إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

موجة الأخـونـــــة ، هل بدأ نجمها بالأفــول ..!!

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2014-01-15

إقرأ ايضاً


" الإخوان المسلمون ، نشأة مشبوهة وتاريخ أسود " عنوان لكتاب وأكثر من جزء ، وأيضاً لمقالات ودراسات لا عد لها ولا حصر ، في أكثر من بلد عربي .

نشأة مشبوهة بسبب الرعاية البريطانية أولاً ، وانتقال هذه الرعاية لأكثر من دولة سواء في العالم الخارجي أو العربي ، وتاريخ أسود لما ارتكبته تنظيمات هذه الجماعة منذ تأسيسها سواء في مصر أو سورية أو غيرها من بلاد العرب ، وأيضاً في دول إسلامية أخرى مثل الباكستان والهند وأفغانستان .

تحت راية العودة إلى أصول الإسلام والدعوة إلى التقوى ورفض البدع والعادات المستوردة بدأت الدعوة ، وما طال الزمن حتى تكشف الستر عن جوهرها وطموح قادتها السياسي وعملهم لهذا الغرض وتوسلهم العنف وتصفية الخصوم وتشكيل الجناح العسكري الضارب الذي تم وضعه في خدمة الجهات الأجنبية الخارجية سواء بالتلاعب بقواعدها تضليلاً أو عن طريق استثارة العواطف والعصبيات المذهبية وتصوير نفسها على أنها تتعرض للظلم والاضطهاد ، وقد ارتكبت أولى عملياتها في مصر وسوريا منتصف القرن الماضي وتمت ملاحقتها في مصر وحظرها في حين تابعت أنشطتها في سوريا إلى حين واستمرت في جوارها .. الأردن ولبنان وفلسطين .

الإخوان والماسونية ..!

مؤسس حركة الإخوان على الساحة المصرية حسن البنا ارتبط مبكراً بالملك والقصر، وكذلك بالعائلة السعودية بمباركة من الملك فاروق ، فهل كان البنا عضواً في المحفل الماسوني المصري ..! الملك والكثير من أصحاب النفوذ وإدارة الحكم كانوا من المنتسبين للمحافل الماسونية ، وكذلك حكام السعودية الذين باركوا حركة البنا في مصر وقدموا لها الكثير من الدعم المادي ما أتاح للحركة الانتشار واستقطاب الأتباع ، وإقامة المراكز المكشوفة في حين كانت تقيم تنظيمها العسكري السري وتنشر خلاياها بمعونة مدربين انجليز حيث كان لبريطانيا أهدافها التي يمكن استخدام حركة الإخوان في تنفيذها أو توظيفها كذراع ومخلب ضد من يقف بوجه هذه المشاريع وهكذا شكلت الحركة التحدي الأول بوجه عبد الناصر ، ولاحقاً وقفت ضد الوحدة بين مصر وسوريا خدمة للطرفين السعودي والبريطاني ، وفي حين سجلت أغلب التنظيمات والأحزاب العربية والسورية مشاركة فاعلة وتركت بصمات عديدة في الحرب الفلسطينية لم يذكر التاريخ فعلاً أو مشاركة لتنظيم الإخوان المسلمين ، أو أعضاء من هذه الجماعة ..! ( لم يذكر أن الشيخ القسام من أتباع الحركة ) فهل شكل ارتباطها السري بالماسونية حاجزاً أمام مثل هذه المشاركة أم لأن التعهد الملكي السعودي بحماية اليهود حتى تصيح الساعة هو السبب خصوصاً أن السعودية هي الممول الأول والحصري لجماعة الإخوان .

الإخوان والوهابية ..!

تذكر الوثائق المنشورة أن الاتفاق المعقود بين السعوديين ومؤسس حركة الإخوان في مصر نص على نشر المذهب الوهابي في مصر وتبنيه والعمل على الدعوة له ، وقد نفذ البنا نص الاتفاق وبدأت الوهابية تنتشر في مصر كمذهب إصلاحي ، كما ورد عنه في المناهج المدرسية ومنها ما تم اعتماده في سوريا واستمر حتى تاريخه ، وفي حين لم يتجه التنظيم الوهابي لإنشاء جناح عسكري ، اكتفى بدعم جناح الإخوان العسكري الذي رافق نشأة التنظيم ، ليس في مصر وحدها بل وفي العديد من الدول الأخرى ومنها سوريا وقد قويت شوكته في الربع الأخير من القرن الماضي وارتكب عمليات قتل وتفجير واغتيالات ، ومجازر جماعية كان أبرزها مجزرة مدرسة المدفعية في حلب ، وجدير بالذكر أن الملاحقات التي طالت قيادات الإخوان في كل من مصر وسوريا دفعت بهؤلاء إلى اللجوء إما إلى بريطانيا أو مملكة آل سعود وتوفرت لهم الرعاية والحماية حتى اليوم ، أما تعدد المسميات قبل نهاية القرن من القاعدة إلى جند الشام وجبهة النصرة ، والجبهة الإسلامية والدولة الإسلامية وعشرات المسميات فإنها تندرج في سياق الصراع على الاستئثار بالقيادة والغنائم ، ولا خلاف جذري بينها عقائدياً – لا دينياً ولا سياسياً ولا لجهة الارتباط والعمالة ، ربما تبادل للمواقع والولاءات وتقديم الخدمات لمن يدفع أكثر ، أما ما يقال عن نقمة أو غضبة سعودية على أي من هذه التشكيلات فهو أمر طبيعي في عملية استثمار وتوظيف التنظيم أو متفرعاته ، مثل عملية التجاذب بين السعودية وقطر والصراع على قيادة أكبر التشكيلات ، أما تركيا التي أحبطها الرفض الأوروبي ، واتجاهها إلى الشرق محلياً ، ورغبة الحزب الإسلامي " العدالة .. " في أن يكون له موقع هام وفاعل على الساحة فقد اتجه نحو دعم هذه الحركة الأصولية المأجورة – عقائديا من منطلقه كحزب ، رغم علمانية دولته ، واعتماداً على حلم غير قابل التحقيق في القرن الحادي والعشرين بعد أن تجاوز الزمن الأحلام ، ومنها حلم الخلافة الميتافيزيقي .

