إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الولايات المتحدة تواصل اتباع سياسة الإنهاك والإضعاف والتآكل البطيء في بلاد سوريا/الشام

د. بيير عازار

نسخة للطباعة 2019-09-08

إقرأ ايضاً


* وروسيا تحذر الإدارة الأميركية من قصف دمشق بصواريخ كروز وتؤكد انّ الرد سيكون ضرب القواعد العسكرية الأميركية في كامل الخليج *

على خلفية اضطراب سياسة الإدارة الأميركية تجاه بلاد سوريا/الشام ، وامعانها المقصود في تقتيل الشعب السوري وتشريده وتفتيته لغايات لم تعد خافية على العامة من السوريين ، إضافة إلى الأطماع التي تخبئها هذه الإدارة لما تختزنها أرض الشام من نفط وغاز وموقع استراتيجي يهدد أمن الدولة اليهودية وفق تعريف القاموس السياسي الأميركي وأيضاً الأوروبي ... أراني مضطراً إلى كشْف المستور عمّا ورد في المحاضرة الأخطر التي ألقاها البروفسور " ماكس مانوارينج " ، خبير الاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الأميركية ، في تل أبيب قبل سبعة أشهر وحضرها كبار الضباط من حلف الناتو وأيضاً من جيش الاحتلال الإسرائيلي .

استهلّ البروفسور الأميركي محاضرته بالقول : " إنّ اسلوب الحروب التقليدية صار قديماً ، والجديد هو الجيل الرابع من الحرب ... وليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية ، بل الهدف هو الإنهاك والتآكل البطيء لكن بثبات ؛ لأن الهدف الأخير هو إرغام العدو على الرضوخ لإرادتنا (الإرادة الاميركية طبعاً ) " .

ويضيف البروفسور مانوارينج " أنّ الهدف هو زعزعة الاستقرار ...وهذه الزعزعة ينفذها مواطنون يقيمون داخل الدولة المطلوب زعزعتها لخلق الدولة الفاشلة ... وهي عملية تُنفذ بخطوات وئيدة ببطء وهدوء إلى أنْ يستيقظ عدوك ميتاً " .

البروفسور الأميركي -- وهو ليس خبير الجيل الرابع من الحرب فحسب ، بل ضابط مخابرات سابق -- لم يكن يلقي المحاضرة في روضة للأطفال ولا في مدرسة للمعاقين ، بل أمام جنرالات كبار من الكيان الإسرائيلي وحلف الناتو وفي قلب الدولة اليهودية ... لذلك سمعناه يخاطب " الجنرالات " بوقاحة وصلف حيث يقول : " في مثل هذا النوع من الحروب قد تشاهدون أطفالاً قتلى أو من كبار

السنّ فلا تنزعجوا ... علينا المضي مباشرة نحو الهدف ، بمعنى لا تتركوا المشاعر أمام هذه المشاهد تحول دون تحقيق الهدف "(النازيون الجدد) .

وعندما سُئل : لماذا الإنهاك والتآكل البطيء بدل إسقاط الدولة/الدول مرة واحدة ؟؟!! أجاب البروفسور الأميركي " انّ استراتيجية الإنهاك والإضعاف تعني نقل الحرب من جبهة إلى أخرى ، وإستنزاف كل قدرات الدولة العدو على مراحل متباعدة ، وجعلها تقاتل على جبهات متعددة لأنها محاصرة بالضباع والذئاب المحليين من كلّ الجهات ، والتخطيط لتسخين جبهة وتهدئة جبهة أخرى ، أي استمرار إدارة الأزمة/ الحرب وليس حلّها " .

وأضاف البروفسور ماكس مانوارينج " ... ولكي لا يتمّ انهيار الدولة السريع ، لأن الانهيار السريع يُبقي على الكثير من مقومات ومؤسسات الدولة والمجتمع ، فإنّ أفضل الطرق هو التآكل البطيء بهدوء وثبات عبر سنوات قد تطول من خلال مقاتلين محليين شريرين وشرسين ، بصرف النظر عن سقوط ضحايا أبرياء ؛ لانّ الهدف الأهم هو السيطرة وتقويض المجتمع والدولة المستهدفة ، أي محوهما عبر عملية طويلة ومعقدة " . ( إنتهى كلام البروفسور الأميركي ماكس مانوارينج ) .

