إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مؤسس العمل الحزبي في بليبل ومنطقة الودايا الأمين يوسف المعلم

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2023-12-07

إقرأ ايضاً


عندما نقول بليبل نقول الأمين يوسف المعلم، فهو باني العمل الحزبي فيها، وأحد منارات الحزب المضيئة في منطقة "الودايا" كنا قد كتبنا عنه، وانتظرنا بعد متابعة أن نحصل على المزيد عنه وعن نشأة العمل الحزبي فيها، والرفيق ألفرد أبو خليل الذي شاركَ في الثورة الانقلابية، والذي عرفناه، مهاجراً في "غينيا- بيساو" موزعاً وتاجراً لثمرة "الكاجو" بين لبنان والسنغال وانحاء أخرى في افريقيا.

المعلومات المسجلة في اللقاء مع الامين يوسف المعلم

- مواليد بلدة بليبل عام 1925

- اسم الاب: خليل

- اسم الام: مهيبة الحويك، مواليد بدادون.

الدراسة

1. في الجامعة الوطنية، عالية 1938.

2. في مدرسة الحكمة عام 1943 – 1944 ثم الى الليسيه Lycee (الناصرة) لمدة عام .

3. الحقوق في الجامعة اليسوعية، لمدة سنتين ثم توقف بسبب وفاة والده.

الانتماء

عام 1942 على يد الامين حسن ريدان الذي كان يتردد الى منطقة بليبل للصيد. تلقى منه مبادىء الحزب. هو

الرفيق الاول في بليبل.

راح ينشط إذاعياً، في المنطقة، الرفقاء الاوائل في "بليبل":

• خليل ابو خليل شارك في الثورة الانقلابية

• الفرد ابو خليل يقيم فترة من السنة في غينيا بيساو.

• ادمون فهد ابو خليل توفي

• طنوس ابو انطون، كما شقيقه الياس توفيا

• ايلي فؤاد ابو انطون بات متمولاً كبيراً، ومن انصار الحريري، كان زميلاً للسنيورة في

الجامعة

• شقيقه سمير في افريقيا

• الياس طنوس ابو خليل توفي

• المحامي انطون يوسف المعلم صاحب محل احذية في الحدث. كان نجح في امتحان للقضاة

واسقط بسبب ميوله السياسية.

• شقيقه الياس يوسف المعلم غادر الى كولومبيا وما زال مقيماً فيها.

*

في الحقوق كان معه الرفيق كامل ريدان وكامل الاسعد .

في الحكمة نشط في الندوة الثقافية وتميز في اللغة العربية والشعر والادب،

رئيسها الاب اغناطيوس مارون ٍ.

*

 عام 1954 تأسست اول مديرية تضم رفقاء بليبل ووادي شحرور. وتولى الامين يوسف مسؤولية المدير.

 المحصل: الرفيق جرجي زيدان .

 المدرب: الرفيق جوزف ابو مراد

كان، في العمل الحزبي، يسير على الاقدام من وادي شحرور الى رأس بيروت. وكان يغطي حلقات إذاعية في وادي شحرور.

 شارك في استقبال سعادة في 2/3/1947 وكان طالباً في الحكمة .

*

عمل مع الرفيق كامل ريدان و (الرفيق او المواطن) نقولا نجيب اليان في زحلة، على وضع ترويسة جديدة لجريدة "الجيل الجديد" بشكل زوبعة وتم رفع الترويسة الى سعادة بواسطة الامين عجاج المهتار.

أعجب سعادة بها وأمر باعتمادها، وقد تم ذلك قبل 4-5 اشهر من الهجوم على المطبعة في الجميزة.

رغب سعادة ان يلتقي به للتعرف عليه. استدعاه الى منزله قرب مستشفى خالدي. دام اللقاء ما يزيد على الساعتين واطلّع سعادة منه على دراسته، اوضاعه وسأله كثيراً.

عند مغادرته المنزل، وكان جورج عبد المسيح يقيم في خيمة نصبت في الحديقة متولياً رئاسة الحرس، تقدم منه وسأله ماذا دار بينك وبين الزعيم؟!.

*

كان في مجلس العمد عام 1961، عميداً للمالية. كان رأيه سلبياً بالنسبة للثورة الانقلابية، كذلك عميد القضاء الامين مصطفى عبد الساتر والعميد - رئيس مكتب عبر الحدود فيليب مسلّم(3). فيما استقال الامين مصطفى عبد الساتر، استمر (والعميد فيليب) مسجلاً اعتراضه.

