إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مفهوم الحرية في فلسفة أنطون سعاده - المدرحية القومية الإجتماعية 7

يوسف المسمار

نسخة للطباعة 2017-01-26

إقرأ ايضاً


النظريات تتطور وتتغير بحركات الشعوب

ان تـطـورات المجتمعات وحـركات الشـعـوب كـانت أقـوى من أن تـسير بـحـسب نـظـرات ونـظـريات وضعها مـدَّعـو الفلسفة والعلم ، وتـقـبّـلها الكـثـيـرون من أبـنائـنا غـبـاء ً وجهلاً دون ان تستيقظ فيهم روح المبادرة والعزّة والابداع .

إن النـظـريات والقـوانـين والمباديء والدساتـيـر والأنـظـمة وكل ما يمكن تصوّره من الشرائع والأفكار هي لـساعـدة الشـعـوب على تـحـسين حـياتـها ، وتـرقـية مـصـيـرها .

ان جميع النظـرات والنظـريات الـروحية أو المادية أو التوفقية أو الاصلاحية كانت وتـبـقى وسـوف تـسـتـمـر على مـشـرحة تـطـور الشـعـوب ونهضاتها وثـوراتـها . وحتى الأديان نـفـسـها هي خـاضعة لحالة الـنـمـوّ والـتـطـور والتـغـيـيـر .

وتـكفي نـظـرة بسيطة الى التاريخ لـنـجـد كـيـف تـرومـنت المسيحية في روما ، وتـسـكـسـنـت في انكـلـتـرا . وكـيـف تـتـركت وتعثمنت المحـمـدية في تـركـيا ، وتـعـجـمنت أو تـفـرسنت في إيـران . وكيف تروسـنت الماركسية في روسيا ، وتصـيـّنت في الصين ، وتكوبـنـت في كوبا. وكـيف تفرنست النظريات الأخرى من هيغلية وشخصانية في فـرنسا ، وتأمـركت في أميركانـيا . وتدرج تأقـلـمـها صعـودا ً أو هـبوطـا ً في الشعوب النامية التي مـا تـزال تعاني من إسـتـغـلال الـدول القـوية الإستعـمارية .

إن كـل المزايدات اللفظية الكلامية والدعايات المغـرضة لا يـمكنها أن تـقـوم مـكان الحـقائـق والـوقائـع والأرقـام .فالفـرد مثلا ً في ظـل الأنـظـمة الـرأسمالية الـفـردية الإستعمارية هـو حـرٌ في الظـاهـر في أن يعـمـل أو لا يعـمل.ولكـنه في الحقـيـقة والـواقـع والمحسوس هـو مـُجـبـَرٌ ومُكره لكي يـعـيش أن يـعـمـل تـحـت أقـسى الشـروط التي يفرضها عليه أرباب العـمـل وأصـحاب الشـركات وجـمـيـع المـهـيـمـنـيـن على أرزاق الناس . ولذلك فإن حـريـته هي حـرية العـبـودية والـذل ، ولـيـست حـرية الكـرامـة والـعـز. والافضل ان نستبدل كلمة حريته بحقوقه المهضومة المسلوبة التي جعلته فريسة للخنوع والاستعباد .

والـفـرد ، أيضا، في الأنظمة الماركسية الإشتـراكية حـرٌ في ممارسة الـدعاية والتبشير والدعوة الى اعـتناق عـقـيدة مادية والعـمـل على تـقـوية وتعزيز سلطة الدولة التي تشكل في حـد ذاتها شركة كـبـرى يديرها ويسيطر عليها حـفـنة من الذين بـرعـوا في تزوير الحـقائق وتـضليل الناس واستخدامهم كرها ً أو طوعا ً من أجل مآرب خاصة جزئية وفـئوية متذرعين بفلسفة مادية مصورينها للناس على انها عقيدة العقائد،ونظرية النظريات التي لا نظرية قبلها ولا نظرية بعدها مع أن الـدولة هي المظهـر الثقـافي التـنظيمي السياسي للأمـة وليست سلطة وسوط استبداد وطغيان .

