إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

جميل جابر... سيرتك بوصلة نهتدي بها إلى الصراع وبلوغ القمم العز

معن حمية

نسخة للطباعة 2010-09-30

إقرأ ايضاً


عندما نستعرض سير المناضلين القوميين الإجتماعيين، نجدها زاخرة بالعطاء وحافلة بوقفات العز، وما من قومي إجتماعي إلا وأدى قسطه للعلا، بما بذل من تضحيات جسام في سبيل إنتصار النهضة وفلاحها. وسيرة المناضل القومي جميل سليم جابر، هي واحدة من السير النضالية التي تحفز على عشق النضال وقيم التضحية في سبيل قضية تساوي الوجود.

الرفيق جميل جابر، المناضل القومي المخضرم، الشجاع، الصلب والمقدام، خبرته ساح الكفاح القومي بهذه الصفات، وهي صفات، تشكل عقيدة الحزب ومبادىء النهضة مرجعها الأول بوصفها عقيدة محيية لكل من آمن بها.

حين إنتمى الرفيق جميل جابر إلى الحزب، في العام 1955، لم يكن قد بلغ سن الثامنة عشرة بعد، لكنه في لحظة الإنتماء بلغ حقيقته المجتمعية، فشكل إنتماؤه نقطة التحول التي وضعته في مواجهة الصعاب، فأثبت جدارة في هذه المواجهة، وكسائر رفقائه القوميين، إندفع في النضال، بإرادة لا تلين، مشتركاًُ في معارك الحزب، التي خيضت دفاعا عن فلسطين في مواجهة العدو اليهودي، ودفاعاً عن لبنان في مواجهة نظام طائفي موغل في الفساد والتخلف ومن أجل تثبيت وحدة الأرض ووحدة الشعب في كل الأمة.

لم يسلم الرفيق جميل من عتمة السجن وظلم السجان، فقد اعتقل على اثر الثورة التغييرية التي قام بها الحزب في مطالع ستينيات القرن الماضي، وذلك اثر مهاجمة منزل الأمين الراحل أسد الأشقر في ديك المحدي، حيث كان هناك، فقضى في السجن ما يزيد على العام ونصف العام.

لم تعرف حياة الرفيق جميل جابر الهدوء يوماً، فهو كان دائم الحركة، متحملاً المسؤوليات الحزبية، فقد تحمل مسؤولية مدير مديرية بوارج مرات عدة، ومسؤولية مدرب فيها أكثر من مرة، ثم عضواً في هيئة منفذية زحلة، ناموساً حيناً وناظر تدريب أحياناً كثيرة، وانتخب عضواً في المجلس القومي في دورتين متتاليتين، مندوبا لمنفذية زحلة.

لم يقتصر حضور الرفيق جميل في نطاق متحدة الإجتماعي بوارج، ولا ضمن نطاق منفذية زحلة، بل في مواقع عدة، فقد عين في سبعينيات القرن الماضي ناظراً للتدريب في منفذية الضاحية الجنوبية، حيث شهد من موقع مسؤوليته، أشرس المواجهات ضد قوى المشروع الإنعزالي التقسيمي.

كان الرفيق جميل جابر، قدوة لرفقائه حيثما حل، فهو المعروف بالشجاعة والإقدام، والتمسك بقيم الحرية والواجب والنظام والقوة، حتى غدا محل تقدير كل من عرفه، ولأنه آمن بفكر المعلم سعاده، وكان واحدا من الأوفياء لقسمهم استحق وسام الواجب، وناله تقديرا على التزامه وعظيم تضحياته. فهو الرفيق الذي لم يتخل عن التزامه لحظة واحدة، حتى اللحظة التي عجز فيه فؤاده عن مواجهة الأزمة القلبية، فرحل، في أوائل شهر ايلول، وهو على يقين، بأن النهضة التي آمن بها، مصيرها أن تنتصر.

عرفتك يا رفيقي جميل، مناضلاً من معدن النهضة، فلك كل الوفاء، وستظل سيرتك كما سير سائر المناضلين القوميين، البوصلة التي نهتدي بها إلى الصراع حتى بلوغ قمم العز..


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024