الى روح الـذي قـال : " أنا لايـهـمـني كـيـف أمـوت ، بـل من أجـل ماذا أمـوت " ، فكان جهـاده حيـاة هـداية تسيـر عـلى الأرض ، وكانت وقـفته في مـواجهة المـوت بطـولة تـُحـلـّق الى أعالي السماء لتـنصهـر الهـدايـة بالبطـولـة والبطـولـة بالهـدايـة ، فيـولـّد من هــذا الإنـصـهــار إنســانـنـا الجـديـد الذي تمتـد مطامحه الى ما لا تستطيع الملائكة تصوره .
والى روح كـل مجاهـد حـر أو شهـيـد من أبنـاء بـيئـة الهـلال الســوري الخصيـب ، ومن أبنـاء العالم العربي الحبـيب منـذ بـداية التاريخ الى نهاية التاريخ أقـدم هـذه الخـواطـر في تـموز ذكـرى يـوم الفـداء :
قـل للـذيـنَ الى السـلامـة ِ ســارعـوا
وإلى المعـيشـة ِ بالمـذلـة ِ أسـرعـوا
واستجبـنوا خوفَ المنون ِ ومارسوا
عـيشَ السفالة ِ، والـدنـاءة َ شـرَّعـوا
وتـنـافســوا بـغـبـائهـمْ وبـغـائـهـمْ
وبـعـيـشـة ِ الـذلّ الكـريه ِ تـمتـعـوا
يا أيـهـا الأنـذالُ خــابَ رهـانـكـمْ
فالعمرُ من غـيـر ِ الكـرامة ِ جـعـجـعُ
والموتُ من أجـل ِ الكـرامة ِ قـيمة ٌ
عـُـلـيـا وعـُمـرٌ للأكــارم ِ أروعُ
لا يُـنـقـذ ُ الإنســانَ من ظـُلـماتــه ِ
فـكــرٌ بـلـيــدٌ مـسـتـذلٌ خـانــعُ
بـل يُـنـقـذ ُ الإنسـانَ من ويـلاتـه ِ
فـكــرٌ أصـيــلٌ ثـائــرٌ مـتـدافــعُ
لا يُـصلـحُ الـدنـيـا عـجـيـجُ ثـقـافة ٍ
بالحـقـد تـنبحُ ، بالخراب ِ تـُجـعـجـعُ
بـل يُصلـحُ الـدنيا ثـقـافـة ُ نـهـضة ٍ
صرعتْ تـنانـيـنَ الـفساد ِ وتـصرعُ
لا يُــرشــدُ الأجـيـالَ نـحـو رُقـيِّهـا
خـَـرَفٌ تـقـالـيـدَ الغـبـاوة ِ يـتـبـعُ
بـل يُـرشــدُ الأجـيـالَ وعيّ ٌ هادفٌ
قـمـمَ الـرقيِّ يـطـالـُهــا ويـتـابــعُ
لا تـُـنـشيءُ الـزمنَ السعيـدَ مـذاهبٌ
سنـنَ الضغـينـة ِ والشقـاق ِ تـُشـَرّعُ
بـل تـُـنـشيءُ الـزمنَ الجميـلَ عـقيدة ٌ
روحَ الأخـوّة ِ والـمحـبـة ِ تــزرعُ
لا يـنـفـعُ الأمـمَ المـريضة َ فخـرُها
بـمآثـر ٍ ذهـبـتْ ولـيسـت تـرجــعُ
بـل يـنـفـعُ الأمـمَ البطولة ُ في الحياة ِ
وغـيـرُ ذلـكَ لا يـُفـيـدُ ويـنـفــعُ
لا تحـفـظ ُ الـوطنَ العـزيـز غـرائـزٌ
لـجـهـالـة ٍ وغـبـــاوة ٍ تـتـشــيَّــعُ
بـل يحـفـظ ُ الـوطنَ الكـريمَ طـليعة ٌ
بـبـطـولـة الـفـكـر ِالـمـُحـِّـب ِتـُصارعُ
لا يصـنـعُ الـتـاريـخَ شـــعـبٌ خـامـلٌ
بـل يـصـنـعُ التـاريـخَ شــعـبٌ مبـدعُ
فـلـيتـعـظ ْ مـنْ ظـنَّ أن هـلاكــهُ
بالخـوف ِ يُمنَـعُ أو بجـبن ٍ يُـدفـعُ
فـقـط البطـولة ُ والـفـداءُ كـلاهـما
درعُ الـتـحـرر ِ والـدواءُ الأنـجـعُ
