إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

احتفال حاشد في منفذية طرابلس بمناسبة التأسيس

نسخة للطباعة 2018-11-20

إقرأ ايضاً


أقامت منفذية طرابلس احتفالاً حاشداً بمناسبة الذكرى 86 لتأسيس الحزب في مكتب المنفذية الجميزات - طرابلس.

حضر الحفل وكيل عميد الاذاعة الرفيق شادي بركات، عضو هيئة منح رتبة الامانة الامين الياس عشي، الامناء زهير حكم وعبدالناصر رعد، منفذ عام طرابلس الامين فادي الشامي، رئيس منتدى الحوار الوطني الاستاذ عبدالله خالد، وعدد من الامناء والمسؤولين الاداريين والقوميين الاجتماعيين ومواطنين من مختلف متّحدات طرابلس.

عرّف الاحتفال الشاعر الأمين لطيف عطيه الذي قال في كلمته: "ستة وثمانون عاماً مرّت من عمر حزبنا ونحن فيك يا زعيمي تأسيساً لخلاص أمّتنا وإنارة دروبنا بالعزّ الذي أزخمتنا فيه حرارةّ وإيماناً بأنّنا ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ. ستة وثمانون عاماً ونحن من جيل إلى جيل نعمل باستمرارية تفانٍ لأجيال حاضرة وأجيال لم تولد بعد. ستة وثمانون عاماً وأنت يا زعيمنا المتيقظ النابغة الفذ تحيا في ضمائرنا والوجدان مناقباً وأخلاقاً ومبادئ وقوانين. ها نحن في ذكرى التأسيس نستمد من المبادئ التي وضعت شعور الفخر بأمة هادية للأمم فإذا بالأمة تناحر وصراعات واستقواء. نحيا مبادئك باستمرار في كل صراع، في كل اختلاف على أمر في فلسطين والعراق والشام، في لبنان الذي غدرك في لحظة جنون وتآمر وبيع وشراء. حزب النهضة واحد موحّد هو حزب سعاده".

وكان في الاحتفال وقفة مع الشعر حيث ألقت الرفيقة فرح قوطة قصيدة من تأليفها:

"حزبي أنا للوطن فداء

أبناؤه أبطال وشهداء

من أسمى أهدافه حرية من الأعداء

قوميون نحن في الحياة حتى الممات

رصاصنا كالمطر يسقي تراب البلاد دماؤنا كالماء

للأرض العطشى ارتواء

والزوبعة حرية واجب نظام قوة

ونشيد استقلال ونسورنا للجهاد مثال

لا نهاب الحروب ولا القتال

فحزبنا أوصانا بالكرامة بالشموخ والعزة

بحب الأرض ودحر الاحتلال

نحن لا نهاب الموت

والركوع أبعد احتمال

كبرنا وفينا مزايا الوطنية وعشقنا جهاداً حتى الحرية

وسنموت وحزبنا باق للأبدية

هويّتنا سورية قومية اجتماعية

للصمود نحن عنوان".

وألقت كلمة الزهرات والأشبال في المنفذية الزهرة شهد الشامي، وجاء فيها "ستة و ثمانون عام قد مضت على تاسيس حزب غايته نشر عقيدة قومية اجتماعية، تسترجع من خلالها سورية الطبيعية حيويتها وقوتها و تصبح امّة حرة مستقلة. ففي مثل هذا اليوم، تعالت اصوات النهضة لتطالب بالحرية و النظام، و لتفرض المعرفة و المقاومة، حين توصّل انطون سعاده الى انشاء قوة فكرية قادرة على تغيير وجه التاريخ. ان الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب ذو مبادئ و اسس تجعل من الناس عظماء ومن الارض وطن". بعدها كانت كلمة الطلبة ألقتها المواطنة لارا عبد الله.