لم يعد يذكر اي مهمة اشرف عليها، انما يؤكد انه اعتمد مكاناً خارج المركز للقاء الرفقاء.

عند فشل المحاولة انتقل الى شقة في بناية في رأس بيروت بفضل ناطور، وهو من بدادون ومن عائلة صهره، رئيس العائلة يوسف الحويك.

كانت زوجة الناطور تنقل إليه الطعام وحاجاته إذ تصعد الى السطح لنشر الغسيل.

*

غادر مختبئاً تحت مقعد في احدى الباصات المتجهة الى سوريا عبر شمالي لبنان، انتقل الى مرمريتا، ثم الى الاردن.

عمد الى تأسيس مطعم في عمان باسم الديبلومات مشركاً فيه الامين علي غندور الذي كان حضر الى الاردن من اوروبا، بنسبة الثلث. الثلث الثالث باسم نبيه نزال (مواطن فلسطيني).

تولى الادارة المالية في الادارة العامة المؤقتة.

نجح مطعم الديبلومات وبات مكان لقاء لفعاليات حكومية وسياسية وثقافية الخ... فأسس مطعماً آخر في مدينة جرش باسم "يا هلا". انضمت إليه الرفيقة انطوانيت صليبا. بعد فترة انسحب من المطعم،

عام 1969، بعد صدور العفو كان يهبط في مطار بيروت مع الامينين علي غندور ورامز اليازجي .

*

من معلوماته:

 كانت بليبل تتبع منفذية الغرب، قبل عام 1957 وكان وليم صعب يتولى مسؤولية منفذ عام الغرب، بعده تسلّم المسؤولية الامين كامل ابو كامل.

 الرفيق خليل ابو خليل شارك في الانقلاب واعتقل فيما كان يقوم بقطع خطوط الهاتف. الرفيق الفرد ابو خليل شارك في نقل الضباط انما لم يفشِ باسمه احد.

 الرفيق لويس مرعب (من حومال) شارك بدوره واختبأ مع الامين يوسف، ومثله انتقل الى الاردن ثم الى استراليا. (لويس كان يقود سيارة سيتروين امام وزارة الدفاع. والفرد سيارة ديسوتو ونقل فيها عدداً من الضباط).

 في مقال ل محمد درويش في جريدة الديار، بتاريخ 19 تموز 2011، يحكي الكاتب (من مؤسسة حسن صعب) عن معرض جورج زعني في الاونيسكو وفيه عن الفنانة اديل ابو انطون، من القعقور والمقيمة حالياً في باريس.

 الكابتن مأمون خضرا (من شركة عالية) اقترن من ابنته جون، وتمّ العرس في منزل الامين علي غندور.

 درس الرسم على يد الفنان قيصر الجميل (في مدرسة الحكمة)، عمل على انجاز لوحات عديدة في الاردن ثم في لبنان، يفوق عددها السبعين .

 منطقة الودايا تضم بليبل، بدادون، حومال وكانت تتبع منفذية الغرب.

وادي شحرور وبسابا (منفذية المتن الجنوبي)

اشقاؤه: 1. اسعد، 2. نمر، 3. مهيبة الحويك، 5. الدكتور يوسف، الرابع: الامين يوسف

شقيقه نمر والد هيلِين عقيلة الرفيق المحامي صباح مطر.

الرفيق ريمون ابو خليل كان مديراً لمديرية بليبل، خطف اثناء الحرب اللبنانية، وكان مديراً للبنك الباكستاني، ولم يعرف عنه اي شيء. متأهل من جوان نمر المعلم.

جرت المقابلة بحضور الرفيقين الياس عوض وكميل زيدان .

*

في الصفحات 239-244 من مؤلفه "سراديب النور"، يتحدث الأمين شوقي خيرالله عن الأمين يوسف المعلم، ننقل ذلك لمزيد من الإضائة على الحضور الحزبي في منطقة الغرب وعن كل من الأمينين حسن مكارم ويوسف المعلم.

يوسف المعلم من بليبل قضاء عاليه. قرية ولا أجمل، بعيدة قريبة، مصيف ومشتى. ربع ساعة عن بيروت.