فـالعـزّ ُ تخـلـقـهُ البطـولة ُ والفـدى
والـذلّ ُ في درك ِ الحـقـارة ِ يـقـبعُ
تموزُ أطـلقَ في الـوجـود ِ كـهـاربا ً
بنـضارة ِ الحـق ِ المبـين ِ تـشعشعُ
تـمـوزُ أرسى للحـيـاة ِ حـقـيـقـة ً
بصوابهـا قـيـَمُ المعـارف تسطـعُ
تــمـوزُ أشــعـلَ ثـورة ً روحـيّـة ً
إلا َّ بـما يُـرضي العـُـلى لا تطـمعُ
تـمـوزُ رسَّـخ في النـفـوس ِ قـضية ً
الـعـدلُ فـيـهـا الثـابـتُ المـتـوسـعُ
تـمــوزُ قــدّمَ للحـيـاة ِ ضـحـيَّــة ً
مُـثـُـلَ البـراءة ِ والطـهـارة ِ تـجـمعُ
تـمـوزُ كـانَ رســــالـة ً ثـوريّــة ً
عن كـل حـق ٍ في الحـيـاة ِ تـُدافـعُ
تـمـوزُ صـارَ حـقـيـقـة ً محسوسة ً
خيـرُ الشعـوب ِ طمـوحُها والمـطمعُ
تـمـوزُ بـاق ٍ نـهـضـة ً خـلا ّقــة ً
منهـا الجـديـدُ وكـل حُسن ٍ يـنبـعُ
تمـوزُ في ثـغـر ِ الصبايـا بسـمة ٌ
عطرَ الأمان ِعلى الشعـوب ِ تـُوَزّعُ
تمـوزُ في الجـرح ِ الثخين ِ إرادة ٌ
لا تـلـتـوي مهما المصائبُ تـُفجِـعُ
تمـوزُ في عـرس ِ الشهادة ِ بهجة ٌ
أفـراحـهـا عـمُـرتْ ولا تـتـقـطـعُ
تـمــوزنا حَـجَـرٌ صـبـايـانـا بــه
صفعـتْ وجـوهَ المجرمينَ وتصفعُ
تـمـوزنـا جـرحٌ بـصـدر ِ مناضـل ٍ
في وجه أعـداء الحياة ِ يـُلـعـلـعُ
تـمـوزنـا نـبـلُ الشهـيـد وعـزُهُ
كأسَ الكـرامة ِ بافـتـخـار ٍ يجـرعُ
هـذا الـذي تـمـوزُ رسَّـخ نـهـجَـه
ومضى عـزيـزا ً للعــُلى يـتـطـلعُ
ولسوف يبقى في الوجـود ِ منـارة ً
وبهـا الـخـبـايـا والخـفـايـا نـقـشعُ
ولسـوف نبقى أمة َ الأحـرار ِعـنْ
قـيـَم ِ العـدالة ِ والســلام نـدافــعُ
ولســوفَ نـبـقى أمـة َ الإبــداع
تبتـكـرُ الأجـدَّ وكـلَّ ســام ٍ تـبـدعُ
ولسوفَ نبقى صاعــقَ التـغـيـيـر ِ
أطـوارَ العـلاء ِ نجـوزهـا ونـتابعُ
ما هـمـّـُنـا لو كـلُّ أشرار ِالوجود ِ
على عـداء حقـوقـنا قـد أجـمـعـوا
بـل هـمـّـُنـا أن نستـمـرَ طـليـعـة ً
للحـق ِ تـعـمـلُ للحـيـاة وتـُبـدعُ
قد كان تموزُ التحوّلَ في مسيـرة ِ
شـعـبـنا ، وبـه ِ الصباحُ سيطـلـعُ
هــو يقـظة ٌ خـفـقـتْ على الدنـيـا
بأبهى ما يكـونُ وما يشـع ويسطـعُ
نبضت بأرض ِ الـرافـدين بطـولة ً
وبأرض ِ غـزة َ عاصفا ً لا يُـقـمـعُ
وغـدتْ بلبنان إنـطـلاقـة َ ثـورة ٍ
عـلمَ الإصالة ِ تستـعـيـد ُ وتـرفـعُ
ومـرؤة ً خـفـقـتْ بأردنـنـا ولـمْ
تـقـبـلْ بما فرضَ الغـزاة ُ وصنـّعـوا
وبأرض ِ الكويت ِ العـزيـزة ِ نـخـوة
من فـجـر ِ ملحـمة ِ الخـليقـة ِ تـنـبعُ
وتزوبـعـتْ في الشـام روح َ طليعة ٍ
طـُغيانَ منْ ظـلـمَ الشعـوبَ تـُزعـزعُ