إن اسلوب " الإنهاك والتآكل البطيء " هو الأسلوب نفسه الذي طبقته الإدارات الأميركية المتعاقبة في العراق وسوريا واليمن وليبيا وحتى في إيران تحت شعارات برّاقة وخادعة من مثل : حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والحرب على الارهاب ... وهي ذات الشعارات التي نادت وتنادي بها المعارضات السورية في الخارج والمرتهنة -- واقعاً -- للاميركي والفرنسي والتركي والاسرائيلي إضافة إلى مشيخات الخليج ، التي وصّفت ، سراً وعلناً ، أنّ الحرب على سوريا/الشام ما هي إلا مؤامرة قادتها الاستخبارات الأميركية والفرنسية والتركية والإسرائيلية والسعودية والقطرية باعترافاتها ( رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني مثالاً ، وهو كان أقرّ في تصريحات متلفزة بالتآمر على سوريا/الشام ، كما أقرّ بأنّ معظم مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي هم سعوديون بعث بهم أمراء بني سعود وهابيو العصر ) .

هذه التناقضات داخل الإدارة الأميركية ، والسياسة الهوجاء التي اتّبعها ولا يزال رأس النظام الأميركي العفن دونالد ترامب ، تزامنت مع ما كشف عنه موقع " أخبار العالم " ، نقلاً عن رئاسة أركان الجيش الروسي ، مفادها ، انّ رئاسة الاركان تملك معلومات مؤكدة وموثّقة بصور الأقمار الاصطناعية ، انّ الولايات المتحدة قامت بتجهيز حوالى أربعين صاروخاً لتقصف بها العاصمة دمشق بين ساعة وأخرى ، وانّ صواريخ " " كروز " الأميركية ستؤدي إلى دمار شامل بالشارع الرئيس الذي تقع فيه وزارة الدفاع السورية ورئاسة الأركان ومبنى قيادة سلاح الجو السوري ؛ كذلك سيؤدي ضرب صواريخ. " كروز " إلى تدمير شوارع عديدة في العاصمة السورية .

وأضافت رئاسة أركان الجيش الروسي ، أنها وضعت منظومة " اس -- 600 " ، التي أخرجتها لأول مرة من روسيا إلى خارجها، وأرسلتها قبل بضعة أيام الى دمشق ، وهي بحالة استنفار كاملة ، وأن صواريخ " اس -- 600 " تقوم برشق خمسة عشر صاروخاً دفعة واحدة ، إضافة إلى أنها مؤلفة -- كما هي موضوعة في العاصمة السورية -- من 130 منصة إطلاق صواريخ ، أي أنها قادرة على إطلاق 3600 صاروخ خلال عشر دقائق فقط على الأهداف المعادية المنطلقة نحو دمشق ، كما أنها قادرة على تحطيم صواريخ " كروز " الأميركية قبل انْ تصل إلى أهدافها في العاصمة السورية .

ووجهت قيادة الجيش الروسي ، مرة جديدة ، انذاراً إلى الجيش الأميركي حذرت فيه الإدارة الأميركية من مغبّة ضرب دمشق ، وأكدت انّ القوات الروسية ستقصف القواعد العسكرية الأميركية في كامل الخليج ، كما ستقصف مصافي النفط في المملكة العربية السعودية والكويت وأبو ظبي ... وعندها سيتوقف أكثر من سبعين في المئة من استخراج النفط ، وسيقع العالم في أكبر أزمة طاقة كونية / عالمية ، خصوصاً وانّ الجيش الروسي لا يخشى ابداً من اتخاذ هذه الخطوة في حال أُستهدفت دمشق /عاصمة التاريخ / بالصواريخ .

هذه المعلومات نضعها برسم أقطاب المعارضات السورية في الخارج -- الأشراف منهم والأنذال -- الذين دعا البعض منهم الولايات المتحدة إلى احتلال سوريا / الشام بالكامل أمثال : رضوان زياده وسهير الأتاسي وبسام جعارة .... في حين دعا البعض الآخر الدولة اليهودية إلى قصف المرافق العسكرية والاقتصادية في سوريا أمثال : كمال اللبواني وفهد المصري وأصالة نصري ... اما البعض الثالث فقد واصل تحريضه للإرهابيين التكفيريين بمواصلة التدمير المنهجي للبلاد السورية أمثال : أحمد الجربا وعبد الباسط سيدا وجورج صبرا وبرهان غليون .... وهذا الأخير كان ادّعى مؤخراً انّ " الإخوان المسلمين " جعلوا منه واجهة لتحركاتهم " الثورجية " المشبوهة دون ان يعلم بذلك ... وهو الذي قضى نصف عمره يروّج لمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان و " اغتيال العقل " .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024