الحزب متفشّ في بليبل منذ قديم الأيام عبر فيروس مبارك بذره الرفيق حسن ريدان(1)، في مسكبة يوسف المعلم. المسكبة تحوّلت إلى مشتل، المشتل إلى كرمة، ومديرية زاهرة من شباب بليبل وبناتها، والأزواج وزوجاتهم والعيلة.

ومن بليبل انتقل غبار اللقاح إلى بدادون فالتقى بمشاتل في وادي شحرور والشياح وبعبدا والحدث وعيناب وعين عنوب والبنّية وبشامون وشملان وعرمون وعاليه ثم مع بحمدون والجرد. الحاصل عمَّ الفكر النهضوي وقامت ورشة ما بين ضهر البيدر والبحر وإزاء المتن والشوف كما لم تتبارك غلال من زمان طويل.

الرفيق يوسف المعلم شغّيل من بيت شغيلة كادحين. فالعمل ضروري لإنتاج محتوى المعجن والمطبخ ولإقامة البيت، وضروري للعافية الروحية وضروري لتكامل المواطنية والولاء القومي والمجتمعية المشاركة.

همّهُ الأول في عمّان ألّا يبقى معتاشاً طفيلياً على أعطيات ولمّات من عبر الحدود والأهل. وكان ذا خبرة مهما قلّت في شؤون المطاعم والمقاهي الراقية، فقرّر أن يفتح مطعماً صيفياً في عمّان(2)، يكون الأول من نوعهِ في المدينة ولا يُشعرنّ أحداً بالمنافسة من أهل البلد. فاختار المكان واستأجر ونفّذ الشروط القانونية المتوجبة، وأنهى المعاملات وافتتح المكان.

ولكن موظفين في هذهِ الوزارة أو تلك، وفي دائرة ودائرة، أخذوا يلحلحون صوبه منتقدين ومبتدعين ملاحظات مع تهديد بالإقفال إذا لم يمتثل.

يوسف ابن ضيعة وفهمان وابن دنيا وابن بيئة تعرف المدينة ودواوينها وخلفيات الموظفين والقواريط والسماسرة والشحّاذين باسم القانون. فأدرك نواياهم، بل هُمس له أنْ كرّمْهم بلحسة وبهدية وما شابه ذلك. فلم يذعن يوسف المعلم لأي تهديد علني، أم إشارة مبطّنة أم نصيحة أخوية.

فماذا فعل؟ دبّج رسالة إلى وزارة أولى وإلى المحافظة وإلى وزارة أخرى وإلى دائرة وأختها، فكانت هذه المعاريض بداية دعاوى وخلافات تولاها المحامي الصديق الشهم والأريحي عطية السالم، البدوي المتخرّج من اكسفورد بكلية الحقوق.

وافتُتحت معركة قضائية تشريعية وبجانبها معركة أدبية في فن المعاريض، ودحض أكاذيب الموظفين الطالبي الرشوة.

وكبرت القصة أمام المحاكم وأمام دوائر الداخلية والسياحة والمحافظة والشرطة. ولم يبقَ إلا القصر _ حتى الآن _ فلم يتدخّل الملك، ولكن الوزراء ورئيس الوزارة صار لهم أُصبع ورأي في الموضوع. وشو الموضوع؟

مرة حول شريط المنخل على شباك المطبخ. مرة حول مهواة قاعة الطعام. مرة حول اتجاه التبريد فوق رؤوس الزبائن. مرة حول جنس الملائكة.

فلما استفحل الأمر وصدرت أوامر الإقفال ثم أوامر التأجيل استُدعيَ يوسف المعلم لمقابلة نائب وزير الدولة الفلاني، فامتثل. وعلى السؤال أجاب يوسف بحديث عن المجتمع الراقي وعن مساوئ الرشوة، وعن الأُمة وعن العروبة الحقيقية وما عاد خلص.

- الرشوة؟

- نعم يا سيدي، الرشوة. فأنا يوسف المعلم، اللبناني، أشعر في الأردن أنّي في وطني تماماً وأن عمّان مثل عاليه أو صيدا. وكل مواطن أردني هو من أُمتي. فإذا دفعت له رشوة وبرطيلاً فأنا إذن احتقره أولاً واحتقر ذاتي ثانياً. وأنا في عمّان لاجئ سياسي لسببٍ قومي في لبناني، ولثورة إصلاح. فلن أُمارس في عمّان مع أبناء أُمتي ما أنا ثائر وهارب لأجل إصلاحهِ في لُبنان.

