعود وقد عرض علي أن يدفع لي أنا هذه القيمة هنا لقاء الإيعاز لمرجع في سان باولو يدفع مقابلها من العملة البرازيلية للصحافي المذكور فرأيت أن أكلفك إجراء تحويل العملة الأرجنتينية إلى برازيلية ودفع المبلغ المذكور، من الداخل من الجباية وطرق أخرى وأرجح أن المبلغ يكون نحو ثمانمائة ملريس برازيلي.

فإذا وافق الأمر أخبرني في البريد الجوي القادم لأكون على بصيرة. في 20 سبتمبر 1939

حضرة معاون الوكيل العام لمكتب عبر الحدود

وردتني الرسالتان المرسلتان بتاريخي 19 و 25 أكتوبر الماضي ومعهما الكتب المحولة إلي. وقد استرعى انتباهي خلو الرسالتين من ذكر ما قررت اللجنة الإدارية المركزية القيام به. أي ما هي أهم الأمور التي قررت اللجنة المذكورة الاهتمام بها أولاً. فلقد كانت هنالك فكرة ترمي إلى إقامة مأدبة بمناسبة عودة الزعيم. وهنالك أيضاً موضوع الاهتمام بتأمين نفقات الإقامة ومسألة تقرير اقتراح تعيين معدل اشتراك شهري للأعضاء. ومسألة المأدبة قد أصبحت تتطلب البت السريع فقد مر على وجودي هنا أكثر من أسبوعين وأعتقد أني سأضطر للعودة قبل السادس عشر من هذا الشهر للاهتمام بمسألة تجديد مدة الإقامة، إلا إذا بلغت أنه لا لزوم لعودتي وأن التمديد يمكن أن يحدث من غير أن أحضر بنفسي. فأطلب منكم الاستفسار عما يجب فعله في هذه المسألة وإخباري مع عودة البريد. وأطلب إخباري عن كيفية الإقامة في العاصمة وهل تركتم النزل التي كنت فيه وأين أنزل إذا قدمت لا أدري كيف تتطور الحالة هنا. فقد تظهر إمكانيات جديدة في بعض المناطق القريبة وفي هذه الحالة يجب أن أعد برنامجاً وقد تكون إقامتي في العاصمة وقتية، إلا إذا تمكنت من إنهاء ما يجب فعله قبل رجوعي. وسهوت عن ذكر مسألة الإدخال والاهتمام بالعناصر الصالحة فيجب على اللجنة أن تتخذ خطة حاسمة في هذه المسألة. في 4 نوفمبر 1939

إلى الرفيق الأمين خالد أديب

كتبت إليك منذ أيام في مسائل بصورة رسمية. وأزيد اليوم أنه يجب الاهتمام بمسألة تذاكر السفر وإمكان تمديد مدتها بسبب الحرب أو المرض أو غير ذلك. في 10 نوفمبر1939

إلى الرفيق الأمين خالد أديب

وردني جوابك المؤرخ في 8 نوفمبر الجاري. ومنه علمت أن اللجنة قد قررت الاشتراك الشهري ولكنك لم تذكر لي على ماذا نص هذا القرار وما هو المبلغ الشهري المترتب على الأعضاء أداؤه لكي أجري ما يلزم للأعضاء هنا بدون خسارة وقت. فيجب إخباري بسرعة عن هذه المسألة. أي اتصال به في هذا الصدد ويجب ألا يكون له دخل فيها.

الآنسة ليلى نفاع: لا شك في أن هذه الآنسة راقية الروح وذكية وذات تفكير حساس. وإذا كان هنالك نقص في تفكيرها فالذنب ذنب والدها وبيئتها. وأرى أنه يجب إجراء ما يلزم للاتصال بهذه الآنسة وإفهامها القضية خصوصاً من وجهة النظر اللبنانية- المسيحية وما هو المستقبل الذي يعده الزعيم للنسل السوري. ويحسن أن تحاط ببعض السيدات القوميات والمحبذات. وإذا جرى لها اتصال بالسيدة مريانا صوايا فلا بأس وأعتقد أنها تسمع من هذه السيدة ما يشجعها على الاقتراب من الحركة القومية.

وإحاطة القوميات لها بالدرجة الأولى هو ضروري يجب لفت نظر المنفذة.

