إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«أحرار الشام» تسعى لوراثة الجماعات المسلحة سياسياً بالتفاوض على الزبداني والفوعة بدفع تركي

نضال حمادة - البناء

نسخة للطباعة 2015-08-13

إقرأ ايضاً


ليس من الصدفة أن تقصف دمشق يوم الإعلان عن هدنة ثلاثة أيام في الزبداني والفوعة، حيث أوكل المسلحون المتواجدون في الزبداني أمر التفاوض إلى حركة «أحرار الشام» التي تعتبر منظمة ضمن الخط السلفي الدعوي. ومن يعرف صراعات الجماعات المسلحة الداخلية لا يستغرب أن يقوم زهران علوش بقصف دمشق، لإفشال التفاوض على انسحاب المسلحين من الزبداني، ولعرقلة توجه حركة «أحرار الشام» إلى التفاوض مع الدولة السورية ومع حزب الله في هذه الفترة.

يأتي توجه حركة «أحرار الشام» للعمل السياسي في وقت تتعرّض «جبهة النصرة» شريكها الأكبر في «جيش الفتح» لقصف من التحالف الدولي في شمال حلب وللتخلي التركي عنها بعدما كانت خلال السنوات الماضية مطية الدول التي عاثت في سورية دماراً وقتلاً وأولها تركيا وقطر، اللتان اعتمدتا «النصرة» بسبب النفوذ الإخواني داخلها.

مراجع في المعارضات السورية قالت إن حركة «أحرار الشام» فهمت أن فشل تركيا وقطر بإقناع الأميركي برفع «جبهة النصرة» عن لائحة الإرهاب وعدم قصفها في سورية يعني نهاية «النصرة» في وقت قريب وانشقاقها قسمين الأول مع «داعش» والثاني بين الأحزاب وخصوصا «أحرار الشام»، لذلك سعت قيادة «أحرار الشام» للبحث عن طريق سياسي يجعلها الفريق الميداني الوارث لـ«جبهة النصرة» والفصائل التكفيرية المحاربة. وتضيف المراجع أن تركيا اليوم تعول على «أحرار الشام» في سعيها لتعويض انسحاب «جبهة النصرة» من الريف الشمالي لحلب، حتى لا يقع بيد «داعش» الذي يشن هجوماً عنيفاً على مارع قرب أعزاز منذ عدة أيام، وتعتبر تركيا أن الجماعات التي تدربها أميركا ليس لها قبل بقتال «داعش» بغياب «النصرة» والفصيل الوحيد المؤهل هو حركة «أحرار الشام».

من هنا تفيد المراجع نفسها أن تركيا لعبت ورقة الفوعة والهدف جر الإيراني الحليف الإقليمي القوي للدولة السورية إلى التفاوض معها بطريقة غير مباشرة عبر دفعها حركة «أحرار الشام» وبعض فصائل «جيش الفتح» التكفيري لفتح معركة الفوعة وكفريا في ريف إدلب، وهذا مقدمة لإعادة صياغة الجماعات المسلحة بعد الخضوع التركي لأميركا الذي وصل إلى التنازل عن حليفها «داعش» وحليفتها «النصرة»، والسماح للطيران الأميركي باستخدام قاعدة أنجرليك بعد عقد من الرفض، وهذا ما يضع تركيا في مواجهة أنصار «داعش» الكثيرين لديها، في حال تدخلت وفي حال لم تتدخل تعمق الخلاف مع أميركا وتنظر إلى الأكراد يثبتون نفوذهم على حدودها، أليس في نفي أميركا للتصريحات التركية حول المنطقة العازلة ونفي تركيا أن تكون الطائرات الأميركية التي قصفت أطمة في ريف إدلب قد انطلقت من أنجرليك ما يدعو للتساؤل عن حقيقة هذا الخلف الهجين؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024