من الرفقاء الذين لمع اسمهم في العمل الحزبي في الثلاثينات وأوائل الأربعينات ، تولى المسؤوليات الحزبية واعتقل مراراً إلى أن أصابه الداء العضال فقضى باكراً وفي عز شبابه ونشاطه ، نذكر بتقدير الرفيق نهاد حنا ، ابن المحامي ملحم حنا ، الذي عرفه الرفقاء في فروع ساحل المتن الشمالي ، كما في فروع حزبية عديدة منها بيروت والكورة ، رفيقاً ناشطاً متحركاً جريئاً ومخلصاً للقضية التي آمن بها .
عنه يقول الأمين جبران جريج : "كان معهد البطريركية (زقاق البلاط – بيروت) من المدارس التي نشأ فيها فرع حزبي جديد وكان ذلك بواسطة نشاط الرفيق الياس زينون من رومية الذي كان قد انتمى إلى الحزب السري في المثلث المتني الثقافي (برمانا – بيت مري– رومية) . كان الرفيق الياس معلماً في مدرسة تابعة لوقف الروم الأرثوذكس في جل الديب وكان يراقب ويدرس الوضع لبدء عمليات إدخال جديدة في هذه المنطقة فأثار انتباهه طالب في معهد البطريركية ، زاخر بالحياة والحركة ، نشيط ، غض الاهاب ، فتى يبشر بأحلى الأحلام والأيام ، هو الطالب نهاد ملحم حنا ، الكوراني الأصل ، الساكن مع والديه في جل الديب ، والده المحامي ملحم حنا ، ذو الشهرة الواسعة وصاحب المركز الاجتماعي والسياسي . حاوره الرفيق الياس زينون إلى أن أثمر الحوار فأصبح نهاد العضو الأول في معهد البطريركية".
وبفضل نشاط الرفيق نهاد انتمى تباعاً زملاؤه في المدرسة : جميل شكرالله (جدايل ، جبيل) ميشال حجل (جل الديب) أسعد الأسعد (السفير لاحقاً) .
اعتقاله
ـــــــ
عند انكشاف أمر الحزب في تشرين الثاني 1935 لم يعتقل الرفيق نهاد ملحم حنا كغيره من مسؤولين ورفقاء ، إنما اعتقل لسبب آخر ، ففي 18 كانون أول 1935 وبعد إن استجوب المستنطق الفرنسي " تمبال " الرفقاء الموقوفين ، للمرة الأخيرة ، مخلياً سبيل البعض منهم ، أبقى قيد الاعتقال سعاده وكلاً من نعمة ثابت، زكي النقاش ، رفعت زنتوت وفؤاد مفرج . في أثناء انتقال سعاده ومعاونيه الموقوفين إلى دائرة الاستنطاق "كان الرفيق نهاد ملحم حنا يقف مع بعض الرفقاء في الرواق فما إن مرّ أمامهم سعاده والموقوفون حتى حياهم بتحية الحزب الرسمية .
عندما وصل الخبر إلى المسيو " تمبال " أمر بتوقيف الرفيق نهاد حنا وباشر استجوابه فوراً ، فأفاد أنه ينتمي إلى الحزب السوري القومي . أرسل بعد ذلك إلى التوقيف ثم أخلي سبيله بكفالة مالية من والده" . (الأمين جبران جريج – من كتابه "من الجعبة") .
بعد شهرين تقريباً كان الرفيقان نهاد ملحم حنا وجميل عازار على رأس الرفقاء المتظاهرين احتفاء بخروج العميدين نعمة ثابت وزكي نقاش من السجن . والصورة المنشورة في "من الجعبة" تظهر بوضوح الرفيقين المذكورين يسيران في مقدمة صفين متوازيين من الرفقاء .
كان هذا الاستقبال الممتاز من أولى المظاهر الحزبية العلنية بعد انكشاف أمر الحزب واعتقال سعاده ومعاونيه . وإذا كان الرفيق نهاد ملحم شارك سعاده اعتقاله الأول عبر تأديته التحية الحزبية له، ثم عند قيادته صفوف الرفقاء المتظاهرين أمام سجن الرمل عند الإفراج عن العميدين ، إلا أنه ، في الاعتقال الثاني لسعاده راح يتعارك مع قوى الأمن عندما أتوا يلقون القبض على زعيم الحزب . كان سعاده مجتمعاً بالأمين جبران جريج عندما طرق الرفيق جورج شماعة (1) الباب مستأذناً ليبلغ الزعيم أن رجال الأمن يطوقون المنزل وأن قسماً منهم دخل البيت بعد عراك بينهم وبين بعض الرفقاء وفي مقدمتهم نهاد ملحم حنا . يروي الأمين جبران جريج أن سعاده "وثب كالأسد وفتح الباب وانتهر رجال الأمن فانسحبوا ولم يبق في الدار بإذن منه ، إلا رئيسهم الأمير فريد شهاب الذي أبلغه أنه يحمل مذكرة تستدعي حضوره إلى دائرة التحقيق" .