شرح المبادئ: إذا كان قد ورد كمية كبيرة من المبادئ المشروحة فيحسن إرسال عشر نسخ أخرى، لأن الفكرة تمتد هنا والحاجة إلى المبادئ تتسع.

إلى الرفيق الأمين خالد أديب

...لم تذكر لي في كتابك الأخير ما هو الاشتراك الشهري الذي قررته اللجنة مع أني طلبت معرفة ذلك في الحال ليصير تطبيق النظام هنا بسرعة وهذه الناحية هامة جداً. في 17 نوفمبر 1939

في شؤون سورية الجديدة الادارية والمالية وتأمين الاشتراكات:

ويتابع شؤون سورية الجديدة

إلى جورج بندقي 23/7/1939

الإدارة:

إن إدارة "سورية الجديدة" هي حتى الآن إدارة أولية، فعملها في حياة الجريدة لا يزال ثنوياً، فعدا عن تهيئة الوجهة السلبية من سير الجريدة، وهي وجهة الطباعة ولوازمها، لما يظهر للإدارة أي أثر في الوجهة الإيجابية أي وجهة الإذاعة

عن الجريدة وإيصالها بشتى الطرق إلى الأوساط وتدبير الوكلاء الذين يذيعون عنها ويدبرون مشتركين ويقبضون اشتراكات ومراسلة المشتركين ودرس مسألة الإعلانات وغير ذلك من الأمور التي تحتاج وقتاً ودرساً وعناية وقد كتبت لك في كتاب سابق شيئاً في أهمية إدارة شؤون الجريدة ووجوب الاهتمام الجدي بهذه الناحية

فهي ليست مجرد عمل فردي تجاري بل مؤسسة تفعل في حياة شعب من حيث خدمتها التجديد الروحي في أمة ولذلك فإن أهميتها العامة تستوجب السهر الدائم على أمورها جميعها، وأرى أن يتألف المجلس من ابن عمك فؤاد وتوما وادوار أو نيم في محل توما.

في كتاب أرسله إلي توما يقول أن عدد مشتركي الجريدة في سان باولو كان يتناقص، فأريد أن أشير إلى أني أرى في ذلك دليل المقاومة السياسية الخفية التي يقوم بها خصوم الجريدة وأعداء القضية القومية سراً، فهذه المسألة لا تتعلق بعقلية المشتركين ورغباتهم هم بقدر ما تتعلق بالدسائس والدعاوات الخفية في أوساط الجالية ووجود جواسيس قرب الإدارة يجب إقصاؤهم في الحال حسب التعليمات المرسلة بطريقة أخرى. ومقاومة هذه الحالة يكون بإقصاء المشكوك بهم عن العمل وبتوزيع أعداد من الجريدة مجاناً كل مدة وتوزيع نشرات توضح للسوريين الفوائد العملية التي يجنونها من الاشتراك وبالاتصال بالعناصر السورية الغيورة على القضية القومية وتنبيهها إلى الخطر وإلى واجباتها في هذه الظروف وإيجاد جبهة مقاومة لتحركات الأعداء.

إلى عضو اللجنة المفوضة

ويكتب الى عضوي اللجنة المفوضة بتنظيم وإدارة شؤون "سورية الجديدة":

إلى عضوي اللجنة المفوضة

كيفية عمل اللجنة المفوضة: ينقسم عمل اللجنة المفوضة التنفيذي والإداري بين العضوين على هذا الوجه: الرفيق توما للإدارة والإذاعة والرفيق الياس للمالية.

وتقرير الخطط الإدارية والإذاعية والمالية يكون باتفاق العضوين في جلسة أو مذاكرة ويكون التنفيذ بواسطة الاختصاص المتقدم ذكره في هذا الباب. فيبلغ عضو الإدارة والإذاعة المديريات واللجنة الإذاعية المركزية قرارات اللجنة المفوضة في هذين البابين ويشرف على تنفيذ القرارات ويصدر التعليمات التي يراها مفيدة لتطبيق القرارات.