وهي في الحقيقة نظرية دعاية خادعة لا تـخـدم سوى المسيطرين والمهـيـمـنـيـن على مراكز القرار والتقرير في الحزب أو الأحزاب التي تسيطر على مقدرات الدولة والأمة.

وكذلك حال المواطن الفرد في ظـل الأنظمة العسكرية التوتاليتارية الذي تأمنت له لقمة العيش في خـدمة الحكومة المستبدة الجائرة ، وتـأمن له العـمـل في حقولها ومصانعها ومزارعها ومكاتب شركاتها فأصبح غيـر قادرـ مهما وجـد النظام ظالما ً ومجحـفا ً وسيئـا ًـ أن يمارس حقـوقه ويقـول رأيه بصراحة أو يحتج أو يـرفض أو يبرز مواهبه في غير الخط المرسوم لـه، وليس لـه إلا الوظيفة المقـررة لنشاطه واستخـدامه من قبـل الطغاة المستبـدين والمسيطرين على مـرافـق الـدولة في حكومتها الجائـرة .

إن حـرية الـفـرد والافضل ان نقول حقوق الفرد في هـذه الأنـظـمة هي حرية او حق اي واجب التبويق والتصفيق للأسياد الذين يستخدمون الناس عبيدا لقاء لقمة عيشهم مجبرين على أعمال لا يـقبلها حـق، ولا تقر بها عدالة، وليست حرية الأحرار الأعزاء الذين لا يـقـبلون بـغـيـر عـيـشة الشـرفاء ، وحياة الكـرماء في أمة حرّة .

الحـرية المجتمعية هي حرية الصراع والتقدم

فلسفة انطون سعاده المدرحية القومية الاجتماعية تقـول بالإنسان ـ المجتمع الذي هـو مصدر الفـرد، ونطاق بروز وتحـقـق شخصية الفـرد ، والضامن لإستمرار وجـود وخـلـود الفـرد .

فـفي المجتمع أصـل الفـرد ومـصـدره . وفي المجتمع بروز شخصية الفـرد وتحقـق كيانه وشخصيته . وفي المجتمع الحر يكون بقاء الفـرد وخلوده حراً. والفـرد الحر هو ابن المجتمع الحر . ودرجة حـرية الفـرد ترتـقي وتـرتـفـع سويتها بنسـبة ما يـتوحدن بقـضـية مجتمعه وبـقـدر ما يـعـمـل الفـرد من اجـل عـزة مجتمعه ورقيه. وليس بنسبة ما يـنـعـزل ويـغـتـرب عن قضية مجتمعه.

ان في انعـزال الفرد عن مجتمعه أو في استغلال الفرد لمجتمعه من أجل منافع فردية خصوصية تنكر للوعي والمناقـب والرقيّ يؤدي الى الشلل والانسلاخ والتقـزم والتـصـنّـم والذبول والإنهيار. والحرية لا تكون أبـدا ً شللاً وتقزما ً وتصنماً وذبولاً وانهيارا ً ، بل هي دائما انفتاح لا نهاية له ، وحـركة لا تتوقـف عن الفـعـل ، ونـمـوٌ من طبيعته الإستمرار والازدهار .

من طبيعة الإنسان الـنـمـوّ . والنـمـو هـو نـمـوّ الوعي والفكر . فاذا توقف الانسان عن النموّ سقط وتلاشى ومات . والحرية لاتكون بالسقوط والتلاشي والموت بل تكون بالحياة .الحياة حرية . والحرية حياة . والأحياء هم الأحرار . أحرار بالحياة .أما الأموات فهم العبيد . عبيد بالموت . الحرية مظهـر نمـوّ الفكر الذي يـوجـّه الإرادة، فتسمو الإرادة بحرية الفكر وتزيده وضوحا ًوقـوة ًوفاعلية ، فيزداد تـألقـا ًويزداد المجتمع تقدما ً وحرية، ويصبح الإنسان مؤهلاً لتحقيق : " الحياة الأجـود في عالم أجمل وقـيـَم ٍ أعلى ." كما عبّر عن ذلك عالم القومية الاجتماعية وفيلسوفها أنطون سعاده في كتابه " الصراع الفكري في الأدب السوري" حيث يصبح لـقـاء الأمـم الحـرة الناهضة سبيلا ًالى الإرتـقـاء الإنسـاني الصحيح وبلوغ عالم ٍموحـّد وعولمة مناقبية راقية تقوم على قيم الحق والخير والجمال " إذا كـشـفـت مـخـبـآت الأبـد أنـه سيكون ممكنا ً احـداث ذلك العالم ." كما قال سعاده في مؤلفه " نشوء الأمم " .