ويضيف الأمين جريج "الرفيق شماعة واقف بيني وبين مكتب الزعيم متأهباً لتلقي الأوامر . خارج الغرفة أسمع وقع أقدام الرفقاء تزرع الدار جيئة وذهاباً ، متململة مستعدة . تنتظر الأوامر" .
"وأخيراً تناول سعاده ورقة وكتب عليها ، ثم التفت إلي يناولني إياها ويقول : سيصدر أمر بتوقيفي . لقد قررت أن أذهب مهما تكن النتائج . خذ هذا المرسوم وسلمه إلى صلاح لبكي".
مضمون المرسوم المذكور قضى بتشكيل مجلس أعلى مؤقت وتعيين الأعضاء : صلاح لبكي رئيساً ، نعمة ثابت ، مأمون أياس ، فوزي بردويل (2) ويوسف بحمدوني أعضاء . تاريخ المرسوم 30 حزيران . بعد فترة ألقي القبض على كل من نعمة ثابت ، نهاد ملحم حنا ، مأمون أياس ، خالد أديب ، وفريد الداية من زغرتا . ثم تباعاً على رفقاء آخرين .
وعرف الرفيق نهاد حنا اعتقالاً جديداً في 6 آب 1936 إثر قيام رفقاء بتأديب ثان للصحافي البذيء عارف الغريب .
وأد الفتنة الطائفية في بيروت
ـــــــــــــــــــــــــــ
في تشرين الثاني 1936 عندما اندلعت فتنة طائفية في بيروت وكادت تتطور إلى ما هو أسوأ، بادر سعاده إلى تعيين لجنة للعمل قوامها مأمون أياس ، نهاد حنا وجورج عبد المسيح ، ونظمت منفذية بيروت التي كان على رأسها الرفيق محمد راشد اللاذقي (3) فرقاً قومية اجتماعية كانت مهمتها أن تتوجه إلى كل من البسطة والجميزة لتمنع الاشتباكات وتوزع النداء الذي وجهه سعاده إلى القوميين الاجتماعيين .
اعتقاله في المية ومية
ـــــــــــــــــــــ
يفيد الرفيق إبراهيم يموت في الصفحة 111 من "الحصاد المر" أنه "في الحادي عشر من أيلول 1942 خرجت دفعة من القوميين بلغت الأربعة عشر ، بينهم حسين منصور (4) وعجاج المهتار وعبد الرحمن بشناتي فساورنا أمل جديد بقرب الإفراج عنا إلا أن ذلك الأمل ما لبث أن غار ، إذ وردت على المعتقل دفعة من القوميين في الثاني من تشرين أول بينهم عبدالله سعاده ، وكان تلميذ طب في الجامعة الأميركية ، ونهاد حنا من جل الديب .
مع الأمين عبدالله قبرصي في القويطع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكلت منطقة القويطع في الكورة ملاذاً لعدد من المسؤولين المركزيين في فترة الملاحقات التي تعرض لها الحزب على أثر اندلاع الحرب العالمية الثانية وزج قياداته والكثير من أعضائه في السجون ثم نقل العديد منهم إلى معتقل المية ومية ، وتخصيصاً كانت بلدة بتعبورة الملجأ الآمن حيث لقي الرفقاء الذين أمكنهم الوصول إليها كل رعاية واهتمام . عنها سنحكي يوماً وسنضيء على مرحلة هامة من مراحل النضال الحزبي ، ونسجل باعتزاز مأثرة بتعبورة – ومنطقة القويطع - وما كانت عليه في تاريخ الحزب .
