إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

المناهج عند سعاده والقراءات الخمس II ـ المناهج

د. حيدر الحاج اسماعيل - البناء

نسخة للطباعة 2014-11-17

إقرأ ايضاً


ـ منهج التسلسل التحليلي ومنهج الاستقراء

المناهج عموماً، تعرف بأنها طرائق البحث في العلوم. بذلك يكون المنهج هو الطريقة التي يتبعها العالم أو المفكر أو طالب المعرفة، ليصل إلى العلم أو المعرفة بالشيء أو الظاهرة التي انكب على درسها. والأصل اللغوي لاشتقاق لفظة منهج، هو الفعل «نهج» أي سار في طريق أو اتخذ سبيلاً.

ولما كانت العلوم تختلف بمادّتها المدروسة، لذلك فإن مناهجها أو طرائق درسها تكون مختلفة. صحيح أنه هناك ما يسمى بالطريقة العلمية scientific method، العامة، مثلاً العلوم الطبيعية تنصب على درس الأشياء والظواهر الطبيعية، ومن بينها علم الفيزياء الذي يدرس الطاقة وأنواعها من كهرباء وحرارة ومغناطيس وحركات، وعلم الكيمياء، الذي يدرس العناصر كالأوكسيجين والهيدروجين والحديد والنحاس إلخ، والأجسام الناتجة عن مزج العناصر أو اتحادها في مركبات. ومنهج العلوم الطبيعية يتألف أساسياً من البنود التالية:

1 ـ الملاحظة observation.

2 ـ القياس measurement لجمع المعلومات الكميّة عن الظاهرة المدروسة.

3 ـ وضع الفرضية أو الرأي العلمي Hypothesis.

4 ـ التحقيق Verification والمقصود بالتحقيق، امتحان صحة الفرضية لإثباتها أو تعديلها أو إلغائها واستبدالها بفرضية أخرى.

هذا هو منهج العلوم الطبيعية عموماً. وعندما أقول عموماً، أعني أن هناك مناهج فرعية تختص بالعلوم الطبيعية، مثل منهج التحليل والتركيب. فإذا أردت معرفة الماء، فإنك بالإضافة إلى تبيقك الطريقة العلمية العامة، يمكن أن تحلل الماء في المختبر، لتكتشف أنه يتألف من عنصري الهيدروجين والأوكسجين بنسبة حجمين من الأول، إلى حجم واحد من الثاني H2O، كما يمكنك أن تحضر حجمين من الهيدروجين مثلاً 22 ليتراً، وحجماً من الأوكسيجين هو 11 ليتراً، وتركيبهما بفضل شرارة كهربائية، فينتج الماء. هذه العملية الأخيرة تسمى تركيباً، والتي سبقتها تحليلاً. فبالتحليل والتركيب، أمكنك معرفة الماء، أنه أصلاً مؤلف من الهيدروجين والأوكسيجين بنسبة محددة. وقد وصف علماء المنطق أهمية التحليل والتركيب في العلوم بقولهم: العلم تحليل بين تركيبين. وقصد بذلك أن المعرفة بالماء تبدأ بملاحظته، أولاً ملاحظة عامة إجمالية وهو مركب، ثم بتحليله ثم بتركيب عناصره وإنتاجه من جديد.

لا بد أن أضيف إلى ما تقدم بذكر منهج الاستقراء induction، ومنهج الاستدلال deduction. المنهج الأول يخص العلوم الطبيعية التي كنا بصدد الكلام عليها، وهو يعني جمع المعلومات المتشابهة بصورة عامة، مثلاً: إذا سخّنا الحديد وعرفنا أنه يتمدد بالحرارة، وسخّنا النحاس وعرفنا أنه يتمدد بالحرارة، وسخّنا الرصاص وعرفنا أنه يتمدد بالحرارة، ثم الزئبق والذهب والفضة، وعرفنا أنها تتمدد بالحرارة، يمكننا بعد ذلك أن نعلن التعميم العلمي التالي وهو: كل المعادن تتمدّد بالحرارة. مثل هذا المنهج يسمى استقراءً.

الاستدلال هو المنهج الممتاز للعلوم الرياضية mathematics، مثل الحساب والجبر والهندسة. حتى أن بعض المناطقة يعرِّف الرياضيات بقوله، إنها العلوم الاستدلالية hypothtico-deductive، فهي تستند إلى افتراضات نظرية بحت، تستدل منها نتائج هي النظريات والعلاقات الرياضية المتنوعة.