الحرية مجتمعية والمجتمع الحر هو المجتمع الناهض

إننا ننطلق في فهمنا من وحدة حياة المجتمع وليس من تجزئـته الى فتات . ننطلق من المجتمع وتمامه وشموليته وليس من الفرد وجزئيته ومحدوديته ، وذلك اعتماداً على ما توصل اليه العالم الاجتماعي انطون سعاده في نشوء الأمم في الفصل السادس الصفحة 91 حيث قال:"وفي أحط درجات الاجتماع البشري وأبسطها نجد الجماعة أو العشيرة وعبثاً نحاول أن نجد الفرد ، فهو لا وجود له اقتصادياً ولا حقوقياً ولذلك فهو ليس بداءة الاجتماع ولا شأن له في تعيين الاجتماع وكيفيته ."

وعلى أساس ما تقدم نرى في كمال وجـود أمتـنا وتمامه وجودنا الكامل الفاعـل كأفراد، فنرفض كل ما من شأنه تجزئتنا وتفسيخنا أرضا ً وشــعباً وحضارة وتاريخاً.

نحن وحدة حياة .شعب متفاعل مع أرضه وارض متفاعلة مع شعب متسلسل ومتتابع الاجيال هي أساس حياته. لا قيمة للأرض بـدون شعبنا وحضارته . ولا وجـود للشــعـب والحضارة بدون أرضنا. ولا معنى للأرض والحضارة بـدون شـعـبـنا .

ولأننا وحدة حياة على هذا المستوى ، فإن كل فرد من أفرادنا ينمو ويجب أن ينمو بنموّ مجتمعه ، ومن حقه أن ينمو ، ولا معني لوجوده وشخصيته بغير نموّ. وعلى كل الحكومة في دولته أن تسهر وتحافـظ وتعمل على نموّ وتـقدم وارتقاء كل فـرد دون تمييز، ودون تحفّـظ ودون تبرير او ذرائع تضليلية خادعة . كما عليها أن تحافـظ على كل شبر من أرض الوطن لتبقى سلامة الوطن والأمة مصانة . وينبغي على الحكومات أيضا أن تـوفـر للشعب كل أسباب ووسائـل تنمية الحضارة وتوسيع آفاقها .

بهذه الأمور المتقدمة تكون الأمة حـرة ويكون أبناؤها أحراراً ، ولا معنى للحرية إلا بالنهضة وبالقدرة على الإبداع وتحمـّل المسؤلية وممارسة فعل الصراع سحقا ً للبـاطـل وانتصارا ً للحـق .

إلا أن الـنـمـوّ الذي أشرنا اليه لا يكون أبدا ً ولا يستقيم بغير انتاج .

والإنتاج بـدوره مـتـنوع يشمل العلم والفكر ، والصناعة والزراعة ، والفن والإبداع ، والتضحية والصراع . ولهذا كان مبدأ الإنـتـاج في مفهومنا أنه :"يـجـب على كل مواطن أن يكون منتجا ًبطريقة مـا." فمن لا ينتج ليس حراً لأن البطالة أم العبودية ، ليصح أن يكون مبدأ الحق في المجتمع الحـر هو أن :" لكل مواطن نصيبه العادل من الإنتاج العام ." في المجتمع كما توضح مباديء الفلسفة القومية الإجتماعية. ومبدا الإنتاج لايتفق ولا يتوافق أبدا مع هـدر طاقات المجتمع وفعالياته لأن في هدر طاقات المجتمع وبعثرة موارده تعطيل وتشويه للحرية واستسلام للعبودية .