بعد الأمينين جبران جريج ومأمون أياس وقد امضيا في بتعبورة والمنطقة ما يقارب السنة قبل أن ينتقلا إلى بيروت ، ويعتقلا ، توجه إليها الأمينان عبدالله قبرصي وجورج عبد المسيح ، والتحق بهما الرفيق نهاد ملحم حنا . هذا ما يورده الأمين قبرصي في كتابه "عبدالله قبرصي يتذكر" ، ومنه هذا المقطع :
"كانت الخطة الجديدة ألا يطول بي المقام في القرية الواحدة أكثر من يوم أو يومين . الكبسة التاريخية (5) ليل الرابع من شباط أفسدت ليالي الأنس ومراتع الصفاء برفقة عبد المسيح ونهاد حنا والرفقاء والأصدقاء . كنا قد حولنا كل قرية إلى ناد للثقافة والفرح والتسلية . رفعنا المستوى من المقامرة والمزاح العقيم والنكات الخاوية إلى مستوى البحوث والحوارات والمناقشات ، إلى جانب تعويد الرفقاء على التضحية من وراء القيام بالحراسة الليلية والنهارية بانتظام دقيق" .
محاولة وضع السم لسعاده
ـــــــــــــــــــــــــ
من المرويات الحزبية التي دخلت تاريخنا هي تهديد مدعي عام الاستئناف الأستاذ ألفرد ثابت لزعيم الحزب أثناء الاعتقال الثاني ، إذ بادره بالقول: "إني قادر أن أسممك في سجنك وأدعي أنك انتحرت" . فأجابه سعاده: "إن الألوف من القوميين الاجتماعيين المنتشرين في أنحاء الوطن قد سمعوا تهديدك هذا يا حضرة المدعي العام" .
الأمين جبران جريج يروي في كتابه "من الجعبة" عن هذه الحادثة فيقول:
"كنا عدداً من القوميين نحيط مدخل دائرة التحقيق وعلى رأسنا الرفيق نهاد ملحم حنا .
وإذ بصوت يهتف "الزعيم" ، فهرعنا صوب الصوت وإذ بالزعيم وهو يمشي وسط دركيين يحرك يده ويشير بأصابعه إشارات وجدتها غريبة . يرفع إصبعاً ويخفض أخرى أو يرفع اثنين بشكل من الأشكال، الخ.. ونهاد يسجل على ورقة بعض الكلمات .
"رافقناه إلى سيارة السجن حتى انطلقت به إلى سجن الرمل ، التفت إلى نهاد أستفسر منه عن معنى ما شاهدت ، فشرح لي لغة جديدة للتخاطب هي لغة البنان . وأوضح أن الزعيم نقل خبراً مفاده أن المدعي العام هدده بالقتل زاعماً أنه سيقال أنه وجده منتحراً .
كانت الخطوة التالية أن ذهبنا معاً نقابل صلاح لبكي ، المسؤول الأول ، ونقل نهاد إليه رسالة الزعيم .
"في اليوم التالي كان وفد من أنسباء الزعيم ، على رأسهم وديع الياس مجاعص يطلب مقابلة المدعي العام ويقدم له مذكرة يسجلون فيها عليه مسؤوليته في أي حادث يعرض حياة الزعيم للخطر . طبعاً ، نفى المدعي العام وجود أية نية من هذا النوع ، فيما وقعت السلطة في ارتباك كبير ، خاصة وأنها حققت في كيفية تسرّب أمر التهديد إلى الأهل وإلى القوميين الاجتماعيين ، إنما دون أن تصل إلى نتيجة" .
تكذيب انسحابه
ــــــــــــــ
نشر الرفيق نهاد حنا في جريدة "النهضة" العدد 20 تاريخ 5/11/1937 البيان التالي :
"لقد راجت في المدة الأخيرة إشاعات عديدة من بعض أصحاب المآرب بأنني انسحبت من الحزب السوري القومي لأسباب انتخابية . فتكذيباً لما أشيع أعلن إلى جميع الرفاق وإلى الرأي العام بأني كنت ولم أزل وسأبقى في الحزب السوري القومي حتى الموت وبأن العهود التي قطعتها على نفسي لا أضنّ بتغذيتها بكل تضحية مهما كانت" .