كلمة منفذية طرابلس ألقتها الرفيقة فتون رعد وقالت فيها: "لا داع للإطالة والاستفاضة بالتحدث عن معاني التأسيس، لا سيّما أنّ المؤسّس هو أنطون سعاده. فاعتماد سعاده الأسلوب الواضح المباشر وابتعاده عن الإنشاء الصّرف ليسا عبثاً. من هنا، اتّخذنا في منفذية طرابلس قراراً بالعمل تحت طبقة الثرثرة الفارغة دون الالتفات إلى "القيل والقال" والتأثر بـ"ثقافة النق". أيّها السائرون في طريق النهضة، يا من انتميتم بكلّ شجاعة إلى هذه الحركة النضالية، إنّ في عيني كل واحدة وواحد فيكم بريق الوعي فلا تسمحوا لهذا البريق أن يخفت. أعلم جيداً حجم الهواجس التي تقض مضجعنا كسوريين قوميين اجتماعيين عامة وكمتفاعلين في متّحد طرابلس خاصّة. لكنّ ما سأقوله ليس شهراً. تمرّ أمتنا في أصعب الظروف وأدق اللحظات التاريخية. ليس سهلاً أن نكون أصحاب حق وحقيقة. ليس تفصيلاً أن نصمد 86عامًا رغم كل ما تعرّض له حزبنا وأمتنا: اغتالوا زعيمنا، اعتقلوا رفقاءنا، طاردونا، لكنّ عزيمتنا لم تلن. لقد سقط البعض على جوانب درب النهضة، لكنّ من استمروا في قلوبهم صلابة ترعب الأعداء، أعداء يرتجفون على وقع أبطالنا في نسور الزوبعة، أعداء تؤرقهم فلسفة سعاده الشامخ بعد 69 عاماً على استشهاده. أغبياء هم، ساذجون، أساؤوا التقدير، لم يقرؤا أنّ هذا الرجل العظيم قد أسّس لأعظم حركة في التاريخ، حركة تستمد عظمتها من حقيقة الأمة السورية التي هي من أنبل القيم الإنسانية ولا يمكن أن تتوقّف ولا أن تقف عند الصغائر. فلم تقف لا في الشام حالياً ولا هنا قبل سنوات في طرابلس أمام المشروع عينه في الثمانينات من القرن الماضي. حين كان للحزب السوري القومي الاجتماعي الدور الأساس في حماية هذه المدينة وكسر جناج الظلاميين قبل أن يخيّم عليها ويغرقها في الجهالة والعمالة. تكمل منفذية طرابلس الآن ما بدأته منذ سنوات وتستمر في كونها حجر زاوية نهضة المدينة. من هنا، نوجّه النداء إلى الأحزاب والشخصيات والنواب مطالبين إياهم بالوقوف إلى جانبنا في تحصيل حقوق شعبنا والابتعاد عن الخطاب الطائفي التحريضي والالتفات إلى الكوارث التي نعاني منها لا سيما جبل النفايات ومشكلة المياه الملوثة وإنماء التبانة وجبل محسن وتفعيل معرض الشهيد رشيد كرامي".

وختاماً تلى الامين الياس عشّي بيان عمدة الإذاعة، والذي جاء فيه:

إن حياة الأمم والمجتمعات تبنى بتضحيات أبنائها، من يمتلكون إدراكاً لحقيقتهم ووعياً أنهم ليسوا قطعاناً بشرية بل هم التعبير عن فعالية الأمة بما ترمي إليه في الوجود. هؤلاء أصحاب القوة الفاعلة في تقرير مصير بلادهم بإرادتهم المتأتية من نفس سامية بمراميها ومقاصدها. القوميون الاجتماعيون بما يحملونه من مبادئ ومثلٍ وقيم هم هذه القوة النابضة بالحرية والواجب والنظام، المدركة لحقيقتها الخيرة والجميلة، من وضعوا أنفسهم حتى الشهادة في سبيل فلاح أمتهم.

أراد أنطون سعاده، زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي أن يكون الحزب هو المعبّر عن مصالح الأمة السورية، وهكذا كان. فالقوميون الاجتماعيون يمثلون اليوم حقيقة أمتهم وسمو غايتها، ويؤكدون عند كل مفصل أن المبادئ المتجذرة في قلوبهم وعقولهم وسواعدهم هي حياة الامة سواء قبلها أصحاب مشاريع التقسيم والإرادات الأجنبية أم لم يقبلوها.الواقع يعترف بالأمة السورية وهي حيّة بعمل القوميين الاجتماعيين وغايتهم بتوحيدها وبعث نهضتها لاستعادة مكانتها في مسار التاريخ.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،

حزبكم إبتدأ عهد الصراع والبطولة، وبمحاربته في سبيل مبادئه وضعَ حداً للتخبط والبلبلة والدعوات الأجنبية والطائفية وقد تحملتم في سبيل إيمانكم الآلام والصعاب والمشاق من جميع الفئات وأثبتم أنكم حقيقة الامة الموحدة، القادرة على تغيير تاريخٍ أرادَه المستعمرُ تقسيماً وهيمنة وأردتموه وحدةً واستقلالاً وفخراً لرِفعة سورية وعزّها بين الأمم.

