إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأمين حسن دندش، سيبقى في أحلى صفحات تاريخ حزبنا

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2015-09-22

إقرأ ايضاً


إذا كنا كتبنا عن الرفيق مشهور دندش وما تميّز به في الحزب، في الهرمل، وفي البقاع الشمالي من حضور آسر(1) إلا أن الأمين حسن دندش لم يكن أقل منه تميّزاً في حزبه، وحضوراً في منطقته.

مثله، رفض ارتداء "العباءة" بعد وفاة والده رئيس عشيرة آل دندش، مصطفى طعّان دندش. فهو آمن بالتعاليم القومية الاجتماعية التي فيها نبذٌ للطائفية والعائلية والعشائرية.

كان قومياً اجتماعياً حقيقياً، في ممارسته والتزامه وتعاطيه.

عرفته قديماً في الفترة التي عرفتُ فيها شقيقه الرفيق ركان، قومياً رائعاً، بسلوكيته ورقيه ووعيه، وتجسيده لفضائل النهضة. ومع أنه ابن زعيم أحد أهم عشائر البقاع، ورئيسها بعد وفاة والده، ثم شقيقه دندش، فهو لم ير في زواجه من زميلته في الجامعة، اليصابات ضاهر، أمراً غريباً على من اعتنق العقيدة السورية القومية الاجتماعية وشرب من روحها حتى الثمالة. ولذا، ايضاً، شجع أبناءه، الواحد تلو الآخر، على الخضوع لدورات الاشبال في مخيمات صيفية. فكم من مرة التقيت به في اختتام احدى الدورات، يقف مع زوجته المواطنة(2) ينظران بفرح واعجاب الى أحد ابنائهما المتخرجين.

التقيتُ الامين حسن منذ الستينات ورافقته في مسؤولياته، وتابعته عندما غادر الى الأرجنتين(3) ثم عندما ساهم في عودة الامين عصام المحايري من الارجنتين عبر الاردن، فترؤسه "أحد اجنحة الحزب" توطئة لقيام الوحدة مع "الجناح الآخر" الذي كان يرأسه الأمين عبدالله سعادة.

كنا معاً في المجلس الأعلى. اعلم أن دور الأمين حسن كان ايجابياً لصالح وحدة الحزب، واشهد أن كلامه كان ينبع دائماً من وجدان حي، والتزام صادق.

*

عام 1958 التحق الأمين حسن بقوات الحزب في شملان، فأصيب في المعركة إصابة بالغة كادت تؤدي الى بتر ساقه، لولا اهتمام الدكتور البارع اميل رياشي الذي اجرى له عملية معقدة، وأصرّ على وصل ما انقطع من شرايين.

شارك الأمين حسن في الثورة الانقلابية، وكانت مهمته ضبط الاوضاع في منطقة بعلبك - الهرمل فور اذاعة البيان رقم واحد من اذاعة لبنان. فخضع لما يشبه الاقامة الجبرية في منزل والده، لمدة تزيد على الثلاثة أشهر، وهذا الاجراء اتخذ بحقه، منعاً لردود فعل قد تحدث ضد الدولة في منطقة الهرمل.

عام 1971- 1972 انتقل الامين حسن الى مدينة حمص، فتعرف فيها على اللواء حكمت الشهابي وتوطدت العلاقة بينهما وكان من جراء ذلك أن دعا الأمين حسن رؤساء العشائر في منطقة الهرمل لزيارة حمص واللقاء باللواء حكمت، وقد لبّ هؤلاء الدعوة.

تطوّرت العلاقة تدريجياً حتى أدت، وبمساهمة رفقاء آخرين(4) الى بناء علاقة متينة مع الحكم القائم في الشام، اسفر عن رفع الحرم على النشاط القومي الاجتماعي الذي كان محظوراً منذ حادثة اغتيال العقيد عدنان المالكي.

في فترة تولّي الأمين حسن لمسؤولية منفذ عام الهرمل، 1993-1995، شهدت المنفذية نشاطاً لافتاً. من انجازاته أن اسس مشروعاً زراعياً في سهل القاع، حفر له الأبار وأقام المنشئات، ونظم انتقال الطلاب من الهرمل الى زحلة لمتابعة الدراسة، الى اعطاء اهمية للعمل الثقافي، ومنها استضافة الباحث والمؤرخ فراس سواح لإلقاء محاضرة في الهرمل.

*

هل هذا كل شيء؟ كلا، فسيرة الأمين حسن دندش ومسيرته، ومثلها مسيرة الرفيق مشهور دندش، لا تنتهي بصفحتين، أو أكثر. حبذا لو يكتب عنها أحد الرفقاء(5) فتبقى منارة للأجيال، وقدوة تحتذى. حرام أن يرحل أفذاذنا من ذاكرة الحزب بعد ان كانوا رحلوا جسداً.

*

الاسم الكامل: حسن مصطفى طعان دندش.

اسم الام: ضعون دندش

اسم الزوجة: رابحة دندش

مكان وتاريخ الولادة: الهرمل عام 1933

مكان وتاريخ الانتماء: الهرمل عام 1952

المسؤوليات الحزبية: ناموس منفذية(6) ، منفذ عام، عميد بدون مصلحة، معتمد مركزي، عضو مجلس أعلى.

هوامش

(1) مشهور دندش مراجعة النبذة المعممة عنه، في قسم أرشيف تاريخ الحزب على الموقع التالي www.ssnp.info

(2) كانت مقربة جداً، وناشطة مع كل تحرك حزبي في الجامعة، الا انها لم تنتم.

(3) سمعت اطراءات كثيرة عنه من أمناء ورفقاء في الارجنتين سبق والتقى بهم. رووا لي كيف كان يحيا مفاهيم الحزب بكل جوارحه.

(4) من أبرزهم في تلك الفترة، الأمين يوسف الأشقر. نأمل أن يكتب عنها من رافق تلك المرحلة.

(5) نرّشح لذلك أحد الرفقاء من أبناء الامين حسن، والرفيقين مشهور وركان، وفيهم من هو قادر على انجاز هذا الامر.

(6) حصل ذلك بعد أربع سنوات على انتمائه، كان الامين نجاح العميري يتولى مسؤولية المنفذ العام، وفي الهيئة، الرفيق عبد الكريم شمص ناظراً للمالية، الأمين مهدي عاصي ناظراً للإذاعة، والرفيق مشهور دندش ناظراً للتدريب.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024