هل نستفيد من التجارب .؟.

التجارب السابقة لشعوب المنطقة مع الإخوان قدمت جانباً بسيطاً من البرهان على طموحات الجماعة في الوصول إلى السلطة في أي كيان عربي والاستئثار بها وليس المشاركة ، فالحركة بطبيعة تكوينها ترفض الآخر ، ومتفرعاتها حديثاً تغرق في أصولية تكفيرية لا سابق لها ، وتعتمد نمطاً متوحشاً في الإجرام وارتكاب الإبادة الجماعية ( سوريا مثالاً حاضراً ) لبث الرعب في أوصال الرافضين لها ، الأشد وحشية والأبعد عن الإنسانية هو هذا السلوك السادي المتلذذ بقطع الرؤوس واللعب بها وتقطيع الأوصال ، ونزع القلوب والأكباد والتهامها أمام العدسات ، وإرغام البشر على لباس محدد وسلوك محدد وطقوس محددة والانصياع لرغبات من نصبوا أنفسهم أمراء مدن وبلدات ، وقضاة شرع لا يفقهون منه غير النزوة والرغبة وقد حشروا عقولهم في منطقة وسطى ما بين الرأس والقدم ، وتفوح روائحهم كما الضباع القمامة ، التجربة العصرية السورية مع الإخوان كاملة الأوصاف ، عارية حتى من ورقة التوت ، يصفهم السوريون اليوم بأنهم " خوّان " للدين والوطن ، خانوا أهلهم فسجلوا العقوق ، وخانوا بني وطنهم فأصبحوا بلا وطنية ولا وطن ، وخانوا جوارهم فخرجوا على وصية الرسول (ص) الذي أوصى بالجار حتى كاد أن يورثه ، وقتلوا علماءهم فحق تشبيههم بالمفسدين في الأرض الذين ما جاءهم من نذير أو رسول إلا قتلوه ، وفي مصر بعد الشام بدأوا ممارسة حربهم غير المقدسة على الأمة المصرية منقلبين على وطنيتهم إذ لا وطن يعترفون أو يؤمنون به ، وكما هدفهم إعادة الشام إلى عصر الظلمة والانحطاط كذلك هي غايتهم في مصر وباقي الدول ، ومنها التي استشرفت غايتهم وباشرت بمحاربتهم والقضاء عليهم ، - الإمارات العربية - ، وما تركيا أردوغان وحزب العدالة ومملكة آل سعود ومشيخة قطر بمنأى عن مخالبهم ، وما أصدق الأعرابي حين قال : من ربى جرو ذئب .. أكله .

الإخوان الخوّان تنظيم لا علاقة له بالدين الإسلامي وما استخدام صفة المسلمين إلا كلمة حق أرادوا بها باطلا ، والواجب الديني والوطني الأكثر أهمية في عصرنا الحاضر هو محاربة هذا التنظيم بكل مسمياته وفروعه واجتثاثه جذريا والقضاء عليه ، فهو الطاعون القادم من مجاهل التاريخ والتخلف ، وإن هو إلا طبخة مسمومة أنتجتها مخابر الماسونية – اليهودية لتخريب الأديان والمجتمعات ، وقد أثبت هذا التنظيم عبر التاريخ أنه الخنجر المسموم الطاعن ظهر هذه الأمة رغم ما قدمته للبشرية من رسالات الحضارة ومفاهيم التسامح .

هامش : جنيف 2 أو غيره من مسلسل يجب أن لا يقبل المشاركون فيه أي تنظيم يمت إلى الخوان بصلة ما ، لا جبهة إسلامية ولا غيرها ، سواء أجريت لها جراحة تجميلية أو تحسين أوصاف ، ومن يقبل فإنما يرتكب إثم خيانة لقضية هذه الأمة بعد كل الذي قدمته من تضحيات .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024