السوري القومي نهاد ملحم حنا
زيارة الزعيم لمنزل الرفيق ملحم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يروي الأمين جبران جريج في كتابه "من الجعبة": "أن من باب القيام بشؤون اجتماعية قبل الزعيم دعوة الرفيق نهاد ملحم إلى حفلة "تبولة" تقام في بيته في جل الديب ، وللزعيم مودة خاصة لهذه العائلة القومية الاجتماعية بروحيتها وإن لم يكن كل أفرادها أعضاء في الحزب . فوالده المحامي ملحم حنا ذو علاقات اجتماعية سياسية كم وضعها تحت تصرّف الحركة وكم استغل صداقته مع النائب روكز أبو ناضر لمصلحة القضية القومية الاجتماعية أن على الصعيد المحلي مع الرئيس إميل اده أو مع الفرنسيين وإن بشكل غير مباشر .
"قبل الزعيم الدعوة وألقى كلمة كلها عاطفة وثناء على هذه العائلة بفتيانها وفتياتها لما لها من حسن الجهاد وثبات في الصراع وسمو في النضال .
ويضيف الأمين جبران عن الرفيق نهاد حنا :
"كان نهاد لولب نشاط وحيوية في كل المجالات إن اجتماعية كهذه الحفلة أو حزبية في منطقته الساحلية أو في المهمات التي كان يكلف بها ، كان مثالاً للجندي القومي الاجتماعي والمسؤول المدرك عمق هذه المسؤولية وجوهرها . لن أنسى وقفة الزعيم عند الطاولة وصحن التبولة في يده وهو يوجه كلامه إلى هذه العائلة الكريمة ، بذلك الحنان المغمور بالمحبة الخالصة" .
وفاتـه
ـــــــ
وافت المنية الرفيق نهاد حنا في العام 1945 ، وهو في ريعان شبابه وفي عز عطائه الحزبي ، وقد أقيم له مأتم حافل في جل الديب ووري الثرى في مدفن مشترك لآل الياشوعي ومحبوب (6) .
في أواخر كانون أول عام 1946 تمّ نقل رفاة الرفيق حنا إلى مسقط رأسه كفرحزير ، وفي المناسبة نشرت "صدى النهضة" في الصفحة الأولى من عددها رقم 198 بتاريخ 25/12/1946 رسماً للرفيق نهاد حنا وخبراً يشير إلى وصف "الاحتفال المهيب الذي أقامه القوميون والمحبون لنقل رفاته من جل الديب إلى مسقط رأسه كفرحزير حيث استقبل استقبالاً مهيباً اشتركت فيه وفود الكورة جمعاء ذارفة الدموع السخية على الشاب القوي المجاهد الذي ابتلاه السجن والملاحقة والتشريد أيام المستعمر الغاشم بمرض عضال لم تنجح فيه حيلة الأطباء فقضى خسارة كبيرة للنهضة القومية " .
وفي إحدى الصفحات الداخلية ، وتحت عنوان "نقل رفاة المجاهد القومي الرفيق نهاد حنا ، قالت "صدى النهضة" :
"يوم الأحد في 22 كانون الأول 1946 أفاقت الكورة على استعداد لملاقاة رفاة ابنها البار الرفيق المرحوم نهاد حنا ، وفي جل الديب حيث دفن الرفيق منذ سنة ونيف تجمهر رفاقه وأهل بلدته ليودعوا لآخر مرة الذي أحبهم وأحبوه وعمل في حقل البطولة القومية إلى أن أنهكه التشريد والسجن فمرض مرضه الطويل وقضى وهو يتمتم أمنيات المخلصين للأمة وإنشائها .
"سار الموكب من جل الديب بعد أن شيّعه أهله وبعض رفاقه يواكبه رتل من السيارات وما إن أطلّ الموكب عل شكا حتى ماج الجمع المنتظر فتقدم بلوعة ليرفع الرفاة على الأكف ويسير بها مسافة ثلاث كيلومترات إلى ظاهر البلدة وأهازيج الجمع الغفير ترتفع بتقدير جهاد الشاب المستشهد وكان رفاقه من القويطع وحامات وأنفه والبترون يحيطون بنعشه ويرددون مآثر بطولاته في الحقل القومي ، وفي كفرحزير مسقط رأس الرفيق المرحوم استقبله جمع غفير جداً تتقدمه صفوف رفاقه المنظمة الذين حملوه على الأكف ومشوا بالأهازيج حتى مطل شكا إلى كنيسة القرية حيث صلي على رفاته وابّنه عدد من رفاقه نثراً وشعراً قومياً بعبارات تنم عن إخلاصهم لمن استشهد في سبيل القضية القومية وقد واكب الرفاة باسم المركز عميد الداخلية والرياضة الأستاذ جورج عبد المسيح وابّنه باسم المركز " .