العلوم البسيكولوجية والاجتماعية لها مناهجها أيضاً. وقد حاول بعض العلماء النفسيين والاجتماعيين أن يطبق طرائق العلوم الطبيعية على العلوم البسيكولوجية والاجتماعية. ولكن بعضاً آخر رأى أن مادة هذه العلوم، التي هي مادة بشرية فرداً كانت أو جماعة تختلف اختلافاً جذرياً عن مادة العلوم الطبيعية الجامدة الميتة ، لذلك نظر هذا البعض من العلماء، في طرائق خاصة بهذه العلوم، نذكر منها منهج السببية Causation وجوهره المعرفة بأسباب الظواهر والأشياء، ومنهج الإحصاء Statistics وجوهره معرفة درجة الاحتمالات probability، ومنهج الديالكتيك الذي وضعه الفيلسوف الألماني الشهير هيغل، وتبناه، بعده، كارل ماركس في درسه للتاريخ والاجتماع. وجوهر هذا المنهج المنطق ، هو المعرفة بالتناقضات وحركتها وحلها. هذه فكرة عامة قدمناها عن مناهج العلوم.

الآن أين يقف سعاده في هذا الميدان؟ المنهج عند سعاده يتبع المادة المدروسة. وقد كنت ذكرت أن المناهج تتعدد بتعدد العلوم، واختلاف موادها المدروسة. لنأخذ على سبيل المثال، كتاب نشوء الأمم. واضح من مقدمة هذا الكتاب أن سعاده أراده كتاباً اجتماعياً علمياً بحتاً. هذا التعريف بطبيعة الكتاب، يساعدنا على تصور المنهج الذي اعتمده سعاده، في درسه لنشوء الأمم. على كل حال، لننظر فيما قاله صاحب الكتاب نفسه في منهجه:

أولاً: يقول سعاده في المقدمة «إن نشوء الأمم كتاب اجتماعي علمي بحت، تجنبت فيه التأويلات والاستنتاجات النظرية، وسائر فروع الفلسفة، ما وجدت إلى ذلك سبيلاً».

ثانياً: ويضيف: «وقد أسندت حقائقه إلى مصادرها الموثوقة. واجتهدت الاجتهاد الكلي، في الوقوف على أحدث الحقائق الفنية التي تنير داخليه المظاهر الاجتماعية، وتمنع من إجراء الأحكام الاعتباطية عليها» 1 . هذا لجهة كتاب: نشوء الأمم.

لجهة كتاب المبادئ، يقول سعاده في مطلع شرحه للمبدأ الأساسي الرابع، الذي نصه: «الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولّدة من تاريخ طويل، يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي» ما يلي: «يتبع هذا المبدأ مبدأ التسلسل التحليلي. فهو تحديد لماهية الأمة…» 2 .

لكن ما علاقة كتاب المبادئ بكتاب نشوء الأمم، حتى جاز أن نجمع بينهما، في موضوع المنهج عند سعاده؟ التمييز بين العلم والفلسفة، لا يعني إلغاء العلاقة بينهما. والحق أقول إنه يستحيل تأسيس علاقة بين شيئين، قبل التمييز بينهما. فإذا كانا شيئين، ولم يكونا شيئاً واحداً، أمكن عندئذٍ درس العلاقة بينهما، أو النظر فيها. أما إذا كانا شيئاً واحداً، فإن موضوع العلاقة لا يعود وارداً.

فما هي العلاقة بين العلم والفلسفة عموماً، وبين علم سعاده وفلسفته المبادئ على وجه الحصر. بالنسبة للعلاقة بين العلم والفلسفة عموماً، أحددها على نحو تبسيطي جداً بقولي، إن العلم يقدم للفلسفة مادتها. بكلمة أخرى إذا كان العلم هو العلم بالقوانين، فإن الفلسفة هي المعرفة بمبادئ القوانين العلمية.

لذلك هناك فلسفة لكل علم. هناك علم الفيزياء وفلسفة الفيزياء، وهناك علم الرياضيات وفلسفة الرياضيات، وهناك علم الاجتماع والفلسفة الاجتماعية، إلخ.

لكن لا بد من الملاحظة، أن الفيلسوف في أي ميدان، ليس من الضروري أن يكون عالماً مختصاً في الميدان نفسه. قد يوجد فيلسوف في الرياضيات وهو ليس عالماً مختصاً فيها، وفيلسوف في الفيزياء وهو ليس عالماً مختصّاً فيها. ذلك لأن الفيلسوف مهمته اكتشاف المبادئ العامة أو المشتركة، الناظمة لقوانين علم من العلوم. الفيلسوف يبحث عن الوحدة بين معارف علم من العلوم. هذه الوحدة يسميها مبدأً فلسفياً لذلك العلم. لذلك قال بعضهم، إن الفلسفة هي علم العلوم، قاصداً أنها المعرفة الشاملة للعلوم، من حيث مبادؤها العامة.

بالنسبة لسعاده، أقول، إن العلم في كتابه نشوء الأمم، هو المادة لفلسفة سعاده القومية الاجتماعية، المنصوص، عنها في مبادئ حزبه. أو أقول، إن فلسفة سعاده مختصة بالمبادئ المشتركة، لنشوء الأمم ولنهوضها بعد نشوئها.