ويبلغ عضو المالية اللجنة المالية المركزية المؤلفة من الخازن العام ومعاونه والحاسب

العام إلى القرارات التي تريد اللجنة تبليغها ويبلغ المديريات القرارات المالية ويشرف على تنفيذها وعلى أعمال الجباية فيطلب من المديرين والمحصلين بيانات المالية وينظر في أعمال اللجنة المالية ويضع توقيعه على حساباتها ويضع التقارير عن الشؤون الإدارية والإذاعية لتحفظ في سجلات اللجنة. واللجنة نفسها تضع تقريراً كاملاً في جميع هذه الشؤون مرة كل ثلاثة أشهر ترفعه إلى الوكيل العام لمكتب عبر الحدود. في 1 أغسطس 1939

إلى عضوي اللجنة المفوضة

كنت قد كتبت إلى مدير شؤون الجريدة القومية في شأن تأليف مجلس أو لجنة إدارية لهذه الجريدة. وأشرت إلى عدد من الأشخاص الذين رأيت أن يكملوا المجلس وكانت إشارتي أولية، غير نهائية، لأني أردت أن أقف على وجوه النظر الرسمية وغيرها التي يمكن اللجنة المفوضة إبداؤها. وقد وردني أول أمس من عضو اللجنة الرفيق توما توما كتاب غير رسمي أطلعني فيه على انعقاد اجتماع من الرفقاء توما وفؤاد بندقي وتوفيق بندقي وجورج بندقي ورشيد شكور "تقرر فيه الأمور التالية:

تتألف لجنة تدعى اللجنة الإدارية لسورية الجديدة.

يكون عدد أعضاءها مقتصراً على الخمسة أشخاص الذين حضروا الاجتماع.

تكون حقوق هذه اللجنة تناول شؤون "سورية الجديدة" إدارياً ومالياً ويكون لها حق الإشراف والاطلاع على ما ينشر فيها من المقالات والأخبار ما عدا مراسلات حضرة الزعيم والمراجع العليا. وهذه اللجنة تكون مسؤولة تجاه المراجع العليا عن "سورية الجديدة" وموقفها أمام القضية السورية القومية.

فصل "سورية الجديدة" إدارياً عن المطبعة أي أن تستقل "سورية الجديدة" استقلالاً كاملاً إدارياً ومالياً فيكون لها مركز خاص تستقبل فيه مشتركيها ومديريها. في 10 أغسطس 1939

إلى هيئة اللجنة المفوضة

ولما كانت لجنتكم المفوضة الهيئة المسؤولة عن إدارة الحركة السورية القومية في البلاد المقيمة فيها ونموها المطرد أي أنها الهيئة المطلوب منها اتخاذ التدابير والإجراءات المحلية اللازمة لتنظيم إدارة فرع الحركة القومية وشؤونها المالية والإذاعية فإني أطلب منكم وضع برنامج أعمالكم المقبلة بالتفصيل وبيان بالأعمال التي تمت على يد هيئتكم حتى الآن، وأعني بالتفصيل الذي يجب أن يشتمل عليه برنامج أعمالكم ذكر التنظيمات الإدارية لجميع أعضاء الحركة وتنظيم الشؤون الإذاعية ولجانها وما يطلب منها وكيفية تنظيم الجباية العامة والمساعي الإذاعية التي تقوم بها اللجنة المفوضة رأساً أو بالواسطة وما هي الأوساط والمراكز التي توجه إليها الأعمال

الإذاعية اهتمامها ومساعيها وما هي تقديرات النمو لحركة الإدخال التي تقدرها لجنتكم. صدر في 2 سبتمبر 1939

إلى مجلس إدارة "سورية الجديدة"

إدارة الكتابة والتحرير. ولكن تدخل هذه الإدارة في سياسة الزعيم العملية قد عطل فوائد كثيرة للحركة وللجريدة، حتى كدت أيأس من متابعة العمل.

وبهذه المناسبة أريد أن ألفت نظر مجلس إدارة "سورية الجديدة" إلى مبدأ أساسي هو: أن الجريدة أوجدت للحركة لا الحركة للجريدة وأن الجريدة خاضعة في سياستها لإدارة الزعيم لا الزعيم خاضع للجريدة. ولولا إهمال العمل بهذا المبدأ لكانت قضية تمرين الأستاذ حسني عبد المالك تحت إشراف الزعيم قد انتهت وكان أصبح الآن مستعداً للقيام بالمهمة التي يعهد الزعيم بها إليه.

