إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«المحافظون الجدد» الأكراد وسقوط حلم الدولة..

نضال حمادة - البناء

نسخة للطباعة 2019-10-11

إقرأ ايضاً


لا شيء في الأفق يوحي بتحسّن الأوضاع والعلاقات بين الكرد وباقي مكوّنات مجتمعات وشعوب المنطقة العربية والإسلامية، كما لا شيء يوحي بتغير عقيدة مجموعة الـ نيو المحافظين الجدد الأكراد في السعي لتحقيق حلم الدولة الكردية لو تعاملوا مع الشيطان. فالهدف يبرر الوسيلة والعقيدة تبرر التضحية بكل مكوّنات مجتمعات المنطقة وأولها الكرد في سبيل تحقيق حلم القائد أوجلان ومَن ورث تركته من رجال عقائديين أصحاب هدف واحد يسعون لتحقيقه مهما كانت الأثمان.

أريد في هذه المقالة أن أتحدّث عن معرفتي بقادة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من خلال عملي الصحافي في أوروبا ومتابعتي للشأن السوري التي جمعتني لأكثر من مرة مع القائد الفعلي لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية المهندس صالح مسلم محمد الذي عرفته عن قرب منذ العام 2011. وكانت المصادفة أن أكون أول إعلامي عربي يجري معه مقابلات صحافية عدة قبل أن يتعرّف عليه العالم أنه القائد الفعلي لأكراد سورية أو للجناح الكردي المسلح في سورية والتابع لحزب العمال الكردستاني.

ليست قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري كغيرها من قيادات الأحزاب التقليدية هي وعلى غير ما يتصور الجميع قيادة عالمية عابرة للحدود صاحبة مشروع ودعوة لبناء دولة كردية على أي جزء من بلدان انتشار الأكراد. ورغم انتمائها الجغرافي لسورية فإن قيادت حزب الاتحاد الديمقراطي السوري تخضع لقرارات جبل قنديل في تركيا ويتحكم في مفاصلها القيادي الكردي التركي جميل بايق، ويعمل صالح المسلم وزير خارجية في دولة بايق العابرة للحدود.

يعترف قادة حزب العمال الكردستاني بجناحَيْه التركي والسوري بأن الأحداث العربية هيئت لهم فرصة تاريخية لتحقيق حلمهم بدولة كردية، وأن هذه الفرصة لن تتكرر قبل مئة عام. وبالتالي فهم أمام واجب قومي وعقائدي بتحقيق هذا الحلم الكردي مهما كانت الأساليب، ومهما كانت الأثمان، وليس مهماً أن تنتهي هذه المغامرة بقتلهم جميعاً وتدمير الكرد ومَن حولهم طالما أن فرصة الدولة متوفرة ويمكن تحقيقها. ومن هنا يمكن فهم كل المواقف التي اتخذتها هذه القيادة في مفاصل الحرب السورية خصوصاً قبل ثلاثة أعوام، عندما فضلت هذه القيادة أن تدخل تركيا الى عفرين وجوارها على تسليم هذه المنطقة للجيش السوري. وهذه التجربة أعيد تكرارها شرق الفرات حيث رفضت هذه القيادة العقائدية دخول الجيش السوري الى أي منطقة خاضعة لسيطرتها في الشرق السوري بل إنها تحاصر الجيش السوري في الحسكة في مربع أمني ضيق وتحاصر مطار القامشلي ومنطقة مباني ومؤسسات الدولة السورية في القامشلي، وهي تعمّدت السيطرة على أهم حقول النفط في شرق سورية من منطلق سعيها للوصول الى دولة مستقلة.

الآن وبعد 7 سنوات عجاف من الحرب السورية يصل مشروع المحافظين الجدد الأكراد الى نهايته التي توقعنا والتي حاولنا مع بعض الأصدقاء المشتركين أن نقنع صالح مسلم ومَن معه بعد عودتهم من واشنطن الى باريس عام 2015 أن أميركا تكذب على الأكراد وأنها سوف ترميهم عندما ينتهي دورهم. وبالتالي يبقى التواصل مع النظام والدولة في سورية هو الأضمن للكرد والأفضل لمستقبل العلاقة مع العرب في سورية والمنطقة. نصائح لم تقبل بل إن قائد أكراد سورية صارحنا أن الأميركي هذه المرة غير كل مرة وأن الدولة الكردية على بعد خطوات. فلماذا نضيّع الفرصة؟

بعد أربع سنوات من هذا النقاش فرصة المحافظين الجدد الأكراد ماتت، فهل مَن ينقذ العلاقات الكردية مع باقي مكوّنات سورية من الموت؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024