شكراً للامين سايد النكت وللرفيق غسان الياس، وكلاهما يحتلان في نفسي مساحة شاسعة من الحب والتقدير، عارفاً جداً ما في اعماق كل منهما من صدق في الالتزام ومن تفانٍ في سبيل القضية التي ارتبطا بها بكل عقلهما ووجدانهما وقلبهما وإرادتهما ووعيهما. وقد رغب كل منهما ان يخصّني بما حفر لديّ الكثير من المشاعر التي سترافقني حتى آخر لحظة في حياتي.
وشكر خاص اوجهه لكل امين، رفيق ورفيقة، رغبوا ان يعبروا بكلمات حلوة عن مشاعرهم تجاه رفيق عرفوه عبر تعاملهم الحزبي معه.
واني اذ اشعر بالغبطة، اشعر ايضاً بالمرارة، اذ ان المئات المئات من رفقائنا، شهداء ومناضلين، احق مني بكلمات الاطراء. فحزبنا شهد منذ بدايات التأسيس، وفي كافة الظروف الصعبة جداً، ملاحم من التضحيات والتفاني، ومن تحمّل الكثير من العذاب والالام، وكلها جديرة بان تُعرف وان يلقى اصحابها ما يستحقون من تقدير وثناء.
لقد حاولت عبر ما انشر من نبذات تتعلق بتاريخ حزبنا، ان اضيء عى مآثر، ووقفات عز كثيرة، انما هذه لا تغطي الّا جزءاً يسيراً من هذا التاريخ العظيم لحزبنا.
فالرفقاء الذين كانوا مع بدايات التأسيس ثم تولوا المسؤوليات على تنوعها، مركزياً ومحلياً، وشهدوا على ما قدمه الرفقاء والرفيقات، من تضحيات لا حدود لها، لم يحفظوا لنا – الاّ القليلين منهم – هذا الفيض من البطولات والتفاني.
عساني استطيع ان اخفف من الخسارة، فأنشر تباعاً ما اتمكن من جمعه، وفاءً لمن ناضل، وقدوة لمن سيحمل راية الصراع القومي الاجتماعي. انما ادعو جميع الرفقاء الى المساهمة في هذه المسؤولية والواجب، فحرام ان يضيع تاريخنا، بل هي جريمة ان لا يضعه المسؤولون والرفقاء في اولويات اهتماماتهم الحزبية.
قلنا سابقاً، ونكرر، ان كل شيء قد يتأجل الا موضوع تاريخ الحزب، فهو مرتبط بالرفيق صاحب الذكريات والمعلومات. فاذا رحل، دون تدوين لما تعرّف إليه في مسيرته الحزبية، رحلت معه تلك المعلومات، ولا تعوّض.
*
اكرر شكري للحبيبين، الامين سايد والرفيق غسان، ولكل امين ورفيق ورفيقة سطروا كلمات حلوة ستجعلني اكثر مسؤولية تجاه ما اقوم به، واكثر مراجعة لكل اعمالي، صحيحة او خاطئة، فلا احد منا لم يخطيء.
الا ان ما اود التأكيد عليه هو دعوة صادقة لجميع رفقائنا، الى الترفع عن كل ما يؤثر سلباً على مسيرة حزبنا، فما نواجهه، حزباً وأمة، يجعلنا نتجاوز كل شيء، ولا نرفع الا عنواناً واحداً: عافية حزبنا، ومصلحة أمتنا.
نحن بحاجة لان نحب بعضنا اكثر. ان نتمسك بحزبنا اكثر. ان نهتف كل لحظة لسورية ولسعاده، وان نبقى واقفين.
|