والآن، بما أن المراسلة من الأرجنتين ضرورية لخطة الزعيم في رحلته وللحركة ولانتشار الجريدة في أميركة الجنوبية أطلب تقرير نحو (200) ملريس شهرياً للمراسل هنا. وهذا المبلغ يمكن أن يدخل في موازنة التحرير ويخرج من المعين للمحرر أو يزاد، وهذا أمر أترك تقديره للمجلس، مع لفت نظره إلى أن انتشار "سورية الجديدة" في الأرجنتين يعوض عن هذا المبلغ. صدر في 27 سبتمبر 1939

وكذلك يتابع الزعيم في رسالته الى نعمان ضو 2/10/1939 شؤون مشتركين سورية الجديدة.

حضرة رئيس وأعضاء مجلس إدارة "سورية الجديدة"

وضعية "سورية الجديدة": قد يكون مجلسكم جاهلاً حقيقة وضعية "سورية الجديدة"، فلا بد له من أخذ العلم رسمياً بهذه الوضعية ليكون على بصيرة من دقائق الأمر الذي يعالجه وليسهل عليه القيام بتنفيذ مهمته على أفضل وجه. فالثابت لدى الزعيم وفي مكتبه هو أن "سورية الجديدة" نشأت بناء على اتفاق جرى بين الزعيم والسيدين فؤاد وتوفيق بندقي يوجب على الحزب القيام بالناحية الروحية (الفكرية والإنشائية) من المشروع وعلى السيدين المذكورين القيام بالناحية المادية (الطباعة والرواتب وغيرها) وكان من عناصر الاتفاق إقرار أن يعود على أصحاب الرسمال المادي 60% (ستون بالمئة) من الأرباح وعلى أصحاب الرسمال الروحي 40% (أربعون بالمئة) من الأرباح المادية. ولقد قدرت إقدام السيدين فؤاد وتوفيق بندقي على تحمل المسؤولية المادية في هذا العمل الكبير تقديراً عالياً جداً وعددته برهاناً على صحة ثقتي بشعبي الذي وقفت نفسي وحياتي كلها على إيقاظه والعمل للمثل العليا التي ترفعه نحو مستوى سام من الحياة الجيدة. ولقد كان صريحاً في الاتفاق الذي جرى شفوياً على أساس الثقة المتبادلة أن الجريدة تنشأ خصيصاً لخدمة قضية الحزب السوري القومي وإنها تكون جريدة للحزب بكل معنى الكلمة. هو يعين منشئيها ومحرريها ومراسليها ويعطيهم التوجيهات الفكرية والإذاعية ولا يكون لغير مراجع الحزب العليا أي صلاحية للتدخل في هذه الناحية.

إن مبدأ أساسياً من مبادئ الحزب السوري القومي المناقبية هو مبدأ الثقة.

فعلى أساس الثقة تقوم حركتنا وبالثقة نعمل، ولكن الثقة تمتحن، كما في مسألة الرفيق شكور، ومراجع الحزب لا تفهم الثقة كشيء شعري خيالي بل كشيء حقيقي واقعين وبما أن المراجع العليا لها حق الطلب والسؤال فالعمل بمبدأ الثقة يوجب تلبية الطلب وإجابة السؤال بدون تردد وبدون تأويل، ولما كان أمر جريدة تحمل طابع الحزب وشائع أنها تحمل رسالته وتعبر عن موقفه أمراً جوهرياً جداً في حياته وقضيته كان التدقيق في أمر "سورية الجديدة" ضرورياً واجباً، خصوصاً على مجلسكم المنتدب بثقة من الزعيم للسهر على هذه الناحية الهامة.

اشتراكات "لسورية الجديدة": تعذر على الرفيقتين عفيفة مداح وسلمى قنطار دفع الاشتراك فدفعتاه لي فاطلب من المدير أن يأخذ علماً بذلك وأن يقبض في سان باولو من الرفيق وديع عبد المسيح ما يعادل أربعين باسس أرجنتينياً لقاء اشتراكي هاتين السيدتين، أي باعتبار الاشتراك في الأرجنتين عشرين باسس. وهذا عنوان من هاتين السيدتين لترسل الجريدة إليهما بانتظام ابتداء من أي تاريخ سابق.

الإمضاء صدر عن مكتب الزعيم في 10 نوفمبر 1939

يتبع


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024