هيَ سوريا لن تـنحني مهما طـواغيتُ
الشـعـوب من القـراصن ِ جَـمـَّـعـوا
يـا أيـهـا الأحـرارُ أثـمـرَ جـهـدكـمْ
فـتعاونـوا وبـذورَ عـزكـمُ ازرعـوا
لا تـيـأسوا مهما يـقـلُ حـصادكـمْ
إنّ القـليـلَ من الحـصاد ِ الأنـفـعُ
فبـدايـة ُ الإصلاح ِ يـقـظـة ُ صالـح ٍ
وبـدايـة ُ النهـر ِ الكـبـيـر ِ المنبـعُ
إنّ الصلاحَ بغـيـر وعيّ ٍ بـاطــلٌ
مهـما الـدعـاة المارقـون تـذرّعــوا
لنْ يُـولــَدَ الإصلاحُ إلا َّ عنـدمـا
أهـلُ الصلاح ِعـلى الصلاح ِ يُوقـّعـوا
من لا يـثـورُ على الخـراب وأهـله ِ
هيهـات يكـتـشف الطـريـقَ ويقـشـعُ
إنّ الـبـدايـة َ للـتـفـوّق ِ يـقـظـة ٌ
أبـدا ً الى خـيـر المحاسن تـنـزعُ
تـمـتـدُ ما امـتـد الـزمانُ مضيئة ً
وشعاعُـها بسنى الهـُدى يـتـوزعُ
ما قيمة ُ التاريخ انْ لمْ نـنـتـفضْ
ونصون تاريخـا ً يليـق ونصنعُ ؟!
ما قـيمة ُ الإبـداع ِ انْ لمْ نبتـكـرْْ
نمطا ً سليب حـقـوقـنا يسترجـعُ ؟!
ماقيمة ُ الأقـوال ِ انْ لـم تـقـتـرنْ
بـفـعـالـنا والى التـجـدد ِ تـدفـعُ؟!
ما قيمة ُ الأعمالِ إنْ لـمْ نستـعـدْ
أمجادنـا وعلى العـمار ِ تـُشـجـِّـعُ ؟!
ما قيمة ُ العيش ِ الذي فيه انـتهتْ
روحُ النهـوض ِوللميـوعة ِتـخـضعُ ؟!
فـقـط البناءُ سبـيلـنا ، وطموحـُنا
أن لا تـنــوء زنـودنــا والأذرعُ
فالـذلّ ُ داءٌ مـاحــقٌ لا أبـشـع ُ
والـعــزّ ُ عـطـرٌ منعـشٌ لا أنـفــعُ
واللهُ يسمـعُ من يـثـورُ لعـزه ِ
ودعـاءَ من لـمْ ينـتـفـض لا يسمـعُ
خسيء المتاجرُ بالـدعاء ِولمْ يفـزْ
أبـدا ً ذلـيـلٌ خانـعٌ مـتـقـوقــعُ
فـقـط اعملوا قـالَ الإلـهُ وجاهـدوا
والنـصرُ يُكـتـبُ بالصراع ِِويُـصنـعُ
قــل للذيـن على العـمالة ِ عاهـدوا
وعلى خـيـانـة شـعبهـمْ قـد وقــَّعـوا
إنّ الخـيـانـة َ وصـمـة ٌ أبـديـة ٌ
سـتبـيـدكم من غـيـر ِأن تـتوقــّعـوا
لا نصر في هـذي الحـياة مـؤكـدٌ
إلا ّ َ إذا دامَ الـفــداءُ يُـزوبـعُ
تمـوزُ يعـني أن يكـونَ لســوريا
أمِّ ِ الـرسـالات ِ المكـانُ الأرفــعُ
تمـوزُ يعـني أن يـعـودَ لسـوريـا
صدقُ العـروبة ِلا النـفـاقُ الأشـنـعُ
تمـوزُ يـعـني أن نصوغَ عـروبـة ً
لا تـنحـني أبــدا ً ولا تـتسـكــعُ
هـذي ثـقافـتـنا ثـقـافـة ُ نـهـضـة ٍ
قـمـعـتْ مفاهـيـمَ الضلال ِ وتـقـمعُ
وتـظـلُ تـنسفُ مااستجـدّ من الفساد ِ
ولا تـكـفّ ُ عن الصراع ِ وتـرجـعُ
تـمـوزُ يـعـني أن نـظـلّ َ زوابـعـا ً
أفــقَ الحـضارة ِ والـرقيِّ تـُوَسِّـعُ
ونـظـلُ نمـعـنُ في الصعـود ِ تساميا ً
وعن السموّ من المحال ِ تـراجـُـعُ
|