المجتمع لا يتقدم ويرتقي باستنفاد واستهلاك كل جهود المواطنين وارهاقهم ، بل يتقدم المجتمع بتهيئـة مناخ الإنتاج الفكري ـ العلمي ـ الصناعي ـ الزراعي ـ الفني ـ الإبداعي ـ البطولي وتنظيمه ورعايته وتأمينه لما فيه مصلحة الأمة وسـلامة الدولة الجديرة والمؤهلة لخدمة مصالح الأمة وأهـدافـها بحيث تتأمن مصلحة كل مواطن وسلامته في الحياة الجيـّـدة المتـنامية العزيزة الحرة . وحيث يعمل المواطن ليس خدمة خصوصية لبعض أفراد ، ولا لشركات ، ولا لمرافق حكومية ، ولا لأغراض جزئـية ولا حتى لإنتاج بذاته مهما كان هـذا الإنتاج ، بل انه يعـمل في سبيل تحقيق الحياة الجـيـّدة المـُثـلى لأمته المتحدة حياته بحياتها والتي لا جودة لحياته إلا بجودة حياتها . هكذا يكون الفرد الانساني حراً بوعيّه ومناقبه وانتاجه وصراعه وابداعاته وتضحياته في سبيل انتصار مقاصد أمته العليا وغاياتها الشريفة ، وقـضـيتها العـُظمى الـتي تنطوي على أجـمل مقاصده ، وأشرف غاياته . وتعـبّر عن استقلال فكره وصحة إرادته وسلامة حـريته .

هذه هي الحرية المنقبة القيمية الكامنة في انسانية الانسان- المجتمع ووجدانه الاجتماعي، والمستيقظة فيه، ولا تنتزع منه، ولا تُمنح له، وباقية فيه حـركة صراع لتحقيق كـل ما هـو أفضل للحياة جماعةً وأفراداً ومجتمعاً وأجيالاً ترتقي بممارسة الحرية، والمفاهيم الفكرية الفاضلة التي تتحقق بالصراع الدائم ولايجوز أبدا ً أو يحق أن تطبّق على المجتمع أية فكرة أو نظرية أوأمر استذواقي استنسابي كما لوأنه مادة من مواد الإختبار في المختبرات العلمية .

عقيدة الوعي المدرحي القومية الاجتماعية

بناء على كل ما تقدم بالضبط كانت الضرورة لتولـيـد عقيدة الوعيّ القومي الإجتماعي في كل أبناء المجتمع،وإيقاظ وجدانهم المجتمعي العام، وتنبيهـهم الى قضية وجودهم وحياتهم ومصيرهم ، وكانت بالتالي أهمية توفير المناخ الصحيح الملائـم لتأمين ســلامة نـمـوّهم في توليد نظام جديد تتحقق بواسطته مباديء عقيدة الحرية الجامعة لمختلف العـقائـد وغاياتها الـراقية التي هي مـزيد من تحقيق الحق والخير والجمال، واستمرار ارتقاء الحق والخير والجمال باستمرار ارتقـاء الأمة الحـرة المتحـررة بالمعرفة والفضبلة من كل المثالب والرذائل والجهالات .

إن المواطن الفـرد كما تبين في الأنظمة المشار اليها هـو حـر في أن يكون عـبدا ً للفكرة والنظرية والحزب وحكومة الدولة والمتسلطين على مقـدراتها ومرافقها ووزاراتها ، وحر أيضاً بالتجـرجـر وراء الوعود الخادعة والدعايات المضللة والأوهام الرومانسية السرابية . لكنه أبدا ً ليس بحر ان يمتنع عن تنفيذ الأوامر مهما كانت خاطئة وظالمة ، وليس بحر ان يتخلص من التقاليد والاعراف والخرافات مهما استفحل شرها .