لنعُد الآن إلى مجرى بحثنا الرئيسي. كنت ذكرت نصوصاً لسعاده، يمكننا أن نجد فيها تحديداً لمعالم المنهج، الذي اعتمده في كتاب نشوء الأمم. وقد وجدنا أن تلك المعالم ثلاثة هي:

1 ـ علمية المنهج.

2 ـ الحقائق الاجتماعية العلمية، استمدها سعاده من دراسات وأبحاث العلماء الآخرين، في الجيولوجيا والجغرافيا والسلائل البشرية والآثار والتاريخ والاقتصاد والسياسة.

أما الظاهرة الاجتماعية التي اختص بها بامتياز، فقد كانت ظاهرة نشوء الأمم. أي أن سعاده، انصب على درس السلوك الذي اتبعته البشرية، منذ نشوء النوع البشري حعتى ظهرت الأمم إلى الوجود.

طبعاً في مثل هذا البحث الواسع، كان لا بد لسعاده أن يشير إلى ما قال علماء الأرض، حول الأرض وجغرافيتها، وعلماء السلائل البشرية حول النوع البشري وتوزعه، وعلماء السياسة والاقتصاد، حول تتنظيم الجماعات في مؤسسات الدول، والأنظمة الاقتصادية وما سجله علماء التاريخ والآثار، حول العمران البشري بوجه عام، إلخ.

3 ـ إسم النهج الذي طبقه سعاده هو، كما ذكر في كتاب: المبادئ، منهج التسلسل التحليلي.

أذكّر بأن هذه التسمية، وردت في مطلع شرح سعاده، للمبدأ الأساسي الرابع. فما هي خاصة هذا المبدأ الرابع التي تفرض، أن يكون له علاقة بكتاب نشوء الأمم؟

في المبدأ الأساسي الرابع، يشرح سعاده مبدأ نشوء الأمة السورية. في كتاب نشوء الأمم، يشرح سعاده نشوء الأمم عموماً. فحيثما قصدت، وجدت أن ظاهرة النشوء هي الموضوع. طبعاً، عندما يشرح سعاده ظاهرة نشوء الأمة السورية، فإن منهجه لا يختلف بجوهره، عن منهجه في شرح ظاهرة نشوء الأمم عموماً.

لقد بدأ سعاده من الظاهرة نفسها، أي من الأمم الموجودة فعلاً أمام بصره، في عالم القرن العشرين، ثم راح يطبق البند الأول من الطريقة العلمية العامة، التي أتينا على شرحها ألا وهو بند الملاحظة، فلاحظ سعاده أن كل أمة هي في واقعها الاجتماعي مزيج بشري من عدّة سلالات في بيئة طبيعية معينة قطر .

من هذه الحقيقة الثابتة، بدأ تطبيق منهج «التسلسل التحليلي»، الذي وفّر له النتائج التالية، وهي: إذا كانت الأمة مزيجاً من سلالات في بيئة طبيعية إذن، قبل أن يكون المزيج، كانت هناك سلالات مختلفة في بيئات الأرض المختلفة، وإذن قبل ظهور السلالات والبيئات الطبيعية، كان هناك نوع بشري وأرض بشكل معين. وإذن، قبل ذلك، وجد هناك حياة وأرض، بصورة ما. وإذن قبل ذلك وجدت أرض، وليس من حياة عليها. هذا هو منهج التسلسل التحليلي.

الآن عندما أراد سعاده وضع كتاب نشوء الأمم لم يتبع الاتجاه نفسه، الذي اتبعه في منهجه. بل بدأ من البداية، التاريخية الزمنية، أي من الأرض وليس عليها حياة، فعقد فصلاً خاصاً للأرض وجغرافيتها وفصلاً خاصاً للسلائل البشرية، إلخ. حتى وصل إلى الأمة، فعقد للأمة بعد تمام نشوئها، فصلاً خاصاً هو الفصل السابع والأخير من كتابه.

تجدر الإشارة إلى أن سعاده قدم لشعبه، عماله وفلاحيه وغيرهم، كتابه بعبارة بسيطة معبرة يقدرون على فهمها مهما كانت درجاتهم في سلّم المعرفة، وذلك في قوله: «لم آتكم بالخوارق والمعجزات، بل أتيتكم بالحقيقة الراهنة التي هي أنتم». وقد ظن البعض أن سعاده قصد بهذه العبارة، كلاماً أدبياً هدفه رفع المعنوية العامة للقوميين الاجتماعيين خصوصاً، ولشعبه بوجه عام. الآن، وفي ضوء ما تقدم، فإنه يمكنني أن أقول، إن سعاده كان كلامه كلاماً علمياً. فهو فعلاً قد جاءنا بحقيقتنا، التي هي أننا مجتمع مزيج. كأني بسعاده، قد نظر إلينا فقرأ رؤوسنا المختلفة، فلم يجدنا سلالة رأسية واحدة، ولاحظ ألوان بشرتنا المختلفة، فلم يجدنا سلالة جلدية واحدة، إذ السلالة في التشابه بصفة جسدية وفقاً لتعريف علماء الاجتماع الفيزيائي physical anthropology فانتهى بملاحظته العلمية الدقيقة واستقراءاته، إلى أن حقيقتنا هي حقيقة الواقع الاجتماعي المزيج، وليس حقيقة السلالة الواحدة. هذه الحقيقة كانت نقطة ابتدائه، التي منها تسلسل تسلسلاً تحليلياً، لكي يصف الطريق الذي سلكته البشرية في الزمان حتى صارت أمماً.

