إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الصراع على سورية: "بلطجة تركية" على ايقاع "تشبيح" غربي

العميد الركن المتقاعد وليد زيتوني - البناء

نسخة للطباعة 2011-10-03

إقرأ ايضاً


العرب نائمون، رغم ضجيج الشارع.

العرب نائمون، ربما تمشياً مع القول المأثور، "عند اختلاف الدول لطّي راسك"، فهم على يقين، أنهم ليسوا دولاً، بل أفراد يسوسون أتباعاً، قبائل، عشائر، أفخاذ. وبأحسن الأحوال يتحولون الى اقطاع سياسي أو مالي.

العرب نائمون، وهم لا يدرون أن "الربيع العربي" خرج على رائحة البارود، وليس على تفتق زهر الياسمين.

العرب نائمون، بعد انكسار عصا "الفتوة" المصرية، ومحاصرة سورية، وحصول الخليج على وجبه من لحم "العهر" ولبن النوق "النفطي".

"تركيا" المستيقظة من حالة"الأفيون الأفغاني"، و"الخازوق الكردي" في العراق، المستلقية على حرير أمل الدخول الى "الاتحاد الاوروبي" وجدت نفسها على كتف، سورية دولة تتعملق نحو العالمية، بين ظهراني ايران دولة نووية، وفي خاصرتيها، ارمينيا في الشمال واليونان في الغرب.

"تركيا" المتخبِّطة بالصراع مع جميع جيرانها من دون استثناء،إلا مع سورية التي فتحت لها صدرها وقلبها. ردّت لها الجميل على الطريقة التركية، وقيم الاتراك عبر التاريخ، غدرهم، فالتاريخ العثماني شاهد على نذالتهم. يكفي، أن نذكر مجازر الأرمن، ومجازر السريان السوريين في الاسكندرون وكيليكيا وسائر أضنة، كما في معاملتهم مع الأكراد والشعوب غير التركية، في الجنوب والأناضول، وقبائل الشمال.

الرداء الغربي والحرف اللاتيني، لم يغيّر في طبع الأتراك وطبيعتهم، هؤلاء "الأوباش" من جماعة "محفل سالونيك" زرعوا الحقد والغدر والموبقات، اينما حلّوا، وكيفما نزلوا.

"القوّاد" الأميركي، استفاد من التخبّط التركي، ودعاه "حي على الصلاة" ليس تكفيراً عن ذنوب، بل إمعاناً في التضليل والغش والتمويه.

"أردوغان" المتماهي مع "مهنّد" في مسلسل "نور" أحسّ أنه "زير العرب"، بل خليفة العرب، كما أحسّ العرب المولعين بالمسلسلات التركية المدبلجة، أن بطلهم "أردوغان" سيوصلهم الى النهايات السعيدة، كما تنتهي أفلامهم العربية، دائماً. لكنهم نسوا أو تناسوا، أن الدراما السورية في المرصاد، دراما تطوّع التاريخ، تستحضره، تعيد صياغته، تعصرنه، وتنتجه انتصاراً على العثماني والفرنسي، وكل الطامعين في الأرض السورية.

البلطجي"أردوغان" وقبل أن يعطينا درساً في الحضارة، ودرساً في كيفية التعامل مع شعبنا، عليه أن يعترف أولا: بالمسؤولية التركية عن مجازر الشعب الأرمني، وثانياً: أن يحلّ المسألة الكردية سلمياً، وليس بقوة السلاح، ومطاردة أكراد الدول المجاورة بالدبابات والطائرات، وأن يتحاور مع "أوجلان" ويحقِّق مطالب الأكراد الانسانية والإجتماعية، وهي بالطبع مطالب مشروعة.

البلطجي "أردوغان"، وقبل أن يعطينا درساً في حقوق الشعوب، عليه أن يعيد لنا حقّنا في الاسكندرون وكيليكيا، وأن لا يهاجم قبرص ويقسِّمها الى دولتين، وأن يتفاهم مع اليونان، وألا يتدخل في الصراع الارمني الاذربيجاني، حول إقليم "ناغورني - كاراباخ".

البلطجي "أردوغان" وقبل أن يعطينا درساً في الدفاع عن فلسطين، عليه أن يلغي التعاون الاقتصادي، والتحالف العسكري، واتفاقيات تقاسم النفوذ في الشرق الاوسط، مع العدو "الاسرائيلي".

البلطجي "أردوغان" عليه الكفّ عن إعطاء النصائح الى الدول العربية، فمصر ليست بحاجة الى من يعلّمها كيفية التعاطي مع دول الجوار، ولا لبنان بحاجة لمن يوجهه كيف؟ ومع من تُعقد الاتفاقات؟ ولا سورية تطلب استحضار النموذج التركي الراديكالي.

ان البلطجة التركية والتشبيح الغربي لن يفيد بشيء. فحلف الناتو، هذا القزم العسكري بما فيه تركيا، مدعوما من الدول العربية، الاميركية الصنع، لم تستطع وخلال سبعة أشهر، من الانتصار على ثلاثة آلاف مقاتل في ليبيا.

ان عهد القوة، غير المدعومة بالحق والارادة، قد ولَّى الى غير رجعة.

ان "القهوة التركية" غير مرغوبة عالمياً و"الاكسبرسو الغربي" غير متوفِّر، لم يبق الا "البن العدني" المرّ، هو ما يحتاجه الاتراك.

الى اليمن... درّ..


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024