يفيد الأمين عبدالله قبرصي أنه ألقى كلمة مركز الحزب في جل الديب بعد أن كان تمّ نقل رفاة الرفيق نهاد من المدفن إلى النعش ، قبل نقله في موكب إلى بلدته كفرحزير .
* * *
هذا هو بعض الرفيق نهاد ملحم حنا . فنحن لا ندعي أننا نحيط بكل أعمال ومزايا ونشاط الرفيق الذي نتكلم عنه . نحن ، فقط ، نضيء ، على أمل أن يساهم رفقاء عرفوه في الكتابة عنه أيضاً.
ولعل ما سطره لنا الأمين عبدالله قبرصي عن الرفيق نهاد شهادة توجز الحياة الحزبية لرفيق كان له حضوره الممتاز : "قومي اجتماعي من رأسه إلى أخمص قدميه . مؤمن إيماناً مطلقاً ، فدائي" .
* * *
هوامش
ـــــــ
1. من دمشق ، وكان انتقل منها ليكون في عداد حرس سعاده .
2. محام ، ومحافظ البقاع لاحقاً .
3. الأمين ، عميد الداخلية ، وأحد الوجوه البارزة في بيروت .
4. النائب والوزير الراحل . من مشغرة .
5. المقصود قيام قوى الأمن بمحاولة اعتقالهما .
6. يفيد الأمين رشيد الاشقر أن صهره المواطن الصديق منصور الياشوعي عمل على دفن الرفيق نهاد حنا في مدفن مشترك لعائلة الياشوعي ومحبوب ، وهذا الأمر أثار الاكليروس الماروني وبقي الحرم قائماً فلم يسمح بدفن أحد إلى جانب الرفيق الفقيد ، إلى أن تم نقل رفاته إلى بلدته كفر حزير .
بطاقة هوية
ـــــــــــ
الاسم الكامل : نهاد ملحم حنا ملحم .
والده المحامي ملحم حنا .
والدته عزيزة إبراهيم من مشتى الحلو .
ولد في كفرحزير في الفترة 1916-1918 .
توفي في العام 1945 ، ووري الثرى في جل الديب ثم نقل رفاته إلى بلدته كفرحزير في أواخر العام 1946.
معلومات متنوعة
ــــــــــــــــ
• الأمين مسعد حجل الذي رافق الرفيق نهاد ملحم حنا وعرفه جيداً ، روى لنا ما يلي :
(1) أثناء قيام الرفيق نهاد ملحم بأعمال منفذية ساحل المتن حيث كان مكلفاً بصفة منفذ عام لمنفذية ساحل المتن الممتدة من جسر بيروت لغاية جونية ، حصلت عدة نشاطات رياضية وثقافية واجتماعية ، منها أنه نظم سباقاً للعدو الطويل من جل الديب إلى الضبية ، شارك فيه العديد من الرفقاء والمواطنين ، منهم الأمين مسعد الذي فاز بالمرتبة الأولى . تكرر هذا السباق مرتين أو أكثر .
"من الملفت للنظر أن قوى الدرك كانت تواكب المتسابقين وترعى المهرجان الرياضي طيلة النهار فيما الجموع محتشدة على جانبي الطريق العام جل الديب – النقاش – ضبية وفوق الشرفات المطلة على المكان" .
وحول هذا الموضوع نشرت جريدة "النهضة" في عددها 158 تاريخ 10 أيار 1938 أن سباقاً للدراجات والركض تمّ في ساحل المتن الشمالي يوم الأحد الفائت (الموافق 8 أيار) وإنه ، بعد انتهاء السباقات وزع منفذ عام ساحل المتن الشمالي الرفيق نهاد حنا الكؤوس على الفائزين .
(2) حين لفظ الرفيق نهاد حنا أنفاسه وجد على الفراش ويده مرفوعة بالتحية السورية القومية .
(3) حياته كلها كانت وقفاً لخدمة حزبه دون أي مقابل ، حتى أن مصروفه الذي كان يتقاضاه من والده المحامي الشهير ملحم حنا ، كان يصرف لحاجات العمل الحزبي .
(4) أدى قسم الانتماء أمام سعاده ليلاً فيما كانت والدة الأمين مسعد ، المرحومة سوسن عبدالله راشد حجل تحمل القنديل البحري . المكان بستان الليمون والموز الذي كان يملكه المرحوم معوض الحجل ، والفترة 1933-1934 .