لكن قبل المضي في خطتنا بالتحول نحو كتابات سعاده الأخرى، أحب أن أذكر نقطة هامة، وهي أن سعاده بالرغم من أن منهجه الرئيسي، في كتاب نشوء الأمم، كان منهج تسلسل تحليلي، إلا أنه استخدم منهج الاستقراء أيضاً. أعني منهج العلوم الطبيعية induction.

منهج الاستقراء كنا شرحناه بإيجاز، بقولنا إنه يعتمد على ملاحظة عدّة حوادث، مثل ظاهرة تمدد عدد من المعادن بالحرارة، والوصول إلى معرفة أن كل المعادن تتمدّد بالحرارة. منهج الاستقراء هذا، استخدمه سعاده في كتاب نشوء الأمم نفسه. حصل ذلك في الفصل الخامس من الكتاب، الذي عنوانه المجتمع وتطوره. يقول سعاده وهو بصدد شرح «تطور الثقافة العمرانية» ما يلي «ينتج لنا من هذا الاستقراء، أساسان للكيان الاجتماعي الأولي هما:…» 3 .

هذا من جهة. من جهة ثانية، نذكر أن سعاده عرف الأمة بأنها واقع اجتماعي مزيج. هذه النتيجة استقرأها سعاده من ملاحظته للأمم المتمدنة، واكتشافه أن كل واحدة منها، هي مزيج سلالي وليس سلالة واحدة، كما زعم النازيون والفاشيون باطلاً. الاستقراء هنا يمكننا أن نضعه في الصورة التالية.

ـ الأمة البريطانية واقع اجتماعي مزيج من الإنكليز والسكسون والنورمان… أي ليست بسلالة واحدة .

ـ الأمة الفرنسية واقع اجتماعي مزيج من الفرنك والجلالقة… أي ليست بسلالة واحدة .

ـ الأمة الإيطالية واقع اجتماعي مزيج من الرومان والأترسكيين واللاتين… أي ليست بسلالة واحدة .

ـ الأمة الأميركانية واقع اجتماعي مزيج من الإنكليز والألمان والإيرلنديين والإيطاليين واليونانيين والفرنسيين والسوريين… أي ليست بسلالة واحدة .

ـ وهذا بالنسبة للأمة البرازيلية، والأمة الأرجنتينية، والأمة الألمانية وبقية الأمم المتمدنة… أيّ واحدة منها ليست بسلالة واحدة .

إذن، الأمة كل أمة، هي واقع اجتماعي مزيج. هذا الاستقراء يقدم لنا تعريف الأمة. أما كيفية نشوئها فيشرحه لنا، كما ذكرنا منهج التسلسل التحليلي. وهذا يعني لي أن سعاده، لم يكن ملتزماً بمنهج واحد. وكيف يجوز ذلك؟ أليس يفيد ذلك تناقضاً؟ ليس هناك تناقض، بل هناك تعددية منهجية. بلى، كان سعاده مثل كل العلماء، يؤمن بأن المنهج يتبع المادة المدروسة، أو القضية التي ينصب عليها البحث. وما تعددية المناهج العلمية، إلا بسبب تعددية المواد أو القضايا أو المواضيع المدروسة. وقد مررنا على ذكر هذه النقطة الفكرية، عندما كنا بصدد الكلام على المناهج العلمية عموماً.

لنعد الآن إلى كتاب نشوء الأمم، فماذا نجد؟ نجد أن هذا الكتاب في حقيقته المذكورة، بقلم سعاده نفسه، على الغلاف الداخلي، هو كتاب «في كيفية نشوء الأمم وتعريف الأمة». إذن هناك موضوعان اشتمل عليهما الكتاب هما: موضوع نشوء الأمم، وموضوع تعريف الأمة. الموضوع الأول اقتضى منهج التسلسل التحليلي، أما الموضوع الثاني فاقتضى منهج الاستقراء.

أنطون سعاده. نشوء الأمم، المقدمة.

أنطون سعاده. مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي وغايته. المبدأ الرابع، ص 27.

أنطون سعاده. الآثار الكاملة 1: نشوء الأمم، ص 76.