من الأمور البديهية أن يضحي المواطن الفرد بنفسه من أجل حياة مجتمعه لأن في حياة المجتمع وسعادته تكمن حياة الفرد وسعادة الفرد. أما التضحية في سبيل فكـرة أو نظـرية أوحكومة او رئيس بشكل لايخدم مصالح الأمة وأهدافها في الحياة، وممارسة الإستقلال الـروحي ، وسيـادة ذاتية الأمة العامة ، والمصيـر العـزيـز فإنها تضحية خرقاء تصغرأمامها كل الأضاليل والأخطاء والجرائم .

إن التضحية ليست من أجل التضحية ، بل يجب أن تكون التضحية من أجل قضية عـُظـمى تساوي وجود الأفراد في بقاء مجتمعهم حراً ونـمـوّه متقدماً واستمراره راقياً . وهذا هو مفهوم التضحية في عقيدة الحرية القومية الاجتماعية التي هي حركة صراع في سبيل الأرقى .

فوجود الفرد ما كان بالإنفصال عن المجتمع . وبقاء الفرد يستحيل أن يتم خارج بيئة حركة المجتمع. ولا حرية للفرد إلا اذا كان مجتمعه حـرا . والمجتمع الحـر لايمكن ان يكون حـرا ً إلا إذا كان جميع ابنائه أحرارا ً، واستمـرت أجياله تمارس الحـرية وعيا ً ومناقبا ً ، ونـمـوا ً وانـتـاجا ً ، وصراعا ً ورقيا ً.

بهـذا المفهـوم للحـرية يصبح أي اعتـداء على أي فـرد من أفـراد المجتمع أو أي شــبر من أرض الوطن هـو اعتداء على الشعب كله ، واعتـداء على الحـرية ذاتها ، وتهـديـدا ً لـوحدة الـوطن وسلامته ، ووحدة المجتمع وصلاحه وعزة مصيره والاعتداء هو الباطل الذي ترفضه الحرية ويقاومه ويحاربه الأحرار . ويصبح في المقابل أيضا أي تساهل بحقوق أي مواطن أو أي تنازل عن شــبر واحد من أرض الوطن هو تساهـل بحقوق الشعب كله وتنازل عن أرض الوطن كلها. كما أن أي ويـل أو كارثة أو نكبة تنزل بأي فـرد من أبناء الأمـة ولا ترد الأمة كما ينبغي أن ترد وتحمي أبناءها، فإنها تعرض شخصيتها للإنهيـار وسيـادتها للضياع وحـريتها للسـقـوط. وكـل أمـة تـنهـار شخصيتها وتـفـقـد سـيادتها على نفسها ووطنها ، ولا تحمي نفسها بحماية أبنائها وحماية وطنها تسقـط لأنها غير جديرة بالحياة والحرية،وغير مؤهلة للتنّعم بالعزّ والرقيّ . ومن المحال أن يعيش أبناء المجتمع الحر في ظـل التخلف والجهل والمثالب والإنحـطـاط والذل والعبودية .

فالحق الانساني الطبيعي هو احترام حقوق المجتمعات الطبيعية في وجودها وممارسة حياتها بكرامة وتقرير مصيرها بعزّ.

والباطل هو العدوان على حقوق الشعوب وانسانية الشعوب .

والحرية في مفهومها المدرحي القومي الاجتماعي الانساني لا تكون الا مع الحق وفي مهاجمة الباطل .

الحـرية ممارسة يمارسها أبناء الحـق تفـوّقاً في الوعيّ، وتفوقاً في المناقبية الأخلاقية ، وتفـوّقاً في الصراع البطـولي المـؤيـد بصحة النظرة والرؤية والمباديء والغاية والمُـثُـل العليا . وهي هي النقيض للعبودية التي هي انحطاط في الطبع والطبيعة ، وسيطرة التخاذل والاتكالية والخنوع ، والاستسلام لتراكم ما أفسده الدهر وما اهترأ وتعفّن عبر القرون ، وما تقيأ به مجرمو الأمم من جور وطغيان وأجرام .

** يتبع

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024