• بدوره يروي الرفيق يعقوب عكر ، من كفرحزير ، أنه كثيراً ما شاهد الرفيق نهاد حنا ملاحقاً من قبل الدرك ، ملتجئاً إلى بلدته ، وبالأخص في منزل السيد سليم يزبك .
ويضيف أن صورة الرفيق نهاد الشاب اليافع الطويل الجالس أمام دكان في كفرحزير ، لا تبارحه ، كذلك صورته ذلك اليوم ، وكان الرفيق يعقوب مع العديد من أبناء البلدة أمام الفرن الذي كانت تملكه عائلته ، وهو يعدو هارباً من دورية الدرك التي كانت تتعقبه ، وكان الأهالي يرشدونه إلى الطريق الأفضل لهربه وكلهم مهتمون بتأمين ذلك . إلا أن قوة الدرك تمكنت من القبض على الرفيق نهاد بعد إطلاق النار عليه وإصابته ، وكان هذا الاعتقال الأخير الذي يتعرض له فساءت صحته من جراء ذلك ، ثم أصيب بالداء العضال الذي صارعه إلى أن قضى عليه في ريعان شبابه .
• عن الرفيق نهاد حنا ، وكان أورد عنه في كتابه في "الحصاد المر" أنه اعتقل في المية ومية في 2/10/1942 ، يقول الرفيق إبراهيم يموت "أنه كان فارع الطول دون بدانة ، أشقر الشعر ، أبيض الوجه على احمرار وله شاربان ، مندفع في سبيل العقيدة إلى حد التهوّر ، رضيّ الخلق يضفي جواً من البهجة حوله ، شفافاً في حديثه ، صريحاً في آرائه وكان محبوباً من رفقائه" .
• كان الرفيق نهاد حنا معاوناً للرفيق جورج شقير في تنظيم القوة القومية الاجتماعية التي واكبت سعاده في مأتم الصحافي ميشال زكور ، صاحب مجلة "المعرض" .
• يقول الرفيق منير الملاذي: "منذ 1937 قمت بتدريب القوميين بعد أن أسند إلي وكالة عمدة الدفاع ، وكنت بالتعاون مع جمال باشا الغزي وضعنا كتيباً في التدريب القومي والسلوكية القومية بعضه مترجم عن الفرنسية وبعضه وضعناه بالتعاون وبتوجيهات الزعيم وقد خصص لنا غرفة في بستان في جل الديب عن طريق الرفيق المرحوم نهاد حنا الذي سهر على خدمتنا في ذلك البيت ، وبقيت مع جمال باشا هناك مدة أسبوع قدمنا إنتاجنا إلى الزعيم الذي كلفني بالذهاب إلى طرطوس لتدريب بعض القوميين ، وفي طرطوس قمت بتدريب بعض القوميين الذين جمعهم حينذاك الرفيق الياس جرجي قنيزح .
• كان سعاده قرر عقد مؤتمر إداري في دمشق لفروع الحزب ، وذلك في صيف العام 1937 ، إلا أن المسؤولين الإداريين الذين كانوا يفدون من أنحاء مختلفة ، منها لبنان ، كانوا يتعرضون للاستجواب في مخفر "المرجه" ، فقرر سعاده نقل المؤتمر من دمشق إلى بيروت وفي اليوم نفسه.
يفيد الأمين كامل أبو كامل أنه "عندما وصلنا إلى ساحة المرجة أوقفنا حاجز من الشرطة ولم يسمح لنا بالمرور ، وبعدنا وصلت خمس سيارات أوقفها الحاجز واستمر التوقيف حتى بلغ عددنا خمسة وأربعين مسؤولاً ، أذكر منهم الشيخ جميل عازار ، نهاد حنا ، فكتور أسعد ، عجاج المهتار (الأمين) وجميل شكر الله .
يفيد الأمين جبران جريج في الجزء الثالث من كتابه "من الجعبة" (الفترة 16/11/1936 – 16/11/1937) عين الرفيق طبيب الأسنان فريد شكر منفذاً عاماً للمتن الأعلى ، والرفيق رشيد مطر منفذاً عاماً للمتن الشمالي ، والرفيق نهاد حنا منفذاً عاماً للمتن الساحلي.
في: 28/06/2012 عمدة شؤون عبر الحدود
(2) مراجعة الحلقة الأولى بتاريخ 26/06/2012 عن الرفيق الياس خوري نجار.
|