إن تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في 16 تشرين الثاني عام 1932 أتى لينقض مساراً طويلاً من الاحتلال والتخبط الفكري والنفسي والثقافي، هو بدء تاريخ سورية السيدة، سورية الموحدة، سورية الرائدة، والمستقلة. وكل قومي اجتماعي أينما وُجد، يشعرُ بمسؤوليته تجاه بلاده، ومن أجلها يغدو الموت شرفاً ومجداً وحياة.

الحزب السوري القومي الاجتماعي هو إرادة الأمة في تقرير مصيرها وفيه حياتها ولا يمكن أن يَصُدَّ إرادة الحياة شيء في الوجود. ليس الحزب شعارات وتعابير رنانة للتغني بها، هو حقيقةٌ سامية، وعملٌ مضنٍ في سبيل هذه الحقيقة. هو إعلانٌ صريحٌ أن في المجتمع السوري نهضة فكرية وثقافية واجتماعية أصيلة، ولأجلها مستعدون لتقديم أية تضحيات، لأننا قوم ما تعودنا إلا الحياة بالعز ولسنا قطعاناً تساق وراء مشاريع أجنبية تتحكم بمصيرنا ومشيئتنا.

"إن الحرية حملٌ ثقيل" على من يضطلع بها، ونحن قوم عهدنا الحرية، وغايتنا ثابتة وواضحة، والأمة المدركة لغايتها وحريتها هي أمة جديرة بالحياة. حياة خير وحق وجمال. أمةٌ ناهضة بإرادةِ أبنائها وفهمهم لهويتهم وقوميتهم التي آمنوا بها. وبهذه الارادة سنحقق الانتصار.

نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نفتخرُ بكل تاريخنا، لأنه تاريخُ بطولةٍ لا خنوع. نفتخرُ بشهدائنا وأسرانا ومناضلينا ونسورنا ومثقفينا والمبدعين منا.. نفتخرُ بكلِ رفيق وطالبٍ وشبل ينادي بحياة سورية. نفتخرُ بآلامنا كافتخارنا بانتصاراتنا لذا تمسكنا بالنهجِ الذي اخترناه بملء إرادتنا، رغم إدراكنا أن طريقنا محفوف بالمخاطر. إن تاريخ الحزب هو تاريخ واحد منذ تأسيسه حتى الثامن من تموز وإلى اليوم، هو تاريخُ أنطون سعاده، المؤسس، وتاريخ المؤسسة التي لا يمكن فصل شخصيتها عن شخصية زعيمها والنهج الذي أرساه في حياته واستشهاده.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،

إن المعركة الآن هي معركة شاملة وواسعة والعدوان يشن على كل الأمة من بحر بيروت إلى العراق وحتى الأردن وإن بدا بعيداً عن النزاعات تبين أنه هشاً عند أول مواجهة. بدأت سياسة التفتيت منذ احتلال العراق وتجزئته، وهو أكبر دولة نفطية في العالم، بينما يعيش شعبه تحت وطأة إنهيار الخدمات والتعليم والسيادة. وبالتالي ضربُ ظهر الأمة أي العراق كان الهدف الأول للأعداء.

شكّل ضعف وحدة الأمة وعدم تحصين الشعب والبلاد مدخلاً للعدو حيث كان "الربيع العربي" المدخل الأساسي لتفتيت العالم العربي وإنهاء المسألة الفلسطينية. والحزب السوري القومي الاجتماعي كان واضحاً تجاه ما سميَ "ربيعاً" بأن أية ثورة أو تغيير لا تكون بوصلته فلسطين هو مدخلاً لتمزيق أمتنا وضياع حقوقنا.

