إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل قاتل سياح تونس والمصلون الكويتيون في سورية؟

د. نسيب حطيط - البناء

نسخة للطباعة 2015-06-29

إقرأ ايضاً


صفعت «داعش» بتفجيرات دموية في قارات ثلاث كل المزورين والمتآمرين من أنصارها اللبنانيين وغيرهم أصحاب ربطات العنق الممولة من المملكة السعودية التي اشترت ألسنتهم وأحزابهم وطوائفهم ووسائل إعلامهم المكتوبة والمقروءة لكي يصدحوا ضد تدخل المقاومة في سورية والتي منعت الإرهاب المتوحش من التمدد إلى لبنان… وقالت داعش، سأقتل المصلين الصائمين في مساجد الكويت والسعودية الشرقية وإن لم يقاتلوا في سورية لأنهم كفار وفق الشريعة الوهابية وسأقتل السياح الأوروبيين في تونس وهؤلاء رعايا دول موّلت «داعش» وتحتضن المتطرفين التكفيريين وتساعدهم للسفر لقتال النظام في سورية والمقاومة في لبنان ومع ذلك سبح مواطنوها بدمهم بدل أن يسبحوا ببحر تونس وقطع رأس فرنسي في ليون وعلق على السياج كهدية للرئيس والحكومة الفرنسيين التي تحتضن المعارضة السورية وتشتريها السعودية بالمليارات كما تشتري الكماليات وأدوات اللذة. وهنا تؤكد «داعش» أن من يتدخل لدعمها لن ينجو من لائحة والذبح والاغتصاب… فالجميع سيصل دوره ولا مهرب لأحد حتى الأم الولود لأفاعي التكفيريين الوهابية التي أنتجت الميليشيات المعاصرة للإخوان الوهابية في القرن الثامن عشر ستصاب بحمى «داعش».

للمسيحيين في لبنان والذين يبيعهم بعض قادتهم في سوق النخاسة السعودية نسألهم… هل تدخل مسيحيو القدس الشريف في سورية حتى تنذرهم «داعش» بقرار «إسرائيلي» بوجوب مغادرة كنائسهم وبيوتهم قبل عيد الفطر تسهيلاً لقيام الدولة اليهودية واتهمتهم بأنهم عملاء «إسرائيل» وهي التي قالت «بأن الله لم يأمرها بقتال «إسرائيل» في القرآن! و«إسرائيل» التي تدعم «القاعدة» و«النصرة» وتعالج جرحاهم ليست عميلة لـ«إسرائيل»!

إرهاب «داعش» لا ينتظر أن يستدعيه الآخرون فهو وحش هائم في البلاد، بأوامر أميركية صهيونية لتنفيذ مشروع التقسيم الأميركي للمنطقة. والكثيرون هم بيادق مسلوبة الإرادة تنفذ ما يطلب منها ومصيرها كزوج العنكبوت الذي تقتله الأنثى بعد انتهاء تلقيحها وستدمر الممالك والقوميات التي تنفذ المشروع وتنتهي سياسياً وستبقى القوى المقاومة للمشروع ومن يظن انه آمن فهو واهم كمن يخبّئ الأفعى في صدره وستلسعه، كما يذبح الدواعش بعض أمرائهم أو كما تتذابح النصرة و«داعش» وجيش الإسلام في عمليات توحش باسم الإسلام الإنكليزي بفرعيه الإخواني والوهابي. وآخرهم حزب التحرير الذي لم يتذكر فلسطين يوماً مع انه ولد في القدس يطالب بهدر دم الوزير المشنوق المستقبلي بتحريض من أصدقائه والمشنوق لم يتدخل في سورية لحفظ النظام!

يقول «داعش» للذين لا يريدون الإنصات وإن سمعوا لا يريدون الفهم لتورطهم بسداد ديونهم بمقايضة المواقف بالمال وما الفارق بينهم وبين «داعش» الذي يبيع الأيزيديات في أسواق الرقة… ألا يبيعون مذاهبهم وأحزابهم إلى مملكة الخير؟

ألم يكفر بعضهم طائفته ويدعوها للعودة للإسلام الصحيح وبناء المساجد وإرسال طلبة العلم للأزهر، فأقر بكفره وكفر مذهبه سواء تحت وطأة الخوف أو القلق أو الطمع أو الرهانات الخاسرة والأحلام الموهومة بإقامة الإمارة أو الدويلة؟

البعض الآخر يقف على التل بانتظار انتهاء المعارك ملتزماً الصمت، ليعلن تأييده للمنتصر مهما تكن هويته ويبرر ان صمته كان في خدمة المنتصر اعتماداً على تأويل الصمت والكواليس… لكن فاته بأن الموصوف «بالكافر» في مفكرة الوهابية الرسمية والتكفيرية حتى لو رفع شعار الثورة السورية، بخاصة إذا كان شيعياً أو درزياً او مسيحياً او سنياً بصفة «مرتد» فيطبق عليه الحكم الوهابي «نواقض الإسلام العشرة» التي تكفره وتهادنه مرحلياً وفق فتاوى ابن تيمية «نبي» التكفيريين حتى تستجمع قوتها وتتحقق الغلبة لها، فمن يعيب ويستنكر من الشيعة خصوصاًَ او يقف محايداً عليه ان يعرف أنه غير مقبول من المملكة الوهابية ومنتجاتها التكفيرية إلا بشرط واحد وهو أن يترك مذهب «الروافض الكفار» وفق الوهابية وكتبها الرسمية التي لا تجيز نقل الحاج الشيعي من المدينة الى مكة وأخذ الأجرة منه لأنه كافر يعبد الحسين؟ فتوى رقم 19620 اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ ابن باز… وهذا قبل تدخل المقاومة في سورية!

ما يفعله «داعش» لم يكتبه هو بل ينفذ بأمانة ما كتبته الوهابية وقبلها «نبي التكفيريين» ابن تيمية ويسقطه على أرض الواقع، فأسال حبر الفتاوى المحفوظة في بطون كتب التكفير لتسيل به دماء العالم أجمعين بكل اللغات وفي كل البلدان.

هل يستفيق الحياديون الذين قال عنهم الإمام علي ع «المحايد شخص لم ينصر الباطل لكنه من المؤكد أنه خذل الحق».

هل يعود البعض الى رشده ولا يغريه المال الذي لن ينفعه عندما يصل «داعش» واخواته الى غرف نومه ليسبي اعراضه!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024