إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بيان السادس عشر من تشرين 2009 ذكرى تأسيس الحزب

عمدة الإذاعة والإعلام

نسخة للطباعة 2009-11-14

إقرأ ايضاً


أيّها السوريون القوميون الاجتماعيون،

سبعة وسبعون عاماً وفجر النهضة المنبثق في السادس عشر من تشرين الثاني سنة 1932 مازال يسطع ناشراً في كل أرجاء الوطن وعلى الأمة بأسرها أنوار المعلّم القائد والزعيم الفادي أنطون سعاده.

منذ تلك الساعة التي اندفعنا فيها إلى مثالنا الأعلى مصممين على بلوغه معاً أو السقوط دونه معاً، توحدت أفكارنا وعواطفنا وتحررت إرادتنا ونقضنا بالفعل حكم التاريخ المقدر لنا من أعدائنا ومن الإرادات الأجنبية الطامعة في بلادنا. منذ تلك الساعة ابتدأنا تاريخ امتنا الصحيح فسجلنا في وقائعه مفاهيمنا ووقفاتنا وأحداثنا وتضحياتنا وشهاداتنا الأزكى التي اعزها زعيمنا بدمائه فما عدنا كما أرادونا ان نبقى قطعاناً بشرية تتنازعها عوامل الفوضى القومية والسياسية وتفرق بينها النزاعات والأهواء الفردية والإقطاعية والعصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية. فقد أصبح لشعبنا السوري قضية قومية جلية وجامعة تؤسس لحياته الجديدة وترفع من شأنه وتفجر طاقاته ومواهبه ورجال مؤمنون بها يدافعون عن حقوقه ويذودون عن أرضه وعزته.

أيّها السوريون القوميون الاجتماعيون،

لقد تحمّلتم بصبر عزّ نظيره كل الدسائس والمؤامرات عليكم وعلى قضيتكم وعلى حزبكم وواجهتم من الصعاب والمشقات والظلم والاضطهاد ما لا تتحمله ولا تقدر عليه إلا النفوس الأبية مثل نفوسكم وصدور الأبطال وأكتاف الجبابرة أمثالكم . وما وقفتم يوماً لتقيموا الحساب بين ما قدمتم من جهود وبذلتم من خسائر وتضحيات وقرابين في سبيل مجد أمتكم واستمرار نهضتكم وثبات حزبكم ، وبين ما جنيتم لأنفسكم أو لمجموعكم من مصالح أو مكاسب أو مغانم. لقد كان هدفكم على الدوام خير أمتكم وعز أبنائها ورفعة مكانتها بين الأمم.

وأنّ ما حققتموه لها وما بذلتم في سبيلها هو ثمين وكثير.

ولكن الأمة مازالت تعاني من المشكلات والاعتداءات والمحن والصعاب الكثير والخطير أيضاً.

وإذا كنا اليوم نستهل العام الثامن والسبعين لتأسيس حزبنا، فأننا ندرك ان حالة امتنا ووطننا الحاضرة ما زالت تستدعي منا التوجه بالكلية إلى مزية أساسية من مزايا هذا الحزب، هي البطولة المؤمنة والنابعة من صحة العقيدة وشدة الإيمان وصلابة الإرادة ومضاء العزيمة.

ان ما تواجهه الأمة في لبنان وفلسطين والعراق من أوضاع وأخطار هو تواصل الحلقات في سلسلة المؤامرات عليها لإضعافها وشل قدراتها وإدخالها في صراعات تبعدها عن الصراع مع العدو الصهيوني، الذي بات استمرار كيانه ألاغتصابي المصطنع متوقفاً على ما يصيبنا من دمار في بنياننا وتصدع في علاقاتنا القومية وإضرار بوحدتنا الاجتماعية وتخلف في وعينا ومفاهيمنا وتفرق في صفوفنا يورد بعضنا في تهلكة التناحر واللجوء إلى القوى العالمية المتحالفة مع هذا العدو تحالفاً يمده بوسائل العدوان والفتك والتدمير ويحميه من تبعات أفعاله وجرائمه علينا جميعاً.

ان صمود شعبنا وثباته في الصراع مع العدو خصوصاً في فلسطين ولبنان والشام والعراق، هو صمود عظيم وجليل اسقط أوهام الساعين وراء سراب السلام مع العدو الإسرائيلي، أو المراهنين على سياسات حلفائه الدوليين ووعودهم ومشاريعهم، وسيُسقط هذا الصمود أصحاب هذه الأوهام أنفسهم.

لقد مُكن هؤلاء من خداع بعض المواطنين فترة من الزمن، لكن هذا الخداع أصبح مكشوفاً وعارياً من أي قناع أو لبوس، وان الزمن الآتي سيشهد مزيداً من افتضاح بطلان المشروع الصهيوني وخزي الذين انصاعوا لسياساته وأهدافه، كما سيشهد تنامياً عظيماً لحركة المقاومة القومية والعربية، سيكون من نتائجها المحتومة تحرير فلسطين والجولان والأراضي اللبنانية المحتلة وجلاء القوات الأجنبية عن العراق واستقلال قرار الأمة في مصالحها ومصيرها.

انه المشرق القومي الجديد المتأجج بروح المقاومة المعبرة عن إرادة لا ترد لأنها هي القضاء والقدر

انه المشرق القومي الجديد الذي سيبدد آخر معالم مشروع الشرق الأوسط الجديد.

انه زمن النصر الموعود الذي لو حاولنا الفرار منه لما وجدنا إلى الفرار سبيلا.

أيها السوريون القوميين الاجتماعيون،

ان حزبكم هو حزب "أمة تحب الحياة لأنها تعرف معنى الحياة، وتحب الموت متى كان طريقاً إلى الحياة" (سعاده).

وان النصر الذي نعمل له في معركة حياة الأمة مع عوامل تخلفها، ومع عدوها اليهودي العنصري المغتصب، يستوجب المزيد من العمل والبذل والجهاد، فيحق قول سعاده فيكم : "ما أشد اعتزازي بكم وما "أروع النصر الذي أسير بكم إليه".

المركز في 14 تشرين الثاني 2009

لتحي سوريا وليحي سعاده

عميد الإذاعة والإعلام

الأمين جمال فاخوري


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024