2 ـ منطق زينون الرواقي والمنهج الخطابي عند سعاده

منطق زينون الرواقي: يُعرَّف علم الرياضيات الحديثة بأنه Hypothetico-deductive system: نظام افتراض واستدلال، أو نقول هو علم يقوم على إنتاج نتائج معينة من فروض معينة. على سبيل المثال أذكر ما يلي:

إذا كان الشكل الهندسي مثلثاً، فأن مجموع زواياه الداخلية، مائة وثمانون درجة. هذه القضية الجملة ، قضية شرطية رابطتها لفظة «إذا»، وهي تستند إلى مبدأ الدليل. في مثالنا هذا، الدليل على أن مجموع الزوايا الداخلية، مائة وثمانون درجة، هو كون الشكل الهندسي مثلثاً.

القضايا الجمل الرياضية، هي في غالبيتها قضايا شرطية، مثل القضايا عند الرواقيين أتباع زينون الرواقي من صور القديمة. والقضايا الشرطية نوعان، هما: قضايا شرطية متصلة رابطتها «إذا»، وقضايا شرطية منفصلة رابطتها «إمّا». والنوعان يستخدمان في علم الرياضيات. المثل على النوع الثاني، أكثر ما نجده في البرهان المعروف بالبرهان بالخُلف، أو البرهان بنقض الفرض، كقولنا: إمّا أن يكون الخط المستقيم ط، موازياً للخط المستقيم ت، أو لا يكون.

هذا النوع من المنطق، استخدمه سعاده في خطبه بصورة خاصة وملفتة، حقاً. لكنْ قبل المضيّ قدماً في شرح منهج الخطب عند سعاده، لا بد لنا من إعطاء فكرة عن أهمية المنطق الزينوني عموماً ثم عند سعاده بخاصة.

بصورة عامة، يكفي أن نستشهد بقول عالم المنطق البولوني البارز لوكاسييفيكس Lukasiewics الذي قال، في عام 1927، إن الرواقيين لم يكتشفوا مبدأ التضمن المادي material implication فقط بل كثيراً من مفاهيم وطرائق علم المنطق الحديث. والمبدأ المشار إليه هو جوهر المنطق الحديث بخاصة منطق الرياضيات الحديثة 1 .

والمنطق الرواقي، كما يصفه لوكاسييفيكس يختلف جذرياً عن منطق أرسطو من ناحيتين، هما: المنطق الرواقي منطق قضايا جمل وليس منطق تصورات كلمات ثم المنطق الرواقي هو منطق براهين استدلالية خلاف منطق أرسطو الذي كان منطق قضايا حملية جمل خبرية 2 .

ويقول ميتسْ benson Mates في مقدمة كتابه: المنطق الرواقي، إنه كان بالإمكان إنهاء سيطرة المنطق الأرسطي مبكراً لم أن مكتوبات الرواقيين درست بما فيه الكفاية 3 .

والمعروف أن الكنيسة تبنت فلسفة أرسطو ومنطقه. ولو أن المنطق الرواقي أُعطى حقه من الدرس والاعتبار لكانت البشرية وفّرت ما لا يقل عن ألفي سنة من الانتظار لنشوء المنطق الحديث المطابق للمنطق الرواقي.

وقبل البدء بإعطاء نبذة عن المنطق الرواقي، لا بد من الإشارة إلى أن هذا المنطق الذي نسميه، في زماننا، بالمنطق الحديث أو منطق الرياضيات الحديثة أو المنطق الرمزي، هو الأساس الذي قامت عليه، بالإضافة إلى العلوم الطبيعية من فيزياء وكيمياء، التكنولوجيا المعاصرة ابتداء من الراديو والسيارة إلى الكمبيوتر والإنترنت.

الآن، ما هو المنطق الرواقي الذي عرف باسم الديالكتيك الرواقي؟

إن أهم ما تجب ملاحظته في الديالكتيك الرواقي الذي هو الاسم الذي أطلقه الرواقيون أتباع زينون على منطق علومهم هو أنه يتألف من أقيسة برهانية تعتمد في الدرجة الأولى على القضايا الشرطية الجمل الشرطية في اللغة المتصلة أبو المنفصلة فهو بذلك يختلف كل الاختلاف عن منطق أرسطو الذي اعتمد قياسه البرهاني على القضايا الحملية الجمل الخبرية في اللغة . ولتوضيح هذا الفرق نسوق المثلين التاليين أحدهما رواقي والثاني أرسططاليسي:

كلّ إنسان فانٍ

سقراط إنسان

إذن سقراط فانٍ

قياس أرسططاليسي .

إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود

الشمس طالعة

إذن النهار موجود

قياس رواقي .

وقد عرف الرواقيون وخاصة في عهد كريزيبوس خمسة أنماط من الأقيسة نذكر فيما يلي أمثلة عنها كما نذكر صورها الرمزية 4 .

إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود

الشمس طالعة

إذن النهار موجود

وصورة هذا القياس الرمزية هي:

إذا م يكون ل

م

إذن ل

حيث م تفيد المقدم وهو في مثالنا السابق جملة الشمس طالعة ول تفيد التالي وهو في المثال المذكور يقابل جملة النهار موجود .

إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود

النهار ليس موجوداً

إذاً الشمس ليست طالعة

وصورته الرمزية:

إذا م يكون ل

لا ل

إذن لا م

3 لا يمكن أن يكون نهار وليل معاً

هذا نهار

إذن هذا ليس ليلاً

وصورته الرمزية:

لا يمكن س وص

س

إذن لا ص

4 أما أن يكون هذا نهاراً أو ليلاً

هو نهار

إذن هذا ليس بليل.

صورته الرمزية:

أما س أو ص

س

إذن لا ص

5 أما أن يكون هذا نهاراً أو ليلاً

هذا ليس بليل

إذن هو نهار

وصورته الرمزية:

أما س أو ص

لا ص

إذن س

ذكرنا حتى الآن الأقيسة البرهانية التي قام عليها الديالكتيك الرواقي. بقي أن نبين أهمية هذا المنطق، وفي سبيل هذه الغاية نسجل الملاحظات التالية:

يمتاز هذا المنطق أيضاً عن المنطق الأسططاليسي بالإضافة إلى اعتماده على القضايا الشرطية أنه يصلح وحده أن يكون منطقاً للعلوم عموماً وللعلوم الطبيعية والرياضية خصوصاً القديمة والحديثة. ذلك لأنه منطق دليل ومدلول ولسي منطق حامل ومحمول صفة وموصوف كما هو المنطق الأرسططاليسي. فأرسطو يركز اهتمامه عندما يقال: إنسان، على صفات الإنسان التي منها صفة الفناء فينشئ القضية التالية: كل إنسان فانٍ، في حين أن الرواقيين يبحثون عن الدليل الذي عليه يقوم البرهان الذي يكون عادة دليل علة أو دليل معلول. فدليلهم في القياس الأول على «وجود النهار» هو «طلوع الشمس». وهكذا. هذا هو منطق العلوم الفيزيائية عينه: فنحن نستدل مثلاً على وجود حرارة بتمدد الأجسام كما نستدل على مرور تيار كهربائي برؤية انحراف الإبرة في مقياس التيار عن التدريج صفر أو برؤية ضوء مصباح موضوع في الدارة الكهربائية المغلقة.

كذلك في العلوم الاجتماعية، بإمكاننا الاستدلال على وجود نظام رأسمالي من ملاحظتنا وجود مجتمع طبقات، والاستدلال على وجود أمة من وعي أبنائها لمثل عليا مشتركة أو من عصبيتهم للخير العمومي.

وفي العلوم الرياضية نحن نستدل على أن الشكل الرباعي هو شكل رباعي دائري. من معرفتنا أن مجموع زاويتين متقابلتين فيه 180 درجة فنكتب برهاناً على النحو التالي:

إذا كان مجموع زاويتين متقابلتين في شكل رباعي يساوي 180 درجة، فالشكل الرباعي دائري.

بما أن مجموع زاويتين متقابلتين في الشكل الرباعي الذي أمامنا يساوي 180 درجة.

إذن هذا الشكل الرباعي دائري.

وهو القياس الأول .

هذا مثل من الهندسة المستوية Plane Geometry أما في الهندسة الفراغية Solid Geometry فكثير من براهيننا يعتمد على القياس الخامس. مثل ذلك البرهان على أن مستقيماً ق يوازي مستقيماً ق أو مستوياً ي. نبدأ برهاننا بالقول إنه: إما أن يكون ق موازياً ي أو ليس موازياً ي.

ثم نبرهن أنه ليس موازياً ي لنستدل بعد ذلك أن ق يوازي ي. هذا النمط من البرهان عرف في تاريخ الفكر الفلسفي بالبرهان بالخُلْف أو البرهان بنقص الفرض. وهو النمط الذي اعتمده الفلاسفة لإثبات نظريتهم في قدم العالم أنظر في كتابي تهافت الفلاسفة للغزالي وتهافت التهافت لابن رشد . وقد جرى برهانهم على قدم العالم في هذا المجرى:

إمّا أن يكون العالم قديماً أو محدثاً.

لنفرض أنه محدث أي مخلوق ، إذن لا بد أن يكون محدثه خالقه قد طرأ عليه تغير ما في الإرادة كأن لم يكن يريد خلق العالم ثم أراد خلقه فأحدثه، أو في الغرض أو غير ذلك. وهذا يعني أن الله الذي هو بتعريف الفلاسفة المحرك الذي لا يتحرك أي الكائن الذي يحدث التغيير في الكون لكنه لا يطرأ عليه تغير، إنه قد تغير عندما طرأ تغير على إرادته أو غرضه أو غير ذلك. معنى ذلك أن الله لا يتغير ويتيغر وهذا تناقض قادنا إليه افتراضنا أن العالم محدث. فلتجنب هذا التناقض نقول إن العالم ليس بمحدث. فيتخذ البرهان الصورة النهائية التالية:

إما أن يكون العالم قديماً أو محدثاً

العالم ليس محدثاً

إذن العالم قديم

وهو القياس الرواقي الخامس

والحق يقال، إن المنطق الرواقي لم يكن منهج العلوم والفلسفة فقط، بل إن الفقهاء أنفسهم تبنّوه وجعلوه قاعدة أبحاثهم البرهانية. حتى أننا نجد الإمام الغزالي نفسه الذي تعصّب بصور عامة للمنطق الأرسططاليسي لم يتمكن من إغفال أهمية القيسة البرهانية الرواقية في كتبه الثلاثة: معيار العلم والقسطاس المستقيم ومحك النظر. كما أننا لا نجد فقيهاً لم يتخذ المنطق الرواقي منهجاً لعلومه الفقهية. إن ابن تيميّة ذهب أبعد من ذلك فقد ألف كتاباً كبيراً أسماه: كتاب الرد على المنطقين جعله حرباً على الاتجاه الأرسططاليسي في المنطق ودعوة إلى منطق الدليل الرواقي. ذلك لاعتقاده أنه منطق القرآن الكريم. فالآية في القرآنه هي الدليل 5 . وعندما يدعو القرآن إلى النظر في خلق السموات والأرض، فإن هذا معناه أن وجود السموات والأرض هو دليل على وجود الله. ويمكننا وضع الآية القرآنية بالصورة المنطقية التالية فنقول:

إذا كانت هناك سموات وأرض فهناك خالق

هناك سموات وأرض

إذن هناك خالق

لكن الآية الكريمة مثل كل لغة القرآن المعجزة جاءت بإيجازها دليلاً من جهة على بلاغة القرآن ومن جهة أخرى على برهانه القوي المقنع لذوي الألباب.

وقبل تمام كلامنا على أهمية المنطق الرواقي في دوائر المعرفة العلمية والفلسفية والدينية لا بد من كلمة موجزة عن الدور الهام الذي يلعبه هذا المنطق في التكنولوجيا الحديثة.

إن المنطق الرواقي الذي ظهر في حديثنا حتى الآن أنه أساس المنطق الرياضي الحديث وخاصة العلوم الهندسية هو بفضل هذه الحقيقة أيضاً أساس التطبيقات العلمية في عصرنا أي التكنولوجيا الحديثة. فمثلاً أن الحاسوب Computer صُمّم على قاعدة الحساب الحديث ومنطقه الرياضي الذي هو منطق رواقي، والحاسوب يعمل، بعد برمجته، بالطرائق الرياضية، على أساس أنه عقل رياضي ـ منطقي أصوله رواقية. كذلك الحال بالنسبة للآلات التكنولوجية الحديثة الأخرى وأخصها بالذكر ما عرف منها باسم العقول الإلكترونية. وبصورة عامة، يمكننا أن نقول، على نحو مبسط جداً، إن كل آلة حديثة إنما هي معادلة رياضية رواقية معقَّدة من المعدن.

هذه الملاحظات عن أهمية الديالكتيك الرواقي تلخصها شهادة أحد كبار المنطقيين في هذا العصر Benson Mates في قوله التالي: «إن الفترة التي سيطر فيها المنطق الأرسططاليسي لم تكن لتطول بهذا المقدار إذ كانت اختصرت لو أن بعض النصوص القديمة الرواقية درست بمقدار أكبر من العناية» 6 .

استناداً لهذه الشهادة العلمية يمكننا القول غن خضوع الدوائر الفلسفية والعلمية لسيطرة الفكر الأرسططاليسي ومنطقه قد كلف البشرية ما يقارب 1800 عاماً من التأخر في الدخول في الحضارة الصناعية والإلكترونية الحديثة.

المنهج الخطابي عند سعاده: بعد شرحنا لمنطق زينون الرواقي، نتقدم الآن إلى النظر في منهج الخطاب عند سعاده. نقول منذ البداية، إن المنهج الخطابي عند سعاده يقتضي درساً مستفيضاً لخطبه. إذ الخطب، عادة، تشتمل على أساليب الإقناع. غير أننا سنكتفي بتسجيل ملاحظاتنا التالية التي نعتقد أنها تصلح أن تكون أساساً لمثل ذلك الدرس، كما أنها تفي، ضمن حدود محاولتنا الراهنة، بالغرض المنشود:

في خطابه في دده ـ الكورة في تشرين الأول 1948 يقول سعاده وهو في معرض إقناع الشعب بأهمية الثقة بنفسه الشعور القومي الاجتماعي ومغبة التواكل:

«كل شعب يتكل على غيره يصير مطية لغيره. اتكلنا على الفرنسيين والإنكليز فماذا كانت نتيجة اتكالنا؟ الفرنسيون أتوا لتهذيبنا فهذبونا، في بضع سنوات قليلة تمكنوا بواسطة بنك سورية من سحب عشرين مليون ليرة ذهباً كانت في منطقة الاحتلال. والنتيجة أننا أصبحنا عالة على الفرنك الفرنسي وتحت رحمة الفرنك الفرنسي 7 .

