إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

المثلث اللبناني والمربّع السوري

ربيع الدبس - البناء

نسخة للطباعة 2013-11-11

إقرأ ايضاً


المعادلة الثلاثية اللبنانية ليست شعاراً يرفعه فريق ويرفضه آخر... إنها معمودية وطنية ممهورة بدماء الجيش والشعب والمقاومة أي أنها معادلة قدّسها أغلى ما في الإنسان: روحه المبذولة من العسكريين والمقاومين والمواطنين فداءً للأرض والعِرض والكرامة. من هنا خطورة المحاولات الجارية لتشويه تلك الحقيقة وضرب تلك المعادلة لأن في ذلك استخفافاً بثوابت وطنية واستلهاماً لمخطط معروفةٍ أبعاده وعناوينه وأدواته.

وإذا كان لضحايا تفجيرات طرابلس أولياء دم أفليس لتفجيرات الضاحية وسواها أولياء مماثلون؟ قياساً على هذا الواقع المرتسم أمامنا سياسياً وإعلامياً وتجييشياً فنحن نسأل المشاركين في جوقة التعبئة المذهبية أمس في طرابلس: إلى أين تريدون أن تأخذوا عاصمة الشمال؟ هل فكرتم ملياً بما تقولون وتفعلون؟ هل تستطيعون ضبط الشارع إذا انفلت والغرائز متى استسلم أصحابها لنزواتهم؟ هل تدركون أن ثمة رموزاً وطنية ودينية وسياسية وأخلاقية من غير المسموح به محاولة تلطيخها أو هزّ صورتها أو إهانتها؟ هل يعلم مثيرو الغوغاء أنهم يقتادون بعض الناس اقتياداً إلى فتنة يوقظونها كلما جنحت إلى النوم ويجرون البلد بدءاً من شماله إلى وضعٍ لا يخدم سوى العدو «الإسرائيلي» ولا ينذر لبنان إلا بالشر المستطير؟! أليست إثارة مكامن الثأر الفئوي ثأراً من الدولة والقانون قبل أن تكون ثأراً من القتلة الافتراضيين؟

إنه نداء عقلاني إلى من يسمع ويدرك ويبصر لعل التنبيه ينفع المؤمنين كما الذكرى بل كما الضمير والوازع الأخلاقي الجماعي من قبل أن يستفحل الوضع ويفوت أوان الندم.

أما سورية فمعادلتها الرباعية تضيف إلى قيادتها وجيشها وشعبها مقوماً آخر هو مقوّم الحضارة المؤسِّسة التي تحاول الدول والمحاور المشتركة في المؤامرة أن تقضي عليها من أوغاريت ـ رأس شمرا مهد الأبجدية وحضن المدنية إلى شهادات التراث الإنساني الذي يزداد مع الزمن إشعاعه. إن الحملة المعادية وغير المسبوقة التي تُشن على الدولة السورية والدور السوري والموقع الحضاري الريادي لسورية هي حملة جُنّد لها إرهابيون تغور ثقافتهم المتخلفة في مرحلة ما قبل الجاهلية. لذلك يقتلون العقلانيين ويمثلون بضحاياهم يفجرون أنابيب النفط ويدمرون محطات الكهرباء ويشوهون الرموز الدينية ويسرقون إهراءات القمح وينسفون المعالم الأثرية ويتلفون مؤونة الخبز والأغذية ويسممون المياه ويغتالون الأدمغة ويتعاملون مع العدو سراً وجهراً وَيَسْبُون المعالم التاريخية والحضارية ليعودوا بسورية الحرف والثقافة والتقدم والعمران والحداثة إلى مجاهلهم المدفوع أجرها ووثنيتهم المدّعاة ديناً وهي من كل الأديان براء.

في سورية مدنية عالمية ستنتصر على الظلامية البربرية المحلية والإقليمية والدولية وفيها ميسلوناتُ بطولة ستهزم الإرهاب المجرم والجبان... في دمشق ياسمين أبيض سيطوي الحقد الأسود المستجلب من عروش مصنّعة في الخارج عشّش فيها القيح والجهل كما استفحلت فيها نهوج المهانة والخيانة.

في سورية جيش يحمي مع الله الديار ويسطّر في تاريخنا الحديث ملحمة النصر المؤزّر على الإرهاب المنظم في الغرف السوداء وعلى الإعلام الذي استمرأ جميع الأكاذيب واستنفد لغة العار التي نشأ عليها أحفاد خَيْبر ويهوذا وبن غوريون.

فتشوا عن «إسرائيل» في مغاور الأزمة السورية تجدوا أن مصلحتها أولوية في يقين المخططين الكبار وجهل مطبق لدى المنفذين الصغار.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024