إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الإنجيل الخامس

الأمين شوقي خير الله

نسخة للطباعة 2006-05-01

إقرأ ايضاً


أيها الحفل الكريم


لماذا هذا الكتاب؟


لأنه واجب نهضوي. ولأنه ضرورة في الوجدان المتوقد. ولأنه تعبير عن قلق. ولأنه نفير للتوحيد. ولأنه يذيع قراءة واقعية حول الإنجيل، وحول النصوص. وحول حقيقة المسيحية والمسيح.


وليس "الإنجيل الخامس بكتاب لاهوت. الإيمان الحقيقي لا يحتاج إلى اللاهوت.


وهذا الكتاب مستقى حصراً من الأناجيل الأربعة القانونية، ومن القرآن، ومن قراءة عملانية ميدانية جهادية كما كانت حقيقة المسيح وجهاده منذ إعتماده في عين نون على نهر الأردن لدى المعمدان، وطوال سنوات ثلاث من التبشير والصراع والجهاد ضد اليهوهية والهيكل والكهنة والسنهدرين والفريّسيين بالأخص، وضد جميع المشتقات اليهوهية. القراءة الخاصة الواقعية أنتجت هذا الإنجيل والسيرة المفصلة، والتأويل الحقيقي. وأنتجت خريطة ميدانية، مرحلة بعد مرحلة، منذ البشارة والميلاد حتى العماد حتى قانا وحتى جميع التفاصيل التي تتوّجت بالزحف الشعبي على القدس وإحتلالها والهيكل، وحتى خطبة الوداع، وإعتقاله وإغتياله وموته وقيامته وإرتفاعه إلى العلى. والعلى في قاموسنا الحيّ ليست بعبارة جغرافية ولا طوبوغرافية ولا هندسية بل عبارة رمزية صوفية، ومدرحية من الطراز الأرفع.


وشددتُ على دور مريم العذراء والمعمدان.


وشدّدتُ على ستراتيجية المسيح في تجواله المتفرق والمتواصل، وفي أراميته الأصلية وفي كنعانيته الثقافية، وفي إستقلاله الكليّ عن التوراة والشريعة والهيكل والسنهدرين، وعلى تميّزه وتفوقه التام على إبراهيم والأنبياء اليهود التوراتيين.


وأذكر أن المسيح لم يسمّ واحداً منهم ولا إستشهد بكلمة ممّا يُدّعى أنه منهم. النبي الأوحد الذي ذكره وإستشهد به هو النبي يونان السرياني في العراق/نينوى.


وقد فصّلتً المراحل الأساسية في تبشيره وتجواله وتنظيمه الحواريين ومرسليه السبعين. وشرحت المؤتمرات العقدية والتنظيمية التي عقدها بلا ريب وبالأخص المؤتمر التأسيسي الأول على هضبة حطّين قرب بحيرة طبرية. وهو ما يُسمى بموعظة الجبل . في هذا المؤتمر العام الأول دحضَ شريعة يهوه ونقضها وحوّرها 25 تحويراً حتى لم يعد لها معنى ولا تماسك. وإبتدلها " لقد قيل لكم أمّا أنا فأقول لكم" بروح المسيحية ومناقبها. ولن أغرق الآن في أطروحةِ أتمّ أكملَ نقضَ هتكَ.( ما جئتُ .. لأنتفُ).


وشددت على تقصده الموت وتجرئه عليه لكي يبرهن لتلاميذه وللناس طوال الدهر حقيقة البعث والرجاء والقيامة. وذلك هو المعنى الأعظم للفداء. وذلكم هو المعنى الأعظم للفداء. لقد علّم الإنسان باليقين الملموس أنه هو الإنسان وحده مسؤول عن خطيئته وعن التوبة وعن الغفران. نحن نمحو خطايانا لا هو، وإلاّ ظللنا عبيداً وأرقاء لدى الفريسيين والكهنة والسنهدرين. وإن تعاضدنا والمحبة والإيمان لتجعلنا جميعاً كالمسيح أبناء لله. ومن محبتنا وتحابّتنا ينبثق الروح القدس.