هذا الكلام هو منطق رواقي وهذه صورته: إذا اتكلنا على غيرنا صرنا مطية لغيرنا من الأمم وتحت رحمتها.

اتكلنا على الفرنسيين والإنكليز

إذن نحن تحت رحمة الفرنسيين والإنكليز

القياس الأول في منطق زينون الرواقي

كذلك يفسر المقطع السابق من خطاب سعاده القياس التالي الذي سيظهر صريحاً في المقاطع الأخرى من الخطاب فيما بعد، وهو:

إما أن نكون اتكاليين أو قوميين اجتماعيين أي واثقين بأنفسنا .

نحن لا نريد أن نظل اتكاليين.

إذن نحن نريد أن نصبح قوميين اجتماعيين.

القياس الخامس في المنطق الرواقي .

لندرس المقطع الثاني من الخطاب نفسه:

«يتميز القوميون الاجتماعيون بأنهم حركة ذات غاية عظمى يحاربون من أجلها. هي عندهم أعز من أنفسهم وهي لهم معنى وجودهم لأنه على قدر عظم الغاية تكون النفوس. فالغاية العظيمة تمثل النفوس العظيمة وتشهد على عظمتها. وحيث لا غاية فلا نفوس».

كان سعاده يريد أن يقول لشعبه:

إمّا أن تكونوا قوميين اجتماعيين أو لا تكون لكم نفوس ذات قيمة.

نحن لا نريد أن نخسر قيمة نفوسنا.

إذن نحن نريد أن نكون قوميين اجتماعيين.

القياس الخامس .

وفي خطابه في بيت مري ـ المتن، وهو في صدد البرهان على أن زعماء الرجعية وقادة النظام الرجعي على ضلال لينفض الشعب من حولهم ويثور عليهم.

«يقولون إننا نحن على ضلال، فهل التعاسة التي يشقون فيها والأساليب والعقلية التي يحيون بها هي النعيم الذي يريدون؟ نحن على ضلال وهم على صواب، والحالة تعاسة وشقاء فكيف يوفقون بين هذين النقيضين؟»

«نحن على ضلال وهم على صواب، الأنظمة القائمة والحالة الراهنة ليست من صنعنا بل من صنع التعاليم التي يقولون بها هم، فلماذا لا يوصلون الشعب إلى النعيم ما دمنا نحن الضالين وهم المهتدين؟ 8

فيما يلي نضع الصور المنطقية البرهانية الممكنة لهذا المقطع:

إذا كان حاكم على هدى فشعبه ليس تعيساً.

الشعب تعيس.

إذن الحاكم على ضلال.

القياس الأول .

كذلك:

أما أن تكونوا هم على هدى أو القوميون الاجتماعيون الرجعيون ليسوا على هدى على ضلال .

إذن القوميون وحدهم هداة الشعب.

القياس الخامس .

وإننا نقع على نفس الملاحظات لو أننا تناولنا بالدرس أي خطاب آخر من خطب سعاده، أو أية افتتاحية نشرها في الصحف، أو درسنا مقاطع من رسائله التي غرضها الإقناع. لقد كان سعاده دائماً يعتمد على إبراز الدليل فيما يقول ويكتب، وإبراز الدليل، كما عرفنا عند الكلام عن الديالكتيك الرواقي، هو جوهر ذلك المنطق.

يتبع غداً الثلاثاء جزء ثانٍ أخير

الهوامش

1 Mates, Benson. Stoic Logic, University of California Press, Berkeley and Los Angeles, 1961, Introduction: p. 2.

تجدر الإشارة إلى أن سعاده ذكر في أكثر من موضع في كتاباته عن أهمية زينون الرواقي وإنتاجه. ومن ذلك ما ورد في شرحه للمبدأ الأساسي السابع حيث نقرأ ما يلي: «وبما خلّده سوريون عظام كزينون…». كتاب المبادئ، ص 49. أما نص المبدأ السابع فهو: «تستمد النهضة السورية القومية الاجتماعية روحها من مواهب الأمة السورية وتاريخها الثقافي السياسي القومي».

2 المرجع السابق، المقدمة، ص 3.

3 المرجع السابق، المقدمة، ص 2.

4 Mates, Benson. Stoic Logic, pp. 59-74.

5 الشيخ أحمد بن تيميّة الحرّاني. الردّ على المنطقيين، المطبعة القيمة، نشر شرف الدين الكتبي وأولاده، بمباي، 1949.

6 Mates, Benson. Stoic Logic, pp. 2-3.

7 جريدة البناء، العدد 54 ـ 1033، أول آذار، 1972.

8 أنطون سعاده. النظام الجديد، الحلقة 14، كانون الثاني، 1951، ص 16.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024