إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

السعودية تتعرّض لمؤامرة!

غسان يوسف - البناء

نسخة للطباعة 2015-07-03

إقرأ ايضاً


من خلال تسريب موقع «ويكيليكس» 60 ألف وثيقة كدفعة أولى من نصف مليون وثيقة أخرى حصل عليها في عملية اختراق لأرشيف كلّ من وزارتي الخارجية والداخلية وأجهزة الاستخبارات السعودية، لا بدّ للشخص المتابع أن يدرك أنّ المملكة العربية السعودية تتعرّض لمؤامرة كبيرة تمتدّ من طهران إلى واشنطن… طبعاً كلٌ بطريقته.

فتسريب هذه الوثائق الآن، في وقت تخوض فيه المملكة حرباً ضروساً مع الجيش اليمني مدعوماً بقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح والقوات الحوثية المدعومة من إيران، يدلّ دليلاً قاطعاً على أنّ السعودية تتعرّض لمؤامرة كبرى!

أليس من سرّب الوثائق يريد بالمملكة شراً؟ وهل يقدر على ذلك سوى الولايات المتحدة نفسها؟ في وقت تواجه فيه المملكة ما يُسمّى تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش في الشمال، حيث يسيطر هذا التنظيم على محافظة الأنبار العراقية المتاخمة للسعودية، فيما تنتشر عصابات «القاعدة» في حضرموت اليمنية جنوب المملكة! والتي تدّعي الولايات المتحدة أنها منظمات إرهابية يجب محاربتها والقضاء عليها!

السعودية التي تتهدّدها الأخطار الخارجية هي أيضاً تواجه أخطاراً داخلية لا تقلّ شراسة، فمن تظاهرات المنطقة الشرقية التي طالب سكانها بحقوقهم الوطنية وعدم اعتبارهم مواطنين من الدرجة الأخيرة لكونهم شيعة ، حيث تتهمهم المملكة بالتبعية لطهران، في وقت عانى فيه هؤلاء من استهدافهم من قبل «داعش»، وراح ضحية ذلك عشرات القتلى ومئات الجرحى ما دعا الشيخ نمر النمر- المحكوم عليه بالإعدام – إلى التلويح بأنّ انفصال المنطقة الشرقية يمثل خياراً لدى الشيعة.

وفي مناطق نجران وعسير وجيزان شمال غرب المملكة لم يعترف هؤلاء يوماً بحكم المملكة، وارتفعت أصواتهم بالانفصال عن السعودية والعودة إلى وطنهم اليمن، بحجة أنهم لن يسمحوا للسعودية بسفك دماء اليمنيين على الرغم من أنّ السعودية لم تقصّر يوماً تجاههم، فهم من يعمل في بنيتها التحتية ويشكل العدد الكبير من عداد جيشها!

أما سكان الحجاز مكة والمدينة فلم تشعر السعودية يوماً بولائهم على الرغم من مرور أكثر من ثمانين عاماً على حكم الأسرة الوهابية، لا بل فقد طالب البعض بأن تكون مكة كالفاتيكان ولا تسيطر عليها السعودية وحدها بل تخضع لقيادة دينية إسلامية جماعية تضمّ المسلمين كافة، فمكة توحّد ولا تفرّق!

أمراء الحكم الجديد في السعودية مصدومون بالواقع الجديد، فلماذا كلّ هذا الاستهداف لدولتهم؟! هل لأنهم يأوون زين العابدين بن علي رئيس تونس السابق وهو الذي استجار بهم ومن أخلاقيات الإسلام إغاثة الملهوف وإيواء المستجير؟! أم لأنهم تآمروا على «الإخوان» في مصر ودعموا السيسي؟! أم لأنهم دعموا ما يثسمّى «الثورة» في سورية بمقاتلين أشدّ من «القاعدة» وغيرها من المنظمات الجهادية في العالم؟! أم لأنهم وقفوا مع «داعش» ضدّ رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي؟ أم لأنّ قناتهم العربية تتغنى بالربيع العربي والديمقراطية أكثر ما تفعل قنوات الولايات المتحدة كـ»فوكس نيوز» و«سي أن أن» و«سي بي اس»؟!

يقول قائل: السرّ يكمن في أنّ الولايات المتحدة تريد أن تتخلص من هذه النماذج في الحكم ومن دول غير متجانسة، فمشروع الجنرال المتقاعد رالف بيترز جاهز ولا ضير في أن تصبح السعودية خمس دول بدلاً من دولة واحدة!

وعلى من لا يصدّق أنّ السعودية تتعرّض لمؤامرة أن يراجع كتابات برنارد لويس وزبغينو بريجنسكي وهنري كيسنجر ومارتن أنديك وصموئيل هانتغنتونوغيرهم من منظري السياسة الأميركية، فحدود الدم ترسم بريشة المخابرات الأميركية ومن خلفها الصهيونية العالمية، ولا يهمّ سواء تحالفت السعودية مع «إسرائيل» في ضرب اليمن وسورية وحزب الله، أم تآمرت على إيران! فالمشروع الأميركي الصهيوني يسير بخطى حثيثة ولو طأطأ المطأطئون!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024