ورسمت خريطة انتقال المسيح ومسيرته مع تلاميذه وصحبه وتجوالهم ، والكر والفر والتباعد والعودة الى الخطة الاصلية القاضية بالذهاب الى الشعب والغلابى لتبشيرهم وتوعيتهم الى معنى المسيحية والى معنى التمرد على اليهوهية وعلى هيرود س سفاح الهولوكوست فى بيت لحم.


وضمنت الكتاب رأي المسيح بجميع من سبقوه وادّعوا أنهم أنبياء ورسل من الله الى الناس . فوصفهم بالسراقين واللصوص والمغتصبين وبالرعاة السوء . ووصف اليهود بانهم ،منذ الاساس ، ابناء الكذب وكذ ابون ،وانهم اعداء الانسان والبشرية قبلا وبعداً طالما لم يشهدوا انه هو المسيح وانه مرسل من الله .


وضمنت الكتاب "الانجيل الخامس "مقاطع من القرآن ، اساسية ومفصلية ومحكمة ،كيما ابرهن بالنص القاطع على وحدة الايمان الجوهرى فى الكتابين. وهل بين الاسماء الحسنى لله الواردة فى القرآن اسم واحد لا يوافق عليه الانجيل ؟ وهلاّ تستغربون ان الانجيل كله لم يتلفظ مرة واحدة بأن المسيح اله؟ بل هو المسيح= ابن الانسان = فوق جميع الآلهة ، كما هم فى الثقافة السابقة له ،وفوق جميع من سبقوه ،ولكنة دون الله معرفة وقوة. وهذا وارد فى الانجيل.


والمسيح وحده فى العالمين ،فىالانجيل كما فى القرآن ، وُلد من الكلمة والروح والبشرى والايمان ، بغير أب بشرى .فهو ابن الله وليس ولده .الولد من الجسد والابن من الروح.


وشددت على الفخ الذهني المتحصل من جمع الانجيل والتوراة اليهوهية فى مجلد واحد .انه لخداع كبار ومقصود ،وقد رفضته قطعا وسأعمل على ابتداله بمجلد يجمع الانجيل والقرآن .


الايمان الواحد والحقيقي والمشترك ينبع من الله وينبثق منه وحياً وقدوة. وهو فى الكتابين يعترف بالمسيح عيسى ابن مريم بجميع اعماله ومواصفاته ورسالته :بالحروف وبالتأويل وباللفظ .وأمّ الخلاف مع اليهوهية :هل جاء المسيح أم لا؟.


لقد جاء بلى ! وخسئ من ينكرونه ولا يتحسسون الرجاء الذي بثّه فى الانسان الى مدى الدهر .الايمان فى الكتابين واحد احد . والتنوع هو فى التشريع ، اي فى الاجتماع والبيئة .وليس المحكمُ كالمتشابه.


القداس المارونى الأصلي، بالسريانية، كان يقول يا يهودويَ لا ملكوتو لا نبيوتو لا خمروتو. وقد ألغت الرقابة اللاتينية هذه الآية الماحقة .ولو كان تيودوريتس حياً لما ألغاها .والمسيح على الصليب خاطب الله إيلوهي إيلوهي لوُ شبقتلي !!أي لاتتخلّ عني ! ولم يعاتبه لأنه تخلّى عنه .


ايها الحفل الأكرم . لا اتقصد تملقاً ولا لقباً.حسبي النهضة هوية ولا لقبا . هذا الكتاب مسؤوليتي وحدي وليس يتحملها معي احد، ولم أتلقّ أي أمر أم تكليف كي اكتبه .النهضة مطلقاً كلفتني من ضمن المهمة العظمى ان نذهب الى الشعب .هناك المعركة والصراع والمصير .وهناك يُبتنى الإنسان الجديد والمجتمع الجديد والعروبة الجديدة .وهناك تنصهر المعقيدة فى الاخلاق والمناقب والتعامل ومع الشرف والحقيقة والمعتقد ، وفي انها رمة حرب على المفاسد .والباقي حشو وترف.


وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا =وأمّرنا = مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميرا. Arabisme Affectif Arabisme Effectif


ونحن ، وان كنا اولاد أبائنا وامهاتنا ،الا اننا أبناء النهضة . الولد للجسد .والأبن للروح وللمعرفة وللعقل والجهاد. وبغير المعرفة والعقل والجهاد نبقى في نيو جاهلية ونبقى هنوداً حمراً أمام المد الاستعماري الجديد وامام اليهوهية ومشتقاتها .وبغير رسوليتنا الكنعانية والارامية فهويتنا العربية هباء وغباء .العقيدة ليست افيوناً بل نور هاد في اصعب معركة وجود في التاريخ .ولا يخادعنّ احد نفسه ولا يراودنّ عقله فيصدق كلمة من ذئاب الاستعمار ومن الاغتصاب الصهيوني ومن ثرثرة الوعد اليهوهي وارضى الميعاد.ولو كان هذا الوعد صادقا لكرره الانجيل ولكرره القرآن .فتباً للوعود الكاذبة.


نحن فيلق جهاد وملكوت لا نزيغ ولا نُزاغ ، ولا نكذب ولا نُكذَب . وديننا الصدق والحقيقة والتعاقد على الأمر الخطير الذي طالما ساوى ويساوى وجودنا .فمن تعب فلينسحب ،ومن ثابر فالجبهة موجودة بحسب امكانياتكم ونخوتكم وعزيمتكم .


الانجيل الخامس هو تتمة لكتابين عندنا اسمهما :"الاسلام في رسالتيه "و"الصراع الفكري في الادب السوري".


يقيني أني ثلّثتهما بعد جهد مكثف في اللغة وأسرارها وجذورها وجوامع الكلم والتأويل المعاصر لمعاني الانجيل .يقيني الغلاب انه ما من بلاغ حقيقي بغير الغوص فى الجذور وتطوّر معانيها وصقلها وجلّيها، ومراحل صياغتها واستعمالها وتأويلها .فاللغة القومية هي مستودع حضارتنا وتاريخنا .


وما عرف التاريخ نبياً أخرس .


أخيراً ، لم أبطّن الكتاب أي مرجع مرّقم من الإناجيل. فمن شكّ فيما يقرأه من الكتاب فليراجع الإنجيل! وهكذا يقرأ الإنجيل الأكثرون المكتفون يما تكليه عليهم الطقوس المبرمجة والمتكرّرة. ورأيي أنها ليست بكافية لمن أراد تعمقاً.


فما لم يعمّم أهم من المتداول وعسى أن تسمعوا عن ترجمة هذا الكتاب الى الفرنسية والى الانكليزية وربما الى سواهما .


أخيراً أشكر:



· نقابة الصحافة ونقيبها صديق السجن والإعدام وسراديب النور


الاستاذ الامين محمد البعلبكي .


· ودار بيسان العامرة والجامعة .


· ومؤسسة سعادة للثقافة ،ونخوتها المتعددة .


· والاستاذ المهندس علي غندور .


· والاستاذ المهندس سمير خير الله .


واشكر كذلك من لست اسميّه سواء أحضر أم تغيب فله فضل سابق ولاحق .


واشكر جميع الحاضرين الذين لّبوا الدعوة .



والسلام عليكم



*كلمة الأمين شوقي خير الله التي ألقاها في ندوة تقديم كتابه في نقابة الصحافة اللبنانية في 18 كانون الثاني 2005. ومن المتكلمين: نقيب الصحافة محمد البعلبكي والمهندس سمير خير الله.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024