وعلى هذا المنوال كان العدوان في الشام، فقد استهدف هيكلية الدولة ووحدة المجتمع لاضعاف سورية الدولة إنما مناعة الشام أدت إلى صمودها وكان الخيار بتعزيز عوامل وجودها والتغييرات التي حدثت طيلة هذه السنوات هي لاستيعاب كافة الكفاءات في موكب عملية الاصلاح. من لم يتعاون في هذه العملية كان ولاؤه لدى القطري والتركي والسعودي والاميركي والغرب بشكل عام.

الحزب القومي ثقافته توحيدية وهذه ميزته في المجتمع، شهداؤنا أكدوا توحّدنا وهم من كل المتحدات والموروثات الدينية وشكّل أهم رسالة عن صورة الوحدة في سورية عموماً والشام خصوصاً. لذلك يجب أن نكون فخورين بتميّز رسالتنا ووحدة مجتمعنا وعلينا واجبات تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية في الشام والمساهمة مع مؤسسات الدولة في تطوير فهم المجتمع لهذه الوحدة وليصبح المجتمع قابل لمناقشة اي تطوير للقوانين بهدي وحدته ومنعته. وعلينا العمل مع كل المواطنين لتعزيز عوامل الوحدة لان تداعيات العدوان وآثاره كبيرة. إن إنتصارنا اليوم في الشام هو إنتصار الشعب لأن خياره كان الدولة والوحدة... وهذا كان خيارنا وتوجهنا منذ اللحظات الأولى للعدوان.

انتصرت الشام الدولة المدنية والموحدة الأراضي ورسالة القوميين الاجتماعيين كما دائما هو العمل على تعزيز وحدة الحياة لتعزيز مواجهة القرارات الدولية والتآمرية عليها وعلى لبنان والعراق وفلسطين والانطلاق لبناء أواصر من التعاون بين كل أبناء الامة.

تأتي اليوم سورية الجنوبية – فلسطين، في قلب المشهد السوري العام لتثبّت، كلما حاول المضللين رسم خطوط فرعية للصراع، أن لا خيار لأمتنا بالاستقرار والنهوض إلاً بالمقاومة ببعدها القومي وعمقها الاستراتيجي، مسقطةً مشاريع التسويات بمسمياتها المختلفة ومؤكدةً وحدة المعركة في بلادنا ووحدة مصيرها.

إننا اليوم أمام تحدٍ جديد يتمثل في تحصين وحدة شعبنا وشدّ أواصر التفاعل بين مختلف بنِيه لتثبيت الانتصار الذي حققه الجيش السوري في الشام ونسور الزوبعة ومعهم قوى المقاومة والبدء بعملية إعادة بناء المجتمع والعمران لتعزيز عوامل المواجهة والوحدة... والقوميون الاجتماعيون هم الأقدر والأفعل في تثبيت هذه الوحدة لأنها في صلب عقيدتهم وعملهم ومبادئهم ونضالهم.

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،

لستم فئة قليلة بل أنتم اللحظة الفارقة في هذا الزمن، أنتم الحق في زمن انتحال الصفة الوطنية ومحاولات أخذ الأمة لخارج موقعها في صراع الأمم. بعقيدتكم ونبذكم للتعصب المذهبي والعرقي والهويات الغريبة عن أمتكم تشكلون نهضتها ولو مرّ على أي حزب ما مرّ على الحزب السوري القومي الاجتماعي لما استطاع البقاء، إنما حقيقة مبادئه وصلابة مؤسسته ونزاهة القوميين الاجتماعيين ومِنعتهم وقوتهم وتضحياتهم وإيمانهم بمبادئهم صانت الحزب، وستصونه وتُزهق الباطل مهما كان لبوسه.

أنتم من حررتم إرادة الامة السورية من التبعية، وبنيتم بنضالكم نهج إستقلال فكري وثقافي وسياسي وهوياتي عن كل الطروحات التي كانت سائدة، ومنذ انبثاق الحزب ابتدأنا نهضة حقيقية قائمة على تعريفنا الواضح لمن نحن، تحمل توجهاً ومشروعاً قادراً على اعادة المكانة الطبيعية لسورية الامة الرائدة، القوية، الهادية بين الأمم. عليكم تقع المسؤوليات الجسام فثقوا بأنفسكم وثقوا بقضيتكم وكونوا عصبةً واحدة يكون الغد لكم.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024