وحاول يوسف أن يُكمل المقامة العمّانية ففتح نائب الوزير جاروراً من مكتبه وحمل مسدّساً حَسِبَ يوسف لبرهة أنه يشهره ليقتله به لأنهُ أهان الدولة الأردنية أو الموظفين المرتشين. ولكن نائب الوزير قدّم إليه المسدّس وقال:

-هذا المسدّس لي. احتفظ به في مطعمك!! وإذا جاءك أحد يطلب رشوة فقوّصه ومسّح بهذهِ الذقن! أنا أخوك.

منذ ذلك اليوم نشأت بين يوسف المعلم وآل البطاينة صداقة خالدة.

ثم ما لبث أن أصبح محافظ عمّان عصام العجلوني.

في فترة تحضير الإنقلاب للثورة القومية الثانية 1961: كان يوسف المعلم عميداً للمالية في الحزب. وبعد فشل المحاولة وبعد اختباء وتخفّ عَبَرَ يوسف إلى الأُردن حيث التجأ كثيرون من الناجين. وظلت زوجته الرفيقة هيلانة _ هيلن _ في لبنان. وكلاهما للآخر عاشق مُتيّم. فكان من أوائل ما صنع يوسف الشارد الهارب الناجي المقطوع أن فشَّ خلقهُ بقصيدة حنين ستقرأون:

بعادكِ زاد بقلبي الشقا

وصرتُ شريد الهوى والضياء

غريباً أروّضُ متن الرياح،

وبيتي مبعثر تحت السماء،

ودربي ظلام يسير لفجر

بهيّ يُعتّم كلّ بهاء.

لأجله ثُرنا لنمحوَ الظلام

ونبني مجداً قوي البناء

عراة حفاة بغير كساء.

فكم جرّحونا ونبقى كباراً

وكم أعدمونا ليبقوا هباء.

ومقهاه ديواناً لأهل الأدب والثقافة ولنخبة راقية. هناك نشأ كمثل نادٍ مسائي يرتاده مثقفو عمّان بصورة مُنتظمة، وفيه تبحث شؤون عامة وأفكار ومشاريع.

*

في الشهر الثاني عشر من العام 1980 توفي عصام العجلوني، أريحيّ عمّان الحديثة المعاصرة، وباني مستقبلها وصاحب الرؤيا الأبهى، والتقدّمي الذي ليس أمامه أحد. فرثاه يوسف في 11/12/1982 بعد عامين، في ذكراه، بقصيدة عامية اعتُبرت من عيون الشعر. وعلّقتها بنت عصام وصبايا كثيرات من عمّان قلادة في أعناقهن. وقال:

مرّت سنة وهيذي سنة. وبتمرّ،

والناس بعدها معمشقة فيها

وكل يوم بخاطري بتمرّ

مثل الشمس واليوم حاويها.

منمشي سوا بالهكون ما منفرّ

مهما الغيوم تريد تمحيها.

بتعود شمس ويوم مثل الدرّ

ما فيه عتم بالكون يفنيها.

شو عمِلتْ حتى تحطّ فيي جمر

ما بينطفي، وأحشاء كاويها؟

لذة ألم للفهم طول العمر

وحدك رفيقي، لمين بهديها؟

وإنت وين، وصفر يجمع صفر

حولي، وبعيني اصفار ماحيها.

كنت كلمة وصرت بعدها سطر

وسطور كيف العقل يحصيها؟؟

تموز إنت، وجهد ينبت زهر

الأرض الخصيبة عزّ راويها.

أنت فيها حُب وفيها نصر

يقيمها من الموت، يُحييها

*

الهوامش:

1) حسن ريدان: المنفذ، الأمين، العميد، الشاعر والأديب. للاطلاع على النبذة المعممة عنه زيارة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية WWW.SSNP.INFO.

2) مطعم ومقهى "الديبلومات Diplomate" وكان مشهوراً في العاصمة الأُردنية.

3) فيليب مسلم: قصّاص معروف وشاعر، غادر بعد الثورة الانقلابية الى الاردن ومنها الى الريو دي جانيرو في البرازيل وفيها وافاه الاجل. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info

*

الى رفقاء منطقة "بليبل" وجوارها ممن يملكون معلومات تضاف الى ما نشرناه، ان يكتبوا الينا او يتصلوا بنا


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024